نشرت : المصدر جريدة الشروق الجزائرية الثلاثاء 04 أكتوبر 2016 12:14 صدمت تصرفات أعضاء نادي "روتاري الحرية" بغليزان جميع الجزائريين من خلال إعلانها المباشر للولاء للصهاينة والتطبيع مع إسرائيل من خلال نعي الرئيس الإسرائلي شمعون بيريز، بعد وفاته والإساءة إلى العلامة عبد الحميد بن باديس- رحمه الله-، وكانت الصدمة أشد وقعا على الشارع الغليزاني الذي بات يغلي من خلال النشاط المشبوه لنادي روتاري بولاية تعتبر معقلا للحركة الصوفية وخزانا للموروث الروحاني من طرف بعض المرتزقة الذين أغوتهم وأغرقتهم الحركة الماسونية للقيام بأفعال يجرمها القانون والدين.. "الشروق" أفسدت على النادي المشبوه تمويل سريع غليزان هذه هي قصة الروتاري مع الولاية 48 قصة الروتاري الماسوني مع ولاية غليزان بدأت منذ نحو ثلاث سنوات، حينما تم تنصيب أول مكتب له يقوده ثلاثة أشقاء متشبعين بالمبادئ الروتارية المبنية على إيمانها العميق بالحركة الماسونية، التي تدعي أنها تعمل على إحلال السلم والأمن والنية الحسنة وابتعادها عن السياسة كليا. وعلاقة الروتاري بالسياسة، حسبهم، لا يمكن التحدث عنها إلا في شقها المتعلق بسياسة السلام وتعزيز النية الحسنة بين الشعوب.. وهي الصفات التي يدعون أنها لا يمكن توفرها إلا في الأندية الروتارية.. وهو ما يعتبرونه تضامنا أخويا عالميا، الهدف منه تذليل الصعوبات نحو بلوغ السلام العالمي. وكلها أفكار يتغنى بها نادي روتاري عالميا ويستغلها روتاري غليزان لغسل دماغ الكثير ممن انساقوا في البداية معهم وراحوا يهللون للعمل مع هذا النادي الماسوني وتباهوا بالانضمام إليه، خصوصا أن هذا النادي منذ أن وطأت رجلاه الولاية راح يبحث عن بعض المجالات التي يمكن الاستثمار فيها، منها الثقافية والرياضية والاجتماعية، لغاية استقطاب أكبر عدد من المنخرطين والمؤمنين بالروتاري، حيث عقدوا عدة اجتماعات بأحد الفنادق وسط المدينة واتخذوه معقلا لهم رغم دفعهم أموالا باهظة مقابل النشاط به، خصوصا أن النادي ليس له مقر رسمي بالولاية.
ملتقى القابلات أول نشاط رسمي للنادي بالولاية الروتاري، في بداية نشاطه بالولاية، استغل الوضع الاجتماعي لسكان المنطقة، حيث قام ببعض النشاطات الرسمية كتنظيم ملتقى لتكوين القابلات بالتنسيق مع مديرية الصحة. وهو الملتقى الذي عبد الطريق لهم وجعلهم ينشطون بأريحية وبطريقة جد عادية، خصوصا أنه لا أحد كان يعرف حقيقة هذا النادي الماسوني، الذي أراد حسب مسؤوليه تقديم يد العون للطبقة الهشة من المجتمع من خلال تكوين القابلات وتلقينهن مبادئ التعامل الإنساني والتفرغ للعمل الخيري والاجتهاد في العمل وتقديم يد المساعدة للنسوة الحوامل.. وهي المبادئ التي يزعم الروتاريون أنها عنوانهم، وأنهم جاؤوا من أجلها وكانت تلك الخطوة بمثابة الصفعة الموجعة التي لم يتفطن إليها المسؤولون آنذاك لكون روتاري بتلك الخطوة ضرب مصداقية مراكز التكوين الصحي التي تسهر على تكوين الممرضات المختصات في التوليد وانتظروا حتى قدوم روتاري لتعليمهم مبادئ العمل والقيم الإنسانية.
