لم تكن خرجة الجمعية التي قادتها أوّل أمس إلى “روسيكادا” بالموفقة على الإطلاق، حيث عادت من هناك تجرّ أذيال الخيبة بعد هزيمتها على يد منافسها الشبيبة التي عرفت كيف تجسّد الفرص التي أتيحت لها وتحوّل إحداها إلى هدف الانتصار الأوّل لهذا الفريق... في مباراة أظهر فيها رفقاء يوسف ياسين استماتة في الدفاع إلى غاية ربع الساعة الأخير الذي انهار فيه الفريق، ويتوجب على الطاقم الفني مراجعة الحسابات من جديد قبل فوات الأوان، خاصّة أنّ الجمعية مقبلة على مواجهات صعبة بداية بالجولة القادمة التي ستستقبل فيها نادي بارادو على أرضية ميدان بوعقل. سكيكدة تستفيق أمام “لازمو” كل المؤشرات كانت توحي بأن مباراة الجمعية بمضيفها شبيبة سكيكدة ستكون صعبة، كون الفريقين كانا مطالبين بتدارك إخفاقهما، وهو ما يؤكد حالة الضغط الشديد الذي لعبت على وقعه التشكيلتان، خاصّة الفريق المحلي الذي كان أكثر إصرارًا على الفوز لوضع حد للنتائج السلبية التي تكبّدها لحد الجولات الثلاث الماضية، وهو الأمر الذي جعله يرمي بكامل ثقله أمام الجمعية في محاولة لاستغلال عاملي الملعب والجمهور لتحقيق أوّل فوز، الوضع الذي صعُب على الجمعية التي لم تكن تتوقع أن يلعب الفريق المنافس بهذا الشكل. كان بالإمكان العودة بالتعادل على الأقل وكان بإمكان تشكيلة الجمعية تفادي الهزيمة والعودة بنتيجة مرضية من هناك، وهي نتيجة التعادل التي كانت الأقرب لولا انهيار الفريق في ربع الساعة الأخير بالنظر إلى الاستماتة الكبيرة التي تحلى بها اللاعبون إلى غاية الدقيقة 75 لاسيما أنّ “لازمو” لعبت بتشكيلة تضم لاعبين أكثر خبرة من عناصر سكيكدة، إضافة إلى أنّ الضغط كان إلى جانب المنافس، غير أنّ هذه الظروف لم تكن في صالح الجمعية التي سجلت أوّل هزيمة في المنافسة. بن عيسي “كمّل عليهم“ وطرد عبيدي تبقى الجمعية الفريق الذي ليس له أيّ حظ مع الحكام خاصّة عندما تلعب خارج الديار، فبعد أن قام حكم مباراتها السابقة ببسكرة وهو رحمين بطرد مازاري من التشكيلة، ها هو الحكم بن عيسى يعمل نفس الشيء أوّل أمس ويقدم على إشهار البطاقة الحمراء في وجه عبيدي ويحرم التشكيلة من أحد عناصرها المهمة في وسط الميدان، لتنقلب الموازين لصالح المحليين، وهو الطرد الذي سيجعل اللاعب يغيب عن المباراة القادمة أمام بارادو على أرضية ميدان بوعقل، كما قام بن عيسى بإنذار المدافع الأيمن يوسف ياسين. بوعمرية غاب وصاولة في الاحتياط لعبت تشكيلة الجمعية هذه المواجهة في غياب المدافع الأوسط بوعمرية الذي غاب بسبب الإصابة التي تلقاها الأسبوع الفارط خلال التدريبات، حيث عاودته الآلام قبل سفرية الفريق إلى سكيكدة، مما جعل المدرّب كيوة يعفيه من هذه المواجهة، كما جدّد المدرّب ثقته في الحارس الشاب موجار رضا الذي لعب ثالث مباراة له على التوالي مفضّلا إياه على المخضرم صاولة الذي كان مرشحا للعب هذه المواجهة بعدما استعاد عافيته بالشكل المطلوب. محاسبة كيوة إلى غاية الجولة السابعة رغم أنّ الإدارة استاءت كثيرا من هذه الهزيمة التي كانت مُرّة على الفريق ككل خاصّة أنها وفّرت جميع الإمكانيات للاعبين من السفر جوّا ذهابا وإيابا وتسديد المستحقات، إلاّ أنها لا تريد استباق الأحداث وإحداث أيّ تغيير في العارضة الفنية، لأن المدرّب كيوة يقوم بعمل كبير وهو ما ظهر في الحصص التدريبية، وهو بحاجة إلى المزيد من الوقت من أجل تجسيد الانسجام والتنسيق بين الخطوط الثلاثة، وعليه فإن كيوة يجب منحه فترة أخرى حدّدها هو شخصيا إلى غاية الجولة السابعة، والشيء الإيجابي في التشكيلة أنها تقدّم أداء في المستوى لكنها ناقصة من حيث الفعالية الهجومية. الاستئناف اليوم بعد عودة الفريق من سكيكدة أمس السبت واستفادته من راحة، يستأنف التدريبات اليوم في حصّة واحدة سيجريها رفقاء الغائب عن مباراة “روسيكادا” مباركي استعدادًا للمواجهة القادمة أمام بارادو على ميدان بوعقل، والأكيد أنّ المدرّب كيوة سيقوم بإحداث عدّة تغييرات على التشكيلة، كما أنه سيشدّد الصرامة على لاعبيه لاسيما أنّ البعض منهم لا تعجبه تلك الجدية والانضباط التي يفرضهما في تحضيراته، خاصّة أنه لا يتسامح مع الذين يأتون متأخرين إلى التدريبات.