حليلوزيتش: "أعترف أني لا أملك لاعبين أقوياء بدنيا، وأن منتخبنا ضعيف خارج الديار لكن انتظرونا بعد سنتين أو ثلاث"

اكتشف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش واقع لاعبيه خارج الديار في ثالث خرجة لهم معه خارج الوطن، فبعد مبارتي تانزانيا وغامبيا كشف لقاء مالي للناخب الوطني ضعف وهشاشة تشكيلته، عندما تلعب خارج ملاعبنا،
حتى لا نقول بعيدا عن ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. فالبوسني اعترف خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بقاعة مركب محمد بوضياف (ملعب 5 جويلية) وقالها صراحة إن منتخبنا يلعب بطريقة جيدة، عندما يلعب على أرضه ويظهر بوجه مغاير خارج دياره، لكنه لم يبد خوفا شديدا من هذا الضعف ما دامت التحديات المقبلة، ستمنح عناصره خبرة ستفيدهم كثيرا حتى تعتادود على اللعب في أدغال القارة السمراء.
"أصحاب الخبرة اعتزلوا رغم أني كنت بحاجة إليهم"
"نعم منتخبنا تنقصه الخبرة في التعامل مع اللقاءات التي يخوضها خارج الديار"، هكذا استهل الناخب الوطني حديثه عن هذه النقطة، مضيفا بقوله: "أحيانا لا بد لنا أن نمر بفترات فراغ كهذه، حتى نكبر وننضج ونصبح أكثر قوة في المستقبل، اللاعبون سيكتسبون خبرة مع مرور الوقت، وهذا الفراغ ضروري لهم كي يكبروا"، واعترف البوسني أنه يفقتد كثيرا اللاعبين الذين اعتزلوا اللعب دوليا مع المنتخب، حيث قال: "تشكيلتي تفتقد لاعبين ذوي خبرة، فما عدا قلة من العناصر، أعتقد أن العناصر الأخرى شابة ولا بد لها من وقت، تمنيت لو أني استفدت أطول فترة ممكنة من اللاعبين الثلاثة الذين اعتزلوا (يقصد عنتر يحيى، بلحاج ومطمور)، لكنهم فضلوا التوقف عن اللعب رغم أني والمنتخب بحاجة إليهم اليوم".
"اليوم أفتقد للاعب بخبرة وإمكانات يبدة"
وفي السياق نفسه وبخصوص العناصر التي يفتقدها يضيف البوسني قائلا: "منتخبنا بحاجة إلى أربعة عناصر على الأقل من أصحاب الخبرة في التعداد، لاعب مثل يبدة نفتقده كثيرا، لأنه لاعب متكامل، بقامته وتألقه في الكرات العالية، وحرارته وقوته البدنية في الوسط، كان سيعطي الكثير، لكن للأسف حرمنا منه بسبب إصابته، حتى كادامورو الذي انضم حديثا إلى المنتخب افتقدناه وكان بوسعه المساعدة"، ليضيف قائلا: "منتخبنا يعتمد على الجانب الفني، لكن لا بد لنا من لاعبين طوال القامة وأصحاب الخبرة أيضا".
"من لقاء مالي تأكدت أنّ بعض اللاعبين أفضل داخل الديار فقط"
وعن الدروس التي استخلصها من خسارة مالي، التي لم تكن مستحقة بشهادة كل أهل الاختصاص، قال البوسني: "وقفت على شيء مهم، وهو أن بعض اللاعبين يلعبون بطريقة جيدة عندما يتعلق الأمر بمباراة داخل الديار، لذلك علينا أن نلعب جيدا من الآن فصاعدا داخل الديار وخارجها، علينا البحث عن الانتصارات خارج الديار إذا أردنا الذهاب بعيدا في مشوارنا، إذا أردنا أن نحسّن أداءنا".
"نفتقد للاعبين أقوياء بدنيا ولذلك أقحمت عودية في غامبيا"
وواصل الناخب الوطني حديثه عن العيوب التي بدأ يكتشفها في التشكيلة التي يملكها، وقال: "أفتقد للاعبين أقوياء من الناحية البدنية، أفتقد لمن يكون بوسعهم التحمل في المباريات التي نلعبها هناك في القارة السمراء، عودية مثلا أدرجته في لقاء غامبيا أساسيا لأنه يملك قدرة التحمل، لأنه ذو بنية جسمية قوية لأنه قوي بدنيا، تتذكرون أنه أدى دوره على أكمل وجه، رغم التعب الذي أنهكه في المرحلة الثانية، مثله مثل سليماني مؤخرا أمام مالي".
