لم تنجح التشكيلة البليدية في العودة بنتيجة إيجابية من سطيف أول أمس أين إنهزمت بهدفين لهدف واحد في مباراة أداها اللاعبون بروح قتالية عالية وكانت بشهادة الجميع أحسن مباراة يؤديها رفقاء الحارس غالم في مرحلة العودة... وعكس المباريات الفارطة أين كانت التشكيلة تخسر جميع النقاط مع أداء مخيّب فإن ما شاهدناه أول أمس مع ثاني ترتيب البطولة يجعلنا نقول أن البليدة يجب أن لا تستحي من هذه الخسارة لأنها كانت أقرب إلى العودة بنقطة التعادل لولا الهدف الذي تلقته في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع، وهو هدف مشكوك فيه مثلما أكده لنا معظم اللاعبين الذين تحدثنا معهم بعد نهاية اللقاء. البداية كانت مثالية والبليدة ضيّعت هدف السبق قبل بداية اللقاء طلب المدرّب عساس من لاعبيه ضرورة عدم ترك المبادرة للمنافس في ربع الساعة الأول وحرمانه من الكرة حتى لا يكسب لاعبوه أكثر ثقة في أنفسهم، وهو ما طبقه اللاعبون حرفيا حيث شاهدنا بداية مثالية من جانب البليدة التي دخلت في اللقاء بطريقة جيّدة وكادت أن تصل إلى شباك الحارس شاوشي في (د14) بعد كرة إزيشال التي مرت جانب القائم الأيسر بقليل. ركلة الجزاء لم تثنِ من عزيمة اللاعبين في معادلة النتيجة كان العديد من الأنصار الحاضرين يعتقدون أن ركلة الجزاء التي منحها الحكم للمنافس في منتصف المرحلة الأولى (ركلة جزاء مشكوك فيها على حد تعبير اللاعبين) ستؤثر على معنويات رفقاء المهاجم إزيشال، إلا أن هدف السبق الذي سجله الوفاق لم يؤثر تماما على معنويات اللاعبين الذين واصلوا اللعب بنفس الطريقة والعزيمة اللتين بدأوا بها المباراة، وخلقوا بعض الفرص السانحة للتهديف إلا أنها لم تستغل نتيجة التسرع من جهة، وسوء أرضية الميدان التي كانت زلجة وحرمت المهاجمين من لعب الكرة بطريقة جيدة. حريزي أعاد الأمل بهدف رائع سيطرة البليدة بعد هدف السبق الذي سجله الوفاق تجسدت بمعادلة النتيجة بهدف رائع من توقيع حريزي الذي إستقبل كرة من إزيشال وبتسديدة قوية بالرجل اليمنى أسكن الكرة في شباك الحارس شاوشي، وهو الهدف الذي صفق له جميع الأنصار الحاضرين، ومنح هذا الهدف أكثر ثقة للاعبين ما دام أنه جاء قبل 6 دقائق قبل نهاية المرحلة الأولى، حيث غادروا إلى غرف حفظ الملابس بمعنويات عالية. التشكيلة ضيّعت فوزًا محققا في المرحلة الثانية في المرحلة الثانية لعبت التشكيلة بطريقة جيدة ولم تعد إلى الخلف رغم أن النتيجة كانت في صالحها بدليل أن معطيات هذه المرحلة عرفت سيطرة بليدية في الربع ساعة الأول أين كان بمقدور بلوصيف تعميق الفارق لولا أن كرته مرت جانبية بقليل عن القائم الأيسر لمرمى الحارس شاوشي، مع تنظيم جيد للاعبين في خط الوسط ما جعل الوفاق تائها في العديد من الأحيان ووجد لاعبوه صعوبة في تهديد مرمى الحارس غالم ماعدا عن طريق الكرات الثابتة بواسطة بوعزة ومترف على مرتين، وفي المقابل ضيعت البليدة فرصة قتل اللقاء في اللحظات الأخيرة عندما قدم أوسعد كرة جميلة في العمق إلى حريزي الذي كان في وضعية مناسبة لكن التسرّع فوّت عليه وضع الكرة في الشباك. فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة يعود إلى الواجهة رغم أن اللاعبين أكدوا أن الهدف الثاني الذي سجله البديل قديدر لصالح فريقه مشكوك فيه وجاء من وضعية تسلل إلا أنه بغض النظر عن الطريقة التي تم تسجيل الهدف بها فإن