الهزة النفطية التي ضربت الأسواق العالمية وزعزعت اقتصاديات الدول الريعية، يجب أن تكون محطة للتقييم والدراسة واستخلاص العبر بالنسبة للعديد من الأنظمة التي اعتادت على مسكنات النفط للتغطية على فشلها في خلق الثروة. فالجزائر التي صرفت في السنوات القليلة الماضية ما لا يقل عن 800 مليار دولار، تجد نفسها اليوم في ورطة من أمرها بعد أن هوت أسعار النفط إلى مستويات غير متوقعة، وقد تستمر في الانخفاض في ظل غياب مؤشرات عن إعادة الأسعار لبريقها. فالجزائر التي حصدت من أموال النفط ما حصدته، في السنوات الأخيرة، يبدو أنها لم تعرف كيف تستغل هذه القوة المالية في خلق الثروة البديلة، في وضع قاعدة للإنتاج الوطني خارج المحروقات، يخلق الثروة ويوظف الناس، ويخلص البلد من تبعية غدائية وعلاجية وغيرها…. الأموال التي صرفت وهي ضخمة كان بإمكانها إعادة بناء دولة جديدة حسب الخبراء، لكن كيف ولماذا فشلنا في استثمارها؟ في هذا الشق وبعيدا عن الإجابات التي تحتاج تحليلا عميقا وتفكيرا طويلا، يمكن القول أن هذه الأموال كانت ضحية سوء التسيير وسوء التوظيف، أموال استغلت في مواضيع ربما نحن في غنى عنها. ولهذا نحن خائفون اليوم… فهل سنحفظ الدرس أم أننا سنكون كالتلميذ الغبي على خلفية مرورنا بنفس الأزمات من قبل وها نحن نعيد الكرة.