من المتوقع أن تعرف التشكيلة الأساسية التي سيقحمها الناخب الوطني رابح سعدان هذه السهرة أمام المنتخب الصربي العديد من التغييرات على مستوى العديد من المناصب... وذلك باعتبار أن اللقاء ودي ويدخل ضمن تحضيرات “الخضر” ل”المونديال” من جهة، إضافة إلى أن الإصابات التي تعرضت لها بعض العناصر الأساسية ستجبره على إحداث هذه التغييرات من جهة ثانية، ومن المنتظر أيضا أن يلجأ المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية ل”الخضر” إلى خطة (4/4/2). تنافس بين ڤاواوي وزماموش والأفضل سيشارك أول وأبرز التغييرات قد يشهدها منصب حارس المرمى، إذ أن سعدان كان ولايزال متردّدا إلى غاية مساء أمس بخصوص الحارس الأساسي الذي سيقحمه أمام صربيا، ومنطقيا يبدو زماموش في أفضل رواق لأخذ مكانه هذه السهرة بالنظر إلى اللياقة العالية التي يتمتع بها جراء مشاركاته العديدة والمتواصلة مع ناديه مولودية الجزائر، ولأنه أيضا لم يُخيّب خلال المباراة الترتيبية التي خاضها مع المنتخب في أنغولا أمام المنتخب النيجيري، في وقت بدا ڤاواوي في لقاء البطولة الأخير مع جمعية الشلف بعيدا كل البعد عن المستوى الذي عهدناه به، فقد تلقت مرماه رباعية كاملة، وهو ما يعود إلى تأثره بالغياب عن أجواء التدريبات والمنافسة طيلة شهرين كاملين بسبب العملية الجراحية التي خضع لها لدى استئصاله الزائدة الدودية قبيل نهائيات “أنغولا”، ويبقى تقديرنا لمشاركة زماموش مجرد رأي منطقي بالنظر إلى التباين في التحضير واللياقة بين ڤاواوي وزماموش، ومن يدري فقد يلجأ سعدان إلى وضع ثقته في ڤاواوي حتى يرفع معنوياته من جهة، وحتى يمنحه فرصة العودة بقوة إلى تعداد المنتخب وهو الذي لم يخض ولا مباراة مع المنتخب منذ مباراة الإياب أمام المنتخب المصري في القاهرة، أي منذ تاريخ 14 نوفمبر من السنة الماضية. رحو ظهيرا أيمن وبلحاج لأجل تدارك أخطاء مصر وبما أن خطة (4/4/2) تتطلب إشراك ظهيرين أيمن وأيسر، فإن إختيار الطاقم الفني وقع على سليمان رحو كي يشغل الجهة اليمنى من الدفاع، وهو قرار منطقي بما أن إبن “الباهية وهران” قدم مردودا طيبا خلال المباراة الترتيبية أمام نيجيريا، ناهيك عن أنه يمر بفترة زاهية مع ناديه ويلعب على الدوام أساسيا، أمّا على الجهة اليسرى فلا داعي لكي نؤكد أنّ المتألّق بلحاج سيكون هنا لتغطية جهته أحسن تغطية والمساهمة في قيادة الهجمات من تلك الجهة بتوزيعاته المدققة، فضلا عن كراته الثابتة وركنياته التي ينفذها بإتقان، وعلى كل حال فإن مدافع نادي “بورسموث” الإنجليزي سيكون أمام فرصة تدارك الوجه الشاحب الذي ظهر به في لقاء مصر عندما مرّ جانبا خلال صراعه الثنائي مع الظهير الأيمن ل “الفراعنة” أحمد المحمدي، وهو الصراع الذي إنتهى بخروجه بالبطاقة الحمراء في وقت كان المنتخب في أمس الحاجة إلى كافة عناصره بعد طرد حليش. “بوڤي” جاهز والعيفاوي في أفضل رواق من عنتر وبخصوص محور الدفاع، فقد تأكدت مشاركة مجيد بوڤرة بعدما أثبتت الفحوص التي أجراها في اسكتلندا وبعد أن أثبت الفحص الطبي الذي خضع له من طرف طبيب المنتخب أن ما يعانيه على مستوى الفخذ مجرد آلام فقط جراء إحتكاكه بأحد لاعبي المنافس في الداربي “الإسكتلندي” السبت الماضي، ما جعل مشاركته في لقاء صربيا تتأكد، ويبدو العيفاوي في أفضل رواق من يحيى عنتر لكي يُشكل ثنائي المحور إلى جانب “بوڤي” بما أن لياقته في الوقت الحالي أفضل من لياقة “العريس عنتر”، بالنظر إلى