لا يمكن لنا أن نمرّ مرور الكرام على تتويج بلماضي مع “لخويا” بلقب الدوري القطري، دون أن نتحدث مع أسطورة الكرة الجزائرية رابح ماجر الذي كان أوّل جزائري يتوج بألقاب في قطر مع نادي الوكرة سنة 1997، فضلا على أنه كان مدربا لبلماضي في وقت سابق مع المنتخب الوطني... مصطفى كما يحلو له أن ينادى من طرف مقربيه أبدى سعادة كبيرة بنجاح بلماضي في قيادة فريقه إلى التتويج بأول لقب له كمدرب، وتمنى له مزيدا من التتويجات في المستقبل خلال مسيرته كمدرب. صباح الخير، كيف هي الأحوال؟ والله بخير والحمد لله، ونحمد الله ونشكره على هذه النعمة. لن نحدثك اليوم عن المنتخب الوطني، بل سنحدثك عن حدث مميز صنعه مدرب جزائري اسمه جمال بلماضي الذي أهدى “لخويا” القطري أوّل لقب في تاريخه بعدما توج بلقب الدوري القطري، فهل من تعليق حول ذلك؟ والله لا يمكن أن أصف لك سعادتي بما صنعه بلماضي، لقد غمرتني سعادة كبيرة بعد نجاحه في قيادة ناديه “لخويا” إلى التتويج بلقب الدوري القطري، بعد موسم خرافي استحق من خلال نتائجه التتويج بهذا اللقب عن جدارة أيضا، بلماضي مثلما أثبت أنه لاعب كبير في السابق، أثبت حاليا أنه مدرب كبير قام بعمل جبار مع فريقه الجديد في حظيرة الكبار بقطر، أهنّئه بهذه المناسبة من أعماق قلبي على هذا النجاح في أوّل موسم له كمدرب، وأتمنى له مزيدا من التّتويجات في المستقبل، وأن يكون هذا اللقب فاتحة لألقاب أخرى إن شاء الله. مصطفى، صراحة ما الذي يمثّل لك تتويج مدرب جزائري بألقاب خارج الوطن؟ أن يقود بلماضي نادي “لخويا” إلى التتويج بلقب الدوري القطري فهذا دليل على أن المدرب الجزائري يملك مؤهلات وكفاءة عالية كي يدرب في أي بطولة كانت، وكي يترك بصماته أينما درّب، ودليل على أن المدرب الجزائري يحصل على ألقاب وتتويجات أينما يكون، صدقني فإن ما فعله بلماضي في بدايته كمدرب ذكرني بتجربتي سابقا عندما أشرفت على تدريب نادي “الوكرة” القطري وتوجت معه في موسم واحد سنة 1997 بثلاثة ألقاب، وأعتقد أننا صرنا نتشابه الآن (يضحك). ربما تجربتك في قطر كمدرب من قبل خدمته كثيرًا هذا الموسم؟ صراحة حتى هو كدّ واجتهد وعمل بإخلاص، وفي نهاية المطاف جنى ثمار ذلك العمل الذي قام به، جمال سبق له أن لعب تحت إشرافي مع المنتخب الوطني، وأشهد له أنه كان قدوة حقيقية لرفاقه فوق الميدان أو خارجه، كان مثالا حيا عن اللاعب المحترف الحقيقي، ناهيك عن أخلاقه الحميدة وتربيته الحسنة، واليوم ها هو يكرر وهو مدرب ما فعله كلاعب، ففي أوّل تجربة له قاد فريقه الجديد في قطر إلى التتويج بلقب البطولة، وأستغل الفرصة كي أتمنى له التتويج بألقاب أخرى، وأن يكلّل مشواره كمدرب بالنجاح. هل تابعت البطولة القطرية هذا الموسم؟ قليلا، لأن ارتباطاتي حرمتني من مشاهدة بعض المباريات، لكني أعتقد أن “لخويا” يستحق التتويج بالنظر إلى نتائجه الجيدة ومشواره الحافل بالانتصارات طيلة الموسم. في قطر يقولون أن “لخويا” توج باللقب لأنّ مستوى الأندية العملاقة كالغرافة والسد والريان تراجع بشكل رهيب هذا الموسم، هل هذا صحيح؟ لماذا نقزّم من شأن وإنجاز الأشخاص عندما يجتهدون ويحصدون ثمار جهودهم المبذولة؟ فرق الغرافة، الريان وفرق أخرى كانت موجودة سنة 1997 يوم توجت مع “الوكرة” تقريبا بكل الألقاب، وهم موجودون هذا الموسم عندما حصد بلماضي مع لخويا لقب البطولة، ولا داعي لتبرير ذلك بتراجع مستواهم، لأن العمل الجاد هو الذي ساعد لخويا على التتويج باللقب، لقد اجتهدت إدارة هذا الأخير كثيرا قبيل انطلاق الموسم، انتدبت لاعبين كبارا من أوروبا، وجلبت مدربا شابا وطموحا مثل بلماضي الذي قام بعمل كبير على مدار موسم كامل، وفي النهاية استحق الفريق ما حققه من إنجاز. أكيد أنك تفتخر اليوم بإنجاز بلماضي، بما أنك كنت مدربه في السابق مع المنتخب الوطني.. بطبيعة الحال أفتخر كثيرا بما أن شبلا من أشبالي سابقا يحقق كمدرب حاليا نفس النجاح الذي حققه كلاعب سابقا، جمال لمّا كان لاعبا عندي كان متخلقا ومحترما، وأنا أعرفه جيدا، لذلك لم أتفاجأ لأنه يعبّد طريق النجاح كمدرب اليوم، أنا فخور له، فخور لأنه ابن جلدتي، جزائري وأهدى لخويا أول ألقابه، التاريخ حتما سيحفظ له ذلك بأحرف من ذهب، فهنيئا له مرة أخرى، وهنيئا للمدرب الجزائري الذي يترك بصماته أينما يعمل.