طوى المدرب رابح سعدان صفحة كأس إفريقيا مباشرة بعد مباراة نيجيريا مثلما أعلنها المعني سابقا، لتكون بذلك مغامرة أنغولا مجلّدا دوّن فيه دون شك العديد من الملاحظات التي ستفيده في الاستحقاق القادم والأهم صيف العام الحالي، الخاصة بالإيجابيات التي تستدعي العناية، وأيضا السلبيات التي يجب حلها، من بينها “شخصية” أسلوب لعب المنتخب الوطني الذي لم يجد ملامحه بعد، إضافة إلى افتقار النخبة الوطنية إلى عناصر فعالة في بعض المراكز الحساسة، وأيضا مقعد بدلاء بإمكانه صنع الفارق وتقديم البدائل، الحل الذي قد يأتي مع البرنامج التحضيري الطموح ل “الشيخ” الذي قرر الإعداد للموعد العالمي ب30 اسما يتم تقليصهم تباعا قبل المونديال. حراسة المرمى... الدعم النوعي غير مستبعد رغم وجود ڤاواوي وشاوشي عرفت مراكز حراسة المرمى في المنتخب الوطني تغييرات كبيرة وكثيرة بداية من مباراة “أم درمان” على خلفية العقوبة المسلطة على الحارس الأول الوناس ڤاواوي في لقاء القاهرة، ومن ثم إجراؤه عملية جراحية قبل “الكان” بأيام فقط، لهذا وُضعت الثقة في بطل لقاء السودان فوزي شاوشي، ومن ثم تم التخلي عن نسيم أوسرير وتعويضه بمحمد الأمين زماموش في مركز الحراسة الثالث ل “الخضر”، كل هذا لم يمنع من تسجيل نقائص في غياب الخبير ڤاواوي، حيث ظهر عامل نقص الخبرة لدى شاوشي الذي فقد التحكم في أعصابه أكثر من مرة، ما يؤكد أن حارس الوفاق يحتاج إلى عمل إضافي كبير، نفسي بالدرجة الأولى قبل موعد المونديال، أما حارس المولودية العاصمية فإشراكه أساسيا في لقاء واحد وتلقيه هدفين لا يتحمل مسؤوليتهما ليس كافيا للحكم على أولى مشاركاته الدولية. سيدريك وحارس مرمى مطلوب في مانشستر و”فابر” ينتظرون الفرصة لازالت فرضية معاقبة فوزي شاوشي على ضوء تصرفاته تجاه الحكم البينيني كوفي كوجيا ممكنة، وعقوبة قادمة من الكاف ولم لا الفيفا قد تبعده عن حمل ألوان المنتخب الوطني لفترة، لذلك قد نرى في قادم الأيام حارسا جديدا في التشكيلة الوطنية لسد الفراغ على مركز حراسة المرمى الثالث، وإذا استخدمنا المنطق المُعتّمد مؤخرا من قبل الطاقم الفني الوطني، يبرز حارس شبيبة بجاية سيدريك وأيضا الشاب المتألق في بلغاريا رايس مبولحي وهاب المختار مؤخرا أحسن حارس هناك لسنة 2009. مبولحي صاحب 23 عاما وتألق مع ناديه “سلافيا صوفيا“ ولفت إليه أنظار “السير” ألكس فيرڤسون مدرب مانشستر يونايتد، ما يدل على إمكانات هذا الحارس الذي حمل ألوان المنتخب الفرنسي سابقا. كما يوجد في القائمة ابن مدينة وهران مايكل فابر المتألق هو الآخر مع ناديه كليرمون فوت في الدرجة الثانية الفرنسية، والملاحظ أن الثنائي صرّح أكثر من مرة (حتى قبل التأهل إلى المونديال) عن رغبته في حمل الألوان الوطنية. الدفاع... المحور يحتاج إلى بدائل والمشكلة الأكبر في الجناح الأيمن أظهرت المباريات التي خاضها المنتخب الوطني في دورة أنغولا