بنظرة إفريقية تندرج في إطار التسامح أراد المخرج البلجيكي دوقلاس نتيماسيامي أن يدافع عن حقوق سكان مدينة كينشاسا الذين يحلمون بحياة هادئة سرقت منهم منذ سنوات. يبحث المخرج البلجيكي في فيلمه الوثائقي كينشاسا كمباكا الذي عرض أول أمس في هرقلة بتونس أن يسلط الضوء على الشعوب الإفريقية المضطهدة التي غرقت في مستنقع الجريمة و أخذ عينة من مجتمع مصغر في منطقة اسمها كينشاسا بالكونغو و الوضع الكارثي الذي تعيشه مع عصابات استهوت القتل وعشقت الجريمة. يركز الفيلم عن شاب رفض العنف و الجريمة و قرر أن يجمع الأسلحة ويحولها إلى عمل فني رائع من خلال منزل صغير مكون من سيوف كانت تستعمل في سفك الدماء. في عاصمة يعيش فيها شعب متشرد لا يحتاج توثيق حياتهم عناءاً. يكفي إحضار كاميرا وتثبيتها في أي من زاوية من زوايا المدينة لتسجل لك وجودهم اليومي فيها دون سابق تحضير. ما فعلته كاميرا دوقلاس كان في هذا الحدود، والإضافة الدرامية عليها جاءت في حصر شخوصه بعدد محدد منهم، صاروا بعدها أبطال فيلمه، والفضول لمعرفة تفاصيل حياتهم قاده للمضي عميقاً في أحشاء مدينتهم. مصاحبتهم اليومية أوصلت الفيلم، بطريقة غير مباشرة، إلى معرفة نوع العلائق التي تحيط بساكني المدينة وتكوينها. ملامح كينشاسا كما بدت لنا غير واضحة، موزعة، لدرجة التمزق، بين عصرنة مفتعلة غير مستوفية شروط عصرنتها وبين موروث طوطمي مَثَل عنصراً مهماً في تشكيل تاريخها القومي. يعود الفيلم إلى سنة 2004م حيث كانت كينشاسا واحدة من اخطر المدن في إفريقيا بالنسبة للجريمة. السرقة والاغتصاب والخطف وعنف العصابات.