اهتمت الصحافة البلجيكية كثيرا بعملية قرعة نهائيات كأس العالم 2014 التي احتضنتها مدينة "سالفادور دي باهيا" أول أمس... خاصة أن منتخب بلادها مقبل على مشاركة جديدة بعد غيابه عن آخر نسختين في 2006 و2010، وتطرقت بعض التقارير للحديث عن واحد من منافسي "الشياطين الحمر" وهو المنتخب الوطني، حيث درست طريقة لعب "الخضر" وعرضت نتائجه وكيفية تأهله من خلال التصفيات الخاصة بالقارة الإفريقية، كما وصفت المواجهة الافتتاحية بين المنتخب البلجيكي ونظيره الجزائري ب"المفخخة"، وذلك لأن بلجيكا مرشحة على الورق باعتبارها تملك تشكيلة ثرية بالإضافة لترأسها المجموعة الثامنة، لكن كل شيء وارد عند ملاقاة منتخب مجهول نوعا ما. يعتبرون روسيا المنافس الرئيسي ولكنهم يحذرون من الجزائر ترى الصحافة البلجيكية في قراءتها للمجموعة التي وقعت فيها بلجيكا رفقة الجزائر، روسياوكوريا الجنوبية، أن منافسها الرئيسي والمباشر هو المنتخب الروسي لكونه منتخبا أوروبيا تأهل إلى النهائيات بعد تصدره مجموعة فيها البرتغال إلى جانب مشاركته في كأس أمم أوروبا الأخيرة، كما أن "الدب الروسي" يعتبر الأحسن تصنيفا بالمقارنة مع المنتخبين الآخرين، في وقت فقد فيه المنتخب الكوري بريقه في الآونة الأخيرة، إلا أن البلجيكيين حذروا من الخطورة القادمة سواء من الجزائر أو كوريا الجنوبية، خصوصا أن المفاجأة واردة وممكنة في مثل هذه البطولات، ولهذا السبب وصفت الصحافة البلجيكية المباراة الافتتاحية مع "الخضر" ب "المفخخة".
يعرفون جيدا أن الجزائر تضم لاعبين مثل تايدر وفغولي أعدت إحدى الصحف المحلية تقريرا يدرس بشكل مفصل المنتخب الوطني، وتطرق حتى إلى المواجهتين التاريخيتين بين المنتخبين أين انتهى اللقاء الأول الذي جرى ب بروكسل بالتعادل السلبي، لتفوز بلجيكا بعدها في عنابة بنتيجة (3-1)، وفي إطار استعراضها لنقاط القوة التي يتمتع بها المنتخب الوطني، تم التذكير بالأسماء التي تضمها التشكيلة الوطنية في صورة سفير تايدر الذي يلعب أساسيا مع ناد بحجم الإنتير، بالإضافة إلى سفيان فغولي الذي وصفه التقرير أنه النجم الأول ل"الخضر"، كما وضع ذات التقرير التشكيلة الأساسية المثالية التي يلعب بها الناخب حليلوزيتش، ولم ينس أن يشيد كثيرا بالتقني البوسني الذي يعد من صانعي التأهل وهو مدرب معروف في بلجيكا، كيف لا وهو الذي أشرف على ناد مثل باريس سان جرمان.
جبور وقديورة معروفان في بلجيكا لأنهما مرا من هناك لم تنس الصحافة البلجيكية أن تذكر بعض لاعبي المنتخب الوطني الذين سبق لهم المرور بالدوري البلجيكي، ويتعلق الأمر أساسا ب رفيق زهير جبور مهاجم سيفاس سبور التركي والذي حمل ألوان لالوفيار في موسم واحد قبل عدة سنوات، كما أن عدلان قديورة معروف جدا في بلجيكا بعدما ترك بصمته مع ناديين هما كورتراي وشارلوروا أين حمل حتى شارة القيادة، فيما تبقى أسماء أخرى معروفة بصفتها تلعب مع أندية لا بأس بها في مختلف الدوريات الأوروبية على غرار تايدر وبلفوضيل في الإنتير، فغولي مع فالنسيا، براهيمي ويبدة في غرناطة، بالإضافة إلى اللاعبين الناشطين في الدوري الفرنسي المتابع بقوة في بلجيكا وأبرزهما فوزي غلام ورياض بودبوز.
الجماهير البلجيكية تحترم كثيرا الكرة الجزائرية لاحظنا من خلال ردود أفعال الجماهير البلجيكية، أن هناك احتراما شديدا للمنتخب الوطني الذي سيكون منافس "الشياطين الحمر" في المونديال المقبل، فحتى إن ارتاح الغالبية بالوقوع في مجموعة تضم الجزائر، إلا أن عشاق الكرة البلجيكية يعرفون جيدا قيمة اللاعب الجزائري ويحترمون أيضا الكرة الإفريقية، وهذا ما يتعلق بالخصوص بالفرنسيين والبلجيكيين باعتبارهما يعتمدان كثيرا على نجوم القارة السمراء، وذلك عكس ما هو عليه الحال في روسيا، أين بدأت الجماهير الروسية في الاحتفال مبكرا بالفوز على "الخضر"، لأنه المنافس الأضعف حسبهم في المجموعة وهو في متناول أشبال الإيطالي فابيو كابيلو.