مشاركاته العديدة مع وفاق سطايفي محليا وقاريا في جميع المباريات، في وقت لم يخض عنتر ولا دقيقة مع ناديه “بوخوم” طيلة شهر كامل، إذ تعود آخر مباراة رسمية خاضها إلى الدور نصف النهائي أمام المنتخب المصري، ومنذ ذلك الحين لم يخض ولا دقيقة، ما يجعل المنطق يصب في مصلحة العيفاوي، اللهم إلاّ إذا إرتآى سعدان أن يمنحه فرصة اللعب التي حرم منها في “البوندسليڤا” حتى لا يزيد من جراحه، وحتى يرفع من معنوياته ويؤكد لمدربه في “بوخوم” أنه قطعة أساسية في المنتخب لا يُمكن التفريط فيها حتى ولو يبقى في كرسي إحتياط النادي الألماني المغمور. لحسن أساسيا في أول ظهور بألوان “الخضر” وستتجه الأنظار إلى خط الوسط، وبالضبط إلى الوسط الدفاعي، لمعرفة ما إذا كان مهدي لحسن حاضرا منذ البداية في التشكيلة الأساسية أم لا، وحسب الأصداء التي وصلتنا فإن وسط ميدان “راسينغ سانتاندير” الإسباني سيكون أساسيا لكي يُشكّل ثنائيا مع يبدة، وهي فرصة لنا جميعا لكي نختبر وافدنا الجديد في أوّل ظهور له بزيّ “الخضر” عن كثب، ونقف على الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها والتي وقفنا عليها جميعا عبر شاشاتنا الصغيرة من خلال مباريات “الليڤا” الإسبانية، ولنا أن نتوقع ذلك في الحقيقة لأن من تعوّد على التألق أمام عمالقة برشلونة والريال لا يُمكن إلا أن ننتظر تألقه أمام صربيا... وبخصوص القائد منصوري فقد يكون بنسبة كبيرة مع البدلاء رغم تعافيه من إصابته في عضلة الساق. زياني ومطمور أساسيان رغم أنف مدربيهما في ألمانيا ومن المتوقع أن تنتهي هذه السهرة معاناة الثنائي زياني- مطمور بالعودة مجددا إلى التشكيلة الأساسية وهو الذي لازم كرسي الاحتياط طيلة شهر كامل، فمطمور عانى من التهميش منذ عودته إلى البطولة الألمانية واكتفى فقط باللعب في بضع دقائق خلال كل مباراة، دقائق لو جمعناها لما وصل مجموعها الإجمالي إلى عدد دقائق المباراة الواحدة، أما زياني فوضعيته كانت أكثر سوءا لأنه لم يخض ولا دقيقة، بل ولا ثانية منذ عودته إلى ناديه “فولفسبورغ”، لكنهما ومع ذلك ورغما عن أنف مدربيهما في “مونشنڤلادباخ وفولفسبورغ” سيكونان اليوم أساسيين وستوكل لهما مهمة صنع اللعب، فزياني سيقوم بالدور الذي تعود عليه، ومطمور سيجد نفسه مجبرا على تعويض مغني في الوسط، مع القيام بدوره المعتاد بالتوغل على الجهة اليمنى عندما تتاح له الفرصة. جبور لإنهاء عزلة غزال في الهجوم وبخصوص جديد القاطرة الأمامية، فلن يكون رأس الحربة غزال معزولا مثلما كان عليه الحال في أنغولا، لأنه سيجد السند الذي كان في أمس الحاجة إليه من قبل، من طرف زميله العائد إلى صفوف المنتخب رفيق جبور الذي سيدشن عودته إلى “الخضر” باللعب أساسيا، ولنا وفي ظل التركيبة الجديدة-القديمة لخط الهجوم أن ننتظر أهدافا هذه المرة من طرف المهاجمين وليس المدافعين ولاعبي الوسط مثلما كان عليه الحال في نهائيات كأس إفريقيا، لأن التجربة تثبت أن غزال وجبور لما يلعبان سويا تكون هناك أهداف، وحدث ذلك في لقاء مصر عندما سجلا سويا هدفا لكل واحد، فضلا عن مباريات أخرى سجل فيها مرة غزال ومرة جبور، ناهيك أيضا عن الخطورة التي يشكلانها على دفاع المنافس لما يلعبان سويا، هذا ومن المتوقع أن يلعب جبور أيضا في هذه المباراة دور صانع الألعاب أيضا، لمساعدة زياني ومطمور، بما أنه صار متعودا على هذا الدور الجديد مع ناديه آيك أثينا” اليوناني. عمري الشاذلي أمام فرصة العمر في الشوط