يبدو أن المدرب سعدي أصبح يُحقق الإجماع داخل بيت إتحاد العاصمة عقب النتائج الإيجابية التي بات يحققها في الآونة الأخيرة، وهو الذي وجد الحلول اللازمة للإرتقاء أكثر في جدول الترتيب، رغم الغيابات العديدة في التعداد بسبب الإصابات، بالإضافة إلى المشاكل المادية التي لا تعد ولا تحصى... وفي هذا الظرف بالذات أكد لنا عدد لا بأس به من أنصار إتحاد العاصمة أنهم يقفون وقفة رجل واحد إلى جانب مدرب فريقهم نور الدين سعدي الذي وجد معالمه أخيرا، وهو الذي أشرف على الفريق منذ الجولة الرابعة عندما واجه شبيبة بجاية في ملعب بولوغين وتمكن من تحقيق فوز تنفس به الفريق الصعداء بعد البداية المخيّبة تحت إشراف المدرب السابق كمال مواسة بثلاث هزائم من ثلاث مباريات. أشادوا بالعمل الكبير الذي يقوم به وقد أكّد لنا الأنصار الذين التقينا بهم في عديد المناسبات سواء في الملعب أو خلال مختلف الحصص التدريبية بأنهم معجبون كثيرا بالعمل الذي يقوم به سعدي، وأشادوا بذلك كثيرا لأنهم يدركون جيدا أن عقلية اللاعب الجزائري ليست إطلاقا سهلة وليس الحل دائما في المدرب الأجنبي، خاصة لمّا طرحت بعض الأسماء في الأشهر السابقة للإشراف على العارضة الفنية لأصحاب الزي الأحمر قبل نهاية هذا الموسم أو في الصائفة القادمة كأقصى تقدير على غرار المدرب الفرنسي آلان ميشال الذي سبق لرئيس الفريق أن التقى به وتحدث معه في هذا الجانب، ولكن حسب آخر الأصداء التي وصلتنا فإن سعدي سيبقى بنسبة كبيرة على رأس العارضة الفنية لفريق سوسطارة الموسم المقبل. الإتحاد في الطريق الصحيح رغم الأزمة المالية وما لا يختلف عليه اثنان هو أن الفريق يسير في الطريق الصحيح خاصة منذ انطلاق مرحلة العودة فبغض النظر عن الإقصاء في الدور ثمن النهائي من كأس الجمهورية فإن نتائج الفريق تعتبر مرضية إلى أبعد الحدود، وبإلقاء نظرة طفيفة في جدول الترتيب فإننا نجد أن أصحاب الزي الأحمر والأسود يحتلون مرتبة مريحة في الرواق السادس وعلى بعد أربع نقاط عن صاحب المرتبة الرابعة وبخمس نقاط عن الثالث، وقبل 5 جولات عن انتهاء الموسم الحالي فإن كل شيء سيكون ممكنا في حال واصل أشبال سعدي على هذا النسق التصاعدي، بالإضافة إلى أن الرزنامة تخدم كثيرا مصالح رفاق المتألق حميدي بحكم أنهم يستقبلون في 3 مناسبات ويتنقلون في مرتين فقط الى تيزي وزو لمواجهة شبيبة القبائل في الجولة القادمة، وإلى وهران لمواجهة المولودية المحلية في الجولة الأخيرة، دون أن ننسى أن سعدي تمكن من تحفيز لاعبيه بطرق خاصة على الرغم من الأزمة المالية الخانقة وعدم وجود تحفيزات من هذا الجانب. إحتوى الأزمة في أوجّها يشهد كل المقرّبين من بيت إتحاد العاصمة بأن المدرب سعدي قد احتوى الأزمة في أوجّها وتحمّل كامل مسؤولياته خاصة بعد الإخفاق في الكأس والهزيمة المذلة أمام الجار مولودية الجزائر بثلاثية نظيفة، وما يؤكد أنه مدرب مسؤول فإن سعدي راح يدافع عن لاعبيه بعد الانتقادات اللاذعة التي وجّهت إليهم وحاول قدر المستطاع التخفيف من الضغط عنهم لأنه من الصعب تقبّل الخروج من تلك المنافسة مبكرا والإدارة وضعت الذهاب إلى النهائي هدفا رئيسيا، وما تنقل الرئيس عليق الى أم البواقي لمتابعة اللقاء إلا دليل على ذلك، خاصة أنه لم يتنقل مع الفريق إلى خارج الديار منذ أكثر من ثلاثة مواسم. إقالته كانت ستكون أكبر خطأ ارتكبت إدارة إتحاد العاصمة خطأ فادحا بعد الهزيمة في مباراة الداربي أمام مولودية الجزائر في إطار البطولة بعدما أقالت المدرب سعدي ولكنها تداركت خطأها في أسرع وقت ممكن، ففي الصبيحة الموالية تمت إعادة هذا