ندرة في صكوك الإنقاذ ونقص في السيولة وصرافات آلية معطلة تشهد مراكز البريد وبعض البنوك، هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك حالة من الازدحام والفوضى الشديدين، حيث يضطر المواطنون الراغبون في سحب أموالهم للوقوف في طوابير طويلة للحصول على مرتباتهم، فيما تسبب الضغط الكبير في بعض المراكز لانتهاء السيولة المالية وهو ما جعل المواطنين يعودون إلى ديارهم يجرون أذيال الخيبة. ويتكرر سيناريو الطوابير في المراكز البريدية مع كل موسم أو مناسبة دينية يجد المواطن البسيط نفسه مضطرا للوقوف لأزيد من نصف يوم في طوابير غير منتهية على أمل أن يتمكن من سحب مرتبه الشهري أو أمواله المودعة هناك، غير أن ساعات الانتظار الطويلة قد تنتهي بإعلان الموظف انقطاع شبكة الانترنيت أو انتهاء السيولة المالية، مما يؤجج نيران الاحتجاج والغضب لدى المواطنين. وهي المشاهد التي وقفت عليها "الشروق"، خلال جولة قادتنا إلى مراكز بريد في العاصمة. البداية كانت في حدود الساعة التاسعة صباحا، بمركز البريد المتواجد على مستوى الملحقة الإدارية لحي البحر والشمس بحسين داي، فبمجرد الولوج إليه تواجهك سلسلة من الطوابير البشرية الغير منتهية لم تمنعها عبارة "مازال ما جابولناش الدراهم" من الرجوع إلى منازلهم، فالعيد على الأبواب ولا بد من سحب المال لشراء الكبش. نفس الأجواء رصدناها بمركز بريد القبة، طوابير طويلة من المواطنين في انتظار دورهم لسحب المال. يقول أحد المواطنين أنه حاول على مدار اليومين السابقين سحب مرتبه من مركز بريد حسين داي وقد تزامن ذلك مع صب معاشات المتقاعدين، مما يعني أن الطوابير تبدأ قبل السابعة صباحا أي قبل أن تفتح مراكز البريد أبوابها بساعة، وهو ما زاد من الازدحام ولأنه لم يتمكن من سحب أمواله قرر التغيب عن الوظيفة ليقصد مركز بريد القبة في محاولة منه لكسب الوقت وسحب مرتبه حتى يتمكن من اقتناء حاجيات عائلته قبل يوم العيد.