"لست قلقا وانتظرونا بعد سنتين أو ثلاث"
وإذا كان قلقا من هذه العيوب التي بدأ يكتشفها في التشكيلة التي يملكها، قال البوسني: "صحيح أنها تفتقد الخبرة في التعامل مع المباريات التي تلعبها خارج الجزائر، صحيح أيضا أننا نفتقد العناصر التي تملك تلك الخبرة، صحيح أننا نفتقد لاعبين أقوياء بدنيا، لكني لست قلقا أنا متفائل جدا بأن الغد سيكون أفضل، هذا المنتخب سيكبر مع مرور الوقت ومرور المباريات، وسيكتسب الخبرة اللازمة التي ستجعله يضرب بقوة، سيكتسب الشجاعة والقوة خارج الديار، سيكون مستواه في منحنى تصاعدي من لقاء لآخر، لذلك انتظرونا بعد سنتين أو ثلاث وسترون ما ستفعله هذه التشكيلة الشابة".
"أين كنا منذ 10 أشهر ونحن قادرون على الوصول إلى المونديال"
وسئل البوسني حليلوزيتش من طرف أحد الزملاء، إذا سيكون المنتخب قادرا على الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014، فكان ردّ الناخب الوطني صريحا حيث قال: "قلتها وأعيدها لا زلنا في مرحلة تكوين منتخب قوي، أين كنا منذ 10 أشهر؟ هذا المنتخب لم يكن موجودا، هذا التفاؤل لم يكن حاضرا أيضا، اليوم تحسنا وتقدمنا كثيرا، وسنواصل بالعزيمة والإرادة نفسيهما إلى أن نحقق الأهداف المرجوة، ومن بينها الوصول إلى مونديال 2014"، ورد البوسني على سؤال أحدهم عن الطريقة التي ستمكن "الخضر" من الوصول إلى المونديال، فأعطاه جوابا سهلا قائلا له: "علينا تحقيق أكبر عدد من الانتصارات لكي نصل إلى المونديال، تمنيت الفوز على مالي، لم يحدث ذلك، لكن علينا أن نحقق الفوز فيما ينتظرنا من لقاءات، كي نصل إلى نهائيات كأس العالم."
—————————
لم تكن بحوزتي حلول كثيرة، أقحمت التشكيلة الأفضل، مالي ليست رواندا وأتحمل كل مسؤولياتي"
وجّهت سهام الانتقادات للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، عقب المباراة التي خسرها المنتخب الوطني أمام نظيره المالي سهرة السبت الفارط، وتساءل أهل الاختصاص عن الأسباب الحقيقية التي جعلت البوسني يحدث تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية، التي واجهت مالي مقارنة بتلك التي واجهت منتخب رواندا. لكن البوسني استغل الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس بمركّب 5 جويلية الأولمبي ودافع عن الخيارات التي قام بها، حيث أكّد أنها لم تكن السبب في الخسارة التي مني بها "الخضر"، بقدر ما كانت سذاجة اللاعبين في التعامل مع الكرات العالية والثابتة هي السبب.
"أوّل ما كنت أبحث عنه اللاعبين طوال القامة"
أوّل ما أكّده الرجل لدى تطرقه لنقطة الخيارات التي قام بها، أنّه غير نادم على تغييره التشكيلة التي فازت على رواندا، وإقحامه تلك التي سقطت أمام مالي، مضيفا أنه يتحمل كامل مسؤوليته بخصوص هذه الخيارات وبخصوص الخسارة التي وصفها بالمرة، وأضاف قائلا: "لم تكن بحوزتي حلولا كثيرة في مباراة مالي، وأوّل ما بحثت عنه هم اللاعبين طوال القامة، وأنتم تعرفون أن تشكيلتنا تفتقر للاعبين طوال القامة، إذ أن الموجودين قامتهم يا إما قصيرة يا إما متوسطة، ناهيك عن أنهم يميلون إلى الجانب الفني، عكس المنافس الذي يملك لاعبين طوال القامة، كما أنه يعتمد على الكرات الطويلة والجانب البدني، لذلك كنت أبحث عن التشكيلة التي تضم أكبر عدد من اللاعبين الذين يملكون قامة طويلة لصدّهم". وواصل كلامه قائلا: "مالي ليست رواندا، فمالي أكثر قوة وصلابة وكان لا بد من البحث عن التشكيلة الأفضل، وأنا أتحمل مسؤولية خياراتي".