الثاني هذا وسيقوم سعدان بإحداث العديد من التغييرات في المرحلة الثانية، بمنح كل من هم على مقعد البدلاء فرصة المشاركة في هذه المباراة الودية، والفرصة ستكون مواتية مع مطلع المرحلة الثانية مباشرة للعائد الجديد عمري الشاذلي كي يأخذ مكانه بعد غياب طويل دام سنتين كاملتين، وهي فرصة له كي يثبت أحقيته في العودة، وفرصة له أيضا كي يحجز لنفسه مكانة ضمن التعداد تحسبا للمونديال. ------------------------------------------------------------- بلحاج : “سنتعامل مع مباراة صربيا وكأنها مباراة رسمية” “لحسن وكأنه في عائلته الثانية... وجبور والشاذلي يستحقان العودة إلى الخضر من جديد” ها هي العودة من جديد إلى الجزائر، العودة إلى أرض الوطن بعد غياب طويل، فهل لنا أن نعرف الشعور الذي ينتابك ؟ أنا جدّ سعيد لتواجدي من جديد في أرض الوطن، وسط الأهل والأحباب والأصدقاء، وسعيد لأننا سنلعب مباراة أمام جمهورنا العريض الذي اشتقنا إليه كثيرا، ولأننا سوف نلعب على أرضية ملعب 5 جويلية التي لم نخض عليها أية مباراة منذ مباراة الأوروغواي الودية، وآمل فقط أن نكون عند حسن ظن الجمهور، وأن نؤدي مباراة كبيرة ضدّ المنتخب الصربي. وكيف هي الأجواء داخل المجموعة قبيل المباراة التي تنتظركم أمام منتخب صربيا ؟ الأجواء داخل المنتخب كانت دوما رائعة وتكون دوما أروع عندما نغيب لفترة ونعود لنلتقي من جديد، أنت تعلم أننا لم نلتق منذ نهاية مشوارنا في أنغولا، حيث مضى شهر كامل، شهر اكتفينا خلاله بالتواصل عبر الهاتف فقط لمعرفة أخبار بعضنا البعض، ومع اقتراب موعد هذه المباراة ازداد شوقنا إلى الوطن وإلى أجواء المجموعة، والحمد للّه نحن سويا اليوم للتحضير للقاء صربيا في ظروف جيدة وأجواء لا مثيل لها. كيف تتوقّع أن تكون أمام منتخب صربي سيخوض هو الآخر “المونديال” المقبل ؟ لا شكّ في أن المباراة ستكون كبيرة، لأن كلا المنتخبين يحضّران لنهائيات كأس العالم من الآن، ثم إننا حسب معرفتي لن نواجه أي منتخب كان، بل إننا سنواجه منتخبا قويا متأهل ل“المونديال”، وأنا شخصيا تأكدت من قوته لدى مشاهدتي لبعض مبارياته خلال التصفيات، وهي التصفيات التي أنهاها في المركز الأول لمجموعته، وهو خير دليل على أنه منتخب يحسب له ألف حساب، فضلا على أن تعداده يضم نجوما معروفة، أذكر منها على سبيل المثال اللاعب “فيديتش” الذي يلعب في البطولة الإنجليزية مع نادي “مانشيستر يونايتد”، ما يوحي أن الأمور ستكون صعبة وأن المباراة ستكون كبيرة. وهل ستتعاملون مع المباراة بطابعها الودي، أم أنكم ستخوضونها وكأنها لقاء رسمي ؟ صحيح أن الأمر يتعلق بمجرد لقاء ودي لنا ولهم تحسبا لما ينتظرنا من تحد في الصائفة المقبلة، لكنّنا سنأخذ الأمور بمأخذ الجدّ وكأننا نخوض لقاء رسميًا، لأن هذه الفترة للتحضير للمونديال، وهي التحضيرات التي انطلقنا فيها منذ دورة أنغولا الإفريقية أين خضنا ما لا يقل عن ست مباريات، وها نحن مقبلون على امتحان من نوع آخر، أمام منتخب أوروبي قوي لديه سمعته واسمه، وفي اعتقادي أنه اختبار جيد لنا سنسعى إلى اجتيازه لاسيما وأننا سنكون مدعومين بعدد كبير من أنصارنا في المدرجات. بما أنك تحدثت عن الجمهور، نحيطك علما بأنه سيكون قياسيا وأنه اقتنى تذاكر المباراة التي طرحت في الشبابيك في ظرف زمني قصير جدّا من أجل الحضور ؟ “آه كم اشتقنا إليه”، ولعلمك أننا على دراية بذلك، وبكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالبلد، صحيح أن أجسادنا دوما مع أنديتنا في أوروبا، غير أن القلوب تكون دوما مشدودة إلى أرض الوطن، نتطلع الأخبار المحيطة به، ولذلك من المنطقي أن نسمع بنفاد تذاكر هذه المباراة بسرعة، وعلى كل حال فالسعادة لم تسعنا لما بلغنا أن مباراة صربيا ستلعب أمام جمهور قياسي، ثم إننا كلاعبين افتخرنا بذلك كثيرا لأن الأمر يدل على الاهتمام الكبير الذي صار يحظى به المنتخب الوطني من طرف جميع الشرائح في الجزائر بعد النتائج الإيجابية التي حققناها، وهذا ما سيزيدنا بالمقابل إصرارا على مواصلة التألق من أجل تشريف الكرة الجزائرية من جهة وإسعاد الأنصار من جهة ثانية. مضى وقت طويل لم تخوضوا فيه أي مباراة وسط جمهوركم في الجزائر، أكيد أنكم تتطلعون إلى ردّة فعله تجاهكم؟ على ما أذكر فإن مباراة رواندا هي الأخيرة التي خضناها في الجزائر أمام جماهيرنا، لكننا خضنا أخرى أمامهم في السودان أمام مصر عندما ظفرنا بتأشيرة الوصول إلى المونديال، ومنذ ذلك الحين ونحن نلعب بعيدا عنهم، حيث خضنا نهائيات كأس إفريقيا في أنغولا، ما جعلنا نفتقده كثيرا ونفتقد إلى حماسه وحيويته، الحمد لله أن الفرصة مواتية لكي نلعب أمامه هذه المرة وفي ملعب 5 جويلية الكبير، أتمنى فقط أن نكون عند حسن ظنه، وأن نحقق انتصارا يسعده ويسعد كل الجزائر، وبخصوص رد الفعل فأعتقد أنها ستكون متشابهة ومتبادلة، فنحن سنكون سعداء بالتواجد وسطهم وهم سيكونون أسعد بدورهم. المنتخب الوطني عرف بعض الغيابات وعرف بالمقابل جديدا يتمثل في إنضمام لحسن، فكيف تلقيتم كلاعبين انضمامه، وكيف ستكون طريقة استقباله ؟ فيما يخص العناصر التي غابت فأعتقد أن المدرب فضل إراحتها حتى تشفى من إصاباتها وغير ذلك، وصدقني أننا افتقدناها كثيرا لأننا عهدنا في المنتخب أن نتواجد بمجموعة مكتملة في كل مناسبة، أما بخصوص انضمام لحسن فأنت ترى معي أنه لم يأت بعد (يضحك) (الحوار أجري أول أمس في الوقت الذي كان وصل فيه لحسن إلى المطار)، ولم أشاهده بعد، لكن ثق كل الثقة أننا جميعا نرحب بمجيئه وانضمامه كسائر اللاعبين الجدد الذين انضموا قبله، وسيلقى منا ترحابا وضيافة لا مثيل لهما، حتى نشعره بأنه وسط أهله وعائلته الثانية، وإن شاء الله أتمنى أن يخوض معنا المباراة حتى يندمج بسهولة وسط المجموعة وينسى كلية بأنه وافد جديد. جديد المنتخب تمثل أيضا في عودة الثنائي جبور - الشاذلي، أكيد أنها جاءت في وقتها ؟ هي مجرد عودة إلى الديار فقط ولا يمكننا أن نصنفها في خانة الجديد الذي عرفه المنتخب، لاسيما وأنهما كانا بالأمس فقط معنا ضمن التعداد، ففيما يخص جبور فأعتقد أنه مهاجم جيد أثبت ذلك في أكثر من مناسبة، وكان بإمكانه ألا يغيب عنا ولو للحظة وأن يشارك معنا في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة لولا الفترة العصيبة التي كان يمر بها مع ناديه اليوناني، الحمد لله أنه اجتاز تلك الفترة بسلام، وتمكن من العودة بقوة مع ناديه بعد أن فرض نفسه في التشكيلة الأساسية، وهو ما عجل سريعا بعودته إلى تعداد المنتخب، وهذا يسعدنا كثيرا لأننا في أمس الحاجة إليه، أما بخصوص عامري الشاذلي فأنا جدّ سعيد لعودته هو أيضا، لأنه لاعب جيد هو الآخر افتقدناه بسبب الإصابات التي تعرّض لها في وقت سابق، لكن إرادته جعلته يعود من جديد إلى الميادين في البطولة الألمانية، ويعود بالمناسبة إلى صفوف “الخضر”، واستغل الفرصة لكي أتمنى لهما سويا كل التوفيق معنا وأن يمنحا الإضافة المرجوة منهما.