يتحدث لنا سعيد شيبة الدولي المغربي السابق عن المواجهة المقبلة التي ستجمع المنتخبين الجزائري والمغربي يوم 27 مارس القادم بعنابة، حيث خصنا بحوار كشف فيه توقعاته لهذه المباراة، والأجواء التي ينتظر أن تجري فيها، كما كشف لنا بعض الأمور التي حدثت في لقاء المنتخبين سنة 2000 بالمغرب وتحدث عن قضية تغيير الملعب آنذاك، إلى جانب أمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار الشيق... صباح الخير سعيد، نريد أن نأخذ رأيك حول لقاء الجزائر – المغرب الذي سيجري يوم 27 مارس القادم. إنه لقاء هام للغاية بالنسبة للمنتخبين لسببين أساسيين، أولا نظرا للطابع الذي تكتسيه المباراة، فهي عبارة عن داربي بين جارين يعرفان بعضهما البعض جيدا، ويملكان تشكيلتين قويتين، والثاني نظرا لوضعية المنتخبين في مجموعتهما، حيث أن نقاط اللقاء هامة للغاية ومن غير المسموح تضييعها، خاصة بالنسبة للجزائريين لأنهم مطالبون بتحقيق الفوز مهما كان الثمن إذا أرادوا الحفاظ على حظوظهم قائمة في تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، بينما التعادل يكفي المنتخب المغربي وسيكون نتيجة ممتازة بالنسبة له. الجزائر أصبحت في وضعية صعبة للغاية بعد خسارة بانڤي أمام إفريقيا الوسطى، هل تابعت اللقاء هذا؟ صراحة لم أتابع ذلك اللقاء، أعرف فقط أن الجزائر خسرت، وهو لقاء للنسيان بالنسبة للجزائريين. وكيف ترى حظوظ أسود الأطلس في هذه المواجهة؟ اللقاء مفتوح على كل الاحتمالات، ويمكن توقع كل السيناريوهات، ففي الميدان هناك أرمادة من اللاعبين القادرين على تغيير نتيجة المباراة في أي لحظة، وهم يشكلون جيلا جديدا في الكرة بالنسبة للمغرب والجزائر، أعتقد أن اللقاء سيكون متوازنا للغاية، وللعودة إلى سؤالك أعتقد أن أسود الأطلس لديهم كل الإمكانات للعودة بنتيجة إيجابية من الجزائر. ألست متخوفا من أن يجري اللقاء في أجواء مشحونة، خاصة في ظل الحساسية السياسية الموجودة بين البلدين؟ لا، لا أعتقد ذلك، فخلال السنوات الأخيرة برهن الرياضيون في البلدين بأنهم واعون بكل ما يدور حول مثل هذه المباريات، وفي كل لقاء نجد الروح الرياضية هي سيدة الموقف، ويتصرفون بطريقة مثالية في الميدان، وهو ما أرى أنه سيحدث في هذه المباراة أو حتى في مباراة العودة، أعرف أن المبارتين ستجريان في ظروف جيدة، أنا شخصيا لعبت آخر مباراة لي في المنتخب سنة 2000 وكانت أمام الجزائربفاس وقد جرت في ظروف ممتازة، وأجواء أخوية. بخصوص هذه المباراة، أكد العديد من الدوليين الجزائريين سابقا أنها شهدت ضغطا رهيبا، ما تعليقك؟ المواجهات بين الجزائر والمغرب دائما تسودها أجواء خاصة، في ذلك اللقاء سنة 2000 كنت حاضرا في الميدان، وكان هناك ضغط رهيب على كلا الطرفين، وهذا لأن كل الجزائريين كانوا يريدون الفوز بأي ثمن، ونفس الشيء بالنسبة للمغاربة، وحتى الصحافة لعبت دورا في تزايد الضغط، لكنه لم يخرج أبدا عن نطاقه الرياضي، أعتقد أنه في مثل هذه الحالات دور المدرب يكون مهما للغاية. إذن كان الضغط موجودا. نعم، هذا صحيح، أؤكد لكم أن الضغط كان شديدا، فعندنا في المغرب الأنصار كانوا يتطلعون لهذا الفوز بشغف، أضف إلى هذا هناك تنافس رياضي شديد بين المنتخبين وهو أمر طبيعي. عن هذا اللقاء دائما، الصحافة الجزائرية آنذاك كانت قد أكدت بأن المغاربة غيروا مكان إجراء اللقاء من الدارالبيضاء إلى فاس وهذا من أجل فرض ضغط على الجزائريين والفوز بالمباراة، ما تعليقك؟ لا أعتقد ذلك، إنه مجرد خيار قامت به الجامعة المغربية لكرة القدم وفقط، كل ما في الأمر أن ملعب فاس كان في حال ممتازة، وأرضيته كانت جيدة، لكن الأجواء كانت أخوية وقد تمكنا من تحقيق الفوز لكن في الإطار الرياضي، وليس لأسباب غير رياضية. ما الذي شد انتباهك في التشكيلة الجزائرية؟ تملكون لاعبين جيدين، وخلال هذه المباراة ستسترجعون عبد القادر غزال المهاجم الممتاز، يبدة عاد إلى المنافسة بقوة، وهناك أيضا المدافعون الثلاثة بوڤرة، حليش وعنتر يحيى. من هم المهاجمون المغاربة الذين يجب أن يحذر منهم المدافعون الجزائريون؟ المنتخب المغربي حاليا يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين، فهناك مبارك بوصوفة الذي يعتبر لاعبا مميزا، مروان الشماخ والحمداوي أيضا ممتازان، لكنهما يمران بمرحلة صعبة نوعا ما. الحمداوي سيكون غائبا عن هذه المباراة، هل تعتبر ذلك ضربة موجعة للمغاربة؟ لا أعتقد ذلك، لأنه مثلما قلت لك، منتخبنا يضم مجموعة ممتازة، صحيح أن الحمداوي لاعب جيد، لكن هناك لاعبين آخرين في المنتخب قادرين على تعويضه بسهولة. ما هو تكهنك بخصوص هذا اللقاء؟ من الصعب جدا التكهن بنتيجة هذا اللقاء، ولا أحد يمكنه أن يعرف ما الذي يمكن أن تؤول إليه نتيجة هذه المباراة، إنه داربي سيلعب بنسبة أكبر على الجانب النفسي للاعبين، تكهني الوحيد هو أنني متأكد من أنه لن يخرج عن إطاره الرياضي.