تمكنت تشكيلة اتحاد البليدة أول أمس من تحقيق الفوز على اتحاد عنابة، وهو الفوز الخامس لها هذا الموسم، وبغض النظر عن النتيجة الفنية والفوز بهدف واحد فقط.. فإن التشكيلة تحررت وقدمت مباراة مقبولة على العموم خاصة من حيث الإرادة على أرضية الميدان رغم الضغط الكبير الذي كان على اللاعبين، ناهيك عن الملعب المحايد وغياب الأنصار الذين قاطعوا الفريق، وبعد هذا الفوز أضحى البليدية يؤمنون أكثر بإمكانية تحقيق البقاء هذا الموسم بعدما كان العديد من الأنصار قد فقدوا الأمل بعد النتائج السلبية المحققة في الجولات الفارطة، ومازاد من حظوظ التشكيلة بعد هذا الفوز هو تعثر جميع الفرق التي تتنافس معها على البقاء مثل جمعية الخروب، وداد تلمسان، أهلي البرج ومولودية الجزائر. التخوف كان شديدا لأن الظروف لم تكن في صالح الفريق قبل بداية اللقاء، أبدى الأنصار تخوفهم من تعثر فريقهم لأنه لم يلعب على أرضية ميدانه لا سيما أن الأنصار فقدوا الثقة بعد هزيمتين متتاليتين أمام البرج والشلف مع مردود متواضع في المبارتين، ناهيك عن الضغط الذي كان على اللاعبين لأن المباراة كانت بمثابة منعرج البطولة، دون أن ننسى المعنويات العالية التي كان عليها المنافس بعد فوزه على اتحاد الحراش. التشكيلة اجتازت الربع الأول بسلام مثلما تطرقنا إليه في أعدادنا الفارطة بخصوص تلقي الأهداف مبكرا، فإن المدرب إفتيسان تفطن إلى النقطة السوداء وهي تلقي الأهداف في ربع الساعة الأول، لذلك تحدث مع لاعبيه قبل اللقاء وحذرهم من الدقائق الأولى حيث أصر على ضرورة عدم تلقي الأهداف ومحاولة الضغط على المنافس في منطقته، وهو ما طبقه اللاعبون حرفيا حيث تجاوزوا ربع الساعة الأول بسلام بل وتمكنوا من نقل الخطر إلى مرمى المنافس الذي فرضوا عليه ضغطا شديدا. التشكيلة كانت قادرة على تسجيل أكثر من هدف دخلت التشكيلة البليدية هذه المباراة بشكل جيد حيث فرضت ضغطا على مرمى الحارس واضح طيلة المرحلة الأولى تقريبا وكانت قادرة على تسجيل ثلاثية كاملة في هذه المرحلة لو استغل الخط الأمامي الفرص التي أتيحت له من جهة، ولولا براعة الحارس واضح في أكثر من مناسبة من جهة أخرى بعدما حرم جمعوني من التهديف على مرتين وحريزي في المرة الثالثة. هدف جمعوني جاء في الوقت المناسب بعدما اجتازت التشكيلة بداية المباراة بسلام، عرفت كيف تخطف الهدف الوحيد بواسطة جمعوني وهو الهدف الذي جاء في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع للمرحلة الأولى، ما جعل اللاعبين يتحررون من الضغط ويدخلون غرف تغيير الملابس بأكثر راحة. البليدة سيرت المرحلة الثانية بذكاء بعد هدف جمعوني، أدرك اللاعبون في المرحلة الثانية أن المنافس سيرمي بكل ثقله في الهجوم من أجل العودة في النتيجة، لذلك سيروا هذه المرحلة بذكاء بعدما كانت التشكيلة في كل مرة تتحمل ضغط المباريات وينخفض مستواها، لكن العكس هو الذي حدث هذه المرة حيث حاول اللاعبون إضافة الهدف الثاني في ربع الساعة الأخير قبل أن يعودوا إلى الخلف كلية ويحافظوا بذلك على الهدف الثمين الذي سجلوه أمام غياب رد