امتعض كثيرًا مسيّرو مولودية سعيدة وعلى رأسهم الرئيس خالدي من قرار منع الفريق المحلي من التدرب في المركّب الرياضي 13 أفريل 1958 طيلة أسبوع كامل بعد أن تلقى مسؤولو هذا الأخير تعليمات من وزارة الشباب والرياضة مفادها غلق المركّب لإشعار آخر، الأمر الذي دفع بالمسيّرين للبحث عن ملعب آخر يستقبل فيه الفريق في مواجهة الغد التي ستجمعه بجمعية خروب، لكن بعد تدخل من والي ولاية سعيدة الذي اجتمع مع مسؤولي المركّب توصلوا إلى أرضية اتفاق تسمح للفريق المحلي بالتدرب في أحد ملاعب المركّب عندما يكون بصدد التحضير لمواجهة يستقبل فيها فريقا آخر في ملعب 13 أفريل، ولما يكون الفريق بصدد التحضير لمواجهة يخوضها خارج الديار فإنه سيتدرب بملعب الإخوة براتشي، وفي الأخير عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي وتدرّب اللاعبون بصفة طبيعية في المركّب الرياضي. الأنصار استحسنوا كثيرًا عودة الفريق كما أبدى أنصار سعيدة ارتياحهم بعد أن تمكّن فريقهم من العودة للتدرب في ملعب 13 أفريل 1958 الأمر الذي يمكّنهم من تتبع فريقهم عن قرب سواء في مختلف التدريبات الصباحية والمسائية التي يجريها عكوش ورفقاءه أو في مختلف المواجهات التي ستجمع فريقهم بفرق أخرى لحساب منافسة البطولة أو الكأس كذلك، وسيوفّر عنهم ذلك عناء التنقل إلى ميادين المدن المجاورة لمتابعة فريقهم في صورة معسكر وسيدي بلعباس، كما أكد لنا الكثيرون ممن كانوا متواجدين في التدريبات الأخيرة أنهم سيغزون المدرجات غدًا وسيحضرون بقوة لمساندة ومساعدة فريقهم لتحقيق نتيجة إيجابية أمام "لايسكا". ميباراكو وثلاثة لاعبين من الأواسط في قائمة 18 رغم أنه لم يتمكّن من الدخول في التربص المغلق الذي قامت به التشكيلة سابقا في مدينة عين تموشنت بداعي الإصابة التي حرمته من القيام بالتحضيرات المكثفة رفقة بقية زملائه، ولا حتى من لعب المواجهات الودية، إلا أن المدافع المحوري ميباراكو أُدرج اسمه في قائمة 18 التي ستواجه جمعية الخروب غدا، كما أن اللاعب متواجد مع التشكيلة التي تتدرب في سعيدة منذ عشرة أيام ويتدرب بصفة عادية وقد أبان عن إمكانيات كبيرة، الأمر الذي دفع بالمدرب روابح الى تدوين اسمه في القائمة التي سيعتمد عليها في مواجهة الغد سواء كلاعب أساسي أو كبديل. كما قرر المدرب روابح الذي وجد نفسه مطالبا بإيجاد البدائل للعديد من العناصر الأساسية التي تعاني من إصابات مختلفة ستحرمها من المشاركة في المواجهة المهمة التي تنتظر الفريق غدًا، أن يستدعي ثلاثة لاعبين من الأواسط ويتعلّق الأمر بكل من حمدي وزميله صوار والحارس عبدلي تحسبا لأي طارئ، كما أكدت هذه العناصر استعدادها التام لتقديم المساعدة للفريق والعمل رفقة بقية اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية في حال إقحامها طبعا. روابح منح يوم راحة... لكن ليس للكل منح المدرب روابح يوم الأربعاء الماضي راحة لبعض اللاعبين حتى يتمكنوا من التقاط أنفاسهم نوعا ما بعد المجهودات الجبارة التي بذلوها في التدريبات اليومية طيلة الأسبوع الماضي، كما أن