سمير ناصري نجم أرسنال الإنجليزي ومنتخب فرنسا كان من الممكن أن يكون لاعبا في المنتخب الوطني، لولا أن الظروف أرادت غير ذلك، وشاءت للاعب تربى في عائلة شعبية جدا انتقلت بعد الثورة إلى فرنسا، تتكلم العربية، مع والد متعصب للجذور، دمه مليء بحرارة الجزائريين وأمه (وسيلة بن سعيد) ابنة مدينة بسكرة، أن يكون "ديكا" فرنسيا وليس "فنكا"، لا لشيء سوى لأن الاختيار لم يكن متاحا أمامه، ومع هذا لم يفقد حس الانتماء ولم تنسه أضواء الشهرة الجزائر، "الهداف" بحثت عن عائلته جده، وجدته وعمه الموجودين بقسنطينة هذه الأيام في زيارة عائلية وعادت بأسرار عن سمير... تربّى في "لاڤافوت" مع الجزائريين ونشأ على التقاليد ولد سمير ناصري يوم 26 جوان 1987 في بيت عائلتي كبير، وسط أسرة فقيرة ومتواضعة كانت كثيرة العدد عاش رفقه جده وجدته وعدد معتبر من أعمامه، أين ترعرع في حي "لاڤافوت" في مارسيليا الذي يعج بالمغاربة والجزائريين بشكل أخص، الذين كانوا أصدقاءه، عمه صالح يؤكد أنه لم يكن يلعب الكرة مع سواهم، وجده يؤكد أنه كبر على التقاليد الجزائرية وسط أسرة لا تتكلم سوى العربية بما أنها لم تهاجر إلى فرنسا إلا بعد الاستقلال. كان يصلي ويحفظ القرآن، هادئا ومتسامحا جدته تشهد أنه كان مواظبا على الصلاة في المسجد القريب من البيت العائلي منذ سن السابعة، وجده يؤكد أنه كان يأخذه لأداء هذه الفريضة دائما، مرات معه ومرات مع والده حميد الذي سجله في مدرسة قرآنية لحفظ كتاب الله في الصيف، وقد أجمع كل من حدثونا على أنه لم يعش طفولة شقية، فقد كان هادئا منذ صغره، متسامحا، لا يفتعل المشاكل، وحتى الكرة التي كان يملكها لم يكن يحدث بها أي هرج داخل البيت، بل يقضي بها كل وقته خارجا. والده عانى الفقر وكان يبيع "البطاطا" في قسنطينة كانت طفولة سمير فقيرة بما أن العائلة كانت متواضعة وعددها كبيرا، وحتى والده ذاق طعم الحرمان في الحي الشعبي الذي تربى فيه، وقد فاجأنا جد لاعب أرسنال لما أكد لنا أنه لما كان يزور الجزائر في الصيف كان يأخذ معه ابنه حميد (والد سمير) هذا الأخير كان يشتغل في قسنطينة خلال العطلة خضارا في حي الحطابية وبوذراع صالح، ليعود بما كتب الله له ويستبدل تلك الأموال من الدينار الجزائري إلى الفرنك الفرنسي خاصة أن العملة الوطنية كانت "بقدرها" في ذلك الوقت. في مرسليا كان يلبس واقيا للساق بعلم الجزائر ولم ينتظر أحد من العائلة نجاح سمير ووصوله إلى هذا المستوى حتى والده الذي سبقه إلى كرة القدم وفشل فيها بسبب تصرفاته وسلوكاته الحادة مع الحكام، رغم أنه كان متسامحا خارج الميادين، وكانت بنية سمير السبب بما أنه كان نحيفا لكنه سرق الأنظار والتحق بمركز تكوين أولمبيك مرسيليا ليوقع عقدا احترافيا وعمره 17 سنة، ومن هناك برز وسط مساندة كبيرة له من الجزائريين أصدقائه في حي "لاڤافوت"، وحتى هو لم ينس الجزائر حيث كان يلبس واقيا للساق بعلم الجزائر شاهده عمه. "فرجها" على عائلته، اشترى لها شقة وعمره 17 سنة وكان أول ما فعله ناصري عندما صار يقبض آلاف الأوروهات هو أنه اشترى بيتا كبيرا لأسرته