فعل قوي من أشبال المدرب بسكري، ما جعل بعض مرافقي عنابة يؤكدون أن البليدة سيرت المرحلة الثانية بذكاء وهي بذلك تستحق الفوز بالنقاط الثلاث. الخط الخلفي لم يتأثر بغياب ياغني وبقاء بلخثير في الاحتياط استعاد الخط الخلفي في هذه المباراة الصلابة التي كان يعرف بها سابقا، حيث أدى الدفاع مباراة جيدة سواء من حيث التركيز أو التفوق في الصراعات الثنائية بدليل أن هجوم اتحاد عنابة بقيادة بوعيشة ونعمون لم يجد ضالته ولم يقلق ڤاواوي سوى في مناسبة واحدة طيلة المرحلة الثانية، وذلك بالنظر إلى الرقابة اللصيقة التي فرضها لعنصر، زموشي ودفنون على المهاجمين، ورغم غياب ياغني بداعي الإصابة وبلخثير الذي أبقاه المدرب في الاحتياط إلا أن الخط الخلفي لم يفقد توازنه. الوسط ربح معظم الصراعات تحسن خط الوسط كثيرا هو الآخر مقارنة بالمباريات الثلاث الأخيرة، حيث ظهر الانسجام بين حريزي، بلوصيف، إيلول وبلخير إذ أدى هؤلاء مباراة في المستوى وتفوقوا بذلك على أشبال المدرب بسكري الذين يملكون خط وسط في المستوى بدورهم، حيث تفوق رفقاء حريزي في معظم الصراعات بدليل أن حرباش ورفاقه لم يجدوا ضالتهم. الهجوم يتحرر وجمعوني يعيد الأمل أدى الهجوم مباراة مقبولة وحقق المهم وهو تسجيل هدف وحيد بواسطة جمعوني ضمنت به البليدة النقاط الثلاث وأعاد لها الأمل، وعمل جمعوني رفقة مختاري وبلخير على تهديد مرمى عنابة خصوصا في المرحلة الأولى وبداية المرحلة الثانية، لأنه بعد الهدف عمد المدرب إفتيسان إلى غلق اللعب وعاد المهاجمون إلى الوسط، لكن ما تجب الإشارة إليه هو أن الفوز دائما بهدف واحد فقط يؤكد أن الهجوم لازال في حاجة إلى مزيد من العمل حتى يتحرر ويسجل أكثر. اللاعبون “ڤلبوها” في غرف حفظ الملابس بعد صافرة الحكم النهائية، عبر اللاعبون عن فرحتهم بهذا الفوز المستحق وكانت الفرحة كبيرة في غرف حفظ الملابس بين اللاعبين الذين أكدوا في حديث مع البعض منهم بعد نهاية اللقاء أن الفوز على فريق من حجم اتحاد عنابة يجعلهم يتحررون نهائيا ويلعبون دون ضغط من الآن فصاعدا ومن أجل الفوز لا غير. يريدون التأكيد في مواجهة سطيف بعد نهاية المواجهة، كشف بعض اللاعبين أن هذا الفوز هو بمثابة التحرر من عقدة الإخفاقات وعبروا عن استعدادهم للتأكيد في المواجهة المقبلة أمام وفاق سطيف، وهي المواجهة التي ستكون صعبة عليهم لكن ذلك لن يمنعهم على حد تعبيرهم من محاولة العودة بالنقاط الثلاث أو نقطة التعادل على الأقل رغم اعترافهم بصعوبة المهمة أمام الوفاق. -------------------------------------------------- حريزي: “تجاوزنا منعرج البطولة بسلام والملعب يبقى مشكلنا الأكبر” ماذا تقول عن هذا الفوز الذي حققه فريقك اليوم على اتحاد عنابة (الحوار أجري بعد اللقاء)؟ كان ثمينا ومستحقا في آن واحد لأننا كما تعلمون كنا أمام مباراة هامة اعتبرها الجميع بمثابة منعرج البطولة ولم نخيب في هذا المنعرج وتجاوزناه بسلام، وقد كنا أكثر إرادة وإصرارا على الفوز وهو ما حققناه في الأخير. لاحظنا أنكم دخلتم المباراة متخوفين قليلا، أليس كذلك؟ لم نكن متخوفين من المنافس بقدر ما كنا تحت ضغط شديد لأن التعثر في هذه المواجهة كان سيعقد مهمتنا أكثر في الترتيب، لذلك لم نظهر بوجه قوي في ربع الساعة الأول الذي عملنا فيه على عدم تلقي هدف السبق، وبعد أن زال الضغط علينا دخلنا في أجواء اللقاء جيدا وتحكمنا في مجرياته ما سمح لنا بالوصول إلى شباك المنافس. بعد الهدف تراجعتم إلى الخلف في المرحلة الثانية للحفاظ على النتيجة. بعد تسجيلنا الهدف عملنا على تسيير اللقاء بطريقة ذكية من خلال الحفاظ على النتيجة المسجلة وحاولنا أن نضاعف النتيجة بهدف ثان نضمن به النقاط الثلاث بصفة رسمية، إلا أننا لم نتمكن من ذلك رغم بعض الفرص التي أتيحت لنا، أقول إن الطريقة التي لعبنا بها في المرحلة الثانية كانت فعالة بما أن المنافس لم يهدد مرمانا كثيرا. ملعب الشلف كان بمثابة فأل خير عليكم بما أنكم حققتم فيه الفوز مرة أخرى بعدما فزتم على مولودية الجزائر. هذا صحيح، هذا الملعب حققنا فيه الفوز الثاني على التوالي وأدينا فيه مباراة مقبولة أمام الرائد جمعية الشلف لكن ما ينقصنا هو حضور أنصارنا بكثرة لأننا لعبنا اليوم أمام مدرجات شبه شاغرة. بعد هذا الفوز، كيف تتصور حظوظكم في البقاء؟ حظوظنا قائمة في تحقيق البقاء بعد أن تجاوزنا عقبة اتحاد عنابة خصوصا أن نتائج هذه الجولة كنا فيها المستفيد الأكبر بعد تعثر كل الفرق التي تلعب على تفادي السقوط، سنواصل بنفس العزيمة ولو أن المشكل الذي نواجهه هو أننا نلعب جميع المباريات خارج قواعدنا وبالتالي فإن الفريق الذي يلعب جميع المباريات خارج قواعده لا يمكنه أن يحقق نتائج كبيرة، وبالتالي سنكتفي باللعب على البقاء فقط. كيف تسير الأمور مع المدرب إفتيسان؟ تسير معه بصفة جيدة، هو مدرب يملك الخبرة اللازمة بالنظر إلى مشواره التدريبي والأندية التي أشرف عليها، ونحن كلاعبين نفكر بطريقة احترافية والمدرب الذي تتعاقد معه الإدارة سنعمل معه بطريقة عادية بدليل أننا نعمل مع المدرب الرابع هذا الموسم ورغم ذلك لم نتأثر وبقينا مركزين على عملنا. --------------------------------------------- إفتيسان يتحرر من الضغط ويحقق أول فوز تحرر المدرب إفتيسان من الضغط الذي لازمه منذ استلامه مهام العارضة الفنية وتمكن من تحقيق الفوز الأول له بعد تعثرين متتاليين، وقد حفظ المدرب البليدي الدرس وأقحم التشكيلة المثالية، كما أن لمسته كانت واضحة خاصة في المرحلة الثانية حين عرف كيف يوجه لاعبيه ويغلق جميع المنافذ أمام لاعبي اتحاد عنابة الذين لم يهددوا مرمى الحارس ڤاواوي كثيرا. كان سعيدا في نهاية المواجهة وأثنى على لاعبيه وكان إفتيسان سعيدا للغاية في نهاية اللقاء حيث اعتبر أن الفوز الذي حققه فريقه كان مستحقا ويحرره من التخوف الذي ساد الجميع قبل انطلاق المواجهة، كما أثنى على لاعبيه في نهاية اللقاء وقال إنه يجب عدم القول إنه كان وراء هذا الفوز لوحده وإنما حتى إرادة اللاعبين أيضا كان لها دور كبير في صنع الفارق. يبقى غير راض عن تضييع كل تلك الفرص لم يغتر المدرب إفتيسان كثيرا بهذا الفوز، حيث أكد بعد نهاية اللقاء أن