خاض المدرب الفرنسي "هرفي رونار" أمسية أول أمس سابع لقاء رسمي له في البطولة منذ مجيئه للإشراف على العارضة الفنية لنادي "سوسطارة"، وفشل مجدّدا في قيادة الفريق إلى أول فوز، أو على الأقل الخروج بأخفّ الأضرار من تنقله إلى سطيف. ولم يصمد الاتحاد أمام صاحب المركز الثاني بطولة هذا الموسم، ووصيف بطل الموسم الماضي، وتلقى ثالث هزيمة له تحت إشراف "رونار" وسابع لقاء دون انتصار، وهو ما يؤكد أن الاتحاد يقترب من النزول إلى القسم الثاني من جولة لأخرى، حيث لم يتمكن رفقاء عشيو من تحقيق الفوز منذ قرابة الخمسة أشهر، وهو الأمر الذي حيّر الجميع. لم يستفد من المباريات السابقة وكرّر الأخطاء نفسها والغريب في الأمر أن المدرب "رونار" لا يزال يدور في حلقة مفرغة، فتقريبا نفس العناصر يداولها على التشكيلة من مباراة لأخرى، ويعود إلى اختيار التشكيلة التي لم تفز من قبل ويقحمها من جديد، وهو على دراية تامة أن هذه الخيارات لم تنفع من قبل. فيا ترى لمَ لم يمنح الفرصة للاعبين آخرين؟ والنتيجة هي هزائم خارج الديار وتعادلات داخل القواعد، والفريق يسير بخطى ثابتة نحو النزول إلى الدرجة الثانية، من أجل ملاقاة فرق بصفة رسمية، وهي التي كانت تحلم بمواجهة الاتحاد وديا في الماضي القريب. خيارات في الخطة والتعداد تثير الغرابة والأغرب من كلّ هذا أن المدرب "رونار" الذي فشلت كلّ خططه في الجولات الست الماضية، لم يستفد شيئا منها، وعاد هذه المرّة إلى خطط كان قد جرّبها في الماضي القريب ولم تنفع، مشكل لم يجد له محبو الاتحاد تفسيرا، لأنهم يرون أن هذا المدرّب لم يجد الحلول الممكنة، والأكثر من كل هذا أنه يعتمد على لاعبين لم يقدّموا لا الكثير ولا القليل لهذا الفريق. فهم يرون أنه كان من الطبيعي أن يبعد العناصر التي فشلت، ويمنح الفرصة لكل من لم يحصل عليها. تغييرات أثناء المباراة بنفس الطريقة دائما ولا جديد يذكر الأخطاء في الخيارات خلال اختيار التشكيلة الأساسية أمر عادٍ، ولكن المدربين يحاولون دائما استدراكها بتغييرات ناجحة في الشوط الثاني، لكن "رونار" لم يستفد في أيّ مناسبة، ولا ندري السبب الذي يجعله يختار نفس العناصر يخرجها في الشوط الثاني، والأكثر من كلّ هذا أنه يُخرج الأحسن، وليس الأسوأ مثلما تقتضيه الظروف، وإذا كان نجح في تغييراته خلال الشوط الثاني في مباراة بجاية واستطاع الفريق حينها أن يسجّل هدفين، فإنه هذه المرّة لم يكرّر تلك التغييرات بل اختار المواصلة بالتي فشلت تجنبا للمشاكل لا لشيء آخر. تفادى تغيير عشيو تجنّبا لمشاكل جديدة وإذا قلنا أن المدرب "رونار" تحاشى الدخول في مشاكل مثل التي حدثت له عقب لقاء فريقه أمام شبيبة بجاية، فإن الدليل على ذلك هو عدم إخراجه اللاعب عشيو في مباراة أول أمس، وبشهادة الجميع كان قائد الاتحاد بعيدا عن مستواه الحقيقي الذي نعرفه عليه، ولكن "رونار" فضّل تركه يلعب الشوط الثاني كاملا، لا لشيء سوى أنه تخوّف من أن تحدث مشاكل مثل التي حدثت عقب لقاء بجاية وانتهت بمعاقبة اللاعب بمباراة واحدة، قبل أن يعود. أخرج آيت واعمر وغازي رغم أنهما كانا الأحسن أخطاء "رونار" تمثلت أيضا في إخراج أحسن لاعبين فوق الميدان من جانب الاتحاد وهما لاعبا الوسط حمزة آيت واعمر وكريم غازي، فخروج آيت واعمر كان بمثابة منعرج اللقاء، فمباشرة بعد خروجه تمكن الوفاق من قتل المباراة بهدف ثانٍ، وكان