حسم الإتّحاد الدّولي لكرة القدم أمس في قضية مباراة إثيوبيا- بوتسوانا التي لعبت بتاريخ 8 جوان الفارط وأقرّ بخسارة منتخب إثيوبيا على البساط بنتيجة (3/0) بعدما اعتبر أنّ الاحترازات التي تقدّم بها المنتخب البوتسواني على اللاعب "مينيال تشيوم" مؤسسة. وكانت مباراة المنتخبين الإثيوبي والبوستواني قد عرفت فوز منتخب أثيوبيا، لكن المنتخب البوتسواني احترز حول مشاركة لاعب إثيوبيا الذي شارك في المباراة بطريقة غير شرعية، وبعد التأكد من صحة الإحترازات قامت لجنة الإنضباط التابعة للفيفا بخصم ثلاث نقاط من منتخب إثيوبيا مع إقرار خسارته للقاء بثلاثية نظيفة على البساط وغرامة مالية قدرت ب 6000 دولار. وبخسارة منتخب إثيوبيا على البساط أصبح في رصيده 10 نقاط كما أنه صار مجبرا لكي يرسم تأهله لمباراة السد على أن يعود بالفوز من إفريقيا الوسطى في آخر مباراة، لأن مهمة منتخب جنوب إفريقيا الذي يبعد عنه بنقطتين فقط ستكون سهلة أمام بوتسوانا في آخر جولة. "الفيفا" لم تتحدّث إطلاقا عن وجود احترازات من مالي وإذا كانت قضية مباراة إثيوبيا تهمّنا كثيرا باعتبار أن الأمر يتعلق بمنتخب قد يواجهه منتخبنا في الدور التصفوي الأخير قبل الوصول إلى مونديال البرازيل، فإن ما يهمنا أكثر ويشغل الشارع الكروي في الجزائر هي القضية التي سقطت علينا مؤخرا والتي تتعلق باحترازات إتحادية مالي لكرة القدم على لاعبين من لاعبي المنتخبين البينيني والرواندي، وهي القضية التي لم تشر إليها "الفيفا" في موقعها حتى الآن، وهي التي كانت قد كشفت في السابق عن تقديم بعض المنتخبات لاحترازات على مشاركة لاعبين من منتخبات أخرى، لكنها لم تتطرق بتاتا لقضية احترازات مالي وهي تعتبر حتى الآن لاحدث. مالي تصطاد في المياه العكرة ومنحها 5 نقاط جنون صمت "الفيفا" وتجاهلها حتى لنشر خبر تؤكد فيه أن إتحادية مالي لكرة القدم احترزت على حارس مالي فارنول وأحد لاعبي رواندا، لا تفسير له سوى أن رئيس إتحادية مالي يصطاد في المياه العكرة ويريد من وراء تفجير هذه القضية امتصاص غضب الشارع المالي بعد الإقصاء المخزي لمنتخب بلده من تصفيات "المونديال"، وهو الذي كان يراه بثوب المرشح للتأهل بعد المرتبة الثالثة التي احتلها في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا، وبعدما كان بالأمس القريب فقط (قبل شهر جوان) يتربع على عرش هذه المجموعة فأوهم شعبه من وراء هذه الإحترازات بأن مالي ستسترجع النقاط الخمس الضائعة منها وستتربع على عرش المجموعة برصيد 13 نقطة وستكون في حاجة لفرض التعادل على الجزائر كي تتأهل، وهو جنون حقيقي من هذا الرئيس الذي نسي أن يحترز على كل المباريات التي ضاعت فيها نقاط من منتخبه كي يضمن تأهله برصيد 18 نقطة كاملة من ست مباريات. الجمهور الجزائري عليه أن يطمئن مثلما اطمأنّت "الفاف" وبما أنها القضية التي تشغل الشارع الكروي في الجزائر فما على الجمهور الرياضي سوى أن يطمئن على مصير منتخب بلاده الذي تأهّل إلى الدور المقبل، مثلما هو الحال بالنسبة ل "الفاف" التي بلغنا أنها غير قلقة بتاتا من قضية هذه الاحترازات، بعدما تحرّت في الأمر وأدركت أن إتحادية مالي تهدف إلى ذرّ الرماد في عيون شعبها الذي لم يصدق حتى الآن خروج منتخبه من التصفيات وعلى أرضه بعدما أهدر 4 نقاط في مباراتي البينين ورواندا. مصادر تؤكّد أنّ روراوة لا يعير القضية أيّ اهتمام وتفيد مصادرنا بأن رئيس "الفاف" محمد روراوة المتواجد في عطلة بعد موسم شاق وطويل له على المستوى الداخلي والخارجي، لا يعير القضية أي اهتمام وهو الذي تيقن بحكم منصبه في "الفيفا" و"الكاف" أنّ منتخبنا الوطني لا خوف عليه في هذه القضية وأنه ضمن تأهله إلى الدور المقبل، وهو ما يؤكّد أن احترازات منتخب مالي على لاعبي البينين ورواندا غير مؤسسة و"الفيفا" بعد عدم تطرقها للقضية في موقعها حتى الآن لن تكلّف نفسها عناء دراسة احترازات غير مؤسسة. حمدون سيسي (رئيس اتحادية مالي): "لم نتقدّم بأي احترازات" وكنا في وقت سابق قد أكّدنا أن الاتحادية المالية لكرة لقدم فضلت أن تحترز على لاعبي البينين ورواندا سرا حتى لا تلفت انتباه رئيس "الفاف" محمد روراوة لعلمها المسبق بأنّه ذو نفوذ قوي في "الفيفا"، وهو ما يؤكّد نفي رئيس الإتحادية المالية "حمدون سيسي" أن يكون قد تقدم باحترازات على أي لاعب من لاعبي المنافسين لدى اتصالنا به مساء أمس، إذ قال لنا بخصوص هذه القضية: "لم نقدم أي احترازات على مستوى الفيفا بخصوص اللاعبين الذين تم ذكرهم في الإعلام وأولئك الذين تحدثوني عنهم، وبصفتي رئيسا للإتحاد المالي لكرة القدم أؤكد لكم أني لست على دراية بما يقال عن هذه الاحترازات". غاسينغوا (الأمين العام للإتحاد الرواندي): "لم يصلنا أي شيء بخصوص الاحترازات" وكان نفي رئيس الإتحاد المالي لكرة القدم مفهوما بما أنّه فضل أن يقوم بهذا العمل سرا رفقة أعضاء هيئته، كما كانت توضيحات الأمين العام للإتحاد الرواندي "غاسينغوا" مفهومة أيضا لدى اتصالنا به لأن الرجل قال لنا: "حتى الآن لم يصلنا أي شيء من الفيفا، نحن لا نعلم أنهم احترزوا على لاعب من لاعبي منتخبنا وما يمكنني أنّ أؤكده لكم أنّ كل لاعبينا مؤهّلون للعب في المنتخب بطريقة قانونية"، وهو تصريح كاف ليؤكد أنّ "الفيفا" التي لم تراسل رواندا حتى الآن لا تعير القضية أي اهتمام بل لا تعتبرها قضية أصلا.
