عكس الموسم الفارط حين كان بفضل تألقه الواضح مع ناديه “كافالا” آنذاك يصنع الحدث في وسائل الإعلام اليونانية، فإن الأمور تغيرت هذا الموسم مع انضمامه إلى “أولمبياكوس” حيث تحول ثناء الصحافة إلى انتقاد خاصة أن الدولي الجزائري جمال عبدون تراجع أداؤه بشكل كبير بعد أن غابت عنه الفعالية والتمريرات السحرية التي جعلته واحدا من أفضل لاعبي “سوبير ليغ” الموسم الفارط. ولم يترك تراجع أداء عبدون مدربه “فالفيردي” مكتوف اليدين بعد أن بدأ هذا الأخير يفكر في تسريحه أو إعارته إلى ناد أخر انطلاقا من “الميركاتو” الشتوي إذا لم ينفض اللاعب الغبار عن نفسه ويحسن من مستواه إلى ذلك الوقت. “فالفيردي” كان يتوقع منه الكثير وصدم من مستواه وكان “آرنيستو فالفيردي” مدرب “أولمبياكوس” أكبر متحمس من أجل ضم عبدون إلى ناديه في “الميركاتو” الصيفي الأخير، وقد مارس ضغطا رهيبا على إدارة النادي من أجل التوصل إلى اتفاق مع لاعب “كافالا” السابق، وهو ما حدث في اليوم الأخير من التحويلات الصيفية، غير أنه حسب موقع “سانترا غول” صدم من مستوى اللاعب وهو ما أكده لمقربيه، حيث بدا بعيدا جدا عن تطلعاته وانتظاراته وهو الذي كان يتوقع منه الكثير حين تم استقدامه في بداية الموسم. لم يعد يثق فيه وأصبح خارج حساباته تقريبا تماما وإذا كانت أمور عبدون سارت في الطريق الإيجابي مع بداية الموسم حين كان يحظى بثقة مدربه بدليل أنه أشركه في أول لقاء لعبه “أولمبياكوس” هذا الموسم أساسيا أمام “مارسيليا” في دوري أبطال أوروبا (شارك المرة الوحيدة طيلة التسعين دقيقة)، فإنه تدريجيا بدأت ثقته في اللاعب تتزعزع حيث أنه أصبح احتياطيا بدليل أنه لعب 5 دقائق فقط في اللقاء الأخير أمام “باناتينايكوس” وقبلها غاب تماما عن لقاء “آريس سالونيكا” الذي تابع كامل مجرياته من مقعد الاحتياط. عبدون الذي فقد ثقة مدربه تغيب منذ بداية الموسم عن لقاءين وشارك في 4 لقاءات احتياطيا من مجموع 10 لقاءات خاضها منذ بداية الموسم في مجموع 435 دقيقة. سيمهله حتى “الميركاتو” قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنه وحسب بموقع “سانترا غول” اليوناني فإن المدرب “فالفيردي” قرر منح عبدون مهلة من أجل السماح له بتحسين أدائه وإقناعه بمستواه من هنا إلى غاية فتح سوق التحويلات الشتوية يوم الفاتح جانفي المقبل، فإذا بقيت وضعية اللاعب تراوح مكانها الحالي، فإنه سيتم دراسة إمكانية تسريحه من خلال وضعه في قائمة اللاعبين المعروضين للبيع أو إعارته كحل ثان إذا لم يتمكن أي نادي من شراء عقده والاتفاق مع اللاعب بشأن راتبه السنوي. وفي انتظار الوصول إلى هذه المرحلة تبقى رغبة “فالفيردي” هي انتفاضة عبدون في الأيام القادمة وتأكيد أحقيته بالتواجد ضمن صفوف بطل دوري “سوبير ليغ” الموسم الفارط. إصابة “ماكون” آخر فرصة أمام عبدون لإقناع مدربه ويبدو عبدون محظوظا خاصة أن فرصة اللعب مجددا في التشكيلة الأساسية لناديه جاءته بعد تأكد غياب الدولي الكامروني “جون دو ماكون” لمدة شهرين بعد إصابته في “الداربي” أمام “بناتينايكوس” مساء السبت الفارط، وينتظر أن يكون عبدون من ليلة الغد أساسيا حين سيواجه ناديه “أولمبيك مارسيليا” وستكون الفرصة أمامه لإقناع مدربه بمستواه وبأحقيته بالبقاء في النادي على الأقل إلى نهاية الموسم كل هذا طبعا مع البحث عن فرصة ضمان مكانة أساسية دائمة في التشكيلة، وهو الأمر الذي لم يحققه حتى الآن منذ بداية الموسم. “حليلوزيتش” ربما لم يخطئ لما أكد أنه لاعب عادي جدا الوضعية الحالية التي يعيشها عبدون تعيدنا إلى قرابة الشهر من الآن حين شنت مختلف وسائل الإعلام الوطنية حملة من الانتقادات تجاه الناخب الوطني “حليلوزيتش” بعد عدم استدعائه ل عبدون إلى التربص الذي سبق مبارتي تونس والكامرون (لقاء الكامرون لم يجر)، وكان الناخب الوطني صريحا في تبرير قراره لما أوضح أن لاعب “أولمبياكوس” هو ليس أفضل من زياني، بودبوز، قادير وفغولي وكان قد فاجأ الجميع لما أكد أنه لاعب عادي جدا في تصريحات تجعلنا نتساءل الآن هل كان محقا بكلامه ذلك خاصة أن اللاعب أصبح احتياطيا في فريقه؟.