للاعب الوسط دورين دفاعي وهجومي، فكان وراء تكسير الكثير من حملات المنافس، رفقة غازي وخوالد، بالإضافة إلى خلقه أخطر فرصتين في الشوط الأول كاد من خلالهما التسجيل. أما غازي فرغم أن خروجه كان متأخرا إلا أنه كان له دور دفاعي كبير وحرم الوفاق من عدّة أهداف. دخول بن علجية كان متأخّرا جدّا دخول بن علجية كان متأخرا، فقد تركه المدرب إلى غاية الست دقائق الأخيرة، وهو الأمر الذي لم يفهمه لا اللاعب ولا المتتبعون، كيف لا وهو الذي كان قلب الموازين في مباراة بجاية. فبن علجية كان وراء الهدف الثاني الذي سجّله دحام في ملعب الوحدة المغاربية، لكنه هذه المرّة لعب أقلّ من عشر دقائق. دفاع مُهلهل، أخطاء فادحة والمشكل ليس في الحُرّاس وإذا جئنا إلى الأداء عموما، فقد كان بعيدا عن المستوى، وزادته الأخطاء الدفاعية الكثيرة ابتعادا. فرباعي الدفاع كان خارج الإطار طيلة أطوار المباراة، والدليل هو وصول لاعبي الوفاق من البداية إلى منطقة العمليات وتهديد مرمى عبدوني في أكثر من مناسبة، ولو لا تألق الحارس لكانت النتيجة أثقل. وعليه فإن الطاقم الفني مطالب بمراجعة حساباته في الخط الخلفي، لأن المدافعين الذين اختارهم لم يؤدّوا مستوى مقبولا. إذا لُمنا الدفاع فيجب أن نلوم الوسط والهجوم أيضا وإذا لُمنا الدفاع فإن المسؤولية لا تقع لاعبي الخط الخلفي فقط، فهناك لاعبو الوسط والهجوم الذين لم يؤدّوا دورهم كاملا، حيث لا الوسط ساعد في تكسير حملات المنافس ولم يساعد في نقل الخطر إلى منطقة الوفاق، ولا الهجوم نحج في هز شباك بن حمو، الذي كان أداؤه بشهادة الجميع متواضعا للغاية. وعليه فإن ضعف الدفاع قابله ضعف آخر في الدفاع والهجوم، والنتيجة هي الهزيمة الأكيدة. "رونار" استفاق ويقول إن الفريق أصبح في خطر عقب المباراة خرج المدرب "رونار" كعادته يفسّر ويعطي أسبابا للهزيمة، ولكنه هذه المرّة قال كلمة حقّ: "الفريق أصبح في خطر". ولا ندري أهي صحوة ضمير، أم أنه شعر فعلا بالخطر الذي وصل إليه الفريق؟، رونار ربما لم يكن يدري في الماضي القريب أن فريقه مهدّد بالسقوط، وإلا كيف نفسّر هذا التصريح الغريب، لأنه لا داعٍ لكي يقول للمتتبعين إن اتحاد العاصمة بات في خطر، لأنه ليس أمرًا جديدا عليهم. يقول إنه واجه فرق المقدمة ليبرّر عدم تحقيقه لأيّ فوز ولكي يبرّر كلّ الهزائم والتعثرات السابقة، قال "رونار" إنه هو وفريقه واجها فرق المقدمة، وذكر على سبيل المثال فرق جمعية الشلف، وفاق سطيف، مولودية سعيدة واتحاد الحراش، ولم يذكر اتحاد عنابة، وداد تلمسان وشبيبة بجاية. صحيح أن الفرق الأربعة الأولى تحتل المراكز الأولى، ولكن اتحاد عنابة ووداد تلمسان كانا خلف الاتحاد قبل أن يواجهاه، وشبيبة بجاية لم تكن بعيدة في سلم الترتيب، فلم لم يحقق أي فوز، وعلى الأقل داخل الديار على وداد تلمسان صاحب المؤخرة. رونار: "بداية من لقاء البليدة يجب أن تتغيّر الأمور!!" وحاول المدرّب الفرنسي أن يبعث ببصيص أمل إلى أنصار الاتحاد، مؤكدا لهم أن الفريق سيكون في حال أحسن مستقبلا، لأنه ببساطة قال إنه سيواجه فرق المؤخرة في سلسلة من المباريات، حيث قال إنه يجب أن تتغيّر العقلية: "سنواجه فرق مؤخرة الترتيب، وهي فرق تتواجد في وضعية مشابهة للتي نعيشها، وما علينا سوى العمل على تغيير الكثير من الأمور، لأن أخطاء ستجعل الأمور أكثر تعقيدا". كلام لا يبعث أيّ شيء في نفوس "المسامعية"، لأنه على دراية أن مواجهات مثل اتحاد البليدة، أو "الداربي" أمام المولودية أو مولودية العلمة وجمعية الخروب، كلّها مباريات خطيرة وتسجيل نتائج إيجابية فيها يعتبر أمرا شبه مستحيل. الاتحاد في خطر منذ شهرين و"رونار" لم يجلب شيئا تصريحات "رونار" بأن الاتحاد في خطر هي بمثابة دقّ لناقوس الخطر، لكن أنصار النادي دقوا الناقوس قبل شهرين، فمنذ بداية مرحلة الذهاب والفريق يسجّل في نتائج سلبية على طول الخط، ولم يقو على الفوز أمام فرق ضعيفة على ميدانه وأمام جمهوره، ولكن "رونار" ظل يقول إنه يعمل لمستقبل أحسن، وأنه يحاول ترقيع الأمور، لكن لسوء حظه أنه استلم فريقا مهلهلا ومريضا، ولم يجد الوصفة المناسبة لعلاجه. سعدي حقق 15 نقطة في 11 مباراة لام بعض الأنصار المدرب السابق سعدي في بداية الموسم على النتائج السلبية التي سجّلها خاصة لمّا انهزم أمام الوفاق وبجاية وتعادل أمام سعيدة، لكن مع مرور الوقت عاد الفريق إلى سكة الانتصارات وبدأ يفوز على الأقل فوق ميدانه، وحقق فوزا وحيدا خارج الديّار، لكن بمجرّد أن انهزم مجدّدا خارج الديّار تمّت التضحية به. ولكن سعدي بعيوبه كان يحقق الانتصارات على الفرق الضعيفة، والهزيمتان الوحيدتان داخل الديار كانتا أمام فرق قوية وهي الوفاق وشبيبة بجاية، وعموما كانت نتائجه متواضعة، لكنه أحرز 15 نقطة من 11 مباراة، فقد ضّيع على ملعبه سبع نقاط، وجلب من خارج القواعد أربعا، أي بناقص ثلاث نقاط عن المعدل. البعض يقول إنه لو بقي مخازني لوحده لربما كانت الأمور أحسن وبالمقابل، يرى البعض أن رحيل سعدي كان أمرا عاديا، فبعد إقالته أوكلت المهمّة لمساعده مخازني، الذي بدوره دفع ثمن الخروج من الكأس، وبمجرّد تعادل في "الداربي" أمام شباب بلوزداد تمّ الاستنجاد بمدرّب أجنبي. ولم يكن مخازني محظوظا واستلم مهام فريق كان يمرّ بفترة فراغ، ويرى أنصاره أنه لو بقي بمفرده لربما كانت الأمور أحسن مما هي عليه الآن، ولكن الإدارة اعتمدت على الأجنبي الذي لا يعرف في كرة القدم الجزائرية شيئا، ولا يزال في مرحلة تعليم. "رونار" حقق 4 نقاط في سبع مباريات الاعتماد على مدرب كان في نظر الجزائريين خصوصا والأفارقة عموما مدرّبا كبيرا جعل الآمال في نفوس "المسامعية" تكبر، وظنوا أنهم سيصبحون مع فرق المقدّمة في وقت قصير، لكن لسوء حظهم أنهم لم يروا شيئا مما حققه مع منتخب زامبيا خلال تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، والنتيجة هي أنه جلب 4 نقاط فقط من 21 نقطة ممكنة، وهو معدل ضئيل جدّا مقارنة بما يناله نظيره قيادته للاتحاد. 400 مليون لكلّ نقطة دون احتساب المصاريف الجانبية ونجد بالأرقام أن المدرب الفرنسي "رونار" حقق أربع نقاط مقابل نيله أربعة رواتب شهرية. وينال "رونار" ما يقرب 400 مليون شهريا(30 ألف أورو)، أيّ أنه حقق أربع نقاط كلّ نقطة كلفت الفريق أجرة شهرية، ناهيك عن المصاريف الجانبية من مأكل وملبس ومرقد، مما يجعل مصاريف أربعة أشهر تقارب المليارين، والنتيجة هي أربعة تعادلات وثلاث هزائم. لو كان جزائريا لغادر بعد التعثر الثالث أو الرابع ولا ينكر أحد أنه لو كان "رونار" جزائريا لتمّت إقالته بعد المباراة الثالثة أو الرابعة، والدليل هو ما حدث مع سعدي الذي انهزم خارج الديار فتمّ إبعاده، ونفس الشيء مع مخازني الذي رفضت الإدارة المواصلة به