توقفت أمس مسيرة إتحاد الحراش في حصد النتائج الإيجابية المتتالية، حيث تكبدت أول أمس هزيمة قاسية لها أمام وداد تلمسان على أرضية العقيد لطفي بنتيجة هدفين مقابل صفر من إمضاء المهاجم غزالي. الحراش لم تظهر ما يستحق الثناء عليه في مقابلة ميزها اللعب العشوائي وغابت عنها العروض الكروية الشيقة، لا سيما في المرحلة الأولى التي ضيع فيها مهاجمو “الصفراء” أهدافا محققة كانت كفيلة بأن تجعلهم يعودون غانمين بالنقاط الثلاث من عاصمة “الزيانيين”، وهو ما جعل أبناء المدرب بوعلي يستغلون الهفوات الحراشية بعدما كسبوا الثقة في النفس وترجموا فرصتين من الفرص التي أتيحت لهم إلى هدفين ليلحقوا هزيمة بالحراش متداركين في الوقت نفسه الهزيمة الثقيلة التي تعرضوا أمام إتحاد عنابة في الجولة ما قبل الفارطة. حنيتسار ضيّع القاضية في الشوط الأول كادت الحراش أن تحسم الأمور لصالحها خلال المرحلة الأولى وتنهي المباراة قبل أوانها لو استغل أبناء المدرب شارف العدد الكبير من الفرص التي أتيحت لهم، على غرار هداف البطولة سفيان حنيتسار الذي ضيّع لوحده عدة فرص سانحة للتسجيل، خاصة أنه كان يجد نفسه وجها لوجه أمام الحارس التلمساني زميلي لكنه يضيع بسبب نقص التركيز وغياب الفعالية. وعليه يمكن القول إن حنيتسار كان بطل الكرات الضائعة بعد حرمان فريقه من أهداف محققة، الأمر الذي أثر كثيرا في معنويات زملائه. الاعتماد على الهجمات المعاكسة لم يُثمر بعدما كانت الحراش هي التي تصنع اللعب في الشوط الأول ونقلها الخطورة إلى منطقة تلمسان انعكست الأمور في المرحلة الثانية وأصبحت السيطرة تلمسانية، حيث ركن زملاء الحارس بوطريڤ للوراء حفاظا على النتيجة مع الاعتماد على الهجمات المعاكسة الخاطفة لكن هذه الخطة التي اعتمدها المدرب شارف لم تُثمر، خاصة أن أشباله باتوا يتحمّلون عبء المباراة تاركين السيطرة كلها لأصحاب الأرض الذين استغلوا عودة الحراش للدفاع لتتلقى مرماهم هدفين بواسطة المهاجم الخطير غزالي. القاطرة الأمامية توقفت بغياب جابو يدرك متتبعو الحراش أن لصانع الألعاب جابو دور فعّال في الفريق الحراشي ودونه تتوقف القاطرة الأمامية، فكلما يغيب عن التشكيلة الأساسية يصبح الخط الأمامي مشلولا ويعجز المهاجمون عن الوصول إلى مرمى المنافس، وهو ما تأكد في لقاء أول أمس أمام وداد تلمسان الذي غاب عنه ابن سطيف بسبب إصابته على مستوى الرجل في لقاء الجولة ما قبل الفارطة أمام أهلي البرج، ما جعل مدافعي تلمسان يلعبون بارتياح تام خاصة في المرحلة الثانية التي لم نسجل فيها فرصا تستحق الذكر ما عدا رأسية حنيتسار التي ضيعها في الوقت بدل الضائع بعد فتحة من بوعلام. خروج بوطريق أخلط الحسابات ومن بين الأمور التي لم تصب في مصلحة الحراش وأتعبت الطاقم الفني خلال مباراة تلمسان هي تعرض الحارس الأساسي بوطريڤ لإصابة في ربع الساعة الأخير من المرحلة الثانية اثر اصطدامه مع زميله بن عبد الرحمان أثناء محاولته لإبعاد الخطر، حيث لم يكمل المواجهة ونقل على جناح السرعة إلى مستشفى تلمسان، وهو ما أخلط حسابات المدرب شارف الذي لم يكن ينتظر خروج بوطريڤ في وقت كان يسعى لتدعيم القاطرة الأمامية بمهاجم آخر أملا في عودة فريقه في النتيجة. دوخة لم يحالفه الحظ عرف لقاء تلمسان أول دخول للحارس الجديد دوخة القادم من “سيتوبال” البرتغالي خلال فترة التحويلات الشتوية الفارطة، ولم تكن مشاركته مع فريقه الجديد إتحاد الحراش موفقة ف بعد ست دقائق من دخوله مكان زميله المصاب بوطريڤ تلقت مرماه هدفا ثانيا بواسطة المهاجم غزالي بالعقب بعد خطأ في المراقبة. ومع ذلك فإن إشراك دوخة ولو لدقائق سيكون مفيدا له في الجولات القادمة التي يجب أن يبرهن فيها عن إمكاناته الفنية والبدنية ليحظى بثقة شارف وينال مكانة في التشكيلة الأساسية. بوشمال ترك فراغا في الجهة اليسرى إلى جانب إصابة جابو وخروج بوطريڤ الاضطراري، فإن غياب المدافع الأيسر بوشمال عن التشكيلة الأساسية بسبب إصابة في الظهر جعل المنطقة الدفاعية تعاني الهشاشة خاصة على مستوى الرواق الأيسر الذي كان لاعبو تلمسان يركزون في لعبهم على تلك الجهة باعتمادهم على الفتحات والتمريرات العرضية التي شكّلت خطرا على دفاع الحراش وهو ما جعله يتلقى هدفين في ظرف وجيز، وبالتالي فما على المدرب شارف إلا أن يراجع حساباته في المباراة المحلية القادمة أمام نصر حسين داي. الفوز ضروري أمام النصرية بعد الهزيمة غير المنتظرة في تلمسان ليس أمام عيساوي وزملائه أي خيار آخر غير الفوز عندما يستقبلون على ملعب أول نوفمبر نصر حسين داي الفريق الذي أضحى قاب قوسين أو أدنى من مغادرة بطولة القسم الوطني الأول بعدما ضيّع أول أمس فرصة استقباله “الجراد الأصفر” الذي فرض عليه التعادل. وأمام هذه الوضعية وحتى وإن كانت النصرية في أوج عطائها، فإن فوز الحراش في هذه المقابلة بات ضروريا لأن “الصفراء” بحاجة إلى نقاطها أكثر من أي وقت مضى حتى لا تترك أصحاب المقدمة يعمّقون الفارق.