تحرّكت الهيئة المسيرة لمولودية باتنة بقيادة الحاج زيداني بصورة ميدانية من خلال مراسلتها “الفاف”والرابطة الوطنية تبلغهما عن الوضعية التي جرت فيها مباراة الثلاثاء المنصرم أمام اتحاد البليدة... والخلفيات التي أدّت إلى مقاطعة عدد هام من اللاعبين الأساسيين لهذه المواجهة دون مبرّرات واضحة، وتأتي هذه التحرّكات من الإدارة الباتنية من باب ردّ الاعتبار للفريق الذي عاش على وقع الإشاعات والضغوط إثر التعثر الجديد بباتنة أمام أبناء الورود الذين عادوا إلى قواعدهم بالنقاط الثلاث، وموازاة مع اعتماد تشكيلة المولودية على عناصر غالبيتها من الأواسط والشبان، وهو ما حال دون فرض أنفسهم في المرحلة الثانية التي صنع فيها عامل الخبرة الفارق لمصلحة الزوار. التقرير يوضّح اللاعبين الغائبين دون مبرّر وتضمّن التقرير المرسل إلى الجهات الوصية على تسيير البطولة الوطنية، أسماء اللاعبين الذين غابوا عن المواجهة السابقة دون مبررات مقنعة، حيث سعت إدارة المولودية إلى وضع النقاط على الحروف ووضع “الفاف” والرابطة الوطنية في الصورة، لاتخاذ التدابير المناسبة على ضوء ما حدث، خاصة أن اللاعبين تهرّبوا من مسؤولياتهم اتجاه النادي وأقدموا على مقاطعة مباراة رسمية، في الوقت الذي كانت من الواجب عليهم تشريف العقد المبرم، والذي يوضح حقوقهم وواجباتهم في الوقت نفسه اتجاه اللونين الأبيض والأسود. زيداني يرفض الحجج المقدّمة وعازم على تطبيق القانون الداخلي وإضافة إلى مراسلة الإدارة الباتنية ل “الفاف” والرابطة الوطنية، فإنها تنوي اتخاذ إجراءات صارمة من خلال تطبيق بنود القانون الداخلي المعتمد منذ بداية الموسم، واعتبر الحاج زيداني ما حدث خرقا واضحا لواجبات اللاعبين اتجاه التشكيلة الباتنية، خاصة أنه من اللازم على أيّ عنصر أن يؤكد حضوره في المباريات المبرمجة سواء ودية أو رسمية، في الوقت الذي أقدمت الكثير من الأسماء على تطبيق منطقها دون مراعاة مصلحة النادي وسياسة الهيئة المسيّرة، التي كانت تعول على التحلي بنزاهة وخوض المباراة بنية الفوز، لتكذيب الشكوك المروّجة من عدة أطراف قبل أكثر من أسبوع على انطلاق المواجهة. بن فيسة وياسف معنيان بالمقاطعة اعتبرت الإدارة الباتنية أن كل اللاعبين الذين غابوا عن مباراة البليدة يصنفون ضمن الأسماء المقاطعة دون مبرّر، ولا يقتصر عن الأسماء التي ادّعت الإصابة أو التي غادرت باتنة عشية اللقاء في صورة بن أمقران وبوعرابة، والكلام ينطبق على المهاجم ياسف الذي توقف عن التدريبات بمجرّد سوء تفاهم مع المسيّرين حول مسألة المستحقات، إضافة إلى الحارس بن فيسة الذي اعتبرته إدارة زيداني أنه تخلى عن مهامه اتجاه النادي عقب غيابه عن التدريبات منذ مباراة عنابة التي لعبت قبل ثلاثة أسابيع. زيداني: “راسلنا الاتحادية وكلّ طرف يتحمّل مسؤوليته” أكد الحاج زيداني أن الهيئة المسيّرة للمولودية لم تقف مكتوفة الأيدي على خلفية ما حدث في اللقاء الأخير أمام اتحاد البليدة بإقدام عديد اللاعبين على عدم الحضور، وأوضح أنه أعدّ تقريرا شاملا يوضح الصورة التي جرى فيها اللقاء خاصة ما يتعلق بالأسماء التي غابت عن الموعد المذكور. مضيفا أنه لن يسكت عن هذه المسألة وعلى