محاولة لتوظيف "الفريق الإسلامي" لم يكن أي أحد بغليزان ممن كانوا يتعاملون مع روتاري يعلمون حقيقة هذا النادي الماسوني، إلى أن فجرت "الشروق" قضية العقد الذي كان سيبرم بين روتاري وفريق سريع غليزان، الناشط بالبطولة المحترفة الأولى بعد أن أصرت إدارة الفريق على التعاقد معهم وقبول مأدبة الغذاء التي نظمت على شرف الفريق، شهر نوفمبر من العام الفارط، حيث أفسدت "الشروق" على نادي روتاري فرحة إبرام العقد الذي كاد يبرم لولا تفجير القضية قبل وقوع الفأس في الرأس، حيث لم تكن نية الروتاري نية حسنة لأنها أرادت تلطخ سمعة الفريق الذي كان يسمى بالفريق الإسلامي سريع غليزان، الذي أسسه مجموعة من الشهداء سنة 1934 حيث حاول الروتاري التوجه إلى أكبر واجهة بالولاية، وهو الفريق الكروي الذي يحظى بشعبية كبيرة من خلال دعم الفريق ماديا بصفقة ضخمة وإغراء الإدارة بامتيازات أخرى كالتربصات بالخارج وتكوين اللاعبين في فرق عالمية مقابل وضع اسم ورمز النادي الروتاري على قمصان الفريق والملعب المسمى على اسم الشهيد زوقاري الطاهر- رحمة الله عليه-. وبعد تفجير "الشروق" للقضية، تراجع النادي عن التعاقد المشبوه، وبرر مسؤوله يومها قبوله بادئ الأمر بالتعاقد، بأنه يجهل خلفية النادي وارتباطاته.
روتاري ناورت لدخول الجامعة والطلبة كانوا بالمرصاد حاول النادي الروتاري "الحرية" بغليزان الاستثمار في المركز الجامعي بغليزان، أحمد زبانة، من خلال محاولة فتح فرع طلابي للروتاري وتقديم امتيازات وإغراءات بالجملة للطلبة الجامعيين، لكن هذا النادي أخطأ العنوان مرة أخرى بعد أن تصدى لهم الطلبة بكل الطرق لمنع دخول روتاري إلى المركز الجامعي ورفضوا جملة وتفصيلا العمل مع هذا النادي الماسوني. وقام الطلبة وقتها وبالتحديد الموسم الدراسي المنقضي باحتجاجات وتعبئة طلابية كبيرة لمواجهة خطر هذا النادي. وهو ما أحرج مسؤولي النادي الذين سحبوا نيتهم في دخول الجامعة لما وجدوه من مقاومة من قبل طلبة غليزان المحصنين بمرجعيتهم الدينية وهويتهم الجزائرية وإيمانهم بالقضية الفلسطينية ورفضهم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
منخرطون ينسحبون بعد اكتشافهم الحقيقة وبعد أن بات نادي روتاري غليزان معروفا لدى العام والخاص بحقيقته الأيديولوجية والدينية، بدأت العديد من العناصر التي كانت قد تعرضت لغسل مخ من قبل مسؤولي روتاري ومن كانوا يؤمنون بمبادئ روتاري الخيرية المزعومة حيث تفطنوا لخطورة الأمر ليبدأ بعضهم في الانسحاب، خصوصا أن الفضاء الأزرق الفايسبوك كشف القائمة الاسمية لأعضاء هذا النادي بالولاية وخوفا من الوقوع في المحظور وكون التاريخ لا يرحم قاطع الكثير منهم هذا النادي ورفضوا العمل معه ومع مسؤوليه وهو ما كشفه لنا أحد الأعضاء الفاعلين بالنادي الروتاري، الذي له وظيفة سامية ترجانا عدم ذكر اسمه ووظيفته، لكنه أخبرنا بأنه نادم على الانخراط بهذا النادي الذي اكتشف أمره ورفض التعامل معه لما اطلع عليه من أمور لا تشرفه ولا تشرف عائلته فطلب شطبه من العضوية، وهو ما كان له بوثيقة رسمية.
