عقد أمس بقاعدة الدخان بفندق “شيراتون” بالعاصمة القطرية الدوحة مؤتمر صحفي لمبادرة صلح بين محمد روراوة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم وسمير زاهر رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم برعاية قطرية بعد الأزمة الخطيرة التي نشبت بسبب الإعتداء على حافلة المنتخب الوطني يوم حلّ الوفد الجزائر بالقاهرة ضيفا في 12 نوفمبر من السنة الماضية. وقد حضر المؤتمر محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم، والشيخ حمد بن خليفة بن احمد آل ثاني رئيس الإتحاد القطري لكرة القدم، ومحمد روراوة وسمير زاهر والمصري هاني أبو ريدة عضو بالإتحاد الدولي (الفيفا).وقد بذلت الشخصيتان القطريتان المتمثلتان في بن همام والشيخ حمد بن خليفة بن احمد في الفترة الماضية جهودًا من أجل تنقية الأجواء بين روراوة وزاهر وتناسي الخلافات والأحداث التي سبق أن حصلت بالقاهرة على خلفية مباراة منتخبي مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010. وحتى تكلل الندوة بنجاح المصالحة أصرّ القطريون على أن يجلس روراوة وزاهر جنبا إلى جنب، وهو ما حدث حيث جلسا على طاولة واحدة وتناولا كلمتهما خلال المؤتمر الواحد بعد الآخر وتحدثا بكل شفافية عن ما حدث قبل أن يجسّدا المصالحة أمام الحضور. تصافحا وتعانقا أمام الحضور وحتى يثبتا للجميع تصالحهما فإن روراوة وزاهر تصافحا وتعانقا بحرارة أمام الحضور وأبديا استعدادا كبيرا لفتح صفحة جديدة تربطهما وتربط العلاقات الكروية الجزائرية والمصرية من جديد مستقبلا، كما أنهما وعدا أمام الحضور بطي صفحة الخلافات نهائيا ونسيان كافة الخلافات والمشاكل التي خلفها سباق التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010. افتتح المؤتمر رئيس اتحاد الكرة القطري الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني وقال: “إن تواجدنا اليوم هو بمناسبة عزيزة متمثلة في اللقاء الودي الذي سيجمع منتخبي قطر ومصر اليوم (أي أمس) على ملعب خليفة الدولي”. وأكد أن سعادته تكتمل بوجود الإخوة من مصر والجزائر في هذا المؤتمر لطي صفحة الماضي. بعدها توجّه محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالشكر لرئيس اتحاد الكرة القطري، على مبادرته “الشهمة والكريمة لجمع الأخوين سمير زاهر ومحمد روراوة في جلسة ود تجمع بينهما”، مؤكّدًا أن الخلاف قد أصبح جزءا من الماضي. وتمنى التركيز على هذه المبادرة من حيث “الصدق الذي تمت به وعودة الوئام بين الرئيسين الجزائري والمصري اللذين وصفهما بالشقيقين، وأن لا يتحدث أحد عن الاعتذار لتأكيد صفاء ونقاء القلوب، ووجوب تكريس الجهود من أجل تدعيم الأخوة العربية بين مصر والجزائر وبقية الدول العربية”. زاهر: “نتمناها انطلاقة جديدة” بعدها تناول سمير زاهر الكلمة ووصف محمد روراوة ب “الأخ والصديق”، وتمنى أن تكون هذه الجلسة “بداية لعلاقة وطيدة بين الجزائر ومصر”. ثم تحدث عن علاقته بمحمد روراوة، وأكد أنها علاقة بدأت منذ فترة طويلة، “بحيث كنا أصدقاء في اتحاد شمال إفريقيا والاتحاد العربي، وكنا قريبين من بعضنا البعض”. وأضاف زاهر: “سعيد جداً لطي هذه الصفحة وبدء صفحة جديدة لعلاقة متميزة بين الشعبين المصري والجزائري، وعلى المستوى الرياضي أيضاً”. العلاقة بيننا تسمح بوجود تعاون بين الجزائر ومصر، والعلاقة بيننا أكبر من الخلافات، ويمكن أن تحدث البداية من خلال زيارة يقوم بها أحد الاتحادين، وسيكون هناك اجتماع في مصر يومي 24 و25 من الشهر الجاري وقد قمت بدعوة محمد روراوة لحضور هذه الاجتماعات”. وأضاف زاهر: “لا بد من التأكيد بأننا لم نتحدث عن أي شيء في الجلسة التي جمعتنا مع محمد روراوة، وإنما تحدثنا عن المستقبل وكيف ننجح بطولات شمال إفريقيا والبطولات العربية، وحديثنا بالتأكيد عن العلاقة المستقبلية، وقمنا بطي صفحة الماضي”. --------------------- روراوة : “نحن على استعداد لكتابة صفحة جديدة” من جهته قال محمد روراوة: “نحن على استعداد تام لكتابة صفحة جديدة بعيداً عن الماضي القريب”، متمنيًا أن يكون هناك اتفاق دائم بين العرب والمسلمين، وبأن يعملوا من أجل التضامن والعمل المشترك. وأضاف : “لكوننا ننتمي لمؤسسة تنظيم الكرة العالمية، وفي اتحاد شمال إفريقيا والاتحاد العربي والدولي، فنحن نلتقي ونعمل مع بعضنا البعض، وبالتالي فمن الضرورة أن تكون العلاقات بين البلدين طيبة وأخوية، ولكن هذا يفرض علينا التصرف بروح المسؤولية العليا”. “لن نسمح فقط لمن أساؤوا لشهدائنا الأبرار” روراوة ورغم تأكيده على قبوله الصلح مع زاهر إلا أنه أبى إلاّ أن يوضح أمرا مهما بقوله: “الجزائر وروراوة من المستحيل أن يسمحا ويغفرا للذين شتموا الجزائر وتعدوا على تاريخها ولطخوا سمعتها وشتموا شهداءها الأبرار وحرقوا علمها، لن نسمح لأولئك الذين تطاولوا علينا بافتراءاتهم وكذبهم و خاصة فئة من رجال الإعلام الذين شتموا حتى الشعب الجزائري و سفيره في مصر هذا لا يمكننا أن نقبله “.