نجحت تشكيلة وداد تلمسان في تحقيق الأهم بعد تجاوز عقبة منافسها مولودية العلمة بهدفين، في اللقاء المصيري الذي لعب عشية أول أمس السبت بملعب العقيد لطفي. وهو الفوز الذي جاء في وقته لأن الفريق كان بأمس الحاجة إليه، بعد مرحلة الفراغ التي مر بها عقب خسارة البليدة وبقائه خارج المنافسة لثلاثة أسابيع. ومن شأن هذه النتيجة الإيجابية أن ترفع معنويات اللاعبين ويحررهم لبقية المنافسة، كما أنها جددت آمال الفريق أكثر في ضمان البقاء، خاصة أن بحوزته ست لقاءات كاملة ما يعني أن 18 نقطة لا تزال في اللعب. بداية غير موفقة ولم يدخل لاعبو الوداد جيدا في المباراة ما فتح المجال للزوار الذين بادروا إلى الهجوم منذ الوهلة الأولى، بغية الوصول مبكرا لشباك جميلي من خلال محاولتي بن حاج وبن أمقران، في ظل غياب الوداد الذي اكتفى بالدفاع قبل أن يعود بقوة بداية من الدقيقة العشرين. حيث أنه في أول فرصة حقيقة تمكن سامر من تسجيل الهدف الأول، الذي حرر زملاءه كثيرا وجعلهم يخلقون فرصا سانحة للتسجيل، خاصة عن طريق أندري قبل أن يضاعف بلغري النتيجة بعد خمسة دقائق. وكان بإمكان الوداد تعميق الفارق، لولا سوء التركيز والحظ الذي حالف ختالة. نقص المنافسة ظهر جليا في المرحلة الثانية وتبين للجميع مع مرور الوقت أن الفريق يعاني من نقص المنافسة، بعد ابتعاده لثلاثة أسابيع عن المنافسة إثر تأجيل لقائي القبائل و"العميد". لكن اللاعبين سيروا المباراة حسب النتيجة المسجلة والحرارة العالية، حفاظا على اللياقة البدنية تحسبا للمواعيد المقبلة، خاصة أن الفريق تنتظره مواجهتين أمام القبائل هذا الثلاثاء والسبت المقبل أمام "العميد". وأهم ما ميز مباراة العلمة، هي الإرادة الكبيرة التي كانت تحدو لاعبي الوداد الذين دخلوا اللقاء قصد تحقيق الفوز، إدراكا منهم بأن النقاط الثلاث هي الأهم وأي تعثر سيرهن حظوظهم. الفوز فاتحة لقاء القبائل ويعد الفوز الذي حققه الوداد أمام مولودية العلمة حافزا معنويا للاعبين الذين تحرروا كلية، وهو ما سيجعلهم يدخلون مباراة الثلاثاء القادم أمام حامل كأس الجمهورية شبيبة القبائل بأكثر ثقة وإرادة ودون ضغط، خاصة أن الجميع كان متخوفا من التعثر أمام العلمة. لأن هذا الفوز زادهم إصرارا على مواصلة المسيرة وإضافة ثلاث نقاط أخرى للرصيد، حيث وضعوا فوز العلمة جانبا وأصبحوا يفكرون في كيفية تجاوز عقبة الكناري، رغم علمهم بصعوبة المأمورية أمام منافس من العيار الثقيل، ومتأهل لدور المجموعات من كأس الإتحاد الإفريقي. تعثر البليدة والبرج كان في صالح الزيانيين وقابل فوز الوداد بهدفين أمام مولودية العلمة، تعثر البليدة وأهلي البرج خارج قواعدهما أمام سعيدة واتحاد العاصمة على التوالي، وهو ما خدم مصالح الزيانيين أكثر وأصبحوا مطالبين بتحقيق انتصارات أخرى في بقية المنافسة، ومواصلة المسيرة حتى يتسنى لهم الخروج من الوضعية الحالية، خاصة إذا نظرنا للبرمجة التي هي في صالحه مقارنة ببقية الفرق الأخرى. الإصابات تلاحق لاعبي الوداد وما يجب الوقوف عليه خلال مباراة أول أمس أمام مولودية العلمة، هي كثرة الإصابات التي أصبحت تلاحق لاعبي الوداد، بعد أن تعرض سامر، بلغري وشعيب لإصابات لم يعرف بعد مدى خطورتها، وهو الأمر الذي جعلهم يغادرون أرضية الميدان اضطراريا. فبلغري بعد تدخل عنيف عاودته الإصابة القديمة التي شفي منها مؤخرا، في حين أصيب سامر على مستوى الأربطة المقربة في إحدى اللقطات، فيما أصيب شعيب في الركبة. وهو ما قد يضع الطاقم الفني في ورطة حقيقة بالنظر للمواجهات التي تنتظر الفريق، خاصة أن الثلاثي ركيزة أساسية ويدخل ضمن حسابات المدرب عمراني. مشاركة المصابين لم تتأكد بعد أمام الشبيبة ولحد كتابة هذه الأسطر، لم تتأكد بعد مشاركة الثلاثي بلغري- سامر- شعيب خلال لقاء شبيبة القبائل، حيث يكون الطاقم الطبي قد وقف على خطورة الإصابة من عدمها، خلال حصة