نجح أولمبي المدية في العودة إلى عهد الانتصارات بعد فوزه الأخير أمام رائد القبة بهدف يتيم أمضاه القائد صحراوي، وهذا في مباراة سجلنا خلالها نوعا من التحرر في أداء اللاعبين بالرغم من أنهم عاشوا ضغطا رهيبا طيلة الأسبوع بعد انهزامهم الماضي في باتنة أمام المولودية المحلية، وسمح هذا الفوز للمدية بالارتقاء في سلم الترتيب وتدعيم رصيدها بثلاث نقاط ثمينة مع المساهمة في تقهقر الفريق القبي للمركز العاشر، وما يمكن قوله في هذا الصدد إن أبناء التيطري نجحوا في تحقيق فوز معنوي بالدرجة الأولى بعد الظروف الصعبة التي مروا بها في الآونة الأخيرة وحافظوا على هيبة ملعب إمام إلياس. الأولمبي كان الأحسن تكتيكيا والنقطة التي يجب الإشارة إليها، أن تشكيلة أولمبي المدية أصبحت ناضجة تكتيكيا حيث أن كل واحد من اللاعبين يقوم بدوره على أرضية الميدان وفق النصائح المقدمة له، وهو ما تجسد في هذا اللقاء حيث كانت عناصر أولمبي المدية أحسن تكتيكيا من لاعبي رائد القبة الذين وجدوا أمامهم فريقا منظما خاصة في المرحلة الثانية من اللقاء، كما أن الأمر الإيجابي المسجل في مباراة القبة أيضا هو الحرارة التي لعب بها رفقاء بوتناف خاصة في الشوط الثاني بسبب إدراكهم بأن هذه المباراة مصيرية في تحديد مستقبلهم ومركزهم عند نهاية البطولة، حيث لم نسجل التراخي الذي ظهر عليهم في المباريات الأخيرة بل أبدوا رغبة قوية في الفوز وهو ما سمح لهم في الأخير بإبقاء النقاط الثلاث بميدانهم. شوط أول دون المستوى وأداء بطولي في المرحلة الثانية وبخصوص مجريات المواجهة، فإن أولمبي المدية لم يدخل بكيفية جيدة في المرحلة الأولى بسبب الضغط الشديد الذي كان مفروضا على اللاعبين خوفا من التعثر، وهو الأمر الذي جعلهم يدخلون المواجهة بشيء من التسرع والارتباك، ما تسبب في تضييع عدة كرات سهلة، وعكس المرحلة الأولى فإن لاعبي الأولمبي قدموا أداء بطوليا في المرحلة الثانية امتزجت فيه الحرارة والإرادة والاستماتة وهدوء الأعصاب، وهو ما سمح لهم بفرض سيطرتهم على زملاء إيلول وتسجيل هدف الفوز عن طريق القائد صحراوي وهو الهدف الذي جاء في الوقت المناسب وسمح لعناصر الأولمبي بتسيير بقية المواجهة براحة. إرادة اللاعبين صنعت الفارق وإصرار على مكافأة الأنصار ولا يختلف اثنان على أن الأمر الذي صنع الفارق على أرضية ميدان إمام إلياس بالمدية، يبقى الإرادة الكبيرة والرغبة في الفوز التي ظهرت على لاعبي "التيطري" خاصة في الشوط الثاني، حيث كانوا يريدون الفوز بهذه المباراة القوية بأي ثمن، وزادتهم تحضيرات الأنصار منذ بداية الأسبوع وحضورهم القوي في كل مباريات المدية وحتى خارجها إرادة وعزيمة ورغبة من أجل إهدائهم الفوز، وكان ذلك أداء ونتيجة، لدرجة أنه وأمام الأداء الجيّد لجميع العناصر لا يمكن أن تؤكد أن أحدا كان أفضل من الآخر في الميدان. مقران، بودماغ ومسعودي قدّموا أداء رائعا أحسن اللاعبين من جانب المدية في مباراة القبة كانوا من دون شك المدافع المحوري مقران والظهير الأيمن بودماغ فارس وأيضا المهاجم مسعودي، حيث أدى اللاعب السابق لوفاق سطيف وشباب بلوزداد بودماغ مباراة رائعة وقام بدوره كما ينبغي في الدفاع بصده أغلب