منذ وصوله إلى رئاسة الجمهورية، اعتمد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الغموض كمنهج في إدارة الشأن العام، والغموض الذي انتهجه الرئيس يقوم أيضا على نقطة في غاية الدقة، هي حجب المعلومة عن الخصوم والاحتفاظ بها لنفسه، ومن هنا كثيرا ما وقعت المعارضة والمحللين في أخطاء فادحة واتخذت مواقف مجانبة للصواب بسبب قلة المعطيات وغيابها أصلا... الملف الصحي، للرئيس واحد من الملفات التي نجح الرئيس ومحيطه في تسييره، فأضفى عله من الغموض ما جعل المعارضة وخصوم الرئيس وحتى بعض ممن يدعون القرب من الرئيس يجهلون تماما وضعيته الصحية.. الصورة التي ظهر عليها الرئيس وهو يستقبل المبعوث الاممي والدبلوماسي المحنك لخضر الإبراهيمي، واقفا رسالة قوية مفادها أن صحة الرئيس تطورت بشكل كبير، وانه قادر على تسيير شؤون الدولة عكس ما تدعيه المعارضة، ومعنى هذا أن العهدة الرابعة باتت قاب قوسين أو أدنى. صحيح أن الغموض يتنافى وقواعد اللعبة الديمقراطية المفتوحة، لكنه في الوقت نفسه يكون سلاحا قويا في مواجهة الخصوم... وهنا قوة الرئيس بوتفليقة في إدارة الصراعات داخل السلطة وحولها...