أدلى الدولي الجزائري السابق على بن عربية بتصريحات لإذاعة “مونتي كارلو” الفرنسية التي يعمل لصالحها كمحلل منذ نهائيات كأس العالم، تحدث فيها يوم أمس عن الانتكاسة التي حلت بكرة القدم الجزائرية إثر هزيمة كارثية أمام منتخب إفريقيا الوسطى الأكثر من مجهول، ولم يُرّكز نجم باريس سان جارمان السابق في تحليله للمهزلة على نتيجة المباراة في حد ذاتها، بل تحّدث عن الأزمة التي تتخبط فيها كرة القدم الجزائرية رغم الصورة الناصعة التي ظهرت عليها بتأهل “الخضر” للمونديال الأخير، فالأمر حسب بن عربية أعمق بكثير كونه يمّس التخطيط بالدرجة الأولى، مُضيفاً: “المشكلة في الجزائر موجودة في التخطيط، كل شيء يُرّتب على المدى القصير، لقد اهتم الجميع ببلوغ المونديال، لكن بعد ذلك لم تكن هناك استمرارية”. “كان من الأولى إبقاء سعدان مدرباً للمنتخب” رأي بن عربية في حركة التعديل التي عرفها الطاقم الفني للمنتخب الوطني في الشهر الأخير أعلنها المعني يوم أمس فقط عبر إذاعة “مونتي كارلو”، إذ يرى محلل الجزيرة الرياضية السابق أن رابح سعدان ذا الخبرة الكبيرة جدا بشهادة تاريخه كان من الأفضل بقاؤه حتى بعد سلسلة النتائج السلبية التي حدثت مؤخرا معه بإقرار من بين عربية، وهذا إذا قورن طبعا بالتغييرات المُحدثة، حيث صرّح في هذا الأمر: “سعدان رحل بسبب النتائج السلبية التي حققها، لكن كان من الأفضل إبقاؤه كونه يمتلك من الخبرة الكثير”. “كان بالإمكان منح القيادة للثنائي سعدان- بن شيخة” لم يهاجم بن عربية في حديثه المدرب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة بالرغم من البداية السيئة له مع النخبة، فهو يبقى حسب نجم موناكو السابق مدربا جيدا، بيد أن بن عربية كشف عن رأي جديد كان أفضل حسب رأيه بكثير من رحيل رابح سعدان، فقد قال إن الرجلين كان بإمكانهما صنع ثنائي جيد يستفيدان منه معاً ويُفيدان الجزائر أيضا: “عبد الحق بن شيخة مدرب جيد، لكن سعدان يمتلك من الخبرة الكثير، أراهما ثنائيا رائعا إذا ما عملا معا”، وقد وجه بن عربية بكلامه ذلك انتقادا غير مباشرة لتعيين بن شيخة المفتقد للخبرة في المواعيد الكبرى. “في بلد ذي قاعدة كروية هشّة كالجزائر من الصعب جدا إعادة البناء من الأسفل” الخطأ الفادح الذي ارتكبته القائمون على الشأن الرياضي في الجزائر هو حسب بن عربية ضربة حطمت كل ما تم بناؤه في الأعوام الأخيرة، ف”الخضر” صعدوا درجات عدة في سلم الخبرة وصنعوا لأنفسهم اسماً كبيرا، وهذا في بلد قاعدته الرياضية في الأصل هشة جدا، مما يجعل من إعادة البناء (في وصف تعيين طاقم فني جديد بذهنيات جديدة) عودة إلى نقطة الصفر، مُصّرحاً بقوله: “في بلد هش جدا في مجال كرة القدم، من الصعب جدا العودة إلى نقطة الصفر”. ----------------------- الوصول على السابعة ونصف صباحا واستقبال بارد تأخر إقلاع الطائرة التي كانت تقل وفد المنتخب الوطني من مطار بانغي إلى الجزائر بساعتين أو أكثر، وهذا بسبب الإجراءات التنظيمية والرقابة في المطار، وعليه فقد أقلعت الطائرة في الثانية ونصف صباحا، ودامت الرحلة خمس ساعات كاملة، فيما كان الوصول إلى مطار هواري بومدين الدولي على السابعة ونصف صباحا. وقد انهار رفاق يبدة كلية في الطائرة واستسلموا للنوم بعد الإرهاق االشديد الذي نال منهم عقب السفرية الشاقة من إفريقيا الوسطى. ومن حسن حظهم أن الاتحادية وفرت لهم رحلة مباشرة من بانغي إلى الجزائر. يبدة، عبدون وعنتر يحيى