غياب مخطط استباقي لمواجهة "صلاحة النوادر".. والأميار يتهرّبون: تسببت الأمطار التي هطلت مساء أول أمس، على عدة ولايات في غرب ووسط البلاد لحوالي ساعتين من الزمن في تشريد عائلات غمرت منازلها، وجدت نفسها في الشارع دون تكفل، فيما علق مسافرون وأصحاب مركبات عبر عدة محاور ومسالك، نتيجة انقطاع الطرقات وتضررها بفعل السيول الجارفة التي تشكلت في ظرف وجيز، هذه الوضعية جعلت المواطنين يصبون جام غضبهم على رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين الذين اختبأوا وراء مكاتبهم وتركوا المواطنين يجابهون مصيرهم لوحدهم. تحولت أمس العديد من شوارع وأحياء ببلديات العاصمة إلى مستنقع كبير ومسابح مفتوحة بعد الأمطار التي تهاطلت عليها، ما أدى لشل حركة المرور عبر عدة محاور، وقد وجد المسافرون وأصحاب السيارات أنفسهم محاصرين وعالقين لأزيد من ثلاث ساعات في طوابير طويلة لا بداية ولا نهاية لها، حيث شهد الطريق الوطني رقم 38 الرابط بين حي مقنوش والسمار اختناقا مروريا بسبب ارتفاع منسوب المياه في الطريق، جراء انسداد البالوعات ومجاري المياه التي لم يكلف رؤساء البلديات مصالحهم بتنقيتها وتطهيرها، مثلما هو معمول به في مثل هذه المواسم استعدادا للأمطار الخريفية. وأبدى المتنقلون وبعض المواطنين التقتهم "الشروق" سخطهم وتذمرهم من غياب مخطط استباقي لمواجهة مثل هذه الظروف، مستغربين لحجم الملايير التي أنفقت في عمليات التهيئة وإعادة تجديد البالوعات على مستوى الأحياء والشوارع لمنع تجمع المياه وتشكل السيول الجارفة. وبالسحاولة وخرايسة والدويرة أدى ارتفاع منسوب المياه إلى تضرر العديد من الطرقات وتشكل برك ومستنقعات مائية عبر أحياء 200 مسكن بطريق الرحمانية وحي القداونية والكاريار، كما تسربت مياه الأمطار إلى منازل بحوش المرقي، فيما عاشت العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية رعبا، خاصة المتواجدة على حواف الوادي، على غرار باش جراح والمقرية، وكذا في المرتفعات على غرار العائلات التي تقطن بحي الرملي ببلدية جسر قسنطينة التي عاشت ليلة بيضاء خوفا من انهيار سكناتهم الهشة. في حين أقدم سكان بومعزة وديصولي والكاليتوس والفلوجة وبومعطي على غلق مقر الدائرة الإدارية للمطالبة بالترحيل الفوري إلى سكنات لائقة، وإعادة النظر في القائمة التي أقصت الكثير منهم من السكن. وبتيسمسيلت غمرت مياه الأمطار المصحوبة برياح قوية العديد من المساكن، كما سجلت تسربات عديدة بأحياء وشوارع بلديات تيسمسيلت ولرجام وثنية الحد والمعاصم وسيدي العنتري بالإضافة إلى قرية "راس المو" ببلدية سيدي عابد التي غمرت المياه بها 10 مساكن. وتمكن عناصر الحماية المدنية من إنقاذ شخصين حاصرتهما مياه الأمطار بمفترق الطرق "القروج" وبمحاذاة وادي "أولاد الحاج" ببلدية لرجام. وفي عين تموشنت قام أعوان الحماية المدنية ب 93 تدخلا في أعقاب الأمطار الغزيرة ببلديات عين تموشنت وبني صاف والعامرية وسيدي بن عدة. وقد تم إنقاذ عدة سائقين ظلوا عالقين داخل سياراتهم مع أفراد من عائلاتهم جراء صعود المياه خاصة على مستوى شاطئي سيدي جلول والوردانية.