هجمات مهاجمي القبة، كما ساهم بشكل كبير في الهجمات على الرواق الأيمن وهو كذلك الحال بالنسبة لمقران اللاعب السابق لأهلي البرج واتحاد عنابة الذي أكد في كل مرة مستواه الكبير وحنكته في الدفاع، أما بالنسبة للاعب مسعودي فقد أكد أن باستطاعته اللعب مع الأكابر عاديا رغم أنه مازال في صنف الآمال واستطاع بفضل تحركاته المستمرة طوال المباراة واختراقاته السريعة أن يقلق دفاع القبة الذي قاده اللاعب السابق للأولمبي خليدي وكان مسعودي صاحب لقطة الهدف التي سجل فيها صحراوي. هدّان يثني على أداء لاعبيه أثنى المدرب مصطفى هدّان كثيرا على أداء لاعبيه خلال هذه المباراة، وأكد أن عناصره أدت ما عليها في المستطيل الأخضر خاصة في الشوط الثاني وكان باستطاعتها قتل اللقاء لولا أنانية بعض اللاعبين، ورغم أن رائد القبة لعب بأربعة مهاجمين في الشوط الثاني وحاول تسجيل هدف التعادل، إلا أن عناصر المدية اجتهدت ولم تيأس حيث تمكنت من صد أغلب محاولات القبة ولم تترك المجال لهم وحصد ثلاث نقاط ثمينة في هذا اللقاء. هدان: "إرادة اللاعبين صنعت الفارق وأتمنى التوفيق لزميلي بوفنارة" وقد أكد مصطفى هدّان أن إرادة لاعبيه صنعت الفارق خلال هذه المواجهة، حيث قال: "شاهدنا فريقا يريد أن يضحي من أجل الفوز ولعب بعزيمة قوية طيلة أطوار المباراة، خاصة أن فريق القبة لعب جيدا وخلق لنا عدة مشاكل، وهذا يعود لمدربهم بوفنارة الذي أشكره بهذه المناسبة على العمل الكبير الذي يقوم به مع رائد القبة وأتمنى له التوفيق". "تيفو" على الطريقة الهولندية و"الفيميجان" على الطريقة الإيطالية لا ينكر كل من حضر مباراة القبة أن الفوز الكبير المحقق أول أمس بهدف مقابل صفر جاء بفضل أنصار المدية الذين غزوا ملعب إمام إلياس في ساعات مبكرة من أجل تزيين الملعب بالأعلام الكبيرة تحضيرا للمفاجأة التي حضرها كل من تنقل لمتابعة المباراة، حيث انقسم أنصار الفريق إلى قسمين وصنعوا لوحات فنية رائعة من خلال تزيين المدرجات ب "تيفو" رائع على الطريقة الهولندية فيما يخص الألوان التي كانت ممزوجة بين الأزرق، الأبيض والبرتقالي وإشعال "الفيميجان" على سياج المدرجات على الطريقة الإيطالية. أنصار حاصروا تشيكو وطالبوه بالعودة قامت مجموعة كبيرة من أنصار الأولمبي عند نهاية مباراة فريقهم أول أمس أمام رائد القبة بمحاصرة المهاجم تشيكو عبد العزيز عند مخرج الملعب حين كان متجها لحافلة فريقه، حيث طالب هؤلاء من عبد العزيز العودة للأولمبي مجددا بعدما غادره بسبب الأزمة الكبيرة التي كان يعاني منها الفريق، فرد عليهم تشيكو بابتسامة عريضة. صحراوي: "فوز القبة مهم لنا" "الحمد لله أننا استطعنا تحقيق النقاط الثلاث، لأن الفريق كان بحاجة ماسة إليها، وهو ما تجسد في أرضية الميدان، لقد استطعنا الفوز على فريق جاء إلى المدية بغية تحقيق نتيجة إيجابية وهو ما أعطى الثقة للاعبين، ولعبنا المباريات السابقة بنوع من الضغط الذي كان مفروضا علينا، خاصة وأن هدف الفريق هذا الموسم هو احتلال مراكز متقدمة، إن شاء الله مع لعب المباريات وتحقيق النتائج الإيجابية سيعود اللاعبون إلى المستوى الحقيقي لأنني على علم بأنهم لم يبرهنوا بعد عن إمكاناتهم الكاملة".