التحقوا مباشرة بباريس مباشرة بعد وصول الطائرة التي كانت تقل لاعبي المنتخب الوطني إلى مطار هواري بومدين، فلم ينتظر البعض كثيرا لامتطاء الطائرة التي كانت متجهة إلى باريس في الثامنة صباحا. ويتعلق الأمر بكل من حسان يبدة، جمال عبدون وكذا القائد عنتر يحيى الذين كانوا قد حجزوا من قبل في هذه الرحلة نظرا لارتباطاتهم مع أنديتهم في أوروبا. ولم يكن لديهم متسع من الوقت للبقاء في أرض الوطن وأخذ قسط من الراحة مثل بقية الرفقاء. بقية اللاعبين تنقلوا إلى الماركير وفي الوقت الذي غادر فيه كل من يبدة، عبدون وعنتر يحيى الجزائر باتجاه باريس مباشرة بعد الوصول إلى المطار، فإن بقية اللاعبين تنقلوا إلى فندق “الماركير” بالعاصمة من أجل أخذ قسط من الراحة. وفيما يتعلق بالمحليين فقد عادوا إلى أنديتهم على غرار زماموش، العيفاوي ولموشية. وقد كان غالبية لاعبي المنتخب الوطني المحترفين على موعد مع شد الرحال إلى الأراضي الأوروبية في منتصف النهار، خاصة أن أعضاء الاتحادية قدموا لهم تذاكر السفر ونقلوهم إلى الفندق قبل شد الرحال حسب مختلف الاتجاهات. مبولحي ألح على أخذ أول رحلة نحو باريس لم يهدأ بال حارس المنتخب الوطني رايس مبولحي إطلاقا عند وصوله إلى المطار، وهو الذي طلب من أعضاء الاتحادية الحجز له في أول رحلة إلى باريس من أجل الالتحاق بفريقه “سياسكا صوفيا” في أقرب وقت ممكن، وعليه فقد ألح مبولحي كثيرا للحصول على تذكرة، وهو الذي تنقل إلى فندق الماركير مع بقية الرفقاء قبل أن يغادر في منتصف النهار، دون أن ننسى أن هذا الحارس كان قد التحق بالتربص متأخرا بسبب ارتباطاته مع ناديه البلغاري. روراوة ودّع اللاعبين فور نزوله فور نزوله من الطائرة، قام رئيس الاتحادية محمد روراوة بتوديع جميع اللاعبين، وطلب منهم مواصلة العمل، في انتظار التربصات المقبلة للمنتخب الوطني. ولم يطل روراوة الحديث مع اللاعبين وهو الذي نال منه التعب بسبب السفرية الشاقة من إفريقيا الوسطى إلى الجزائر، بالإضافة إلى معنوياته هو كذلك التي كانت في الحضيض بعد الخسارة التي تعرض لها المنتخب الوطني في هذه الخرجة. ولم يتمكن لحد الآن من تجرعها، حاله حال الطاقم الفني وكل اللاعبين الذين خيبوا آمال الملايين من الجزائريين. بن شيخة لم يدخل القاعة الشرفية أما فيما يتعلق بالناخب الوطني الجديد بن شيخة، فلا يمكن أن يكون هناك طرف آخر أكثر تأثرا منه، وهو الذي خاب أمله كلية بعد الخسارة التي تعرض لها لاعبوه في هذه المباراة. وعلى الرغم من كل التطمينات قبل اللقاء والتحضيرات التي قام بها رفاق عنتر يحيى، إلا أنهم تلقوا هزيمة قاسية أمام منتخب متواضع. ومباشرة بعد وصول بن شيخة إلى المطار، فلم يبق في القاعة الشرفية مع بقية الوفد، بل استقل سيارته وغادر على جناح السرعة إلى بيته. استقبال بارد في المطار عند وصولنا إلى مطار هواري بومدين كانت الساعة تشير إلى السابعة ونصف صباحا، وهو توقيت بداية المداومة بالنسبة لمعظم عمال المطار. وكما كان منتظرا، فقد لقي لاعبو المنتخب الوطني استقبالا باردا من طرف عمال القاعة الشرفية الذين أبدوا استياءهم من النتيجة التي انتهى عليها اللقاء، ولم يحيوا حتى لاعبي المنتخب الوطني، وهي صورة مصغرة عن الجماهير الجزائرية التي استاءت كثيرا عقب هذه الهزيمة المذلة أمام منافس يحتل المراتب الأخيرة في تصنيف “الفيفا” والذي تمكن من التغلب على “الخضر” الذين شاركوا مؤخرا في مونديال جنوب إفريقيا.