بعيدا عن إقصاء نادي "باستيا" من منافسة كأس فرنسا على يد "لانس" سهرة يوم الثلاثاء بثنائية مقابل هدف وحيد، فإن تلك المباراة عرفت مشاركة الدولي الجزائري رياض بودبوز طيلة 120 دقيقة كاملة وأدّى فيها ما عليه، إلا أن الحظ لم يحالفه وفريقه للعبور إلى لدور ال ولا يهمّ الإقصاء بقدر ما يهم مشاركة صاحب الكرة الذهبية الجزائرية منذ موسمين في هذه المباراة على مدار وقتها الأصلي والإضافي، وهو ما يزيد من حظوظه في العودة إلى المنتخب الوطني من أوسع الأبواب عن قريب، بداية من مباراة سلوفينيا الوديّة في الخامس من شهر مارس المقبل. بودبوز من اللاعبين الذين يلعبون بانتظام وتتوفر في بودبوز كلّ الشروط والمعايير الذي لطالما تحدّث المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش عن ضرورة توفرها في اللاعبين الذين سينتدبهم قبيل وخلال "المونديال"، بما أنه يلعب أسبوعيا أساسيا في البطولة الفرنسية مع فريقه "باستيا"، ناهيك على أنه كان حاضرا مؤخّرا في مباراة الكاس على مدار 120 دقيقة كاملة، وهو ما يجعله لا يعاني بتاتا من مشكل نقص المنافسة الذي يعاني منه لاعبون آخرون في المنتخب، ويقلقون بذلك البوسني حليلوزيتش أشهرا قليلة قبيل "المونديال". هو وفغولي الأكثر مشاركة من لاعبي الوسط الهجومي ويعدّ بودبوز إلى جانب فغولي اللاعبين الأكثر مشاركة مع فرقهم من لاعبي الوسط الهجومي لمنتخبنا الوطني، إذ أنهما يظهران في كلّ جولة من جولات البطولتين الفرنسية والإسبانية، ويعتبران من أهم الركائز في فريقيهما. وبخصوص بودبوز، فإنه أثبت للجميع مع مرور الوقت أنه أحسن الاختيار يوم قرّر الرحيل عن "سوشو" والالتحاق بنادي باستيا، رغم أنه بإمكاناته كان بوسعه أن يلعب لفريق أكبر، غير أنه اختار الفريق الذي يمنحه فرص اللعب بانتظام ويعيد له بريقه الضائع، وأحسن صنعا لأنه عاد إلى الواجهة في ظرف زمني قصير وبات يقدّم مستوى مقبولا، وصار محافظا على لياقته من خلال المباريات الكثيرة التي يلعبها. رسالته ل "حليلويتش" وصلت ولا خلاف بينهما ورغم انشغال حليلوزيتش في الآونة الأخيرة بأموره العائلية، إلا أنه ومساعدوه يتابعون باهتمام كلّ الدوليين الذين يتواجدون في قائمته الموسعة، ومن المؤكّد أن الرسالة التي يمررها بودبوز أسبوعيا له من خلال مشاركاته المنتظمة مع فريقه، تكون قد وصلته، ما يجعله يدخل ضمن حساباته كواحد من الوجوه القديمة التي ستعود إلى صفوف المنتخب عبر بوابة مباراة سلوفينيا الودية في الخامس من مارس، لاسيما أن الخلافات بينهما قد طويت نهائيا قبيل مبارة بوركينافاسو التي كان بودبوز خلالها ضمن القائمة الموسعة، ناهيك على أن رسائل نصية تبادلها مع مدربه يوم لم ينتدب للقاء العودة بتشاكر.