كمدرب رئيسي بسبب هزيمة خارج الديار وتعادل داخل القواعد. ليأتي "رونار" ويسجّل نتائج ضعيفة جدّا، دون أن يتم عتابه ولو مرّة واحدة، وحتى بعض الأنصار يدافعون عنه بالرغم من أن نتائجه هزيلة. حتى أكسوح كان يقود الفريق بعد رحيل المدرب ويحقق نتائج طيّبة أنصار ومحبو الاتحاد يرون أن فريقهم كان يمرّ في المواسم الماضية بفترات صعبة للغاية، تنتهي غالبا برحيل المدرّب، وكان المدرب مصطفى أكسوح دائما هو من يضمن الاستمرارية فيما يسمى بفترة انتقالية، إلى درجة أنهم لقبوه ب "رجل الإطفاء" الذي يتمّ الاستنجاد به في المواقف الحرجة، وكان يقود الفريق في مباريات رسمية إلى حين الاستنجاد بمدرّب، والنتائج غالبا ما كانت جيّدة. ولكن هذا الموسم الاتحاد يسير وفق خطة خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، والقادم أصعب. ------------- شكلام تحدّث مع رونار ويطالب بعودته إلى التشكيلة الأساسية أكد لنا مصدر مقرّب من الاتحاد أن اللاعب فريد شكلام اقترب من مدرّبه عقب المباراة أمام الوفاق وطالب منه تفسيرا عن السبب الذي جعله يبعده عن التشكيلة الأساسية في المباراتين الأخيرتين. رونار كان متفهما لوضعية اللاعب، حسب المصدر نفسه، ووعده بدعوته في المباراة المقبلة أمام اتحاد البليدة. وأكد محدّثنا أن اللاعب عبّر عن غضبه بسبب عدم مشاركته في المباراة الأخيرة أمام الوفاق أكثر من غضبه عن الغياب عن مباراة "الداربي" أمام الحراش، حيث أكد له أن مكانته في مباراة الوفاق كانت واضحة، خاصة أن الدفاع لم يكن في يومه وارتكب العديد من الأخطاء، كما تلقى هدفين، وهو الأمر الذي أغضب اللاعب كثيرا. مايڤا طلب التغيير ورونار رفض كشف لنا مصدر من داخل تشكيلة الاتحاد أن اللاعب المالي عبد الله مايڤا طلب من المدرب رونار استبداله بين شوطي المباراة بسبب معاناته من إصابة على مستوى العضلات المقرّبة، وهو الأمر الذي رفضه المدرب حيث طالبه بالمواصلة، لكن إصرار اللاعب على أنه لم يكن بإمكانه الدخول في الشوط الثاني بالإمكانات التي كان عليها من قبل جعل رونار يترجاه ليواصل على الأقل في بداية المرحلة الثانية وبعدها. قال له: "واصل إلى غاية أن يجري شكلام عملية التسخين" واستنتج رونار أنه يتوجّب عليه إخراج اللاعب فطالبه بلعب الدقائق العشر الأولى حتى يتمكن شكلام من إجراء عملية الإحماء، وبعدها يمكنه إجراء التغيير بشكل أحسن، فوافق مايڤا على ذلك، لكن المدرّب رونار لم يكن ينوي إجراء التغيير لأنه رأى أن الوفاق لا يشكل خطورة على دفاعه، والدليل هو مرور أكثر من ربع ساعة ولم يناد شكلام ليعوّض مايڤا، وفي الوقت نفسه أجرى تغييرين في (د62) بإدخاله سايح وأوزناجي مكان آيت واعمر وبولبدة. رونار "تلفتلو" عقب الهدف الثاني لم تمر على التغييرات التي أجراها المدرب رونار سوى ثلاث دقائق حتى تمكن الوفاق من تسجيل هدف ثان، وهو الأمر الذي جعل الأمور تختلط على رونار لأنه لم يجد حلول أخرى، وفي تلك المرحلة كان رونار يبحث عن مهاجم يدعم به الخط الأمامي، ولهذا ترك مايڤا يواصل إلى غاية نهاية المباراة على وقع الإصابة. راحة أمس والعودة اليوم منح المدرب رونار لاعبيه راحة أمس الأحد، حيث عاد اللاعبون ليلا من سطيف، وهو الأمر الذي حال دون برمجة حصة تدريبية ما جعل الطاقم الفني يبرمج حصة الاستئناف صبيحة اليوم استعدادا للقاء المقبل أمام اتحاد البليدة.