المدرب إلى منصبه دون افتعال أي مشاكل وبالتراضي، وهذا بعدما تيّقنت الإدارة من أن الخطأ لا يكمن في سعدي بحد ذاته بل من نواحي أخرى، وهو ما أكدته الأيام الأخيرة بحيث تمكن مدرب إتحاد العاصمة من تحقيق نتائج باهرة أثارت الانتباه، وعليه فإن هذا الأمر إن دلّ على شيء فإنما يدل على حنكته في التدريب وتسيير مثل هذه الوضعيات الصعبة مع مختلف اللاعبين من أصحاب الخبرة الى العناصر الشابة. تمكّن من الفوز على عنابة، سطيفوالشلف على التوالي وبالعودة قليلا إلى الوراء فإننا نجد بأن المدرب سعدي تمكن من الإطاحة بفرق لا يستهان بها إطلاقا، وتمكن في مرحلة الذهاب من استرجاع هيبة الإتحاد في بولوغين بعدما فقدها في أوقات خلت، وصار يحقق انتصارات عريضة بالنتيجة والأداء، فبغض النظر عن التعثر أمام جمعية الخروب لأسباب لم يفهمها حتى المدرب في حد ذاته فإن سعدي تمكن من الإطاحة بنائب بطل كأس الجمهورية شباب باتنة بسداسية نظيفة، وبعدها الفوز على حامل اللقب وفاق سطيف بهدفين نظيفين دون أن ننسى الفوز المحقق على إتحاد عنابة الذي يلعب هو الآخر على احتلال مرتبة ضمن الخمسة الأوائل للمشاركة في منافسة خارجية الموسم المقبل، ونفس الشيء فيما يتعلّق بآخر ضحية ويتعلّق الأمر بجمعية الشلف الذي تلقى مرماه خمسة أهداف كاملة ثلاثة فقط من الهدّاف حميدي الذي منحه سعدي الثقة الكافية حتى يتحرر من كل الضغوط التي كان يعاني منها في بداية الموسم. حصوله على المرتبة الرابعة سيُجبر الإدارة على إبقائه صحيح أن إدارة إتحاد العاصمة تفكّر جديا في إبقاء المدرب سعدي على رأس العارضة الفنية للموسم المقبل وعدم جلب مدرب أجنبي مثلما تداول من قبل، ولكن في حال تمكّن سعدي من المواصلة على هذا النحو وتحقيق نتائج إيجابية أخرى التي من شأنها أن تسمح له الظفر بالمرتبة الرابعة المؤهلة للعب منافسة خارجية الموسم المقبل فإن الإدارة ستكون مجبرة على إقناع “كابيلو” بالبقاء ولو لموسم آخر خاصة أنه تمكن من إيجاد أخيرا التشكيلة المثالية التي صارت تحقق انتصارات بالنتيجة والأداء وأحدث كذلك التوازن بين اللاعبين القدامى والجدد بالإضافة إلى ترقيته لعدد لا بأس به من لاعبي الأواسط الذين برزوا بشكل ملفت للانتباه على غرار مهدي بن علجية، طاتام إسلام، بن محمد ومكلوش. عودة “سعدي كابيلو” إلى بولوغين تؤكّد ما وقفنا عليه في المباراة الأخيرة لأصحاب الزي الأحمر والأسود أمام نظرائهم من جمعية الشلف أن المسامعية هتفوا مطوّلا باسم مدربهم سعدي وهو الذي يلقبونه ب”كابيلو” بحيث افتقدنا هذه الهتافات لفترة طويلة ما يعني أن الأنصار هم كذلك تأكّدوا من أن هذا المدرب يقوم بعمل كبير وتحدى كل الصعاب الموجودة داخل البيت العاصمي هذا الموسم وهو الذي أكد لنا هذا الكلام في مختلف تصريحاته، بحيث وجد الفريق مغايرا تماما لذلك الذي تركه في مواسم خلت أين كان فريق سوسطارة يحصد الألقاب تلو الأخرى تحت إشراف سعدي كذلك. ----------------------------------------------- مباراة القبائل هذا الخميس برمجت الرابطة الوطنية لكرة القدم مباريات الجولة القادمة من بطولة هذا الموسم هذا الخميس، وعليه فإن إتحاد العاصمة سيتنقل إلى تيزي وزو لمواجهة شبيبة القبائل في إطار الجولة ال 30، وهو اللقاء الذي سينطلق على الرابعة زوالا في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، خاصة أن أشبال سعدي يعوّلون كثيرا على مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية المحقّقة مؤخرا واستغلال الإرهاق الذي يعاني منه أبناء القبائل بعد سفريتهم الشاقة إلى أنغولا هذا الأسبوع.