الفوز مستحق بالنظر إلى الإرادة التي لعبوا بها، لكنه في نفس الوقت أكد أنهم مطالبون بضرورة العمل بنفس الجدية خلال الحصص التدريبية المقبلة لأنه يرى أن عملا كبيرا لازال ينتظرهم حتى تصل التشكيلة إلى المستوى المطلوب خاصة من الجانب الهجومي، حيث بدا غير راض بكل تلك الفرص التي ضيعها الخط الأمامي. يريد عودة الأنصار بقوة في المباريات القادمة حتى وإن كان المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية سعيدا رفقة لاعبيه بالفوز، إلا أن إفتيسان تأسف كثيرا على غياب الأنصار بكثرة في هذه المواجهة لأن الفريق كان في حاجة ماسة إلى مؤازرتهم، ويأمل إفتيسان أن يعود الأنصار بكثرة إلى المدرجات في المواجهات القادمة التي لن تقل صعوبة عن مواجهة أول أمس. المسيرون تفاجؤوا بهزيمة الأواسط تفاجأ مسيرو الفريق بمن فيهم زعيم بالهزيمة المفاجئة التي مني بها الأواسط في قواعدهم أمام اتحاد عنابة الذي فازوا عليه في الذهاب، إضافة إلى التباين في المستوى والإمكانات بين الفريقين، لكن يبدو أن الأواسط كانوا يفكرون أكثر في نصف نهائي كأس الجمهورية أمام مولودية وهران الأسبوع المقبل. ياغني يجري فحصا اليوم سيجري المدافع الأيمن ياغني فحصا جديدا اليوم لدى طبيب المنتخب الوطني الدكتور “بوقلالي” الذي طلب منه الحضور اليوم إلى عيادته حتى يمنحه حقنة تمكنه من التدرب بصفة عادية مثلما أكده له الأسبوع الفارط، ومن المنتظر أن يمنحه الضوء الأخضر للعودة إلى التدريبات نهاية الأسبوع الحالي. عنابة لن تلوم إلا نفسها والبليدة لم تفرض أي ضغط أبدى مسيرو ولاعبو اتحاد عنابة طيلة الأسبوع الذي سبق المواجهة تخوفهم من الضغط الذي سيفرضه عليهم البليدية من أجل تحقيق الفوز، لكن من خلال مجريات اللقاء فإن عنابة لن تلوم إلا نفسها بعد هذه الهزيمة لأن اللقاء جرى في روح رياضية عالية والبليدة لم تفرض أي ضغط خارج حدود اللعبة وحتى أنصارها لم يتنقلوا بكثرة وكأن اللقاء جرى دون جمهور. اللاعبون طالبوا بمنحة الفوز مباشرة بعد نهاية اللقاء وبمجرد أن شاهد اللاعبون دخول بعض المسيرين إلى غرف تغيير الملابس، بدؤوا يطالبون بمنحة الفوز قبل موعد مواجهة وفاق سطيف لا سيما أنهم يعانون من أزمة مالية حادة بعد النتائج السلبية التي سجلوها في المباريات الأخيرة، وقد وعدتهم الإدارة بتسليم المنحة قبل اللقاء المقبل. الإدارة لم تتحدث عن منحة استثنائية لم تتحدث الإدارة مع اللاعبين قبل اللقاء أو بعده عن منحة استثنائية عكس ما حدث أمام البرج، حيث وعدتهم قبل اللقاء بمبلغ 4 ملايين سنتيم في حال الفوز ما يترك الانطباع على أن المنحة ستكون عادية إلا إذا قررت الإدارة مفاجأتهم عند تسويتها. بن نمرة خرج “مايضوّيش” خرج وسط ميدان التشكيلة بن نمرة وهو في قمة الاستياء من عدم إشراكه في هذه المواجهة، حيث بدت علامات الغضب بادية على وجهه وهو الذي كان قد تحدث مع إفتيسان في إحدى الحصص التدريبية الأسبوع الفارط وطالب بإشراكه أساسيا، لكن يبدو أن إفتيسان عاقب اللاعب بطريقته الخاصة من خلال تركه على مقاعد البدلاء طيلة التسعين دقيقة.