كان البرتغالي الشهير لويس فيڤو من بين الأبطال الذين توجوا بلقب "ڤولدن فوت" مع الجزائري رابح ماجر في إمارة موناكو.. "لم أشاهد المنتخب الجزائري في المونديال" وكانت الفرصة مواتية ليجري معه مبعوث "الهداف" هذا الحوار الذي أكد فيه أن صاحب الهدف بالعقب في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية 1987 يحظى بشعبية واسعة في البرتغال حيث مازال الجمهور الرياضي يذكر الخدمات الكبيرة التي قدمها لبورتو، كما تطرق النجم السابق للبارصا، ريال مدريد والإنتير إلى مهامه في الوقت الراهن مع النادي الإيطالي ونقاط أخرى. هنيئا لك بلقب "ڤولدن فوت" وماذا يعني لك خاصة أنّ مشوارك الرياضي حافل بالألقاب؟ أنا سعيد وفخور بكل لقب أحرزه لأنه ثمرة جهدي ويعني أيضا أنني أديت عملي على أحسن وجه وهذا اللقب الذي شرّفتني به مؤسسة "ڤولدن فوت" له قيمة مميزة لأنه لا يخص موسما معينا أو منافسة مهما كانت أهميتها وإنما مشواري الرياضي كله لذلك له نكهة خاصة، وأنا سعيد أيضا بأن يدرج اسمي إلى جانب عمالقة الكرة مثل مارادونا، بلاتيني، زيدان، بيكنباور وغيرهم. شاءت الصدف أن يحرز رابح ماجر اللقب معك في الحفل نفسه، ما هو تعليقك؟ رابح ماجر جدير بهذا التتويج بالنظر إلى مشواره الممتاز مع بورتو ومع المنتخب الجزائري وأعتقد أنّ الجمهور الرياضي في البرتغال مازال يذكر جيدا الخدمات الكبيرة التي قدمها لبورتو وعلى وجه الخصوص جهده المميز في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية حين سجل هدفه الرائع بالعقب وأصبحت تلك المباراة تاريخية بالنسبة للكرة البرتغالية بعدما أضاف خواري الهدف الثاني وجاءت نهايتها السعيدة بفوز بورتو باللقب الأوروبي، والخدمات التي قدمها رابح ماجر لبورتو لا تنحصر في هذا الهدف الجميل فقط وإنما هناك أيضا مساهمته في تتويج فريقه بعدة ألقاب، لذلك فإنه من الطبيعي أنه مازال إلى اليوم يحظى بشعبية واسعة في البرتغال. هل شاهدت المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم، وما رأيك في مردوده؟ في نهائيات كأس العالم كان تركيزي على المنتخب البرتغالي، لذلك لم أشاهد المنتخب الجزائري. وبخصوص المنتخب الجزائري ما يمكنني قوله إن تأهله إلى المونديال يعني أنه في تطوّر لأنه ليس من السهل اقتطاع تأشيرة المشاركة في النهائيات، بدليل أن حتى المنتخبات الكبيرة تواجه أحيانا صعوبات كبيرة. لماذا فضّلت البقاء في الإنتير بعد الاعتزال؟ لقد كانت فترة احترافي مع الإنتير هامة ومفيدة خاصة أنها كانت المحطة الأخيرة في مشواري الاحترافي أحرزت خلالها عدة ألقاب. لذلك حين عرض عليّ مسؤولو النادي الانضمام إلى الطاقم المسير لم أتردد لحظة واحدة في القبول، وأنا سعيد بالمهام الموكلة إليّ من بينها تشجيع وتحفيز الفئات الصغرى في النادي وكذلك في المدارس التابعة للنادي في إطار مشروع "إنتير كامبوس" الذي يهدف إلى فتح مراكز ليس في إيطاليا فقط وإنما في مختلف أنحاء العالم. ويشاركني في هذه المهمة صديقي وزميلي السابق الحارس تولدو. يبدو أنك تهوى العمل مع الفئات الصغرى؟ يسعدني كثيرا أن آخذ بيد من هم في بداية الطريق نحو الاحتراف ومساعدتهم في قطع الخطوات الأولى، وانطلاقا من تجربتي فإنني أدرك تمام الإدراك كم هي هامة تلك الخطوات التي قد تكون المنعرج الحاسم في مشوار الطفل وبعد ذلك في حياته ككل. فأنا مازلت إلى اليوم أذكر جيدا كل من ساعدني وشجعني ونصحني حين كنت صغيرا. هل يعني هذا أنكم تستعدون لخوض تجربة مدرب؟ أنا مسيّر فقط في الوقت الراهن وأسعى لأقوم بمهمتي كما ينبغي ولم أتخذ أي قرار بشأن دخول عالم التدريب، أنا واع بأنّ مهمة المدرب ليست سهلة بالمرة بل هي صعبة وشاقة لذلك يجب التحضير لها والاستعداد الكامل قبل تحمّلها، لأنني تعلمت ألا أستبعد أي احتمال في الرياضة. لا أستبعد أن أصبح مدربا في السنوات المقبلة لكني الآن مسير وأجد متعة كبيرة في القيام بالمهام الموكلة إليّ. رابح ماجر يخوض التجربة منذ فترة طويلة. أعرف ذلك وقد سمعته يتحدث عن تجربته في الندوة الصحفية المشتركة، أعتقد أن كل من احترف على أعلى مستوى ولفترة طويلة ليس سهلا عليه أن ينسحب من عالم كرة القدم. بعض المحللين لم يستبعدوا عودتك إلى الملاعب بعد اعتزالك وذلك لاعتقادهم أنه كان بإمكانك مواصلة اللعب. قرار الاعتزال لم أتسرّع في اتخاذه وإنما جاء بعد تفكير عميق، لذلك لم يخطر ببالي أبدا التراجع عنه. أذكر أنني تلقيت عروضا كثيرة حين أعلنت اعتزالي لكنني لم أغيّر رأيي في الموضوع، خاصة أنني مرتاح جدا للمهام التي أسندها إليّ مسؤولو الإنتير. وماذا يعني لك لقب "سفير الإنتير"؟ سفير الإنتير ليس لقبا فقط وإنما هي مهمة أخرى أتكفل ، وأنا فخور بتمثيل ناد كبير في حجم الإنتير في المحافل الدولية وفي مختلف أنحاء العالم. صحيح أن ذلك يتطلب السفر كثيرا لكن هي فرصة مناسبة لاكتشاف ثقافات وعادات الشعوب وهو ما يعني أنني أثري معلوماتي وثقافتي. مواطنك كريستيانو رونالدو كان مرشحا لأن يكون خليفتك في المنتخب البرتغالي، فهل ترى أنه نجح في هذه المهمة؟ ما أود قوله أن كريستيانو رونالدو يقوم بدوره كما ينبغي مع المنتخب البرتغالي وهو لاعب كبير، ولا توجد أي ضرورة للمقارنة. فكل لاعب له مميزاته وخصوصياته. لكن يرى بعض المحللين أنّ مردوده أفضل حين يلعب مع ريال مدريد. هذا رأيهم وأنا أرى غير ذلك. لكن ما لا يختلف عليه اثنان أنّ كريستيانو رونالدو لاعب موهوب وصاحب إمكانات كبيرة. الإنتير يواجه صعوبات كبيرة منذ انطلاق الموسم على عكس ما كان عليه الحال في السنوات الماضية، لماذا حسب رأيك؟ بغض النظر عن الأسباب التي قد لا يكون عليها إجماع النقاد فأنا واثق من أنّ الإنتير سيعود بقوة في كل المنافسات ولديه متسع من الوقت كي يتدارك كل ما فاته، خاصة أنّ الموسم مازال طويلا. ما هو أفضل لقب أو الأعز بالنسبة إليك في مشوارك الاحترافي؟ أفخر وأعتز بكل الألقاب التي فزت بها وذلك لأنها جاءت ثمرة جهودي مع الفرق التي لعبت لها ولم تأتني هبة من أحد وقد أحرزتها في مختلف المراحل من مشواري الرياضي، لكن إذا كان لابد من ذكر لقب على وجه الخصوص فأقول إنها "الكرة الذهبية" التي أحرزتها عام 2000 وعام بعد ذلك توجت بلقب أفضل لاعب من قبل الاتحادية الدولية لكرة القدم. والآن بعد أكثر من سنتين من الاعتزال كيف تذكر انتقالك من برشلونة إلى غريمه ريال مدريد؟ انتقالي من البارصا يعتبر من ضمن المحطات الهامة والبارزة في مشواري الرياضي، فضلا عن أنّ قيمة العقد كانت رقما قياسا في سوق انتقال اللاعبين، وقد كان انضمامي إلى الريال ناجحا حيث أثريت معه سجلي الذهبي بعدة ألقاب. من هو أفضل لاعب في تاريخ الكرة البرتغالية، حسب رأيك؟ بلا أدنى تردّد إنه أوزيبيو الذي حقق نتائج رائعة مع المنتخب وقاد بنفيكا إلى التتويج بألقاب كثيرة في المنافسات البرتغالية والأوروبية.