أن محور الدفاع هو النقطة الأقوى في التشكيلة الوطنية، شرط وجود بوڤرة وحليش معا، أو تعويض أحدهما ب عنتر يحيى نظرا إلى الفكرة المسبقة عن مستواه كون الإصابة خانته كثيرا خلال هذه الدورة. أما البدائل في صورة سمير زاوي (العيفاوي شارك ظهيرا أيمن) فلا يحوز على نفس المواصفات الموجودة في الثلاثي المذكور آنفا، لأجل هذا فإن الغربلة التي قد تطال النخبة الوطنية في المواعيد القادمة تمس البدائل المتاحة لتعويض أي غياب طارئ لمحور الدفاع الجزائري. أما الظهيران فهي رواية أخرى أصابت ولازالت تصيب الشيخ سعدان بصداع لا يهدأ، أولها غياب ظهير أيمن حقيقي (العيفاوي، عنتر يحيى ومطمور وُظفوا ظرفيا فقط) بإمكانه القيام بعمل مُناظر لما يقوم به بلحاج في الجهة اليسرى. مفتاح وشاقوري حل الرواق الأيمن وزارابي وبوزيد ممكنان في الدفاع مشكلة الظهير الأيمن في المجموعة الوطنية مطروحة في عنصر الكفاءة، والإشكال في ندرة المحترفين في ذلك المركز أيضا، فعلى مر السنوات الأخيرة كان على الدوام سليمان رحو (عامل السن يبعده على الأقل عن التشكيلة الأساسية) منشطا له أو من اللاعبين الذين لا علاقة لهم بالمنصب (أيام كافالي كان من نصيب إسماعيل بوزيد، أو لاعبي وسط الميدان)، لكن الحل الذي أشار إليه في أكثر من مرة الناخب الوطني موجود في لاعب شبيبة القبائل مفتاح أو محمد شاقوري مدافع نادي روايال شارلوروا البلجيكي، فهما الوحيدان الناشطان في المركز المذكور مع تمتعهما بإمكانات بدنية وفنية جيدة للغاية. تضاف إلى ذلك إمكانية أخرى هي الاعتماد على الدولي السابق إسماعيل بوزيد مدافع هارتس الاسكتلندي في ذات المركز نظرا لتعوده على اللعب ظهيرا أيمن، أو حتى الاستفادة منه في مركز المدافع المحوري الذي تألق فيه كثيرا مع ناديه الجديد. أما الخيار الثاني للمحور الدفاعي فموجود في دولي سابق آخر هو عبد الرؤوف زرابي الذي بدأ يسترجع إمكاناته تدريجيا بعد العملية الجراحية التي أجراها قبل أشهر من الآن. وسط الميدان... أسماء كبيرة، مستوى متطوّر وكرسي البدلاء يحتاج إلى دفع لا يختلف اثنان على أن خط وسط المنتخب الوطني أبان عن إمكانات وأظهر ميزة لاعبين عالميين افتقدناهم كثيرا في السنوات المنقضية، يتقدمهم اكتشاف الدورة حسان يبدة الذي كشف عن مردود جعل أندية أوروبية كبرى تراقبه عن كثب. يضاف إليه مراد مغني الذي تفنّن وأبدع وأكد أن التوفيق هو عدوه فقط وإلا لكان في أقوى الفرق الأوربية. معهما دون شك المتألق كريم زياني الذي أكد النظرة المسبقة عنه، كل هذا لا يمنع من تسجيل بعض النقائص على مستوى ذات الخط الذي ينجح في البناء ويفشل في التمريرات الحاسمة، ما صعب المأمورية كثيرا على المهاجمين، كما أن البدائل في صورة جمال عبدون أو عامر بوعزة لم تظهر الكثير، ما يدفعنا إلى الجزم بأن الوسط أيضا يحتاج إلى تدعيم مستعجل. لحسن، جديد المنتخب في خط الإرتكاز وتكاد تصريحات