الطاقم الفني لاحظ في المواجهة الودية الأخيرة التي خاضتها التشكيلة في الأيام القليلة الماضية التعب والإرهاق الذي انتاب بعض العناصر، ولا شك أن الراحة ساعدت كثيرا اللاعبين الذين سيرمون بكل ثقلهم لتحقيق نتيجة إيجابية في مواجهة الغد، لكن يوم الراحة الذي منحه الطاقم الفني يوم الأربعاء الماضي لم تستفد منه كل عناصر الفريق، لأن بعضها أجرت حصة تدريبية عادية بقيادة المدرب روابح الذي لاحظ النقص الذي تعاني منه هذه العناصر خاصة على مستوى التحضيرات البدنية جراء عودتها من الإصابة في الأيام القليلة الماضية، ويتعلق الأمر بكل من بوسماحة، ميباراكو، عدادي وبن شريف الذين قاموا بحصة تدريبية خفيفة نوعا ما دامت ساعة ونصف لتعويض التأخر والاستعداد لمواجهة الغد. اللاعبون مطالبون برفع التحدي أمام "لايسكا" ستستقبل مولودية سعيدة غدا السبت جمعية الخروب لحساب الجولة الرابعة عشرة من البطولة الوطنية، المواجهة التي ستكون حتما صعبة وقوية للغاية على الفريق المحلي الذي يعاني من العديد من الصعوبات من بينها تعرّض العديد من العناصر الأساسية لإصابات مختلفة ستحرمها من خوض هذه المواجهة، وهناك عناصر أخرى عادت مؤخرًا من الإصابة في صورة ميباراكو ومغني وبوسماحة ولا تتواجد على أتم استعداد، أضف إلى ذلك غياب بعض العناصر بسبب العقوبات الآلية مثل الحارس كيال ووسط الميدان الهجومي شرايطية الذي سيؤثّر حتما على مردود التشكيلة، وفي سياق مغاير فإن لايسكا من بين الفرق التي تحسن التفاوض في المواجهات التي تخوضها خارج قواعدها وقد أثبتت ذلك في المواجهات السابقة، فلا شك أن مأمورية الفريق المحلي لن تكون سهلة غدًا وإنما اللاعبون مطالبون برفع التحدي ومواجهة الصعاب لتحقيق نتيجة إيجابية. الدخول في تربص قصير ابتداءً من صباح اليوم ستدخل تشكيلة سعيدة في تربص قصير اليوم بمقر النادي وذلك للمحافظة على الاستقرار والتركيز على المواجهة المهمة التي ستجريها غدًا حين تستقبل جمعية الخروب، كما أن رفقاء سعدي سيجرون آخر حصة تدريبية عشية اليوم سيسعى من خلالها المدرب روابح لتحفيز لاعبيه لمواجهة الصعاب وتحقيق نتيجة إيجابية تمكّن الفريق من مواصلة التألق في البطولة وتحقيق البقاء في القسم الأول نهاية الموسم. ========================= عكوش: "لا خيار لنا سوى الفوز أمام لا يسكا" - كيف تجري تحضيراتكم؟ -- كل شيء يسير على أحسن ما يرام، وكما تعلمون فقد دخلنا مؤخرا المرحلة النهائية من التحضيرات التي نتبع فيها البرنامج الذي سطره لنا الطاقم الفني بقيادة المدرب روابح، من خلال التركيز على الجانب التكتيكي وخطة اللعب بعد أن تمكنا من إنهاء التحضيرات الخاصة بالجانب البدني الذي منحناه وقتا طويلا خاصة في التربص المغلق الذي دخلناه بعد توقف البطولة بأسبوع في مدينة عين تموشنت. حيث لعبنا العديد من المواجهات الودية، التي مكنتنا من البقاء في جو المنافسة، كما كثفنا التدريبات لنكون على أتم استعداد عند استئناف البطولة. ويمكن القول إن الأجواء داخل المجموعة حسنة للغاية، والكل عازم على الدخول بقوة في المواجهات التي سنلعبها مستقبلا ابتداء بمواجهة جمعية خروب. - هذا يعني أنكم على أتم استعداد خاصة من الجانب البدني؟ -- على المستوى البدني أظن أن الجميع محضر جيدا وعلى أتم الاستعداد، فكما سبق وذكرت ركزنا كثيرا على هذا الجانب في التربص الأخير، لأننا نعلم أن لا مكان للفرق غير المحضرة جيدا بدنيا في المواجهات القوية القادمة، التي ستلعب على أبسط المعطيات ومن سيكون له النفس الثاني سيتمكن من السيطرة على زمام الأمور والظهور بأفضل وجه يمكنه من تحقيق نتائج ايجابية. كما أننا كنا نتدرب بمعدل حصتين في اليوم لنحسن مردودنا ونظهر أكثر قوة مستقبلا، ورغم أن ذلك كان شاقا نوعا ما إلا أنني متأكد أنه سيعود علينا بالفوائد الكثيرة. - إذن التربص الذي قمتم به كان ناجحا؟ -- تحضيراتنا كانت أكثر من ايجابية ولاشك أن ثمار المجهودات الجبارة التي بذلناها طيلة خمسة أسابيع، ستظهر في المواجهات التي سنجريها مستقبلا لأننا لم نهمل أي جانب خاصة البدني الذي يعتبر من مفاتيح الفوز والتألق، حيث ركزنا عليه طيلة ثلاثة أسابيع أجرينا فيها العديد من التمارين من بينها السباحة، العدو في الشاطئ وتقوية العضلات. في حين ركزنا خلال الأسبوعين المتبقيين على الجانب التكتيكي الذي يعتبر مكملا لسابقه، فبدون منهجية وخطة عمل حسب رأيي التحضيرات البدنية لن تعطي ثمارها، فكل جانب يكمل الآخر، كما أن الطاقم الفني عرف كيف يسير هاتين المرحلتين ولاشك أننا سنظهر بقوة مستقبلا. - وعلى الجانب الشخصي، كيف تقيم التحضيرات؟ -- أنا راض إلى حد بعيد عن التحضيرات التي قمنا بها، ورغم أنني غبت أربعة أيام عن التدريبات بسبب الزكام إلا أنني تعافيت بعدها واندمجت مع التشكيلة بصفة عادية، كما أنني لم أفوت فرصة التربص مع فريقي في عين تموشنت، وهذا هو الأهم بالنسبة لي لأنني عملت على تحسين مستواي كثيرا واستفدت من مختلف التمارين التي خضناها هناك، خاصة على الجانب البدني. واليوم أشعر أنني أحسن وأقوى وتحدوني عزيمة كبيرة للدخول بقوة في المواجهات التي سنخوضها مستقبلا، كما أنني لعبت بعض المواجهات الودية التي مكنتني من البقاء في جو المنافسة كما ظهرت في معظمها بوجه جيد، وتمكنت من تسجيل أهداف رفعت كثيرا من معنوياتي ومنحتني ثقة أكثر في انتظار التأكيد في المواجهات الرسمية. - نلمس من خلال كلامك حماسا كبيرا لاستئناف المنافسة ومعانقة الشباك من جديد؟ -- بالطبع أنا على أتم استعداد لاستئناف المنافسة، ومتحمس كثيرا للعودة إلى الميادين لتسجيل أهداف تمكن فريقي من تحقيق نتائج ايجابية، والأمر نفسه ينطبق على بقية زملائي ويمكنك أن تلاحظ ذلك في تدريباتنا اليومية، التي تشهد حماسا كبيرا وتركيزا سواء من طرف اللاعبين أو من طرف الطاقم الفني. وأنا متأكد أن المجهودات التي بذلناها سابقا لن تذهب سدى، وثمارها ستظهر من خلال تحقيق الانتصارات في المباريات التي تنتظرنا لحساب البطولة الوطنية، ابتداء من المواجهة التي سنلعبها مداخل قواعدنا أمام جمعية الخروب. - لكن فترة توقف البطولة لعدت أسابيع قد يؤثر عليكم لما تعودون للمنافسة؟ -- كنا نود مواجهة "لايسكا" قبل توقف البطولة لأننا كنا نحقق نتائج إيجابية، وكنا عازمون على المواصلة على نفس المنوال وتحقيق الانتصار داخل قواعدنا، إلا أن البطولة توقفت وما في اليد حيلة وحاولنا استغلال فترة الراحة للبقاء في جو المنافسة من خلال إجراء العديد من المواجهات الودية، أمام فرق لا بأس بها من الناحية الفنية والبدنية، لكن لاشيء يعوض المنافسات الرسمية. ورغم ذلك سنعمل المستحيل للظهور بوجه قوي، ونحقق الانتصارات من جديد. - ستستقبلون جمعية خروب، كيف ترى هذه المواجهة؟ -- ستكون مباراة صعبة لأنها مواجهة استئناف المنافسة، ولا شك أننا سنجد بعض الصعوبات فيها لكننا نعي جيدا ما ينتظرنا ونحن جد مركزين على هذه المباراة التي سنسعى فيها جاهدين لتحقيق نتيجة ايجابية، تمكننا من البقاء في المسار الصحيح. كما أن منافسنا لن يأتي للسعيدة للفسحة وإنما سيسعى لتحقيق نتيجة ايجابية قصد تدارك التعثر الذي سجله في الجولة السابقة، لكن ذلك لن يكون على حسابنا وسنعمل على إبقاء النقاط الثلاث في سعيدة لأننا لا نملك خيارا آخر. - إذن أنتم عازمون على إبقاء الزاد كاملا في سعيدة؟ -- أكيد ونحن مستعدون لذلك خاصة أن المواجهة ستلعب في ديارنا وأمام جمهورنا، الذي سيأتي حتما بقوة إلى المدرجات لمناصرتنا وسنعمل على إبقاء النقاط الثلاث في الديار التي ستمكننا من الارتقاء أكثر في جدول الترتيب. فلا خيار لنا سوى الفوز والظفر بالزائد كاملا، حتى نتمكن من تحقيق هدفنا المنشود في الأخير والمتمثل في البقاء ضمن حظيرة القسم الوطني الأول. - لكن مأموريتكم لن تكون سهلة في ظل غياب العديد من اللاعبين المصابين؟ -- صحيح أننا سنواجه جمعية خروب بتعداد ناقص بسبب تعرض العديد من اللاعبين لإصابات مختلفة، كما أن بعضهم عاد مؤخرا من الإصابة ولاشك أن ذلك سيؤثر علينا كثيرا، لكن هناك عناصر أخرى قادرة على تغطية غياب العناصر الأساسية ومنح الإضافة للفريق من خلال المساهمة في تحقيق الفوز. كما أن تشكيلتنا متلاحمة وبغض النظر عن من سيقحم في التشكيلة الأساسية، الكل عازم على الظهور بقوة وتجاوز الصعاب لتحقيق الفوز وإسعاد الأنصار. - وكيف ستتعاملون مع هذه المواجهة؟ -- سنسعى للضغط على منافسنا منذ الدقائق الأولى من خلال تكثيف الهجمات، دون إهمال التركيز على الدفاع لأن الزوار سيركزون حتما على الهجمات المعاكسة، لكننا سنعمل على سد كل الثغرات وتضييق الخناق عليهم، ولن نترك لهم المساحات خاصة في وسط الميدان، الذي سنحاول بكل قوة الفوز في معركته لأننا مطالبون بتحقيق الفوز. وحتى التعادل لن يخدمنا كثيرا لأننا بعد هذه الواجهة التي سنخوض ثلاثة لقاءات صعبة للغاية خارج قواعدنا، لذلك ليس لنا خيار سوى الفوز الذي سيرفع كثيرا معنوياتنا لمواصلة المسار بخطى ثابتة في البطولة. - نتركك تختم هذا الحوار بما تشاء -- سنعمل المستحيل لتحقيق الفوز في مواجهة الاستئناف التي ستجمعنا بجمعية خروب، نعلم أن منافسنا قوي ويحسن التفاوض خارج قواعده، لكننا لن ترك له أي فرصة للعودة غانما إلى الديار وسنرمي بكل قوة لإسعاد أنصارنا.