الاستئناف التي جرت أمس، والتي على إثرها سيتحدد مصير اللاعبين الثلاثة. ورغم ذلك يبقى على الطاقم الفني إيجاد الحلول المناسبة لاحتمال غياب الثلاثي المذكور، وهذا بتحضير لاعبين آخرين يمكنهم خلافة زملائهم. الرابع لبلغري والثالث لسامر بتسجيله هدف التقدم لفريقه، تمكن المهاجم سامر من توقيع هدفه الثالث منذ انضمامه للوداد في فترة التحويلات الشتوية قادما من اتحاد خنشلة، بعد أن سجل من قبل أمام سطيف وبجاية. في الوقت الذي رفع بلغري رصيده إلى أربعة أهداف ودائما بواسطة ركلات الجزاء بعد عنابة، الحراش، الخروب محتلا بذلك صدارة ترتيب هدافي الوداد، رغم منصبه في الاسترجاع. بوخيار من البرج إلى العلمة وعرفت التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها المدرب عمراني منذ البداية، مشاركة المدافع الأيسر بوخيار الذي سجل بالمناسبة عودته للمنافسة الرسمية، بعد 12 جولة من الغياب بسبب الإصابة التي تعرض لها على مستوى الأربطة الهلالية. حيث يعود آخر ظهور لبوخيار أمام أهلي البرج لحساب الجولة ال 14، وقدم مستوى فنيا مقبولا سواء دفاعيا وهجوميا وساهم بقسط كبير في تحقيق الفوز. يذكر أن بوخيار لعب في مكان زميله آيت حملات الذي عاد لكرسي الاحتياط. الأنصار ختموها بيعطيكم الصحة رغم قلت حضورهم في وقت يبقى الفريق بحاجة إلى الرجل الثاني عشر، في ظل الوضعية الحالية التي يمر بها والتي يحتاج فيها إليهم لمساندة الأنصار ومؤازرتهم، إلا أن الأعداد القليلة التي حضرت ساهمت وبقسط كبير في تحقيق الفوز، من خلال تشجيعاتهم المتواصلة ومؤازرتهم للاعبين طيلة التسعين دقيقة. حيث تفاعل الأنصار الحاضرون مع جميع اللقطات التي كان يقوم بها بوسحابة وزملاؤه، وختموها ب "يعطيكم الصحة". ========== بوسحابة: "الفوز يحررنا ولم اعرف ما الذي حدث لي في لقطة سقوطي" "مستواي في تحسن ونطلب من أنصارنا مساندتنا" - تمكنتم من تحقيق فوز مهم أمام العلمة، ما تعليقك؟ -- الحمد لله وفقنا في تحقيق الفوز بعد أن لعبنا بكل ما أوتينا من قوة لأننا كنا نريد الظفر بالنقاط الثلاث، ولم يكن لدينا خيار آخر بالنظر للوضعية التي نوجد فيها. - لكن لم تدخلوا المباراة كما يجب؟ -- لم ندخل جيدا في اللقاء لأننا كنا خائفين والضغط كان شديدا خاصة في ربع ساعة الأول، ومع ذلك عرفنا كيف نعود ونسجل هدفين حاسمين سهلا مأموريتنا. وفي الشوط الثاني كنا نريد إضافة أهداف أخرى، لكن الحظ لم يحالفنا ورغم ذلك أدينا دورنا كما ينبغي. - أكيد أن الفوز سيحرركم؟ -- بالفعل، هذا الفوز سيحررنا كثيرا معنويا تحسبا لبقية المنافسة، لكن علينا نسيانه والتفكير في لقاء شبيبة القبائل وكيفية الفوز بنقاطه. - بالحديث عن لقاء القبائل، كيف تبدو لك المهمة؟ -- لقاء شبيبة القبائل كبقية اللقاءات السابقة، رغم أن المنافس قوي إلا أنه علينا بالفوز، وإن شاء الله سنعمل ما لدينا والباقي على الله. - كيف تتوقع بقية المشوار؟ بالنظر للبرمجة "ممكن نسلكو"، فكل شيء بين أيدينا. - كنت من بين أحسن اللاعبين فوق الميدان، ما قولك؟ -- في اللقاءات الأخيرة لعبت جيدا لكنني غير مقتنع بما قدمته وأريد تقديم المزيد لتشريف الثقة الموضوعة في من قبل المسيرين والطاقم الفني. - أحدثت هلعا بعد سقوطك، ماذا حدث لك بالضبط؟ الحمد لله خرجت سلامات، ففي الوقت الذي صعدت لأخذ الكرة تلقيت ضربة في الرأس من الخلف دون أن أعلم ما الذي حدث لي بالضبط، لكن عدت وأكملت اللقاء. - ماذا تقول بشأن الإصابات التي تعرض لها زملاؤك الثلاثة؟ -- هذه الإصابات ليست خطيرة، وهناك لاعبين بمقدورهم تعويضهم فالفريق لديه 25 لاعبا كلهم أساسيين. - ماذا تطلب من الأنصار الذين ورغم قلت حضورهم إلا أن دورهم كان كبيرا؟ -- الأنصار ساعدونا كثيرا رغم أننا لم ندخل المباراة جيدا، ونحن بحاجة ماسة إليهم لأننا نفوز بفضلهم، ونتمنى أن يكونوا بقوة أمام القبائل وفي بقية اللقاءات.