الجميع أن يتحمّل المسؤولية لأن المبرّرات لا تكون بالكلام فقط. متسائلا: “كيف للعديد من اللاعبين الذي تدرّبوا بصورة عايدة يفضلون المغادرة قبل يوم أو ساعات قليلة عن موعد اللقاء“. وقال زيداني إنه لن يعترف بالمبرّرات غير القانونية لأن المسألة – حسبه- تتعلق بمصلحة النادي التي تفرض اللجوء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة حتى يتحمّل كل طرف مسؤوليته. “الباتنية” لم يفهموا ردود البليدية لم يفهم المحيط العام للمولودية الباتنية ردود الفعل الصادرة من أطراف محسوبة على اتحاد البليدة، التي لم تهضم عدم اقتناع بعض اللاعبين والمحسوبين على المولودية الطريقة التي سار بها اللقاء الأخير، حتى أن بعض المقرّبين من أبناء مدينة الورود أبدوا تذمرا للإرادة القوية التي تحلت بها العناصر الباتنية التي كانت أغلبها من الأواسط والشبّان، وكأنهم -حسب أبناء الأوراس - يريدون هدية مسبقة تكون خاتمتها النقاط الثلاث بأقل الأتعاب، في الوقت الذي كان من الواجب عليهم - حسب البعض- عدم الخوض مباشرة في هذا الموضوع، مادام أنهم حققوا الأهم خاصة أن كلاما كثيرا قيل في نهاية المباراة يصبّ في حدوث ممارسات غير رياضية أبطالها أطراف نافدة في إدارة الرئيس زعيم. اللعب بإرادة يدخل في نطاق النزاهة من جانب آخر، كان رد فعل محيط المولودية سريعا واعتبر أن الكلام الصادر من أسرة اتحاد البليدة يدخل في نطاق ذرّ الرماد في العيون والتشكيك في نوايا المولودية التي كانت بين المطرقة والسندان، بحكم أنه رغم الوضعية الحرجة لأبناء الأوراس الذين رهنوا حظوظهم في البقاء، إلا أن ذلك لم يمنعهم من اللعب بنزاهة، معتبرا أن اتهامات البليدة في تحلي أصحاب اللونين الأبيض والأسود بإرادة قوية يدخل في نطلق اللعب بنزاهة، وهو ما يسعى أبناء المدرب لطرش إلى تجسيده أيضا في المباريات المقبلة وإلى غاية إسدال الستار عن بطولة هذا الموسم. ياسف يُرغم الإدارة على التسوية التدريجية يظهر أن المهاجم ياسف ربح إلى حدّ كبير المعركة التي نشبت مؤخرا بينه وبين الهيئة المسيّرة بخصوص مطالبته بتسوية مستحقاته المالية لما تبقى من منحة العقد، حيث تسير المعطيات نحو إرغام الإدارة على تسوية حقوقه بصفة تدريجية، بحكم أن اللاعب يحوز على صكّ ضمان يضمن له حقوقه المالية، وهو ما اعترف به المسؤول الأول الحاج زيداني، الذي أكد أن الهيئة المسيرة تسعى إلى تسوية هذا الإشكال الذي يضاف إلى بقية الديون المتراكمة والتي تتطلب تسوية في أقرب وقت. لومان سيعود إلى العلمة مع نهاية الموسم يبدو أن المهاجم الكامروني “لومان“ لن يواصل مسيرته مع المولودية مع انتهاء الموسم لأنه التحق من مولودية العلمة على سبيل الإعارة، إضافة إلى ذلك فإن القوانين الحالية لا تسمح له بحمل ألوان مولودية باتنة في حال سقوطها إلى القسم الثاني، في الوقت الذي رهنت حظوظها في إنقاذ الموسم، وبالتالي سينهي الباتنية ملف الأفارقة الذين مرّوا على التشكيلة على مدار الموسمين الأخيرين، وفي مقدمة ذلك الحارس الكونغولي “أونكا“، المهاجم المالي “سيديبي“ والكامروني “أندري لومان“. ------------------------------------------------------------------------ طوال: “لعبت لقاء البليدة باحترافية والأنصار هنّأوني على الأداء“ لو نعود قليلا إلى لقاء البليدة، ماذا تقول؟ المباراة كانت صعبة لكلا الفريقين خاصة للبليدة التي كانت مصيرية بالنسبة إليها بحكم أنها تلعب آخر حظوظها لتفادي السقوط، ونحن من جهتنا دخلنا الميدان من أجل الحفاظ على سمعة المولودية واللعب بكل نزاهة، واعتقد أننا أدينا ما علينا من أجل تكذيب الإشاعات المروّجة منذ مدة، ونحن مرتاحون من هذا الجانب. لكن خسارتكم خلّفت الكثير من التأويلات، ما رأيك؟ مثل هذه التأويلات والأقاويل انتشرت قبل انطلاق اللقاء بعدة أيام وكنا نسمع بمثل هذا الكلام في كل مكان، ما خلف ضغطا بالنسبة إلينا، إلا أن ما يهمّنا بالدرجة الأولى هو المردود المقدّم فوق الميدان، واعتقد أننا لم نخيّب في هذا الجانب رغم صعوبة المأمورية والوضعية الصعبة التي يمرّ بها الفريق. بماذا تفسّر الغيابات الكثيرة التي مسّت عددا هاما من الأساسيين؟ ليس لدي دخل في هذا الأمر، فهناك إدارة لها كامل الصلاحيات في اتخاذ القرارات المناسبة رفقة المدرب، وما أريد أن أقوله هو أن اللاعبين الذين لعبوا المباراة أدوا ما عليهم، وكلّ طرف مسؤول على أداء الدور المنتظر منه. المقابلة كانت خاصة بالنسبة إليك، فكيف تعاملت معها؟ بحكم أنني حملت ألوان اتحاد البليدة فإنه من الصعب أن تواجه فريقك السابق خاصة أنني كنت أحد العناصر التي عانت من حدّة الضغط، إلا أنه مع ذلك فقد لعبت التسعين دقيقة بكل احترافية ومن باب تشريف ألوان فريقي الحالي مولودية باتنة، والحمد لله أن الأنصار هنئوني على الأداء الذي قدّمته. هل تلقيت مكالمات أو وساطة من محيط البليدة لتسهيل مهمة المنافس؟ كما قلت لك كنت أحد العناصر التي كانت عرضة للضغط وهذا أمر منتظر بحكم أنني لعبت في اتحاد البليدة، ومع ذلك لم أترك الفرصة حتى لا أكون عرضة لأي ممارسة بعيدة عن أخلاقيات الكرة، لقد لعبت اللقاء بصورة عادية وبكل احترافية ولم أترك الفرصة لأي كان ليلطخ سمعتي، لأن ما يهمّني هو أن أكون في مستوى تطلعات أسرة المولودية وأنصار النادي الذين يعرفون كرة القدم جيدا، بدليل أنهم يعترفون بالجهد الذي أقدّمه، وهذا هو الأهمّ. نفهم أن ضميرك مرتاح بصرف النظر عن الإشاعات المروّجة؟ ليس لدي ما يثير قلقي مادام أنني أديت ما هو مطلوب مني فوق المستطيل الأخضر، ويبقى كل طرف مسؤول على نفسه وعلى العمل المنتظر منه، ولست مستعدا أن أستمع إلى الكلام الزائد الذي يسعى مروّجوه إلى تضخيم الأمور أكثر من اللازم. ما شعورك في ظل عدم ضمان البقاء في حظيرة القسم الأول؟ يجب أن نتحمّل جميعا مسؤولية الإخفاق، فرغم أنني التحقت بالمولودية مع بداية مرحلة العودة، إلا أنني أتحمل أيضا مسؤولية السقوط إلى القسم الثاني، لذلك من اللازم أن يفكر الجميع في المستقبل حتى يتسنى إعادة ترتيب أمور المولودية ويتم رسم أهداف طموحة في المستقبل. هل أنت متفائل بإمكانية العودة السريعة إلى القسم الأول؟ المولودية سقطت إلى القسم الثاني وهذا لا يعني أن الزمن قد انتهي، لأن كل شيء مرهون بالأمل والتفاؤل المصحوب بالعمل والجدية، وإن شاء الله بتضافر الجهود سوف تعود المولودية إلى القسم الأول وبأكثر قوة من السابق.