دون انتظار بدأ المدرب الجديد بن شيخة العمل مع المنتخب، مركزا على الكرات الثابتة التي كانت إلى وقت قريب سلاح المنتخب الوطني الأول ومصدر قوته الأول... قبل أن تنقلب المعطيات رأسا على عقب بدءا من العام الجاري 2010 وسط سوء توفيق وغياب للحظ في استغلال هذه الكرات التي أخافت المنافسين وجعلت مدرب منتخب إنجلترا الداهية كابيلو يركز مع مدافعيه في التدريبات لتفادي تلقي هدف من مخالفة أو ركنية من “الخضر” في كأس العالم، وإيمانا من الناخب الوطني الجديد أن هناك مشكلا ما في الأمر فإنه دخل مباشرة في صلب الموضوع لتصحيح الأمور ولم لا استرجاع قوة “الخضر” في الكرات الثابتة. “من غير المعقول أننا لم نسجل منذ 9 أشهر من كرة ثابتة“ من غير الطبيعي تماما أن يضيع المنتخب الجزائري قوته بهذه الطريقة في الكرات الثابتة التي أهلته إلى كأس العالم وجعلت من المدافعين هدافين، حيث لم يتمكن الجزائريون من توقيع أي هدف من كرة ثابتة هذا العام إلا من مخالفة زياني أمام مالي في كأس إفريقيا يوم 14 جانفي الماضي التي سجلها حليش، دون الحديث عن ركلة الجزاء التي صفرت وسجلت أمام الإمارات، وهو أمر غير معقول تماما ويؤكد أن هناك مشكلا لأن الأمور تغيرت من النقيض الى النقيض مقارنة بالعام الماضي رغم أننا واجهنا أيضا هذا العام منتخبات متواضعة على غرار تنزانيا، الإمارات وبدرجة أقل الغابون. “40 بين ركنية ومخالفة أمام تنزانيا أمر يدعو للتوقف” كما أن إعادة بن شيخة مشاهدة لقاء تنزانيا والفرص الهائلة التي ضيعها اللاعبون حتمت عليه التوقف طويلا ومراجعة الحسابات، لأن الحكم الطوغولي صفر ودون أي مبالغة ما لا يقل عن 40 مرة بين مخالفة وركنية أغلبها قريبة من منطقة العمليات وسانحة للتسجيل، لكنها لم تترجم كلها وسط تسرع واضح وتنفيذ سيء للغاية وكذا عدم الاتفاق أحيانا على من ينفذ هذه الكرات وأمور أخرى تجعل من مراجعتها ضروريا لتجاوز الخلل، وهو ما يفعله بن شيخة حيث سيحاول استغلال الأيام القليلة التي تفصل عن لقاء بانغي في تصحيح الأمور، والعمل على تكرار تمارين المخالفات غير المباشرة والمباشرة، وكذا الركنيات لم لا فقد تكون إحداها وسيلة الوصول إلى مرمى جيوفري. بدأ بها العمل مع “الخضر” دون انتظار أو تردد ودون انتظار بدأ بن شيخة العمل على مستوى الكرات الثابتة، حيث ركز عليها أول أمس في الحصة التدريبية التي جرت بملعب 5 جويلية أين طبق تمارين المخالفات في انتظار استغلال الأيام الأخرى لتكرار الشيء نفسه، ومعروف عن هذا المدرب أنه مولع بالكرات الثابتة، فقبل مباراة ليبيا مع المحليين في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للمحليين عمل كثيرا على هذا الجانب بشهادة اللاعبين، ولم يغفله أيضا قبل مباراة العودة، كما أنه في النادي الإفريقي كان يعتمد كثيرا على الكرات الثابتة في تسجيل الأهداف، فقد سجل الإفريقي خاصة في بداية موسم 2007-2008 العديد من المخالفات المباشرة ( في وجود المويهبي ويحيى والسلامي) وغير المباشرة، كما سجل فريقه من الركنيات، وتوصل المدافعون أيضا في عديد المناسبات إلى الشباك في غياب هداف واضح. يعين مسبقا منفذي الكرات الثابتة، وله طريقة خاصة في الركنيات ومعروف عن بن شيخة أنه يحدد مسبقا من ينفذ الكرات الثابتة، وهو ما كشفه لنا قبل مدة لاعب النادي الإفريقي أسامة السلامي الذي كان يتولى تسديدها، وهو ما نتوقع أن يفعله بن شيخة من جديد، حيث يرتقب أن يعين الأكفاء مسبقا لتولي تنفيذها، وهو ما لم يفلح فيه في وقت المدرب السابق سعدان، وإضافة إلى هذا فإن التونسيين بالأخص يعرفون الطريقة التي يعتمدها بن شيخة في الركنيات أين يطلب من لاعبيه التجمع عند نقطة واحدة في حدود خط ال 18، وعندما تركل الركنية يتفرقون حسب ما يتم العمل به في التدريبات، للتخلص من الرقابة الفردية. عليه أن يحدد هوية من ينفذون، حتى لا نرى لاعبين يتصارعون على الكرة ويرى الملاحظون ويؤكدون أيضا أن بن شيخة من الضروري أن يحدد مسبقا هوية اللاعبين الذين يسددون الكرات الثابتة، خاصة في غياب زياني حتى لا يقع ما حصل أمام تانزانيا عندما اختلف 3 لاعبين حول أحقية اللاعب الذي يسدد المخالفة الأخيرة التي منحها الحكم كوكو قرب منطقة العمليات أين حاول كل واحد منهم الوصول إلى الكرة، وهي الأمور التي من شأنها أن تؤثر نفسيا في المجموعة، عندما يحصل أن نرى لاعبين يتنافسون بهذه الطريقة غير الاحترافية على مخالفة. نملك لاعبين يحسنون تسديد المخالفات لكن المطلوب “اللاعب المناسب في المكان المناسب” الشيء الإيجابي بالنسبة إلى بن شيخة، أنه يملك لاعبين لهم القدرة على تسديد المخالفات بشكل رائع، على غرار بودبوز، كما أنه يوجد اللاعبون الذين يجيدون وضع الركنيات في القائم الثاني وبطريقة ممتازة، فيما يبقى المطلوب فقط هو أن يكون اللاعب المناسب في المكان المناسب، حتى يستعيد المنتخب سلاحه الأول على مستوى الكرات الثابتة التي كانت إلى وقت قريب تعني هدفا، لكنها خلال هذا العام تحولت إلى لا شيء وسلاح يتمكن حتى المدافعون التانزانيون الذين يلعبون في بطولتهم المحلية من السيطرة عليها وبسهولة تامة، أمر بكل تأكيد لا نتمنى أن يقع تماما في بانغي هذا الأحد.