و"فرجها" عليهم رغم أنه لم يبلغ من العمر 17 سنة ولم يمض على احترافه سنة واحدة، حيث تغيرت وضعية العائلة التي صارت غنية، ولا ينقصها شيء، حيث تعيش حياة مختلفة كلية رغم أن عمر ابنها اليوم لا يزيد عن 23 سنة وكل المستقبل أمامه لفعل أشياء أكثر، كما أنه رشح لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وأجمع الكل بشأنه هذا الموسم على أنه أفضل محترف فرنسي. لم يكن له أي اقتراح من الجزائروفرنسا كانت واقعا وبخصوص اختياره اللعب لمنتخب فرنسا وليس الجزائر، أجمع أفراد أسرته على أنه كان خيارا مفروضا عليه، حيث تدرج في مركز تكوين مرسيليا وتلقى الدعوة صغيرا لحمل ألوان فرنسا قبل أن يبلغ 15 سنة وواصل صاعدا السلم إلى غاية صنف الأكابر، في وقت أنه لم يتلق أي دعوة ولا حتى اقتراحا لحمل ألوان منتخب الجزائر وبالتالي "لم يكن بوسعه قول لا لفرنسا لأنه لا مبرر له فهو لم يحظ باقتراح من الجزائر، بل نشأ في مركز تكوين فرنسي وتوج مع منتخب أقل من 17 سنة بكأس أوربا 2004" قال عمه. يشاهد مباريات الجزائر ويناصر ب "الحس" وحسب ما علمنا، فإن سمير ناصري تابع المنتخب الجزائري خلال تصفيات التأهل إلى كأس إفريقيا بكل اهتمام وناصره في المباريات بطريقة واضحة وب "الحس"، حيث كان يتفاعل مع مشوار رفقاء كريم زياني، كما أنه تابع أيضا مباريات "الخضر" الأخرى في كأسي إفريقيا والمونديال كلما أتيحت له الفرصة، وقد كشف لنا مقرب آخر من العائلة أنه خلال مباراة إيرلندا الفاصلة للتأهل إلى المونديال كان يسأل عن نتيجة الجزائر. والده نسي ابنه أمام إيرلندا وتابع ملحمة أم درمان في تلك المباراة التاريخية في أم درمان، كشف لنا عمه أن والده حميد نسي ابنه ومباراة فرنسا التي كانت تواجه إيرلندا وانشغل بمتابعة لقاء الجزائر ومصر، حيث كاد يجن جنونه من شدة التفاعل والتأثر، مضيف أنه فرح بطريقة جنونية بالتأهل إلى المونديال وبعد ذلك سأل عما فعله "الزرق" أمام إيرلندا، وهي مباراة لعبها ابنه ومع هذا لم يولها أي اهتمام. ناصري اندهش للأجواء الجزائرية وتأسف لأنه لم يلعب ل "الخضر" وفي الوقت الذي كانت إحدى المجلات الفرنسية قد نقلت تصريحا على لسان ناصري سمير يقول فيه إنه ندم على حمله ألوان فرنسا، رد عمه الذي يعتبر مقربا جدا منه بما أنه على تواصل دائم معه، مشيرا إلى أن الأجواء الخارقة لتأهل الجزائر والفرحة التي عمت جعلته يتمنى لو لعب للجزائر، وليس يندم على اختيار فرنسا بما أنه لم يكن أمامه مجال للاختيار وهو الذي لم يتلق أي اتصال من الجزائر التي لم يزرها من قبل، ليجمع الكل على أنه جزائري في تربيته، من خلال جذوره وفي قلبه غير أن الظروف شاءت له أن يقال عنه اليوم "اللاعب الفرنسي". ......... خضراء صغيري (الجدة): "سمير تربى في حضني والاحتراف أخذه مني صغيرا" جدة سمير ناصري خديجة صغيري التي لم تتنقل إلى فرنسا إلا سنة 1963، تتكلم العربية بطلاقة وكأنها ليست مغتربة تذكرت معنا سمير حيث قالت: "لقد تربى في بيتي وفي حضني منذ أن كان صغيرا، ولم يغادر البيت العائلي الكبير الذي عشنا فيه مع بعض إلا بعد أن صار