لازالت النتيجة العريضة التي فازت بها “لايسكا” يوم السبت الماضي تصنع الحدث، ليس في الخروب فقط، ولكن في الشلف التي كان فريقها ضحية الاستفاقة الرائعة لأشبال آيت جودي، وكذلك في البليدة على أساس أن الاتحاد يبقى المنافس الأكبر لجمعية الخروب على البقاء، ولم يتوقف الأمر هنا، بل وصل الحديث إلى المنتخب الوطني وعلاقة الأهداف الخروبية الأربعة بمستوى الحارس الدولي ڤاواوي، قبل أيام عن اللقاء الودي أمام صربيا. أول رباعية للخروب في القسم الأول يعتبر فوز جمعية الخروب على جمعية الشلف يوم السبت الماضي الأثقل في القسم الأول، حيث أن “لايسكا” لم يسبق أن فازت بمثل هذه النتيجة منذ صعودها قبل ثلاث سنوات، وكانت أثقل نتيجة حققتها هي (3-1) وذلك مرتين، الأولى في أول موسم لها مع الكبار أمام مولودية سعيدة في الجولة الأخيرة، والمرة الثانية أمام اتحاد العاصمة في الجولة 11 من الموسم الماضي، وهذا ما يعني أن “لايسكا” انتظرت 67 مقابلة لتحقق هذه النتيجة. آخر فوز برباعية كان منذ 4 سنوات قيمة النتيجة المسجلة أمام جمعية الشلف تكمن أيضا في أن “لايسكا” لم تسجلها حتى في موسم الصعود (2006-2007)، رغم النتائج الكبيرة التي حققتها وجعلتها تنهي البطولة في القسم الثاني، والغريب أن أكبر النتائج كانت في الموسم الذي سبق موسم الصعود وكانت فيه الجمعية مهددة بالسقوط إلى قسم ما بين الرابطات، حيث فازت على سيدي عيسى بسبعة أهداف، وعلى معسكر بسداسية، كما أن ذلك الموسم عرف أيضا آخر مرة تفوز فيها جمعية الخروب ب(4-1) وكان ذلك أمام شبيبة تيارت يوم 26 مارس 2006. الرعب يسكن البليدة بعد ثورة “لايسكا” كان أكثر القلقين من فوز “لايسكا” برباعية على الشلف هو محيط اتحاد البليدة الذين تملكهم الرعب من العودة القوية لرفاق زروقي واعتبروه تهديدا شديدا لمكانتهم في القسم الأول، ولم يقتصر الأمر على الأنصار بل وصل الخوف إلى لاعبي البليدة والمسيّرين، وربما حتى المدرب مواسة الذي حاول التقليل من الضغط الذي فرضته “لايسكا” على فريقه وطالب لاعبيه بعدم إعطاء نتيجة الخروب أمام الشلف أهمية كبيرة والتفكير فقط في المقابلات التي تنتظرهم، وهذا ما يؤكد أن أهداف زروقي ودوادي في مرمى ڤاواوي أرعبت البليدية. زروقي يخلط حسابات سعدان قبل لقاء صربيا من جهة أخرى فإن رباعية “لايسكا” في مرمى الحارس ڤاواوي أدخلت الشك في مستوى الحارس الدولي وقدرته على أن يكون جاهزا للقاء صربيا الودي المقرّر غدا، وهذا ما يكون جعل المدرب الوطني رابح سعدان يراجع الكثير من الحسابات الخاصة بمنصب الحارس، حيث أن رباعية “لايسكا” جعلته يفكر في إشراك زماموش أساسيًا، رغم أن هذا لم يكن مطروحا قبل لقاء الشلف في الخروب، حتى وإن كان الجميع يعرف أن ڤاواوي لم يلعب أي مقابلة منذ شهرين، ولكن أهداف زروقي تكون أربكت الطاقم الفني. ----------------------------------------------------------------------- بلهاني: “نتيجتنا أمام الشلف تعتبر إنذارا لبقية الفرق“ هل من تعليق على فوزكم الكبير أمام الشلف ؟ لم يكن أمامنا من حل آخر غير الفوز، وكل اللاعبين كانوا يدركون المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولكن بصراحة لم نكن نتوقع أن نفوز بهذه النتيجة الكبيرة، والحمد لله كما يقال “جات في الصواب” وسنتنفس أكثر بعد أسابيع صعبة مررنا بها. ماذا ساعدكم على تسجيل أربعة أهداف كاملة ؟ السبب الأول أننا استغللنا كل الفرص التي أتيحت لنا، ففي السابق كنا نضيّع عددا كبيرا من الفرص، وفي أحسن الأحوال نستغل واحدة أو اثنتين على الأكثر على عكس هذه المرة، حيث كانت الفعالية حاضرة بقوة، كما أننا كنا مركزين جدا في المقابلة وهذا ساعدنا كثيرا. في رأيك هل “لايسكا” كانت قوية أم الشلف التي كانت ضعيفة ؟ بصراحة الشلف لم تظهر بمستواها الحقيقي، وهذا سهّل لنا نوعا ما المهمة، لقد تعوّدنا على أن نرى الشلف “عظمة صحيحة”، خاصة خارج قواعدها، ولكن هذه المرة اختلفت الأمور كثيرا. من الذي تمثل لكم هذه النتيجة بغض النظر عن النقاط ؟ تسجيل أربعة أهداف كاملة مفيد جدا لنا، فالفرق الأخرى ستحسب لنا ألف حساب، كما أن هذه النتيجة من الممكن أن تصنع لنا هيبة في البطولة، وبالتالي أعتبر النتيجة إنذارا شديد اللهجة من جمعية الخروب إلى الفرق التي سنواجهها في المستقبل، وبالإضافة إلى ذلك أكيد أن فوزا مثل هذا سيرفع معنويات التشكيلة كثيرا، ويشجّعنا على الإستمرار في العمل وبجدية كبيرة. بعض الانتقادات وجّهت للحارس ڤاواوي بعد هذه النتيجة، هل من تعليق ؟ لقد سمعت بهذا الأمر، هذه أول مقابلة ل ڤاواوي منذ شهرين، حتى أنه بقي لفترة طويلة من دون تدريبات بسبب العملية الجراحية التي أجراها، وأي حارس يتوقف عن التدريبات يجد صعوبة في العودة، ولكن قبل الحديث عن هذا الموضوع، يجب أن نتوقف عند نقطة مهمة جدا، هل هؤلاء الذين ينتقدون أداء ڤاواوي تابعوا المقابلة، أنا كنت على أرضية الميدان وأؤكد أنه لا يتحمل إطلاقا الأهداف الأربعة التي دخلت شباكه، وحتى إن كان هو المسؤول علينا أن نقف معه ونشجعه لأنه الحارس الأول في المنتخب الوطني الذي هو منتخب كل الجزائريين. الحديث عن تراجع مستوى ڤاواوي وغياب شاوشي، ألا يمكن أن يؤثر على المنتخب الوطني ؟ لدي ثقة كبيرة في ڤاواوي فهو يكون دائما مع المنتخب الوطني بتركيز كبير، ولا أتذكر أنه ارتكب خطأ فادحا طوال السنوات التي تواجد فيها مع الخضر، حتى وإن تراجع مستواه في البطولة وارتكب أخطاء مع الفرق التي يلعب لها، ولهذا أنا مطمئن 100 بالمائة بوجود ڤاواوي الذي لا يجب أن نشكك في إمكاناته لأنه حارس كبير. لنترك ڤاواوي ونتحدث عنك، كيف كانت عودتك للمنافسة بعد شهرين من الغياب ؟ لقد عدت بشكل عادٍ لأني تعودت على هذه الوضعية بسبب الإصابات واختيارات المدربين، ففي آخر موسم لي في سطيف لم ألعب إلا بعض المقابلات، ومع ذلك بقيت محافظا على مستواي وأكدت ذلك في جمعية الخروب لأني أتدرب بجدية كبيرة وأحضّر جيدا مع الفريق في بداية الموسم ولهذا لا يؤثر عليّ نقص المنافسة، وقادر على تسير البطولة بشكل عادٍ. بصراحة، كيف ترى وضعية “لايسكا” حاليا ؟ أعتقد أننا ابتعدنا قليلا عن البليدة وهذا يريحنا، لأن البليدة هي منافسنا الأول على البقاء، ومع ذلك تبقى الأمور صعبة، ومن الصعب إعطاء أي تقييم، ربما بعد 3 أو 4 جولات يمكن أن تتضح الوضعية أكثر، ولهذا إذا تعثرنا ولحقت بنا البليدة سنكون في مأزق كبير، ومع ذلك لا يجب أن نفكر كثيرا وعلينا أن نفرح بالنقاط الخمس التي نبتعد بها عن البليدة في الوقت الحالي. ستتنقلون إلى عنابةوسطيف على التوالي، كيف ترى هذه الرزنامة ؟ المقابلتان صعبتان جدا، فبالإضافة إلى أنهما ستكونان خارج الديار، فإن عنابةوسطيف فريقان كبيران ويؤديان مشوارا جيدا هذا الموسم، ولكن يبقى كل شيء ممكنا، كما أنه في الوقت الحالي علينا أن نفكر في لقاء عنابة فقط وإن شاء الله نتمكن من العودة بنتيجة إيجابية. في الأخير بماذا تريد أن تختم ؟ أشكر كل اللاعبين على المقابلة الرائعة التي لعبوها أمام الشلف وأهنئهم على الفوز المحقق، كما أشكر الأنصار الذين حضروا بأعداد مقبولة وساعدونا كثيرا، وأتمنى أن يكونوا دائما إلى جانبنا وحتى نهاية الموسم.