صدرت طبعة ثالثة من روايات الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله: زيتون الشوارع، أعراس آمنة، وتحت شمس الضحى. الروايات الثلاث تندرج ضمن مشروع نصر الله "الملهاة الفلسطينية" الذي بدأ العمل عليه منذ عام 1985 ولكل رواية استقلالها وشخوصها وأحداثها وأجواؤها المختلفة عن الرواية الأخرى. تتناول رواية "زيتون الشوار ع" حياة ثلاث شخصيات نسائية، لكن الرواية تكثيف لخمسين سنة من تقلبات الحال التي تعرض لها الإنسان الفلسطيني خارج وطنه، وتأمل عميق لفكرة المنفى والاقتلاع حيث يكون على الإنسان أن يبدأ حياته من نقطة الصفر. وتعايش الرواية وتحاور أخطر وأدق مراحل هذا التاريخ، تلك المرحلة التي تكون فيها الهزيمة داخلية، وعوامل الضعف، تأتي من القلب والدماغ، وعناصر التفكك ماثلة أمام الأعين ثم لا ننتبه ولا نصحو، كما أنها تبحث عميقا في فكرة الاغتصاب بمختلف وجوهها. أما "تحت شمس الضحى" فتتناول الحياة في مدينة رام الله منذ اتفاقات أوسلو حتى الانتفاضة الثانية، وإن كانت تعود لتتأمل مرحلة بيروت وما تلاها، وذلك الصراع بين الوجه والقناع في الحياة الفلسطينية، وطاقة الحب التي تزهر تحت أقسى الظروف في حياة تحاصرها الحواجز والسجون والاغتيالات والقتل. أما رواية "أعراس آمنة" التي تدور أحداثها في غزة، فيصفها الكاتب الفلسطيني محمود شقير، بأنها: إبحار في موضوع صعب، هو الموت والشهادة، وهو موضوع يغري بالعويل والبكاء والندب والميلودراما، لكن الروائي ابتعد ببراعة عن كل ذلك، وراح يستبطن الحالة الفلسطينية التي تقع بين حدَّي الفرح والحزن، العرس والجنازة. وراح يحاور الموت بعمق وذكاء، ليضيء جانباً جديداً في تجربة الفلسطينيين. وإسناد البطولة والسرد للنساء أضفى على الرواية رونقا وبهاء، وكذلك الأمر في "تحت شمس الضحى"، فقد نجح في تصوير أزمة هذه المرحلة المُلتَبِسة. ويضيف شقير: لقد وقع نصرالله على اختيار صحيح حينما قرر أن يكتب "الملهاة الفلسطينية" من جوانب عديدة مختلفة. بحيث تشكل رواياته المتعاقبة ملحمة معاصرة للشعب الفلسطيني في إطار فني متجدد باستمرار. من ناحية أخرى ينظم نادي الرواد الكبار ندوة لمناقشة رواية نصر الله الأخيرة "شرفة العار"س مساء الثامن عشر من هذا الشهر، يشارك فيها الدكتور محمد عبد القادر والدكتورة عالية صالح ويتحدث فيها الكاتب عن تجربته في كتابتها، ويدير الندوة ويشارك فيها الشاعر والناقد عبد الله رضوان.