محترفا فاقتنى شقة لوالديه، الاحتراف أخذه منا، وقبل ذلك دخل مركز التكوين حيث لم نعد نراه كثيرا بسبب تواجده هناك كل الوقت، لأنه كان يعشق كرة القدم". "كان يتمنى زيارة قسنطينة في الصغر" وبخصوص ارتباطه بالجزائر قالت: "والده جزائري 100 من المائة وعاش وقتا في قسنطينة لما عدنا إلى هنا، كان يمكن لوالده أن يكون لاعبا كبيرا أيضا لكنه غير صبور، وأمه كذلك جزائرية من بسكرة، تربى على التقاليد الجزائرية، ولما كان صغيرا كان يتمنى أن يزور موطن أجداده أي قسنطينة، خاصة لما يرى أعمامه يسافرون إلى "البلاد"، لكن منذ أن صار محترفا أصبح هذا حلما مؤجلا له، ربما سيزورها رفقة والده مستقبلا". "أشهد أنه كان مؤدبا، هادئا ومواظبا على الصلاة" وبخصوص طباعه قالت الحاجة: "صحيح أننا لم نعد نلتقيه كثيرا منذ أن غيروا مقر سكناهم، لكن سأشهد على ما شاهدته عيناي، كان مؤدبا جدا، هادئا للغاية، لا أتذكر أنه أزعجنا بكرته، فكل وقته كان يقضيه في الحي يلعب مع رفقائه، ثم يعود وينام، إضافة إلى ذلك كان مواظبا على الصلاة منذ سن السابعة رفقة والده ولا أدري إن كان لا زال أم لا، ولكن ما أؤكده أنه كبر على التقاليد الجزائرية"، وعن اختياره اللعب لفرنسا ردت الحاجة: "لم أساله بصراحة، وحتى لو سألته فماذا أريد منه كجواب، هو احترف صغيرا واختار طريقه وحده، ونجاحه يشرفنا رغم أننا تمنيناه بألوان الجزائر". .............. ناصري ساعد (الجد): "ربيته على التقاليد الجزائرية، واختياره فرنسا ليس مسؤوليتي" "لو بقي يعيش معي لكنت فرضت عليه اللعب للجزائر" جده الحاج ساعد رغم إجرائه عملية جراحية منذ أيام إلا أنه حافظ على حسه الفكاهي، كان يتكلم معنا بكل صراحة عن حفيده، دون أن يخفي فخره بنجاحه... - شكرا على استضافتك لنا في البيت. -- لا شكر على واجب، مرحبا وهي فرصة سعيدة لنا، على الأقل حتى نرد ونقول إننا أحياء، لأن العديد من الجرائد تقول إنني مجاهد متوف، لكن والحمد لله لا زالت على قيد الحياة. - منذ متى وأنت مغترب؟ -- بعد الاستقلال تنقلت إلى فرنسا مباشرة، ثم التحقت بي زوجتي عاما بعد ذلك، أنجبت 11 طفلا، توفي منهما اثنان دفنتهما هنا في قسنطينة. - نحس بأنك وطني. -- الوطنية لا تدرس، يعيشها الإنسان ويتربى عليها، وأنا عشت جزائريا ولم أتغير رغم أنني في فرنسا منذ 48 سنة. - هل لك أن تحدثنا عن علاقتك بسمير؟ -- علاقة حفيد بجده، عندما يعود من إنجلترا يمر عليّ، لا أعتقد أنه ينسى فقد تربى في عائلتنا وكبر معي، بل تربى على يديّ إلى أن فتحت أمامه الأبواب وصار غنيا (يضحك)، لكنه لا ينكر أصوله أبدا، فقد تربى بطريقة جزائرية بحتة، على التقاليد، ودائما كان يرافقني إلى المسجد وحفظ معي جزءا من القرآن، إلى غاية سن 15. - لماذا لم يزر الجزائر، ألم تدعه إلى ذلك؟ -- لست والده حتى أجبره، كان يريد أن يحضر لكن وقته لم يسمح، أين هو الوقت بما أنه في إنجلترا دائما ولا يستريح من تعب عام كامل إلا 10 أيام، ولكن سيأتي عاجلا أم آجلا، لأنها مدينته ومدينة أجداده. - ألم تناقشه في خياره باللعب لمنتخب فرنسا؟ -- صراحة لم أفعل، لأنه اختار وانتهى الأمر، بمعنى أنها صفحة مطوية ولا فائدة من إعادتها، ولكن يجب أن أوضح أن سمير وجد نفسه محترفا وهو صغير ولم تكن أمامه خيارات كثيرة، استدعي أيضا صغيرا لمنتخبات فرنسا وهكذا إلى أن وجد نفسه مع الأكابر، وعودة إلى السؤال فاختياره مسؤولية والده أنا ليس لدي يد في هذا الأمر. - وكيف ربيت أنت والده؟ -- أنا قمت بواجبي مع والده وربيته وفقا للتقاليد وزوّجته من بسكرية (يضحك)، صنعت منه رجلا ودرسته على الشهامة، حميد عاش "راجل فحل" باع حتى البطاطا في الحطابية وبوذراع صالح (في قسنطينة)، كملخص أنا ما عليّ قمت به وشيء آخر الله أعلم، أليست هذه صراحة؟ لو بقي يعيش معي في العائلة لكان لي تأثير عليه، مثلما كنت آخذه إلى المسجد كنت سأجبره ليختار الجزائر (يضحك ويقول إنه يمزح لأن مسائل مثل هذه تتم عن قناعة). - هل صحيح أن والده كان لاعبا؟ -- نعم ولكن مشكلته أنه كان عصبيا جدا، ويضرب الحكام لهذا لم ينجح مثل ابنه الهادئ. - قلت إنه حفظ القرآن، هل من تفاصيل؟ -- نعم معي، وأيضا في مدرسة قرآنية في لاڤافوت. - كيف تشعرون لما يقال إنه لاعب فرنسي؟ -- نحن سعداء بما وصل إليه، ولكن "الله غالب" الظروف هي التي جعلته يلعب لفرنسا. .................. ناصري صالح (لاعب المولودية السابق وعمه): "بعد التأهل إلى المونديال فكر سمير في الجزائر لكنه تأسف لأن لا أحد عرض عليه الفكرة" "بعد كأس العالم قال لي علي أن أقول الآن شكرا دومنيك لأنك لم تأخذني إلى جنوب إفريقيا" صالح ناصري أو نصير كما يعرفه الجميع، اسم ليس بغريب عن البعض فهو ليس إلا اللاعب السابق لمولودية الجزائر التي حمل ألوانها موسم الصعود (رفقة آيت عثمان) وفي الموسم الموالي، هو عم سمير ناصري لاعب أرسنال، أي شقيق والده حميد، لم يكن يعرف كثيرون في وقت سابق أنه تربطه به هذه الصلة لسبب بسيط هو أن أحدا لم يكن يعرف لاعب منتخب فرنسا ذلك الوقت. - ما هي آخر أخبارك، لم نسمع عنك شيئا منذ مغادرتك المولودية؟ -- دائما في محيط كرة القدم في مرسيليا، في فريق كونسولا ضمن cf2 الذي يلعب الصعود، كما أنني أترأس فريقا في ضواحي مرسيليا، لا زالت دائما في الميادين رغم أن عمري الآن 36 سنة. - ماذا تتذكر من مرورك عبر المولودية؟ -- كانت تجربة جميلة، لا يمكن أن أنسى خلالها الأنصار الذين كانوا رائعين، "الشناوة" كانوا في القمة خلال موسم الصعود، جئت رفقة آيت عثمان، وقدمنا ما علينا، وفي الموسم الموالي لم أبق كثيرا ثم غادرت، لن أنسى بعض اللقاءات خاصة فوزنا على شبيبة القبائل في بولوغين بنتيجة (4-1) حيث سجلت، كما لا أنسى بعض زملائي مثل وحيد ابراهيم "هذاك راجل" إضافة إلى ابراهيم شاوش، وحتى اللاعب الذي تعرض لحادث مرور "بينتشا" مسعودي. - قليلون يعرفون أنك عم سمير ناصري، ماذا يمثل لك؟ -- ابن أخي، علاقتي به ممتازة، دعاني في عدة مناسبات إلى لندن لمشاهدة مباريات أرسنال في ملعب الإمارات، وحتى إلى ليفربول أين تنقلت رفقة ابني، أخي أي والده حميد التقيه دائما، أما سمير فلا، خصوصا في المدة الأخيرة بسبب التزاماته وأنتم تعرفون جيدا مفهوم الاحتراف، لكننا نتواصل دائما عبر الرسائل القصيرة (sms) وحتى الاتصالات الهاتفية، أعلمكم أني رئيس لفريق آفسي سابتام، وشقيقا سمير التوأم مليك ووليد البالغان من العمر 12 سنة يلعبان عندي. - ماذا تتذكر من طفولته؟ -- كان "عاقل بزاف"، ولاعبا ممتازا، وكان يأتي معنا في لاڤافوت للصلاة في مسجد الحي، ساعدته بالنصائح وأحيانا يأتي لمشاهدتي ألعب، وأنا في بعض المرات كنت أشركه معنا، كان قصيرا ومع هذا كان يلعب دون عقدة، ولا تنسوا أنه صار محترفا في سن 17. - وهل تربى مع جزائريين؟ -- في لاڤافوت هناك جاليات من كل مكان خاصة المغاربية، ولكن بدرجة أكبر الجزائريين تربى معهم ولعب معهم الكرة كثيرا. - ماذا تقول عن اختياره اللعب لمنتخب فرنسا؟ -- اختياره ربما كان طبيعيا لسبب واحد أنه لم يكن له أي اقتراح من الجزائر، لو كان له عرض ربما كانت ستتغير الموازين. - قبل كأس العالم صرح لمجلة فرنسية بأنه نادم على اللعب لفرنسا، أنت قريب منه، هل أحسست بذلك؟ -- ليس ندما، ولكن الأجواء التي كانت موجودة في الجزائر بعد التأهل إلى كأس العالم جعلته يفكر في احتمال لو لعب لمنتخب أجداده، والحقيقة أنه يحس بأنه جزائري، وناصر المنتخب الوطني، والده متعصب عندما يشاهد مباريات "الخضر" وعندما تلعب فرنساوالجزائر من الطبيعي أن يشجع "البلاد" (يضحك). - يوم مباراة الجزائر ومصر في السودان، منتخب فرنسا كان يلعب أيضا مباراة ملحق أمام إيرلندا، هل صحيح أن والده تابع لقاء "الخضر" رغم أن سمير كان يلعب مباراة مصيرية؟ -- هذا صحيح، نعم وأؤكد لكم المعلومة، سمير أيضا تابع لقاءات الجزائر في التصفيات، ويشجعها من أعماق قلبه، 200 من المائة. - ربما لو رجع الزمن إلى الخلف لكان قد اختار الجزائر. -- هذا ممكن. - ألا ترى أن سمير لم يأخذ حظه من منتخب فرنسا، خاصة لما لم يستدع إلى كأس العالم الأخيرة؟ -- هو لا زال صغيرا، عمره 23 سنة فقط، صحيح أنه لم يشارك في المونديال ولكن أنا أقول الحمد لله أنه لم يكن حاضرا مع ما حصل من فضائح وسط المنتخب، تكلمنا بالرسائل القصيرة طيلة كأس العالم، كان سعيدا لأنه يكن متواجدا في جنوب إفريقيا ثم أرسل لي رسالة بعد عودة منتخب فرنسا قال لي فيها: "الآن من حقي أن أقول شكرا يا دومنيك لأنك لم تستدعني إلى جنوب إفريقيا". - ماذا يقول لك عن الجزائر؟ -- لم نتكلم كثيرا في هذا الموضوع، ولكن أحسه جزائريا، هو ليس بحاجة إلى أن يظهر ذلك أمام الناس، أو يلتقط صورا بالعلم الجزائري، هذا شعور في القلب، واقيات الساق التي يلبسها اللاعبون لا نراها لأن الجوارب تخفيها، لكن لما كان في أولمبيك مرسليا كان يحمل علم الجزائر في واحد وفرنسا في الآخر، حب الجزائر في الدم، حتى لو لم يختر الجزائر لا يعني أنه نسي جذوره. - المستوى الذي وصله في أرسنال أكيد أنه يشرف العائلة. -- للأسف لم يختر أفضل لاعب في بطولة إنجلترا لكنه أفضل محترف فرنسي، البعض ينسى أنه في سن 23 فقط. - هل ترى أنه قادر على أن يحقق ما حققه زيدان مع فرنسا؟ -- دائما تكون هناك مقارنات، لكن ذلك اسمه زين الدين وهو سمير. - شكرا لك، وماذا تضيف؟ -- بلغ تحياتي إلى أنصار المولودية، ولعلمك أنا مناصر لشباب قسنطينة وهذا الثلاثاء (في الداربي) سنفوز 4-0 (يضحك). ........... عمه شاهده عدة مرات في إنجلترا بدعوة منه أكد لنا عم سمير صالح ناصري أن ابن اخيه قدم له الكثير من الدعوات لحضور مباريات أرسنال في لندن أو حتى خارجها، مشيرا إلى أنه تنقل إلى ملعب الإمارات في عدة مناسبات، كما فعل الأمر ذاته في ليفربول الموسم الماضي وكان معه ابنه الذي شاهد ابن عمه عن قرب وكان في قمة السعادة. ناصري شجع المولودية وبقي يتابع أخبارها وفقا لعمه صالح، فإن سمير كان يتابع مشوار مولودية الجزائر خلال الفترة التي حمل فيها ألوان الفريق العاصمي، وقتها كان متواجدا في مركز تكوين مرسيليا، مشيرا إلى أنه حتى بعد مغادرته بقي يتابع من بعيد أخبار هذا الفريق غير أنه أشار إلى أنه من المتوقع أنه نسي كلية أصحاب الزي الأخضر والأحمر. كان يطلب من والده أخذه إلى قسنطينة ووفقا لرواية جديه، فإنه كان يريد الحضور إلى قسنطينة لما كان صغيرا ويصر على ذلك، حيث كان في الصيف يطلب من والده أخذه إلى هناك، خاصة أن بعض أبناء عمومته كانوا يسافرون إلى مدينة الجسور المعلقة كل صيف، لكن لم يكتب له ذلك ولو مرة واحدة. بحث عن قرص مضغوط لمباراة أم درمان وقد علمنا أن ناصري سمير طلب من أصدقائه في مرسيليا أن يبحثوا له عن قرص مضغوط لمباراة الجزائر ومصر في أم درمان بعد أن ضيع فرصة مشاهدة اللقاء (كان يلعب مباراة إيرلندا)، وأشار أفراد عائلته إلى أنه في تلك الفترة عندما احتدم الصراع مع المصريين أصبح مهتما جدا بالمنتخب الجزائري. شقيقاه التوأم يلعبان في فريق يرأسه عمه لدى سمير شقيقين (توأم) ويتعلق الأمر بكل من مليك ووليد وكلاهما لاعب كرة قدم، حيث يريدان السير على خطى شقيقهما، ويبلغان من العمر 12 سنة، ويبقى الملاحظ أنهما يلعبان في فريق أفسي سابتام الذي يرأسه عمهما اللاعب السابق للمولودية. جده دفن ابنيه في قسنطينة أصر جد سمير ناصري "عمي ساعد" على أن يُدفن أبناه اللذان توفيا في الجزائر، في دليل واضح على التمسك بالجذور والأصول، مشيرا إلى أن لديه 11 ابنا توفي منهما اثنان وقد دفنا في المقبرة المركزية، مثلما سيدفن فيها هو، وبالمناسبة نتمنى له طول العمر رفقة الحاجة خضراء. عائلته لا تعلم إن بقي ملتزما دينيا أم لا وما أجمع عليه أعضاء عائلته وحتى مقربين من العائلة أنه كان ملتزما ومواظبا على أداء الفرائض الدينية، يصوم شهر رمضان، ولكنهم لا يعرفون الآن إن كان قد واصل على هذه الطريق أم لا، ولو أنهم أشاروا إلى أن قراءته الفاتحة قبل المباريات أمر يؤكد تمسكه بجذوره الإسلامية. قال بعد المونديال: "شكرا دومنيك لأنك لم تأخذني إلى جنوب إفريقيا" معروف أن ناصري تأثر لأنه لم يكن حاضرا مع "الديوك" مع فرنسا في المونديال في قضية اتهم فيها البعض المدرب دومنيك بممارسة العنصرية تجاهه وبن زيمة وكذا بن عرفة لأنهم عرب، غير أن موقفه تغير بعد الذي حدث في جنوب إفريقيا من مهازل حيث قال لعمه في رسالة قصيرة: "الآن يجب أن أقول لدومنيك شكرا لأنك لم تأخذني إلى هناك".