الشيخ رابح سعدان قبل “الكان” وبعدها حول مهدي لحسن، وإشادته بإمكاناته التي أوصلت راسينغ سانتاندير إلى نصف نهائي كأس إسبانيا، تكاد تفصل في مصير اللاعب الذي سيكون أول العناصر الجديدة في التعداد الوطني بداية من لقاء صربيا بعد حوالي شهر من الآن. فالاستثمار في لاعب بحجم لحسن يُعد صفقة مربحة جدا، آنيا ومستقبلا إذا نظرنا بعين الاعتبار إلى سن القائد يزيد منصوري الذي قد يعتزل اللعب دوليا بعد المونديال بنسبة كبيرة، ورؤية ثنائي ارتكاز عالمي مشكل من يبدة ولحسن يعد مكسبا مذهلا للجزائر. إحتمال غياب بزاز يفتح الأبواب أمام العمري شاذلي... وتجربة الشباب مع عبدون قد تُعاد مع البقية الجانب الهجومي من وسط ميدان “الخضر” لا يشكو نقص الحلول على الورق في وجود زياني ومغني، لكن تسجيل النخبة الوطنية 4 أهداف فقط في 6 مباريات كاملة خلال النهائيات الإفريقية يوجه أصابع الاتهام إلى العناصر الهجومية التي لم تحقق ما يكفي من الفرص، كون العملية مشتركة بينهم وبين القاطرة الأمامية، لأجل هذا فإن الدعم مطلوب أيضا على الأقل في مقعد البدلاء خاصة بعد الشكوك التي تحوم حول غياب ياسين بزاز عن المونديال بسبب إصابته الخطيرة، وهو ما يفتح الأبواب آليا للعمري الشاذلي وسط ميدان ماينز الألماني الموجود ضمن القائمة الاحتياطية في حال وجود أي طارئ، كما لا يُستبعد أن تستهوي سعدان فكرة تجريب الشباب في صورة رياض بودبوز أو فغولي مثلما كان الحال مع جمال عبدون، خاصة أن المنتخب الغاني وصيف البطل أكد أن الشباب (أبناء عبيدي بيلي مثلا) بإمكانهم صنع المعجزات. جبور العائد إلى مستواه أكثر المهاجمين جاهزية، غيلاس مُطالب بالإستفاقة وبن يمينة وسلطاني أوراق متاحة كان قرار سعدان القاضي بإبعاد رفيق جبور عن النخبة الوطنية في “الكان” حكيما إلى أبعد الحدود بعد الاستفاقة المبهرة التي فاجأ بها “المحارب” محبيه من أنصار “الخضر” أو ناديه أيك، حيث سجّل وصنع الأهداف في ظرف وجيز تلا عودته إلى الملاعب بعد غياب طويل، ما جعله المهاجم الجزائري الأكثر جاهزية في الوقت الحالي، والأوفر أملا ليس للعودة من جديد إلى المنتخب الوطني فقط، بل لتنشيط القاطرة الأمامية أساسيا بداية من مباراة صربيا يوم 3 مارس، وذلك مثلما أشار إليه الناخب الوطني مؤخرا. أما باقي الأوراق المتاحة منذ فترة لتدعيم خط الهجوم، فإن نقص المنافسة من جهة وقلة الفعالية من جهة أخرى تُبقي كريم بن يمينة مهاجم اتحاد برلين (بدأ يستعيد قواه بعد الإصابة التي لحقت به) وكريم سلطاني من “أدو دن هاغ” الهولندي (لم يُسجل منذ بداية شهر ديسمبر) خارج نطاق المتابعة ولو مؤقتا في انتظار أي جديد، إلى جانب محمد دحمان الذي يعاني نقصا فادحا في المنافسة هو الآخر، ومعهم يقف أيضا كمال غيلاس الذي ابتعد عن تشكيلة فريقه هال سيتي منذ فترة سبقت “الكان”، ما جعله مطالبا بإثبات نفسه حتى يعود من جديد إلى النخبة الوطنية.