مسؤول بروتاري غليزان ل "الشروق": لا علاقة لنا بالسياسة ولا بالدين! تهرب نادي الروتاري الحرية غليزان من التعليق عما قام به النادي من إساءة إلى الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس- رحمه الله- عبر صفحته الرسمية بالفابسبوك لما وصفه بالفاشل في تحقيق مبادئ السلام وأنه من أصحاب المصالح، مدعيا أن النادي الروتاري لا علاقة له بالسياسة ولا بالديانات، ويعمل حسبه على نشر السلام بين الدول وإرساء القيم الإنسانية والعمل الخيري، مناقضا تماما ما بدر من النادي من إساءة واضحة إلى رمز من رموز الدولة الجزائرية والتطبيع مع الصهاينة بنعي النادي لشيمون بيريز. "الشروق" حاولت تقصي الحقيقة حول النشاط المشبوه لنادي الروتاري بغليزان، الذي بات محل سخط وغضب مواطني الولاية والنخبة المثقفة ورجال الدين ممن لم يهضموا خرجة هذا النادي عبر الفايسبوك بتقديم التعازي للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ضاربا موقف الجزائر الرسمي بعدم التطبيع مع إسرائيل عرض الحائط.. وهو الموقف الذي أحرج كثيرا سكان المنطقة وحتى الجزائريين ككل سلطة وشعبا من خلال ما قام به هذا النادي الروتاري الذي كشف رسميا عن ميوله الصهيوني وولائه لإسرائيل بعد أن كان ينشط في المجال الخيري كما يدعي الروتاريون أنفسهم وما يروجون له من أفكار لا تتعدى حسبهم العمل الإنساني. ولدى اتصالنا بأحد أعضاء مكتب الروتاري بغليزان، وهو شقيق المسمى أبا يعقوب، المسؤول الأول عن النادي بغليزان، لطلب رقم هاتفه من أجل معرفة صحة الضجة الكبيرة التي أعقبت ما كتب على صفحة النادي بالفايسبوك من تعزية لشيمون بيريز وإساءته إلى الشيخ ابن باديس، رفض منحنا رقم هاتفه واعدا إيانا بأنه سيتصل بنا لاحقا، وفعلا تلقينا بعد مدة مكالمة من هاتف شقيق المسؤول الذي اتصلنا به أول الأمر، لكن صوته بدا مختلفا للغاية، وهو ما برره بأنه أصيب ب "بحة"؟! وقال: "ذلك الشخص" إنه يرفض التعليق على ما نشر بالفايسبوك معترفا بذات الوقت بالصفحة التي قال بأنها الصفحة الرسمية للنادي وراح يعدد الأهداف التي جاء من أجلها الروتاري وفق القانون الأساسي للروتاري المودع لدى وزارة الداخلية، حسب تصريحه، مضيفا أنه لا شأن للروتاري بالديانات والسياسة وأن الروتاري جاءت لتقدم خدمات إنسانية وتعمل على نشر السلم وفض الخلافات والنزاعات المسلحة... وكأن الجزائر حسبه تعيش حربا أهلية قدموا لتهدئة الأوضاع بها. وعما سببته خرجة الروتاري غير المسبوقة بالتطبيع مع إسرائيل من خلال التعزية المباشرة للرئيس الإسرائيلي المتوفى، التي كشفت بصراحة ميول الروتاري وولائهم لبني صهيون عبر الفايسبوك حاول المتحدث التهرب من السؤال وعدم الرد عليه، كما رفض الرد على سؤال محدد عما إذا كانت للنادي علاقة بالحركة الماسونية العالمية أم لا؟ مضيفا أن روتاري غليزان حر فيما يفعل وفق "ما يخوله له القانون" بالنشاط في المجالات التي يستهدفها النادي. وقد رفض مسؤول روتاري بغليزان الرد على كل الأسئلة الموجهة إليه بداعي عدم السماح له بالتصريح الإعلامي وفق مبادئ الروتاريين، خصوصا فيما تعلق بالمسائل ذات الصلة بالديانات والسياسة وما ارتكبوه من جريمة في حق الجزائريين بالإساءة إلى العلامة ابن باديس والتطبيع مع الإسرائيليين وهو ما يعتبرونه حرية ذاتية للروتاريين ويجب على الجميع حسبهم حترام مبادئهم التي يؤمنون بها، متناسين أنهم ينشطون في دولة لا تعترف بإسرائيل ولا تطبع معها في كل المجالات دون استثناء.
