رغم أن حظوظ المنتخب الوطني لا زالت قائمة للتأهل إلى كأس إفريقيا 2012 شريطة فوز إفريقيا الوسطى في اللقاء المقبل على المغرب، وانتصارنا أمام تنزانيا ثم على حساب إفريقيا الوسطى بثلاثية نظيفة عند استقبالها، مع تعثر المغرب في اللقاء... الأخير الذي سيكون شكليا له في الحالات السابقة، إلا أن الاتحادية الجزائرية استبقت الأحداث واعتبرت حظوظ المرور ضئيلة للغاية، معلنة أن الهدف صار التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014، هدفان مشروعان صار الطريق إليهما أقصر مما كانت عليه الأمور من قبل لكنه مفخخ ومحفوف بالمخاطر. تغيير نظام المنافسة يجعل المباريات انتحارية وجاء تغيير نظام التأهل إلى كأس إفريقيا والمونديال بسبب ضيق الوقت بين “كان 2012” ونظيرتها 2013 ثم كأس العالم التي تجرى في البرازيل في السنة الموالية، ليجعل صيغة المباريات انتحارية للغاية، فمن يريد تحقيق هذين الهدفين سيكون مجبرا في حالة “الخضر” (إذا لم يتأهلوا إلى كأس إفريقيا 2012) على خوض 6 مباريات في شكل لقاءات سد، إضافة إلى تصدر مجموعتهم في تصفيات المونديال وكلها معطيات تؤكد أن المهمة صعبة للغاية ولن تكون بالسهولة التي يتصوّرها البعض، حتى مع استقدام مدرب عالمي مثلما تعتزم الاتحادية. 4 لقاءات سد تبدأ في 15 جانفي للمرور إلى كأس إفريقيا 2013 عدم تأهل الجزائر إلى كأس إفريقيا 2012 يجعلها تخوض الدور الأول في التصفيات أمام منتخب لم يتأهل بدوره إلى الدورة القادمة، حيث يمكن أن توقعنا القرعة مع مصر أو الكامرون أو أي منتخب قوي في مباريات تلعب ذهابا وإيابا في الفترة بين 15 جانفي و15 فيفري المقبل، وفي حال التأهل فإن “الخضر” عليهم تجاوز عقبة منتخب آخر يكون قد شارك في كأس إفريقيا التي تكون قد لعبت في الغابون وغينيا الاستوائية، في لقاءي ذهاب وإياب لم يحدد موعدهما بعد، الأمر الذي يعني المرور عبر 4 مباريات سد لن تكون سهلة وستذكرنا كل واحدة بما نسميه “ملحمة أم درمان” على الأقل لطابع المباريات هذا إن وصلنا لخوض هذا العدد ولم نتوقف عند لقاءين اثنين. تصدر المجموعة والنجاح في لقاءي سد للذهاب إلى مونديال البرازيل وبخصوص تصفيات المونديال التي تبدأ في 1 جوان 2012، فإن المنتخب الوطني الذي سيعفى من الدور الأول بنسبة كبيرة (تلعبه المنتخبات التي تحتل الترتيب من 28 فما فوق قاريا) سيكون مطالبا بأن يحتل الريادة في مجموعته أمام 3 منتخبات أخرى، وفي حال تحقيقه الهدف في سبتمبر 2013، يلعب بعدها شهر نوفمبر لقاءي سد أمام منتخب آخر تصدر مجموعته وبالتالي فإن كل ما بذل في التصفيات يمكن أن يذهب في 180 دقيقة وحسب الحالة التي سيكون عليها لاعبو أي منتخب فضلا عن احتمال وقوع المنتخبات الأقوى وجها لوجه، ما يكشف أن “الكاف” بحثت عن ربح الوقت دون أن تفكر في المنتخبات الإفريقية أو تراعي مصالح كبرى المنتخبات والكرة في القارة. 6 لقاءات سد تتطلب منتخبا محضرا لأن نسبة الخطأ ضئيلة جدا وعليه فإن قوانين “الكاف” المتغيرة ستجعل من المنتخب الجزائري مطالبا بلعب 6 لقاءات سد والنجاح في التأهل على حساب 3 منتخبات قد تكون من العيار الثقيل، إضافة إلى تصدر المجموعة للوصول إلى أهدافه، بمعنى أن نسبة الخطأ ضئيلة جدا، وهو ما يحتاج إلى منتخب محضر وجاهز من كافة النواحي، ففرص الاستدراك غير موجودة تماما، والخطأ قد يكلف إقصاء آخر، وهو الأمر الذي يجب معرفته مسبقا للتأكد أن المهمة لن تكون سهلة. إذا كنا لا نريد إقصاء جديدا في فيفري المقبل فهذا هو الوقت لبدء العمل وإذا كان المنتخب الجزائري يريد تحقيق الهدفين اللذين تم إعلانهما في اجتماع المكتب الفيدرالي في سيدي موسى أول أمس، فإن هذا هو الوقت المناسب للتشمير على السواعد والتحضير لأن موعد جانفي المقبل اقترب وإقصاء جديد (في حال عدم التأهل في مباراة العودة من الدور الأول من تصفيات كأس إفريقيا في فيفري 2012) سيكون ضربة موجعة لن يقوى أحدا على تحمّلها وقد يؤثر حتى في الهدف الآخر (المونديال). إضافة إلى هذا فالوقت ضيق للغاية، والبقاء في حالة دهشة وصدمه والتفكير في أسباب رباعية مراكش لا يفيد، بقدر ما هو مطلوب وعلى عجل إعادة ترتيب الأوراق والتفكير في المستقبل طالما أنه يمكن تصحيح الأخطاء بسرعة، ففي فيفري المقبل قد نكون على بعد 180 دقيقة من التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 وقد نكون تعرضنا إلى إقصاء جديد. الوقت ضيق، يضغط و“الهدّاف” تذكّر بالرزنامة وتحذر من الآن وعلى هذا الأساس ومثلما أشارت إليه “الهدّاف” في عددها أمس، فإن الحل هو الإسراع في تعيين مدرب يتولى قيادة الفريق في اللقاءين المقبلين في التصفيات والمبارتين الوديتين وحتى في حالة الإقصاء – لا قدر الله – فإنه سيبدأ بالتعوّد على الظروف وحتى اللاعبين على طريقته قبل موعد 15 جانفي الحاسم، كما أن الحلول الترقيعية واسناد المهمة لمدربين مؤقتين أو بمهمات مزدوجة (مثلما تم الحديث عن آيت جودي) لن يكون إلا خيارا سيئا.وعليه فإن “الهدّاف” تحذر من الآن من خلال التذكير بالمواعيد القادمة وتدعو إلى إيجاد المدرب المناسب، ومنحه الوقت والبطاقة البيضاء بشرط أن لا نتسرع ويكون الاختيار صائبا لأن المواعيد المقبلة والرزنامة المفخخة لا تتطلب قرارات عشوائية.