“الخامات موجودة والمهارات لا تنقص بدليل إهتمام الأندية التركية والألمانية بلاعبينا” ما هو تقييمك للتربص وما هي أهم الملاحظات التي خرجت بها منه؟ التربص كما لاحظتم أنتم مر في ظروف جيدة، المناخ كان مناسبا جدا، فدرجة الحرارة كانت معتدلة تماما في أجواء مشمسة منذ وصولنا، عملنا بكل جدية، خاصة من الناحية التكتيكية فكما تابعتم هناك تطبيق للتعليمات التي قدمناها للاعبين، نتائج العمل الذي قمنا به بدأت تظهر فوق الميدان من خلال المباراتين الوديتين اللتين أجريناهما وليس صدفة، صحيح أنه لا زال عمل كبير ينتظرنا لكن على العموم هناك مؤشرات “ملاح”. ما هي المؤشرات الجيدة وما هي النقاط السلبية بالمقابل التي ستركز عملك عليها في المستقبل؟ ما أهدف إليه في المستقبل هو أن أوصل لهم الرسالة وأفهمهم ماذا أطلب منهم، لأن هناك بعض اللاعبين لم يفهموا لحد الآن ماذا ينتظر منهم عبد الحق، لابد أن يفهموا عقليتي وما أريد منهم بالضبط، مثلا اللاعب الذي لا يفوز بالصراعات الثنائية لن يلعب معي، اللاعب الذي لا يكون سريعا لن يلعب معي، الذي لا يعود للدفاع لن يلعب معي، كل هذه الأمور يجب علي أن أوصلها إليهم، هذا ليس مهمة سهلة، هناك بعض العادات لدى بعض اللاعبين، العادات السيئة التي لابد من تجاوزها، الخامات موجودة، الاستجابة أيضا كانت موجودة خلال هذا التربص. أشعر بأن اللاعبين يريدون السير معي في رفع التحدي والسير في هذه المغامرة، ألمس لديهم الرغبة في إنجاز ما أطلبه منهم، ولو أني كثيرا ما أغضب عليهم وأنتقدهم وأمس شعورهم، وهو ما كان مقصودا حتى أدفعهم لتقديم أقصى ما لديهم في سبيل خدمة بلدهم، وليس لدينا في ذلك أي فضل لا أنا ولا هم، على العكس، شرف لنا أن ندافع عن ألوان الجزائر. تكلّمنا كثيرا حول أن المنتخب المحلي من المفروض أن يكون خزان المنتخب الأول، هل اقتنع اللاعبون المحليون أخيرا بقدراتهم في تمثيل الجزائر على مستوى المنتخب الأول، هل لمست استجابة منهم؟ نعم، ولقد تكلمت معهم بهذا الخصوص، وهم أيضا كلموني وأكدوا لي رغبتهم في الوصول للمنتخب الأول، قلتها وأعيدها هناك جسر صغير بين المنتخبين، وأنا من واجبي الدفع بهم للمنتخب الأول، هناك تغير في العقلية والذهنية لديهم منذ إشرافي عليهم، صحيح أن الأجواء جيدة في المنتخب المحلي ولا نشكو من شيء، لكن دائما المنتخب الأول يبقى الأساس، اللاعبون يريدون اللعب تحت الأضواء، يريدون الشهرة ولعب المباريات الكبيرة أمام آلاف الأنصار، هذا حقهم الطبيعي، وخلال ثلاثة أشهر من العمل دفعت بزماموش، بزياية والعيفاوي، والآن لدينا مترف ومفتاح في القائمة الاحتياطية، هذا مهم بالنسبة لي وإذا تمكنت خلال الثلاثة أشهر المقبلة من الدفع بلاعبين أو ثلاثة آخرين فهذا سيكون أمرا رائعا للغاية. هل تفكّر في تدعيم المنتخب بأسماء جديدة خلال التربصات المقبلة؟ أكيد، وسأضم الأفضل، المنتخب ليس ملكا لأحد، لدي نواة للمنتخب لكن “الفورمة“ هي التي تحكم وأنا أريد لاعبين في أفضل لياقتهم يوم المباريات الحاسمة، لكن على العموم أنا راض عن المجموعة التي عملت بجد بدليل الاهتمام الذي توليه أندية تركية وألمانية بلاعبينا هنا، هذا من المفروض ألا يخدمني لأن تعاقد لاعبين معنا مع أندية أجنبية سيحرمني من خدماتهم، لكن سعادتي تكون أكبر “كي يمشوا لولاد“ للاحتراف. ما رأيك في العروض التي وصلت بشكل رسمي على غرار العرض الذي وصل غزالي؟ يهمني أن يذهبوا لنوادي محترمة من الدرجة الأولى والتي توفر لهم الإطار المناسب لتطوير إمكاناتهم، في الاحتراف الحقيقي. على ذكر الاحتراف الحقيقي، لاعبك السابق في المنتخب عبد المالك زياية فضّل الاحتراف في الخليج على الاحتراف في سوشو الفرنسي، ما كان رأيك في الموضوع؟ لست أعرف الظروف التي دفعته لاختيار النادي السعودي، كنت تكلّمت معه كثيرا، علاقتي كانت مميزة، لا أعرف الدوافع التي جعلته يرفض سوشو لكني أرى أنها ظروف مالية بحتة، لا يمكننا أن نلومه على عدم اختياره لسوشو لأنه من الصعب عليه أيضا أن يبقى رهينة هذا النادي ستة أشهر قبل أن يرموا به، ومن الممكن جدا أن يعود للاحتراف في أوروبا عبر أداء موسم كبير في اتحاد جدة السعودي. خلال هذا التربص برزت بعض الأسماء من بينها ما يمكن اعتباره اكتشاف بطولة هذا الموسم، أحمد قاسمي الذي لفت إليه الأنظار هنا في تركيا، ماذا يمكن أن تقول عن هذا اللاعب الذي بدأ يأخذ بعدا آخر معك في المنتخب المحلي؟ أحمد لاعب طموح، يريد أن ينجح، أصفه “بالزوالي الجيعان“ المقبل على النجاح بلهفة كبيرة، وأشعر - وأمثّله بنفسي – بأن لديه نفس الإرادة والطموح، في عينيه أقرأ ذلك الإصرار الرهيب في التألق، لو أطلب منه أكل الحشيش سيأكله ولو أطلب منه تكسير حائط سيكسره، مهم جدا بالنسبة لي أن أملك لاعبا مثله في المنتخب، لاعب يلعب العديد من المناصب مثل الدواء، يلعب في الهجوم على الرواقين، في الوسط واليوم (الحوار أجري بعد المباراة الودية الثانية) أشركته كلاعب ارتكاز في الوسط الدفاعي وكان جيدا، هو لا يبخل بالمجهود، ولا يعرف الغش، وأنا هنا لمساعدته ليصل إلى أقصى حد، بشرط أن لا يغتر بنفسه ولا يؤثر فيه المحيط ولا يوسوس له الشيطان، لأنه فعلا لاعب موهوب وأمامه مستقبل كبير جدا. لاعب ثانٍ يبهر في كل مرة نشاهده فيها، ويتعلق الأمر ب مسعود. (يقاطع) مسعود فنان في كرة القدم، ولكن مسعود لديه أمور كان لابد له من تصحيحها، كما شاهدتم اليوم في المباراة كيف صار يعود إلى الدفاع... من الصعب عليه أن يُغيّر أسلوبه، تعوّد اللعب كمهاجم حر، إذا تصله الكرة يهاجم وإذا لم تصله يبقى في مكانه ولا يُدافع، كان لديه مشكل عويص جدا تسبب في تأخره عن التربص لكن جاء سعيدا وقد تركه لأجل المنتخب وهذا مهم بالنسبة لنا وأسعدني كثيرا. تشعر بأن اللاعبين يأتون لتربصات المنتخب المحلي لرغبتهم في ذلك وليس لأنهم مجبرون على ذلك؟ والله لا، لقد أعلمتهم في حديثي معهم أول مرة، من لا يريد ألا يكون معنا في المنتخب ما عليه سوى إعلامي، لستم بحاجة للمرور على مسيّر أو صحفي أو غيره، قولوا ذلك صراحة وسأتقبل رغبتكم ولن أوجّه له الدعوة، لكن من يأتي لا بد أن يكون مقتنعا بذلك وسعيدا، هذا ما لم يحدث، الكل سعيد بما نقوم به، أعتقد أنهم يتعلمون معنا، وها هي الحصص “بالفيديو“ التي تابعوها معي لتصحيح أخطائهم، أمور تكتيكية كثيرة تعلّموها وهم سعداء بذلك. حضّرتم هنا ومنافسكم منتخب ليبيا يحضّر من جهته من خلال مباراة ودية خسرها أمام منتخب البنين، وأكيد أنك متابع لكل ما يحدث في معسكر منافسكم المقبل؟ أكيد، ليبيا لا تملك لاعبين كثر محترفين، لدي معرفة وافية عن مستوى لاعبيها، أتابعهم الآن باستمرار سواء كانوا لاعبي الإتحاد أو الأهلي، لكن من جهتنا لدي ثقة كبيرة في منتخبنا ولاعبينا على تجاوز هذا المنافس، والحافز سيقدّمه اللاعبون. هل تعتقد أن الجمهور الجزائري سيهتم قليلا بالمنتخب المحلي؟ الاهتمام نحن من علينا جلبه إلينا وليس انتظار الجزائريين والمشجعين بصفة خاصة ليهتموا بنا، هذا ما قلته للاعبين فنحن من علينا إرغام المشجعين على متابعتنا. وكيف ذلك؟ من خلال تحقيق النتائج الجيدة، من خلال تقديم أداء ممتاز ينال إعجاب الجمهور الجزائري، ويجبره على متابعتنا، صحيح أنه من الصعب أن نغيّر ذهنية بلد بأكمله وتغيير النظرة التي ترسّمت وصارت توجه للاعب المحلي، لكن بالعمل، بالاجتهاد والأهم بالإيمان بقدرتنا على التغيير يمكننا ذلك. هدفك إذا تغيير نظرة الجمهور الجزائري الحالية للاعب المحلي. نعم، أريد أن أغيّر ذهنية اللاعب المحلي أولا، من خلال إقناعه بأنه لا يقل شأنا عن أحد، بأنه “عندو قيمة ويقدر يلعب ويقدر يمثل ويدافع“ عن ألوان منتخب بلده هو أيضا، وعندما نصل لذلك أنا واثق من أن الجمهور الجزائري الذواق سيعود لمتابعة اللاعب المحلي وسيضع الثقة فيه من جديد. هل تتوقّع أن يكون الجمهور غفيرا يوم 13 مارس بملعب تشاكر عند مواجهتكم لمنتخب ليبيا خلال مباراة الذهاب؟ أتمنى ذلك، لأننا لن نفعل الكثير من دون الجمهور الجزائري. لا يمكننا أن نكمل الحوار من دون أن نسألك عن الخسارة القاسية لمنتخبنا أمام مالاوي؟ هي خسارة نكراء، مرة، وأعتقد أن كل جزائري يشعر بحرقة بسببها، وكما لاحظتم لم أقدر على متابعة المباراة وغادرت القاعة بعد تسجيل مالاوي للهدف الأول، وخرجت للتنزه على شاطئ البحر لأنني لم أتحمل المشاهدة. لن نحرجك بالحديث عن الجانب الفني خاصة أنك لم تشاهد المباراة تقريبا، برأيك ماذا يلزمنا لتجاوز هذه الأزمة والعودة للمنافسة قبل مواجهة منتخب مالي؟ يوم 14 ستكون مباراة فاصلة أخرى، لا يوجد لنا فيها خيار غير الفوز وأعتقد أنك ستجد نفس الجواب عند كل الجزائريين لو تسألهم في أي مكان، في تلك المباراة لابد من أن يقف الرجال وأعني هنا اللاعبين بالدرجة الأولى، والمسؤولين، لكن اللاعبين هم الأساس لأن المسؤولية عليهم، وإن شاء الله نربحوا بالإرادة التي عودونا بها وهم يعرفون جيدا طبيعة المباريات الفاصلة. سيكون من الصعب تجاوز هزيمة نكراء أمام منتخب غير مصنّف دوليا؟ هي صفعة سترجع بالجميع إلى الواقع، ستعيدنا إلى الأرض،لاعبين وأنصارا والشعب جزائري كذلك سيعود الى الأرض، حتى يعود كل شيء لنصابه، ونعرف أن كرة القدم تلعب فوق الميدان وليس في مكان آخر، وهكذا يمكننا أن ننطلق من جديد على أسس صحيحة ومتينة.