عدة فلاحي : روتاري خطر على الجزائريين والدستور يجرم تصرفاتهم قال المستشار الإعلامي السابق لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي إن نادي روتاري خطر كبير على الجزائريين لما يحمله من أفكار لا تتناسب والمرجعية الدينية الوطنية والهوية الجزائرية التي لا نقاش فيها والمعروف عنها تعلقها بالقضية الفلسطينية ظالمة أو مظلومة وهي الفكرة السائدة والتي تحفظها دوما إسرائيل. وقال إن هؤلاء الأعضاء الذين يزعمون بأنهم ينتمون للروتاري مجموعة من المرتزقة الذين أغوتهم الماسونية ببعض الامتيازات مقابل القيام بأفعال منافية للقيم الوطنية كالطعن في موقف الجزائر المؤيد للقضية الفلسطينية وعدم التطبيع مع إسرائيل. وحسبه كيف نفسر تقديم تعاز لإسرائيل عبر الفايسبوك لشيمون بيريز السفاح قاتل الأطفال وزيادة على ذلك حسب فلاحي، فإن روتاري تجاوزت كل الحدود من خلال إساءتها للشيخ ابن باديس وهو العلامة الذي يعتبر رائدا للنهضة الفكرية بالبلاد واتخذت السلطات يوم وفاته يوما للعلم، فهذا حسبه أمر محسوب ودبر بليل وهناك جهات تملي على النادي ما يقوم به في غفلة من الجهات المعنية، مطالبا في نفس الوقت بضرورة التصدي لنشاطهم وطردهم من الولاية ومتابعة من أساؤوا لشيخنا ابن باديس قضائيا حتى ينالوا عقابهم خصوصا وأن الدستور الجديد حسب فلاحي ينص على معاقبة من يسيئوا إلى رموز الدولة. وتكهن فلاحي عدة أن تكون هناك خرجات أخرى لا تحمد عقباها من قبل روتاري غليزان وسيسيئون أكثر لشخصيات أخرى ربما حسبه الأمير عبد القادر أو أحد الشهداء إن لم تتدخل الجهات الوصية في الوقت المناسب.
وقفة احتجاجية ضد الروتاري بغليزان نظم العديد من أبناء مدينة غليزان من شباب ومجتمع مدني ووجوه سياسية معروفة، مساء الأحد، وقفة احتجاجية سلمية دعا إليها المكتب الولائي لحركة مجتمع السلم أمام مقرها بحي الديانسي، تعبيرا منهم على غضبهم لما بدر من نادي روتاري الحرية غليزان من تطبيع مع الصهاينة وإساءة واضحة للشيخ العلامة عبدالحميد ابن باديس معتبرين ذلك تطاولا واضحا على الهوية الوطنية ورموز الدولة وموقف الجزائر من القضية الفلسطينية. وقد تدفق العشرات من الغاضبين أمام مقر حركة حمس استجابة لنداء الوقفة التي جاءت كرد مباشر لنشاط الروتاري بالولاية مستنكرين طعن موقف الجزائر من القضية الفلسطينية من خلال نعي الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مطالبين السلطات بالتدخل لوقف مثل هذه التصرفات الشاذة التي تسيء إلى الجزائر ومعاقبة المتورطين الذي أساؤوا للأب الروحي للنهضة العلمية بالجزائر. جمعية العلماء المسلمين تطالب بوقف نشاط الروتاري دفعت الخطوة الجريئة التي قام بها أعضاء مكتب الروتاري الحرية بغليزان من تطبيع واضح مع الكيان الصهيوني والإساءة للشيخ ابن باديس رحمة الله عليه، المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين إلى إصدار بيان شديد اللهجة طالبت فيه بالتدخل الفوري للجيهات المسؤولة لوقف نشاط النادي روتاري المختبئ تحت غطاء الأعمال الإنسانية و الخيرية، عقب الاستفزاز الصارخ لهذا النادي الماسوني بدءا من إصداره لبيان ترحم على رئيس الكيان الصهيوني "شمعون بيريز "، المجرم قاتل الفلسطينيين واللبنانيين، ووصفه للعلامة ابن باديس بالفاشل في إرساء مبادئ السلام. وفي ذات السياق، طالب المكتب الولائي للجمعية عبر البيان نفسه بمقاطعة هذا النادي والتصدي له، ومقاطعة كل من انضم من شباب الولاية تحت لوائه ورايته، وكل من يساهم في الترويج لشعاره، أو المشاركة في أنشطته المشبوهة.