تاه كثيرون في فكّ لغز المهمة التي يرغب رئيس "الفاف" محمد روراوة في إسنادها للمدرب الفرنسي كريستيان ڤوركوف مستقبلا، فراح كلّ طرف يفكّه بطريقته الخاصة. فالبعض أكّد أن روراوة يريده للمنتخب الأول، والبعض الآخر قال إنه يريده للمنتخب الثاني، والبعض قال للتكوين، إلى غير ذلك من التفسيرات التي تبقى منطقية في ظلّ صمت "الفاف" وعدم إصدارها أيّ بيان توضح من خلاله الرؤية حول سبب زيارة ڤوركوف. غير أنّ مصادر خاصة مقرّبة من بيت "الفاف"، أكّدت لنا من جديد أن روراوة يريد ڤوركوف للمنتخب الأوّل خليفة للبوسني وحيد حليلوزيتش، الذي وكما سبق أن أكّدنا سيغادر العارضة الفنية ل "الخضر" مباشرة عقب نهائيات كأس العالم المقبلة. وتضيف مصادرنا أن عدّة أسباب دفعت روراوة إلى التفكير في تنصيب ڤوركوف خليفة حليلوزيتش عقب "مونديال" البرازيل. ڤوركوف يتقاضى 37 ألف أورو في فرنسا ولن يكلّف "الخضر" الكثير وأوّل هذه الأسباب مادية، إذ أنّ مدرّب كالفرنسي ڤوركوف لن يكلّف خزينة المنتخب الوطني كثيرا إن هو تعاقد مع "الخضر"، حيث يتقاضى في الوقت الحالي مع ناديه "لوريون" ما قيمته 37 ألف أورو شهريا، وهو نصف ما يتقاضاه البوسني حليلوزيتش على رأس المنتخب الجزائري، وروراوة إن تعاقد معه بصفة رسمية لن يزيد له فوق الراتب الذي يتقاضاه حاليا سوى القليل، كأن يحدّد له أجرته بأربعين أو خمسين ألف أورو شهريا، وهذا سبب من الأسباب الجوهرية المهمّة التي جعلت روراوة يفكّر بجدّية في إسناد مهمة تدريب المنتخب ل ڤوركوف. روراوة يريد لقب إفريقيا 2017 بالجزائر و"ڤوركوف" قادر على تكوين منتخب قويّ أما ثاني الأسباب التي جعلت روراوة يفكّر حقا في إسناد المهمة ل ڤوركوف، هو كفاءته في مجال التكوين وسياسة العمل على المدى البعيد التي انتهجها في كل الفرق التي أشرف على تدريبها، ومعلوم أنّ روراوة ضغط على السلطات الجزائرية كي تتقدّم من تجهيز الملاعب بغية تنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2017 بالجزائر، وهي الكأس القارية التي لا يرغب فقط في أن تحظى الجزائر بتنظيمها وفقط، بل في التتويج بلقبها القاري الذي غاب عن خزائن المنتخب الوطني منذ أوّل وآخر كأس إفريقية سنة 1990 هنا بأرض الوطن، ومدرب كڤوركوف المعروف بسياسة التكوين هو الأنسب لتكوين جيل بن طالب، جابو، سليماني، سوداني، ماندي، غلام وغيرهم من اللاعبين الشبان، لمنافسة كبار القارة السمراء والتتويج بالكأس القارية، لاسيما أن الوقت في صالحه لتكوين منتخب تنافسي قوي من يومنا هذا إلى موعد كأس إفريقيا 2017. الاستحقاقات القريبة المقبلة لا تستدعي بالضرورة اسما عالميا كبيرا ولطالما وعد روراوة حقّا بجلب مدرب كبير يخلف حليلوزيتش في حال إصرار هذا الأخير على عدم البقاء، غير أن الاستحقاقات القريبة المقبلة التي تنتظر المنتخب عقب "المونديال"، لا تستدعي بالضرورة اسما عالميا كبيرا من طينة "ليبي، تراباتوني" مثلا، فمنتخبنا وعقب المونديال سيخوض تصفيات كأس إفريقيا 2015، وبعد تأهله مثلما هو مرشّح سيخوض النهائيات في المغرب مطلع السنة المقبلة، ومدرب مثل ڤوركوف قادر على أن تخوض الجزائر به تحديات كهذه، وقادرة أيضا أن تخوض معه تصفيات "مونديال" 2018 ونهائيات كأس إفريقيا 2017 التي وإن فازت الجزائر باستحقاق تنظيمها، لن تكون بحاجة لخوض التصفيات، أما إن حدث العكس فرهان تصفياتها سيكون في متناولها. "رونار" أفضل مثال و"ڤيراتس" مثال سيّء ويكون روراوة من وراء تفكيره في منح المهمة ل ڤوركوف مقتنعا بتجربة هيرفي رونار مع منتخب زامبيا، والبلجيكي ڤيراتس مع منتخب المغرب. إذ أن الأول وضع به "الزامبيون" ثقتهم الكاملة ومنحوه منتخبا شابا وأعطوه الوقت الكافي كي يحضّره لنهائيات كأس إفريقيا 2012 بغينيا الإستوائية والغابون، ولم يخيب ثقتهم عندما قهر شبان "رونار" كبار القارة السمراء بما فيهم منتخب "الفيلة" الإيفواري في النهائي، ونالوا الكأس القارية في نهاية المطاف. فكان بذلك رونار أفضل مثال يقتدى به. أما الثاني فكان مثالا سيّئا، لأن البلجيكي ڤيراتس علّق عليه المغاربة آمالا كبيرة لمّا منحوه شرف تدريب منتخبهم المدجّج بالمحترفين، وخصّصوا له أجرة خيالية هي الأكبر في المغرب على مدار تاريخ الكرة المغربية، لكن منتخب "أسود الأطلس" تكبّد المهازل معه وخرج خاوي الوفاض في كلّ الرهانات التي خاضها.