علمت "الهداف" من مصادر موثوقة أن الحوار الأخير الذي أدلى به الناخب الوطني حليلوزيتش لقناة "فرانس 24"، جعل رئيس "الفاف" محمد روراوة يصعّد لهجته تجاه البوسني الذي بات مغضوبا عليه من طرفه ومن طرف كافة المسؤولين، وتفيد مصادرنا بأن روراوة لم يكن بإمكانه أن يبقى مكتوف اليدين وهو يتفرج ويطلع يوميا على الحوارات التي بات يدلي بها حليلوزيتش للإعلام الأجنبي (يتحدث حتى لو اتصلوا به من جزر القمر)، فقرر أن يضع معه النقاط على الحروف هذه المرة، حتى يكفّ عن تكرار تصريحاته التي باتت نارية في كل مرة، حيث أوكل أحد أعضاء المكتب الفدرالي بالاتصال به كي يعلمه بالقرارات الجديدة التي بات مطالبا بتطبيقها من الآن فصاعدا، واضعا بذلك حدا للتسيب الذي بات يعرفه منتخبنا بسبب تصريحاته في كل مرة. حذّره من قبل في البرازيل لكنه ضرب تعليماته عرض الحائط وتفيد مصادرنا بأنها ليست المرة الأولى التي يستاء فيها روراوة من تصريحات الرجل الكثيرة والنارية في آن واحد، حيث سبق له أن تحدّث معه في البرازيل على هامش قرعة "مونديال" البرازيل، وطالبه بالكف عن تصريحاته في كل مرة للإعلام الأجنبي والكف أيضا عن تقزيم الجزائر وتشويه سمعتها، لكنه ضرب تلك التعليمات عرض الحائط، بما أنه أدلى بعدها بأكثر من حوار لأكثر من صحيفة وقناة أجنبية، ما جعل روراوة هذه المرة يقرر تصعيد اللهجة معه وإبلاغه بواسطة أحد المسؤولين بالتعليمات الجديدة. لا حوار ولا تصريح دون المرور على خلية الإعلام التابعة ل "الفاف" وتكفل الأمين العام للمنتخب نذير بوزناد بالقيام بالمهمة بما أن روراوة قرر عدم الاتصال بالمدرب هاتفيا مادام ممتعضا ومستاء مما يقوله في كل مرة، حيث اتصل به وأبلغه بما يطالب به روراوة، أوّل التعليمات التي بات البوسني مطالبا بالانصياع إليها هي عدم الإدلاء بأي حوار أو تصريح حتى لو كان مقتضبا لأي وسيلة إعلامية كانت، وطنية أو أجنبية، دون المرور على خلية الإعلام التابعة ل "الفاف"، بمعنى أن حليلوزيتش صار مطالبا بالمرور على المكلف بالإعلام على مستوى "الفاف" عادل حاجي كي يأخذ الإذن هو ووسيلة الإعلام التي ترغب في محاورته، على أن يحول المكلف بالإعلام طلبه هذا إلى روراوة الذي سيكون صاحب القرار الأول والأخير إن كان سيسمح له بالإدلاء بتصريحات أو لا، وهو الذي قال عنه في آخر حوار له خصص به "فرانس 24": "لست خروفا حتى أقول لروراوة نعم في كل شيء". يجب إبقاء مساعديه بالجزائر مع تواجده شخصيا مرتين في الشهر ثاني القرارات التي اتخذها روراوة تتمثل في إبلاغه بضرورة تواجد جميع أفراد طاقمه الفني بالجزائر حتى وإن لم يكن منتخبنا على موعد مع أي مباراة أو تربص، عوض البقاء في فرنسا طيلة هذه المدة في شبه عطلة مدفوعة الأجور بالنسبة لكل فرد من أفراد هذا الطاقم الموسع الذي يضم عددا كبيرا بمن فيهم "مصوره"، كما بلغنا أن حليلوزيتش تلقى تعليمة بأن يتواجد مرتين على الأقل في الشهر بالجزائر لحضور مباريات المحليين وممارسة مهامه في المركز التقني بسيدي موسى عوض البقاء في "ليل" الفرنسية واستقبال الإعلام الأجنبي في كل مرة يريد أن يطلق فيها العنان لتصريحاته الإعلامية المثيرة. الكف عن توجيه الانتقادات عندما يسمح له بالتصريح وحسب مصادرنا، فإن حليلوزيتش سيكون بوسعه الإدلاء بحوارات عندما يتلقى الإذن بذلك، لأن "الفاف" لا تسعى إلى تطبيق سياسة تكميم الأفواه، لكنه وعندما يتلقى ذلك الإذن سيكون مطالبا بالكف عن انتقاد "الفاف، الكاف، الفيفا والإعلام الجزائري"، أو أي طرف، على أن يتحدث عن الجانب التقني وفقط مثلما كان عليه الحال يوم قدم مدربا جديدا للجزائر حين كانت صورته كصورة الحمل الوديع الذي لا يؤذي أحدا، عدا ذلك فإن الرجل وإن تمادى مجددا في تصريحاته بعدما يسمح له بذلك، فإن الأمور ستزداد تعقيدا بينه وبين روراوة. سفر روراوة إلى جنوب إفريقيا يؤجل اجتماعهما وبخصوص جلسة المفاوضات التي من المقرر أن تجمع الرجلين، بلغنا أنها أجلت إلى شهر فيفري بسبب سفر روراوة خلال شهر جانفي إلى جنوب إفريقيا من أجل حضور فعاليات نهائيات كأس إفريقيا الخاصة بالمحليين، وهي الرحلة التي جعلته يؤجل الحسم بخصوص تمديد عقد البوسني إلى نهاية جانفي أو مطلع فيفري عندما يلتقي الرجلان في الجزائر قبيل السفر إلى البرازيل لحضور أحد ملتقيات "الفيفا"، وهو الملتقى الذي سيحضره بداية من السادس من فيفري روراوة، زفزاف وحليلوزيتش، إذ من المتوقع أن يجلسا وجها لوجه قبيل السفر إلى بلاد "السامبا" وخلال تلك الجلسة سيحسم الأمر إن كان البوسني سيجدد عقده أم أن روراوة سيضطر كما قلنا إلى الإعلان عن مدرب جديد يخلفه مباشرة عقب "المونديال". روراوة غير متحمس لرفع راتبه الشهري وكنا في عدد سابق قد أكدنا أن حليلوزيتش وبعد نجاحه في الوصول مع الجزائر إلى "المونديال"، سيطالب برفع راتبه الشهري المقدر بحوالي 70 ألف أورو مقابل تمديد عقده، غير أن مصادرنا كشفت لنا أن روراوة غير متحمس لذلك، وأنه سيعرض عليه تجديد العقد مقابل نفس الراتب، وإن لم يوافق فإنه سيجلب مدربا جديدا سيعلن عنه قبيل "المونديال"، على أن يشرع في مهمته مباشرة بعد العودة من البرازيل.