لماذا لم تعط المعارضة المنضوية تحت لوائي القطب الديمقراطي وتنسيقية الانتقال الديمقراطي مزيدا من الوقت لمبادرة الافافاس؟ هل المبادرة فارغة ولا تحوي عناصر تلبي طموحات المعارضة أم أن حسابات حزبوية وراء هذا الرفض؟ أليست مبادرة الأفافاس متأخرة بالنظر إلى مبادرة التنسيقية التي أخدت خطوات؟ في الواقع الأفافاس لم يطرح مبادرة حسب الآراء التي استقيناها من الفاعلين السياسيين وممن التقاهم، فالحزب يقوم في نهاية المطاف بمشاورات سياسية حول كيفية تنظيم الندوة والياتها وبنودها، ومعنى هذا أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا في حين استطاعت تنسيقية التغيير من وضع أرضية مزافران، ثم انتقلت لتشكل هيئة المتابعة والتشاور التي تضم اغلب الأطياف السياسية، وهنا يبرز البعد الزمني والسياسي بين المبادرتين.. النقطة الثانية التي عجلت بكبح تحرك الأفافاس هو الشك في كون الأفافاس استخدم من قبل السلطة لقطع الطريق أمام المعارضة التي باتت تقلق السلطة من خلال محاولات عزلها وجرها فيما بعد إلى مفاوضات تنجم عنها الوصول إلى حل معين، وبخطوة الأفافاس هذه تخشى المعارضة أن تضيع وقتها في مشاورات تفضي في النهاية إلى تقوية السلطة بنظرها ونسف المعارضة التي باتت أكثر وعيا من ذي قبل حسب مراقبين.