"في فترة من الفترات التفتت خلفي فوجدت بلكالام اللاعب الطويل الوحيد"
وقبل أن يتحدث عن الخيارات والتغييرات التي قام بها في المباراة حالة بحالة، استدلّ المسؤول الأول عن العارضة الفنية بمثال يثبت لنا من خلاله أنّ المنتخب لا يضم لاعبين ذوو القامة الطويلة ممن كان في حاجة إليهم في لقاء كلقاء مالي، حيث قال: "في فترة من فترات اللّقاء نهض أربعة لاعبين من كرسي احتياط مالي للقيام بعملية التسخين، لاحظت أن طول بعضهم فاق المترين، فالتفت إلى كرسي البدلاء عندنا وتمعنت فيه جيدا، ماذا وجدت؟ وجدت بلكالام الوحيد الطويل، أما الآخرون فكلهم قصار القامة".
"أعترف أن بوزيد لم يلعب في مركزه، لكن لطول قامته غيّرت مركزه"
وكما يعلم الجميع فإنّ التشكيلة التي أدرجها البوسني أمام مالي عرفت بعض التغييرات مقارنة بلقاء رواندا، ومن أبرز هذه التغييرات تحويل بوزيد إلى الجهة اليمنى من الدفاع وإقحام بوڤرة في محور الدفاع إلى جانب مجاني، وعن هذا الخيار قال البوسني: "لم يكن لدي حل آخر، كانت هناك إصابات في التشكيلة بلكالام مثلا مدافع جيد لكنه كان عائدا من الإصابة، لذلك أقحمت بوزيد على الجهة اليمنى من الدفاع رغم أني أعترف أنه ليس ظهيرا أيمن. بوزيد لم يلعب في منصبه، لكن طول قامته جعلني أغيّر مكانه، حتى أستفيد منه من تلك الجهة وأستفيد من بوڤرة في محور الدفاع مع مجاني، كان لا بدّ من القيام بذلك لأن مهاجمي مالي طوال القامة، ألم تروا رأس حربتهم كم طوله؟ طوله مترين أو أكثر".
"حشود... لا لا... لا مكان له في لقاء مالي"
تحويل بوزيد على الجهة اليمنى من الدفاع، جعل البوسني يضحّي بلاعب تألق في لقاءي النيجر ورواندا، والأمر يتعلق بعبد الرحمان حشود الذي وجد نفسه خارج القائمة في لقاء مالي، رغم أنه ساهم في الفوز الساحق الذي أحرزه "الخضر" على حساب رواندا، وعن عدم تجديده الثقة في حشود قال البوسني: "حشود...لا لا، اللقاء ليس الذي يتلاءم وطريقة لعبه، لا مكان له في مباراة مالي صراحة، لا من الناحية الدفاعية ولا الهجومية ولا من ناحية الرقابة اللصيقة لمن يلعب في جهته اليمنى ولا من حيث القامة، لا يمكن إقحام لاعب بقامته في لقاء كلقاء مالي، لذلك فضلت عليه بوزيد لأداء الدور الذي يليق به".
"سليماني استحق اللعب وتفضيله على جبور مجرد خيار عليكم احترامه"
وأبدى حليلوزيتش انزعاجا كبيرا من حديثنا عن الخياراته التي قام بها، بدليل أنه امتعض من سؤالنا حول الأسباب التي جعلته يفضّل سليماني كرأس حربة على جبور الذي أجبر على الجلوس على مقعد البدلاء، حيث ردّ قائلا: "أنتم الإعلاميون دوما تبحثون عن الأسباب التي تجعلني أقحم اللاعب الفلاني ولا أقحم اللاعب الآخر، فحتى عندما أفوز تتحدثون عن الخيارات وتوجهون لي نفس الأسئلة لماذا فضلت فلان على الآخر، بالنسبة لي سليماني استحق اللعب، سجل وأدى دوره على أكمل وجه في الشوط الأول، رغم أنه ضيّع الضربة القاضية، قبل أن يتعب في المرحلة الثانية التي لم يتمكن فيها من البروز، أما عن جبور فهو مجرد خيار عليكم احترامه، والخطة التكتيكية تطلبت ألا أقحمه وأن أقحم سليماني مثلما فعلت في لقاء غامبيا عندما أقحمت عودية على حساب مهاجم آخر".
