استعاد المنتخب البرازيلي لكرة القدم أخيرا نغمة الانتصارات في مواجهة المنتخبات الكبيرة وأنهى استعداداته لبطولة كأس القارات بفوز تاريخي بنتيجة 3-0 على ضيفه الفرنسي في المباراة الودية التي جرت بينهما اليوم الأحد في مدينة بورتو أليغري البرازيلي. وأعطى المنتخب البرازيلي جماهيره جرعة من التفاؤل قبل بدء رحلة الدفاع عن لقبه في بطولة كأس القارات التي تستضيفها بلاده في الفترة من 15 إلى 30 جوان الحالي، ويستهل راقصو السامبا حملة الدفاع عن لقبه في بطولة كأس القارات بلقاء نظيره الياباني يوم السبت المقبل بعدما حقق هذا الفوز التاريخي على الديك الفرنسي حيث كان الفوز اليوم هو الأول للسامبا البرازيلية على فرنسا منذ عام 1992 . ثاني فوز على "الديكة" في آخر 8 مباريات وحقق المنتخب البرازيلي اليوم فوزه الثاني فقط في سبع مباريات خاضها تحت قيادة مديره الفني الحالي لويز فيليبي سكولاري الذي عاد لتدريب الفريق في نوفمبر الماضي، كما حقق نجوم السامبا اليوم فوزهم الثاني فقط في آخر ثماني مباريات خاضها الفريق أمام الديوك الفرنسية التي تأكدت معاناتها في عام 2013 حيث مني المنتخب الفرنسي اليوم بالهزيمة الثالثة على التوالي وهي الثالثة في خمس مباريات خاضها الفريق في 2013 وحقق خلالها فوزا واحدا. الأهداف جاءت متأخرة وذكريات 1998 تعود وثأر المنتخب البرازيلي بهذا الفوز الكبير لهزيمته بنفس النتيجة أمام المنتخب الفرنسي في نهائي كأس العالم 1998 بفرنسا حين تألق زيند الدين زيدان بهدفين وبوتي بهدف، وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي قبل أن يسجل أوسكار وهيرنانيز ولوكاس مورا أهداف المباراة في الدقائق 54 و84 والثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة، ليعوض المنتخب البرازيلي بهذا الفوز الكبير صيامه عن التهديف في آخر ثلاث مباريات خاضها أمام الديك الفرنسي. نايمار هدد الفرنسيين مبكرا على عكس البداية المثيرة والخطورة التي شهدتها بداية المباراة ، اتسم الشوط الأول بعيدا عن هذه البداية بالهجوم الذي يفتقد الفاعلية المطلوبة والحرص الدفاعي الزائد خاصة من قبل المنتخب الفرنسي، ولم يتأخر المنتخب البرازيلي في الإعلان عن نفسه حيث صنع الفريق الفرصة الأولى له في المباراة في الدقيقة الأولى بعدما ضغط نيمار دا سيلفا على حارس المرمى الفرنسي واستغل خطأ الحارس ليخطف منه الكرة وأتاح الحكم الفرصة رغم الإعاقة التي تعرض لها نيمار ولكن الفرصة انتهت بلا هدف. فريد كاد يفتتح باب التسجيل في د2 وفي الدقيقة الثانية، سنحت الفرصة الثانية للمنتخب البرازيلي اثر تمريرة عرضية من الناحية اليمنى وصلت إلى فريد المتواجد بالقرب من القائم القريب ولكنه سددها عالية للغاية بغرابة شديدة، وبعدها تراجعت فعالية الهجوم في كل من الفريقين رغم الهجمات العديدة التي شنها كل منهما على مرمى الآخر حيث وضح فيها عدم التركيز والدقة من ناحية إضافة إلى التكتل الدفاعي الواضح خاصة من المنتخب الفرنسي. الشوط الأول ينتهي على الفرص الضائعة وظل الأداء على نفس المنوال حتى وصلت المباراة إلى الدقيقة 42 التي أيقظ فيها النجم البرازيلي فريد الجميع اثر تمريرة عرضية من الناحية اليمنى وصلت على رأسه ليلعبها قوية في اتجاه المرمى ولكنها مرت خارج المقص على يسار الحارس لتضيع فرصة ذهبية من راقصي السامبا، واختتم المنتخب البرازيلي الشوط بفرصة أخرى ذهبية في الدقيقة 45 اثر هجمة منظمة وتمريرة زاحفة لعبها مارسيلو من الناحية اليسرى ولكنها كانت قوية فلم يلحق بها نيمار المتواجد قريبا من المرمى لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. أوسكار يفتتح باب التسجيل في د54 وتحسن أداء المنتخب البرازيلي في بداية الشوط الثاني وسنحت له الفرصة لهز الشباك في الدقيقة 47 اثر هجمة منظمة أنهاها هالك بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكن الكرة مرت خارج القائم، ورد عليها الفرنسي يوهان كاباي في نفس الدقيقة بتسديدة صاروخية من مسافة بعيدة مرت بجوار القائم أيضا، وفي الدقيقة 54، جاء هدف التقدم للمنتخب البرازيلي اثر هجمة سريعة وتمريرة من فريد إلى أوسكار الذي تسلم الكرة بهدوء داخل منطقة الجزاء وهيأها لنفسه ثم سددها ببراعة إلى داخل المرمى على يمين الحارس. الفرنسيون حاولوا تعديل النتيجة دون جدوى وأثار الهدف حفيظة المنتخب الفرنسي الذي اندفع في الهجوم لإحراز هدف التعادل ولكن محاولاته لم تسفر عن شيء حيث كان أخطرها في الدقيقة 62 اثر ضربة ركنية عبرت من لاعبي فرنسا أمام المرمى البرازيلي بعدما لمست رأس كاباي لتخرج إلى ضربة مرمى في الناحية الأخرى، وأجرى لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي تغييرين دفعة واحدة حيث لعب فيرناندو ولوكاس مورا في الدقيقة 65 بدلا من أوسكار وهالك، ولكن التغييرين والتغييرات الأخرى التي أجراها الفريقان في وسط هذا الشوط لم تسفر عن تغيير في الأداء. سيطرة برازيلية مطلقة على نهاية اللقاء ورغم هذا نجح هيرنانيز في استغلال هجمة سريعة ومنظمة لراقصي السامبا ليسجل الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 84 بتسديدى قوية من حدود منطقة الجزاء وفي زاوية صعبة على يسار الحارس الفرنسي، ولم يتراجع الفريق البرازيلي للدفاع في الدقائق الأخيرة بل واصل البحث عن مزيد من الأهداف وتحقق له ما أراد في الدقيقة الثاني من الوقت بدل الضائع عندما حصل مارسيلو على ضربة جزاء لإعاقته داخل حدود المنطقة مباشرة، وسدد لوكاس مورا الضربة محرزا الهدف الثالث ليثير سعادة طاغية في المدرجات ويمنح الفريق دفعة معنوية هائلة قبل لقاء المنتخب الياباني يوم السبت المقبل في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس القارات. التألق أمام الكبار يعود والجماهير تتنفس الصعدء ويعود آخر فوز للسامبا البرازيلية في مواجهة الفرق الكبيرة عندما تغلب على نظيره الإنجليزي ولكنه فشل في عبور دور الثمانية بكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) بالأرجنتين كما سقط في مبارياته الودية أمام الفرق الكبيرة قبل أن يحقق الفوز الثمين اليوم ليمنح جماهيره بعض الطمأنينة قبل كأس القارات وقبل عام من كأس العالم 2014 .