يبدو أن مباراة الدور نصف النهائي من كأس الأمم الإفريقية التي جرت مؤخرا في أنغولا وجمعت المنتخبين الجزائري والمصري، لم تأت لإذابة الجليد بين الشعبين وتكون مناسبة لإعادة العلاقات المتينة التي تربط البلدين منذ سنوات وسنوات، وإنما جاءت لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن آثار المباراة الفاصلة لازالت تلقي بظلالها السلبية على البلدين، وأن الأزمة أعمق من أن يحلها إتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين أو مبادرات الصلح الوهمية التي تسعى إليها بعض الدول العربية... ففي الوقت الذي يفترض أن يكون المصريون أسعد شعوب إفريقيا هذه الأيام بعد تتويجهم بالكأس الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي، تناسوا هذا الإنجاز الذي حققه منتخبهم وبدل أن يتلذذوا به عادوا مجددا إلى عادتهم القديمة وانهالوا بشتى أنواع السب والشتم على كل ما هو جزائري كأننا عدوهم الأول والأخير. الغندور: “الجزائريون مجموعة من البلطجية عديمو الأخلاق والروح الرياضية” ولم ينتظر المقدم التلفزيوني خالد الغندور طويلا، بعدما لبس ثوب الشقيق قبل المباراة الأخيرة. فبعد عودة المنتخب المصري إلى القاهرة بالكأس، عاد ليمارس هوايته المفضلة مجددا ويخرج سمومه وحقده الدفين الذي يكنّه إلى كل ماهو جزائري، حيث أطل علينا مجددا في برنامج “أنغولا 2010“ الذي يبث على قناة “دريم“ أول أمس، وشن هجوما عنيفا وغير مسبوق على لاعبي المنتخب الوطني والصحافة الجزائرية حيث قال: “يكفي أن العالم شاهد وعرف أن منتخب الفراعنة هو الأحق بالوصول إلى كأس العالم، وأن الجزائريين عبارة عن مجموعة من البلطجية عديمي الأخلاق والروح الرياضية“. وأضاف صحفي الفتنة رقم1 في مصر قائلا: “أعلم أن الصحافة الجزائرية تتابعني جيدا ولا تفوّت أي فرصة لتنقض عليّ أنا وزميلي مصطفى عبده ومدحت شلبي، لكنني لن أرد عليكم لأنني أعلم أن رباعية بانغيلا مازالت تحرق، وأنتم غير قادرين على فعل شيء لإظهار حقدكم على مصر”. ورغم أننا لن نرد على هذا الصحفي (إذا كان يستحق هذه الصفة فعلا)، إلا أننا ندرك أن هزيمة أم درمان هي التي أفقدته صوابه. أحمد سليمان (مدرب حراس المنتخب المصري): “لاعبو الجزائر يشتمون بعضهم بالفرنسية وسعدان لا يعرف العربية“ وذهب مدرب حراس مرمى المنتخب المصري أحمد سليمان إلى أبعد من ذلك، وقال كلاما خطيرا في حق لاعبي المنتخب الوطني والمدرب رابح سعدان، في صورة تؤكد أن الهزيمة التي ألحقها بنا أحفاد “الفراعنة” بتواطؤ مفضوح من الحكم لم تشف غليلهم منا بعد أن حرمناهم من التأهل إلى كأس العالم التي سيشاهدونها خلف شاشات التلفزيون. وصرح أحمد سليمان قائلا: “كان على الجزائريين الذين شكّكوا في أحقيتنا في التتويج بكأس إفريقيا واتهمونا بإرشاء الحكم كوفي كوجيا، أن ينظروا أكثر إلى حال منتخبهم وأنا حزنت لأجلهم لما شاهدتهم يتبادلون الشتائم داخل الملعب بالفرنسية ولا أحد يتكلّم العربية (نستغرب كيف يفهم الفرنسية)، وحتى مدربهم سعدان كان يُدوّن ملاحظاته بالفرنسية، ما يدل أنه أيضا مفرنس مثل لاعبيه“. وتطاول أحمد سليمان أكثر على الجزائر لما عقّب قائلا: “كيف بمنتخب بلد عربي لا يوجد فيه لاعب يتكلّم العربية ومدربه يتكلّم الفرنسية أيضا، عكس منتخب مصر الذي يبقى متمسكا بلغته الأم، رغم أننا جميعا نتقن اللغة الإنجليزية“. هذا الكلام الخطير من شخص مسؤول في المنتخب المصري جاء ليُعكّر الأجواء مجدّدا، ويطرح أكثر من علامة استفهام عن مغزاه، في وقت يُحاول العقلاء من البلدين ربط حبل الود والأخوة مجدّدا بين البلدين. ثم لماذا تناسى المصريون تصريحات إيتو والكامرونيين الذين اتهموهم حتى بتناول المنشطات وإرشاء الحكام ويبقى حقدهم مركزا فقط على كل ماهو جزائري؟ حتى والدة زيدان أكدت أن إبنها ثأر من عنتر يحيى ولم يقتصر هجوم المصريين على المنتخب الوطني والجزائريين على الإعلاميين وبعض أعضاء الجهاز الفني والإداري لمنتخب الفراعنة، بل امتد إلى والدة محمد زيدان لاعب النادي الألماني “بوريسيا دورتموند“ والتي أكدت أن ابنها كان يعتبر المباراة أمام الجزائر قضية حياة أو موت، بعد الذي حدث في أم درمان (لا ندري ماذا حدث بالضبط). وعقّبت المرأة العجوز قائلة: “ابني بكى بحرقة في أم درمان لأنه لم يدخل الفرحة إلى قلوب المصريين، وما حز فيه أكثر هو أن اللاعب الجزائري الذي يلعب معه في ألمانيا (تقصد عنتر يحيى) ظل يشتمني، وأعتقد أن الفوز بالكأس وعلى الجزائر برباعية أعاد لي كرامتي ومحمد نجح في الثأر من الجزائريين“.