فقدان التركيز عاد من جديد إلى الواجهة وجعل البليدة تضيّع العديد من النقاط في مرحلة العودة، لأن السيناريو الذي حدث أول أمس حرم التشكيلة من العودة بنقطة التعادل من ملعب 8 ماي، وسبق لها أن تلقت الهزيمة بنفس الطريقة في الخروب، ونفس الحال كان أمام المولودية عندما تلقى الحارس غالم هدف التعادل في الوقت بدل الضائع. فرحة السطايفية في النهاية تؤكّد العرق البارد الذي أساله لهم البليدية رغم أن الروح الرياضية كانت عالية فوق أرضية الميدان ماعدا في لقطة إعتداء المدافع بن شادي على بلحول، إلا أن الضغط كان كبيرا على البليدية من طرف الأنصار الذين كانوا يناصرون فريقهم أحيانا ويفرضون عليه الضغط أحيانا أخرى، وقد تأكد لاعبو الوفاق أن منافسهم كان يستحق نقطة التعادل على الأقل بعدما أسال لهم العرق البارد طيلة أكثر من 90 دقيقة، والفرحة الهستيرية التي كانت عليها عناصر الوفاق والأنصار بعد صافرة الحكم النهائية تؤكد أن البليدة أدت فعلا مباراة في القمة وكانت تستحق أفضل. هذا الأداء يؤكّد أن التشكيلة قادرة على البقاء الأداء الذي قدّمته التشكيلة خاصة في الخط الخلفي ووسط الميدان يؤكد أن البليدة في تحسّن مستمر من لقاء لآخر والمردود الذي أضحت تقدمه في الآونة الأخيرة لم يكن يأتي من فراغ، وإنما اللاعبون بدأوا يحققون الإنسجام اللازم بينهم فوق أرضية الميدان، وهو ما يبعث التفاؤل في نفوس المحيطين بالنادي ريثما يتجسّد ذلك على أرض الواقع وتستعيد التشكيلة نشوة النتائج الإيجابية بداية من اللقاء المقبل أمام إتحاد العاصمة. ------------------------------------------------------- غالم: “لا نستحق الهزيمة وضربة الجزاء كانت قاسية” ماذا تقول عن هذه الهزيمة أمام وفاق سطيف؟ ماذا أقول ؟ أنا متأثر للغاية من هذه الهزيمة التي لم تكن مستحقة تماما لأنكم شاهدتم المباراة الكبيرة التي لعبناها اليوم (الحوار أجري مباشرة بعد نهاية اللقاء)، وما زاد من تأثرنا هو تلقينا هدفا قاتلا في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع بعد كل تلك المجهودات التي بذلناها طيلة التسعين دقيقة. لنبدأ من ركلة الجزاء هل ترى أنها كانت مستحقة بما أنك أنت الذي قمت بعرقلة اللاعب؟ أقول أن ضربة الجزاء كانت قاسية ولم تكن مستحقة تماما لأني تصديت لتسديدة اللاعب في البداية والمهاجم الذي كان أمامي كانت الكرة خلفه وأنا حاولت الإرتماء على الكرة حتى ألتقطها ثانية لكن اللاعب إصطدم بي ومنحه الحكم ركلة جزاء غير شرعية تماما، وقد تحدّثت معه وقلت له أني لم أشاهد حكما يعلن عن ركلة جزاء والكرة في ظهر المهاجم، واعتقد أن الجميع شاهدوا أن ركلة الجزاء لم تكن صحيحة. لكن رغم تقدم المنافس في النتيجة إلا أن ذلك لم يؤثر عليكم لأنكم عدتم بعدها في النتيجة؟ نعم، رغم هدف السبق الذي سجله المنافس إلا أن ذلك لم يؤثر علينا تماما وبقينا محافظين على تركيزنا في الدقائق الموالية لأن بدايتنا الجيدة في هذه المباراة جعلتنا نتأكد أننا قادرون على العودة في النتيجة، لأننا كنا الأحسن فوق أرضية الميدان طيلة فترات اللقاء تقريبا، وتمكنّا من معادلة النتيجة قبل نهاية المرحلة الأولى بدقائق وهو ما سمح لنا باكتساب أكثر ثقة في أنفسنا. نفهم من كلامك أنكم راضون عن الأداء الذي ظهرتم به في هذا اللقاء؟ اللاعبون “يعطيهم الصحة” لأنهم أدوا مباراة كبيرة وكانوا أحسن من الوفاق، هذا ما يجعلني أقول أننا لا نستحق الهزيمة والكرة ظلمتنا في هذه المواجهة، وأقول أنه لولا ركلة الجزاء التي منحها الحكم للمنافس لعدنا من هناك بالنقاط الثلاث من دون شك، وأنا بصفتي قائدا للفريق أهنئ رفاقي على هذه المباراة البطولية والروح القتالية العالية التي لعبوا بها إلى غاية صافرة النهاية. ألا ترى أنكم ضيّعتم الفوز في المرحلة الثانية قبل تلقيكم الهدف الثاني؟ هذا صحيح، أتيحت لنا بعض الفرص السانحة لكننا لم نتمكن من ترجمتها إلى أهداف، لكن لا يمكن أن نلوم المهاجمين على إخفاقهم في تسجيل تلك الأهداف وهذا يعود إلى أرضية الميدان التي كانت زلجة ولم تسمح للمهاجمين بالتحكم في الكرة بشكل جيد. الأنصار الذين تنقلوا معكم تأثروا كثيرا من الهزيمة، ماذا تقول لهم؟ لا أخفي عنك أننا تأثرنا كثيرا عندما رأينا أنصارنا في تلك الحالة بعد نهاية اللقاء لأنهم تحدوا البرودة الشديدة والأمطار وتنقلوا معنا إلى سطيف بأعداد معتبرة، لكن أعتقد أنهم يجب ألا يستحوا من فريقهم الذي قدم مباراة في المستوى، ونعدهم أننا سنعوّض هذا الإخفاق في المباراة القادمة أمام إتحاد العاصمة. كيف ترى المستقبل بعد هذه الهزيمة؟ نحن متفائلون بمستقبل التشكيلة بالنظر إلى المردود الذي أصبحنا نقدمه في المباريات الأخيرة، الآن علينا أن نتجاوز بسرعة هذا الإخفاق ونفكّر في كيفية التدارك في اللقاء القادم أمام إتحاد العاصمة. ------------------------------------------- أنصار الوفاق لم يتمكّنوا من تكريم دفنون كان بعض أنصار الوفاق يريدون تكريم المدافع دفنون قبل بداية اللقاء لأنهم لم ينسوا الخدمات الكبيرة التي قدمها اللاعب للوفاق، وقد تنقلوا إلى فندق “الهضاب” من أجل هذا الغرض حيث كانوا يعتقدون أن البليدة قضت الليلة هناك قبل أن يعلموا أن البليدة قضت الليلة التي سبقت المباراة بفندق “الريف” بالعلمة. بعض اللاعبين بكوا في غرف حفظ الملابس لم يتجرّع بعض اللاعبين مرارة الهزيمة القاسية في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع وذرفوا الدموع في غرف حفظ الملابس ما تطلب تدخل الطاقم الفني وبعض المسيّرين من أجل الرفع من معنوياتهم، حيث أكدوا لهم أن هذه الهزيمة ليست نهاية العالم لأنهم أدوا مباراة كبيرة وبإمكانهم التدارك في اللقاءات القادمة. البليدة تثني على حفاوة الاستقبال رغم أهمية المباراة بالنسبة إلى “السطايفية” إلا أن ذلك لم يجعلهم يفرضون أي ضغط على البليدية سواء قبل بداية اللقاء أو فوق أرضية الميدان أين وجدت التشكيلة كل التسهيلات وجرت الأمور بصفة عادية ما عدا لقطة بن شادي التي اعتدى فيها على بلحول، ما جعل البليدة تثني كثيرا على الروح الرياضية التي تحلّى بها لاعبو وأنصار الوفاق. غالم غير معاقب وسيكون حاضرًا أمام اتحاد العاصمة كشف لنا الحارس غالم في نهاية اللقاء أن البطاقة الصفراء التي تحصل عليها في هذه المباراة ليست الثالثة في رصيده وإنما هي الثانية له بعدما تحصل على بطاقة صفراء واحدة فقط أمام الخروب في لقاء العودة، وهذا عكس ما كان يعتقده الأنصار من غياب اللاعب عن لقاء إتحاد العاصمة. وأضاف غالم أنه سيكون حاضرا يوم الجمعة المقبل وأنه غير معني بالعقوبة. البليدية استغربوا تصريحات زكري عن الحكم إستغرب البليدية تصريحات مدرب الوفاق زكري بعد نهاية المباراة من الطريقة التي أدار بها الحكم نسيب مواجهة أول أمس، حيث