"كنت أرى في سوداني جوكير قادر على قلب الموازين"
وعن الأسباب التي جعلته لا يجدّد ثقته في مهاجم من طينة سوداني، الذي سجّل ثلاثة أهداف في لقاءي النيجر ورواندا، ليجد نفسه بديلا في لقاء مالي قال الرجل: "كنت أرى في سوداني الجوكير الذي سيكون باستطاعته قلب الموازين لدى دخوله، أعرف إمكاناته جيدا وأعرف ما هو قادر على فعله لدى دخوله، شاهدتموه يوم دخل وسجل أمام النيجر، كما أنني بنيت خطتي على سليماني في الهجوم، ووضعت في ذهني إقحام سوداني في مرحلة من المراحل كي نعزّز الفارق، وسبق لي أن قمت بتغيير أعطى ثماره لو تتذكرون في لقاء تانزانيا عندما أخرجت بلحاج ودفعت ببوعزة الذي أعادنا في اللقاء، لكن هذه المرة إقحامي لسوداني كان متأخرا بعدما أخلط الكرات الثابتة أوراقي، بما أن منتخب مالي الذي لم يفعل شيئا عاد وتفوق علينا من كرتين ثابتتين".
"نعم كنت أريد أقحام لموشية للحفاظ على التعادل"
وعن ما إذا كان حقا يفكر في الحفاظ على نتيجة التعادل، عندما كان يتأهب لإقحام لموشية في آخر عشر دقائق، قال البوسني: "من جهة نعم كنت أفكر في الحفاظ على نتيجة التعادل لأن التعادل خارج الديار يبقى إيجابيا، ومن جهة لاحظت أن لاعبي تعبوا كثيرا لاسيما في وسط الميدان أين غاب الضغط عن لاعبي المنافس لاسترجاع الكرة، فكان لا بد علي من إقحام وسط ميدان دفاعي آخر، وفي تلك اللحظة تغير كل شيء بعدما سجل المنافس هدفه الثاني، فاضطررت لتوظيف كل الأوراق الهجومية".
"أبحث عن تدعيم الخط الخلفي لنصبح أكثر قوة وصلابة"
واعترف البوسني بأنه يملك حلولا في الخط الهجومي أكثر من الحلول التي يمتلكها في الخطّ الخلفي، لذلك أكّد ما سبق أن كشفنا عنه بخصوص رغبته في تدعيم دفاع "الخضر" مستقبلا بمدافعين أقوياء، حيث قال: "في المستقبل سأحاول إقحام أفضل اللاعبين في التركيبة الأساسية، لأني مدرب يحب الفوز وحتى نفوز لا بدّ من توظيف أفضل العناصر، وسأركّز على تدعيم الخط الخلفي لأننا بحاجة إلى مدافعين أقوياء، كي نعطي التوازن لهذه التشكيلة. صراحة هجوميا نحن في تحسن، لكن هناك ضعف واضح في الخلف، للأسف لا يوجد لاعبون طوال القامة، لا يوجد مدافعون ذوو بنية قوية، لكن سأحاول أن أدعم الخط الخلفي مستقبلا".
———————————
لا أثق فيكم وفي تحليلاتكم وأفضل أن أتحدث عن الجميع"
طلب أحد الزملاء من البوسني أن يقيم أداء الظهير الأيسر ل"آسي ميلان" جمال مصباح في لقاء مالي الأخير، لكن حليلوزيتش رفض ذلك وردّ قائلا: "صراحة لا أثق فيكم ولا في تحليلاتكم، أفضل أن أتحدث عن مردود جميع اللاعبين وليس كل لاعب على حدة"، والظاهر أن حليلوزيتش خشي أن يزعزع تركيز لاعبيه قبيل لقاء غامبيا، ولذلك خلت ندوته الصحفية من الانتقادات التي عوّدنا عليها.
استدل بزامبيا وبفوزها على غانا
واستدل البوسني خلال حديثه بما فعله المنتخب الزامبي، وبرد فعله الإيجابي عقب خسارته في السودان، وقال: "زامبيا بطلة إفريقيا، كان رد فعلها قويا، حيث خسرت في السودان وبعدها حققت فوزا على حساب منتخب غانا القوي، لذلك علينا أن ننسى خسارة مالي ونفكر في الفوز على منتخب غامبيا الذي علينا ألا نستصغره، لقد تطور كثيرا، فلننسى فوز الذهاب ونفكر في هزمه هذا الجمعة".
-----------------------------------------------
من قال إن سعدان فقط من يتحدث عن الحرارة والرطوبة؟
حليلوزيتش: "اسألوا من كانوا في بوركينافاسو عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية"
لطالما انتقد كثيرون الناخب الوطني القدير السابق رابح سعدان، لحديثه المفرط في كل مرة عن الحرارة والرطوبة في لإريقيا، ولطالما ارتبطت الرطوبة ب سعدان منذ الثمانينيات، لكن البوسني هو الآخر تحجج بالرطوبة والحرارة لدى حديثه عن خسارة مالي، حيث قال: "اسألوا من كانوا معنا في بوركينافاسو عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية اللتين لعبنا فيهما، لعبنا في طقس لا يطاق صراحة".