لم نكن نعتقد أن يأخذ تصريح الدكتور زرڤيني حول حالة مغني وتحفظه حول مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، كل ذلك البعد الذي أخذه منذ أن كشف عن ذلك، حيث راح الجميع يتناول تصريحه هذا منذ يوم الأربعاء ويحمل المسؤولية للناخب الوطني رابح سعدان بما أنه هو من كان وراء إشراك اللاعب في أنغولا..لكن سعدان لم يسكت وفهم أنه هو المقصود من كلام زرڤيني فرد على لسان صحفي قناة الإذاعة الثالثة معمر جبور خلال حصته صبيحة أمس بأنه أشرك اللاعب بعد إذن طبيب الإتحادية، وأنه تلقى الضوء الأخضر منه ومن طبيب جزائري وآخر ألماني بإشراكه دون أن يشكل ذلك خطرا على صحّته. “لست مجنونا حتى أعصي أمر طبيب الإتحادية“ وحسب معمر جبور الذي قال إنه تحدث مع سعدان في الأمر، فإن هذا الأخير عبر عن امتعاضه لما قاله زرڤيني في ندوته، وأكد له بأنه ليس مجنونا حتى يعصي أوامر طبيب الإتحادية الجزائرية بإشراك مغني، وأنه لم يوظف اللاعب في مباريات “كأس إفريقيا“، إلا بعدما وافق زرڤيني على أن يلعب مغني، مضيفا على حد قول جبور: “لا أفهم ماذا يقصد زرڤيني بكلامه هذا، وهو الذي منحنا الضوء الأخضر كي يلعب مغني وذلك بعدما فحصه جيّدا”. زرڤيني تحاشى التدخل في الإذاعة وحتى يمنح زرڤيني فرصة توضيح الأمور مرة أخرى بعدما قاله له سعدان، اتصل الصحفي معمر جبور مرارا وتكرارا خلال حصته به، غير أن دكتور الإتحادية رفض التدخل على المباشر مبررا ذلك برغبته في تحاشي الدخول في صراع جديد من سعدان هو في غنى عنه، مفضلا الصمت على كشف أمور أخرى. من نصدق الآن سعدان أم زرڤيني؟ وفي ظل كل هذا التباين في التصريحات، فإن الجمهور الجزائري سيبقى محتارا في من يصدق، الدكتور زرڤيني الذي يؤكد بأنه رفض إشراك مغني، أم سعدان الذي رد بأنه أشركه لما تلقى الضوء الأخضر من هذا الطبيب، ثم أن ما يستغرب له، ما سر صمت زرڤيني كل هذه الفترة الطويلة التي قاربت سنة كاملة، قبل أن يكشف عن هذا السر؟ هل لأن سعدان رحل الآن وصار من العادي كشف المستور؟ ثم لماذا تحاشى زرڤيني أن يوضح الرؤية في تدخل مباشر عبر الإذاعة للرد على ما كشفه سعدان للزميل جبور؟ مستقبل اللاعب يسير نحو الضياع بسبب ذلك ومهما يكن من صدق ومن كذب في هذه القضية، فإن أكبر متضرر هو اللاعب مغني الذي توحي كل المؤشرات بأنه يسير نحو تضييع مستقبله الكروي بعد أن عاودته الإصابة من جديد في الفترة الأخيرة، وبعدما أكد له الأطباء أنه لن يعود إلى أجواء المنافسة الرسمية قبل أشهر أخرى من الآن، فسواء منح زرڤيني الضوء الأخضر لسعدان في أنغولا أو لم يمنحه، فإن إشراك اللاعب يومها كان بمثابة غلطة كبيرة يدفع اللاعب ثمنها الآن بالغياب عن أجواء المنافسة منذ سنة تقريبا، وكان على الرجلين وكل المسؤولين إعفاءه والسماح له بإجراء العملية الجراحية في شهر جانفي حتى يستفيد منه المنتخب في “المونديال” وما تلته من تحديات أخرى.