يواصل المسؤولون البوركينابيون لكرة القدم حربهم النفسية التي شنّوها على الجزائر قبل مباراة الذهاب، وهذه المرة من خلال التستّر والتكتمّ على كل ما هم بصدد القيام به من تحضيرات قبيل مباراة الجزائر، وإن كان من حق البوريكنابيين إخفاء مكان تحضيراتهم خوفا من التجسس عليهم من الجانب الجزائري، إلا أنهم باتوا يخفون أشياء لا معنى لها، على غرار ما قاموا به مؤخرا عندما زار ممثلان عن الإتحاد البوركينابي الجزائر من أجل معاينة الفنادق والحجز في إحداها سرّا دون أن يتصلوا بمسؤولي الكرة الجزائرية الذين كانوا في إحدى زياراتهم التي سبقت مباراة الذهاب بواقادوقو قد نسقوا مع مسؤولي الكرة البوركينابية بشكل عادي للغاية. روّجوا لإشاعة تربص بلجيكا وحجزوا في "الجديدة" من 10 إلى 16 نوفمبر وكانت "الهدّاف" وعلى لسان أحد المقربين من مسؤولي الإتحاد البوركينابي مؤخرا، قد كشفت على أن خبر التربص المبرمج في بلجيكا ما هو سوى مجرّد إشاعة روّج لها البعض للتمويه وفقط، وها هو أحد مصادرنا يؤكّد لنا أن تربص منتخب "الخيول" وعلى غرار تربص "الخضر" سينطلق هذا الأحد 10 نوفمبر بمدينة الجديدة المغربية وبالضبط بمركز "مازانغو"، وهو التربص الذي سيدوم إلى غاية 16 نوفمبر الجاري، ويعد هذا المركز نفسه الذي تربّصت فيه مولودية الجزائر خلال وبعد شهر رمضان تحضيرا للموسم الجديد. أوهموا "الفاف" بوصولهم يوم 15 لكنهم سيصلون يوم 16 ولم يكتف البوركينابيون بالتمويه بالتربص في بلجيكا وهم الذين ضبطوا موعد تربصهم في مدينة الجديدة المغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 10 إلى 16 نوفمبر، بل أنهم وخلال الاتصالات الأخيرة التي جمعتهم بمسؤولي "الفاف" أوهموهم بأنهم سيصلون الجزائر يوم 15 نوفمبر، وأكدوا ذلك للأمين العام ل "الفاف"، غير أنهم وحسب مصادرنا موّهوا من جديد، لأن وصولهم إلى الجزائر سيكون عبر الدار البيضاء المغربية صبيحة يوم 16 نوفمبر المقبل، وهو تصرف آخر غريب من مسؤولي الكرة البوركينابية. حسموا مكان إقامتهم في أحد الفنادق سرّا وقبل ذلك كان مسؤولو الإتحاد البوركينابي قد عاينوا تقريبا كل الفنادق الفخمة في الجزائر العاصمة وما جاورها، لكنهم وفي نهاية المطاف استقروا على أحد فنادق مدينة الورد البليدة التي ستحتضن المباراة، وذلك بعدما تلقوا ضمانات بتوفر الأمن إلى غير ذلك، وكل هذا قام به مسؤولو بوركينافاسو سرّا ودون الحاجة لاستفسار لا مسؤولي الإتحاد الجزائري لكرة القدم ولا أي طرف من حاشية روراوة. روراوة على دراية بكل شيء لكنه لا يهتم وتفيد مصادرنا أن كل الخطوات التي يقوم بها البوركينابيون يعلم بها رئيس "الفاف" محمد روراوة صغيرة وكبيرة، لكنه لا يهتم كثيرا لذلك، لأن مكان تحضيرات منافس المنتخب الوطني ومقر إقامته وموعد وصوله آخر ما يهتم به المسؤول الأول على الكرة الجزائرية رغم أنه استاء كثيرا في وقت سابق لتنقل ممثلي الإتحاد البوركينابي للجزائر دون الاتصال به ولا بأي مسؤول من "الفاف" للمساعدة، ويبقى روراوة على دراية بكل ما يخفيه نظراءه على رأس الكرة البوركينابية، غير أنه وكما قلنا لا يهتم سوى بتأهل المنتخب الوطني إلى "المونديال" للمرة الثانية على التوالي في عهدته وهو رئيس "الفاف" والرابعة في التاريخ. لن يحدثوا أحدا ويرغبون في غلق تدريباتهم في أوجه الجميع وتفيد مصادرنا المقربة من المسؤولين البوركينابيين أنهم اتخذوا قرارا بغلق تدريباتهم في وجه الإعلام الجزائري مثلما فعل المنتخب الوطني الجزائري هناك في مباراة الذهاب ب"واغادوغو". وتضيف مصادرنا أن مسؤولي بوركينافاسو اجتمعوا فيما بينهم وقرروا أن يكون وصول منتخبهم دون الحديث مع الإعلاميين بمطار هواري بومدين، وأن تجرى حصصهم التدريبية مغلقة دون الإدلاء بأي تصريحات تسبق المباراة ودون عقد ندوة صحفية أيضا معاملة بالمثل –حسبهم- بما أن منتخبنا في واغادوغو كان قد طلب عدم حضور الإعلام البوركينابي للمطار فور وصوله وللملعب أثناء تدريباته، كما أن حليلوزيتش ولاعبيه امتنعوا عن تنشيط ندوة صحفية هناك أو الإدلاء بتصريحات للإعلاميين البوركينابيين.