يرون أن مدرب الوفاق كان خاطئا في حكمه لأن الوفاق إستفاد من ركلة جزاء قال عنها اللاعبون والأنصار أنها ليست صحيحة، ولو كان حكما آخر مكانه لما أعلن عن ركلة جزاء، وأضافوا أنه حتى الهدف الثاني الذي سجله الوفاق في آخر دقيقة من عمر اللقاء كان مشكوكا فيه ولو أنه لا يمكن التأكد ما إذا كان قديدر في وضعية تسلل أم لا بسبب عدم رؤية اللقطة جيدا، وأضافوا أنه كان على مدرب الوفاق أن يبحث عن الأسباب التي جعلت فريقه يمر جانبا وكاد يضيّع التنافس على لقب البطولة. اللاعبون يحمّلون المسؤولية للحكم حمّل بعض اللاعبين الذين تحدثنا معهم بعد نهاية اللقاء مسؤولية الهزيمة إلى الحكم خاصة في لقطة ركلة الجزاء التي صفّرها، على غرار الحارس غالم الذي أوضح أنه طلب من الحكم توضيحات عن أسباب منحه ركلة جزاء للوفاق في وقت أن الكرة كانت في ظهر اللاعب كوربية وهذا الأخير هو الذي إرتمى عليه، وأضافوا أن الحكم أضاف عدة دقائق من الوقت بدل الضائع في المرحلة الثانية قدرت ب 7 دقائق كاملة في وقت أن الفريقين لم يضيّعا أكثر من 5 دقائق. عساس يبرّر عدم إقحام دفنون قبل الهدف بغض النظر عن صحة ركلة الجزاء من عدمها أبدى بعض الأنصار غضبهم من عدم إجراء الطاقم الفني تغييرا في الدقائق الأخيرة من خلال تدعيم الخط الخلفي بالمهاجم دفنون الذي بقي عدة دقائق على خط التماس يحضّر نفسه للدخول لكنه لم يكن له ذلك، وبرّر المدرب عساس ذلك بقوله أنه طلب من الحكم الرابع أن يشير إلى الحكم بدخول دفنون قبل لقطة تسجيل هدف الوفاق بدقيقتين، لكن الحكم الرابع بقي يتماطل متسائلا عن دوره في هذا الإطار. أثنى على لاعبيه في نهاية اللقاء ورفع معنوياتهم أثنى المدرب عساس كثيرا على لاعبيه في نهاية اللقاء حيث تحدث معهم في غرف حفظ الملابس وأكد لهم أنهم لا يتحمّلون مسؤولية الهزيمة ولا يجب عليهم أن يخجلوا منها تماما لأنهم أدوا مباراة كبيرة من جميع الجوانب ولا يستحقون الهزيمة، وبذل كل ما في وسعه من أجل الرفع من معنوياتهم التي كانت منهارة لأنهم لم يهضموا تلقي التشكيلة هدفا قاتلا في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع، في وقت أن الحكم كان على وشك الإعلان عن نهاية اللقاء بعد تلك اللقطة. زعيم لم يغضب من لاعبيه ويشيد بهم بدوره فإن زعيم تأكد أنه لا يمكن أن يطلب من لاعبيه أكثر مما قدموه في هذه المواجهة أين وقفوا الند للند أمام المنافس رغم الفارق في المستوى والتعداد، ورغم تأثره من الهزيمة التي كانت قاسية إلا أن زعيم لم يغضب من لاعبيه أو يوبّخهم وإنما أشاد بالحرارة الكبيرة التي لعبوا بها، ويكون قد تأكد أن هذه التشكيلة قادرة على تحقيق البقاء لو تواصل اللعب بنفس الطريقة في المباريات القادمة. اللاعبون اعتذروا للأنصار كشف لنا بعض اللاعبين أن ما زاد من تأثرهم من هذه الهزيمة القاسية هو رؤية الحالة التي كان عليها الأنصار في نهاية اللقاء، حيث كان هؤلاء يستعدون لإطلاق العنان لفرحتهم بالعودة بنقطة التعادل لكن قديدر قضى على أحلامهم تماما، وأضاف اللاعبون أنهم يعتذرون لأنصارهم كثيرا خاصة أن هؤلاء تحدوا كل الظروف المناخية الصعبة ووقفوا إلى جانبهم طيلة التسعين دقيقة رغم البرودة الشديدة في المدرجات والأمطار التي كانت تتهاطل عليهم، ومن جهتهم فإن الأنصار الذين تنقلوا أوضحوا أنهم لا يلومون اللاعبين على هذه الخسارة لأنهم أدوا مباراة كبيرة.