"أريد مشاهدة أشرطة مباريات والدي لمّا كان لاعبا" "لن أنسى أبدا نهائي إتحاد الجزائر والمشرية عندما كان الملعب ممتلئا عن آخره" بعد التهميش الذي عانى منه مع فريقه "ولفرهامبتون" في بداية الموسم كان لابد على عدلان ڤديورة أن ينفذ بجلده نحو ناد آخر يمنحه فرصة اللعب بانتظام ويعيد له الرغبة في لعب كرة القدم، لذلك فكّر اللاعب مليا في مستقبله وتيقّن بأنّ الحفاظ على مكانته كلاعب دولي في صفوف المنتخب لن يحدث إلا إذا غيّر الفريق وانضمّ إلى ناد آخر مهما كانت الدرجة التي يلعب فيها، فوقع اختياره على النادي العريق "نوتينڤهام فوريست" الذي يلعب في بطولة الدرجة الأولى، أين استعاد نشوة اللعب بانتظام وصار يظهر في كل جولة بل ويتم اختياره كأفضل لاعب في المباريات مثلما حدث مؤخرا في لقاء "بلاكبول". "الهداف" التي زارت ڤديورة الذي استقبلنا بحفاوة في "نوتينڤهام" تطرّقت معه إلى ما عاشه مع فريقه الأصلي وما يعيشه مع فريقه الجديد، وعرّجت للحديث عن تجربته مع "الخضر" منذ انضمامه إلى صفوف المنتخب الوطني قبل مونديال 2010. الظّاهر أنك وجدت ضالتك في "نوتينڤهام" بدليل أنّه تم اختيارك اليوم كرجل للقاء "بلاكبول"، فهل تؤكد أنك مرتاح في "نوتينڤهام فوريست"؟ أوّلا بإمكاني أن أؤكّد لك أنّ أي لاعب يجد راحته بمجرد أن يلعب بانتظام مع فريقه، عكس ما يحدث عندما لا يلعب حيث يفقد الرغبة حتى في لعب كرة القدم. ثانيا سواء تعلّق الأمر بالطاقم الفني أو المدرب، اللاعبين والأنصار أيضا فالكل ساهموا في اندماجي مع المجموعة، لقد استقبلوني بحفاوة منذ قدومي وسهّلوا عليّ كلّ شيء وساعدوني كي أدخل سريعا في أجواء الفريق وهذا ما جعلني مرتاحا حتى الآن. ألا ترى أنّ بداية 2012 شبيهة ببداية 2010 لأنك يومها قدمت من بلجيكا نحو "ولفرهامبتون" وتمكّنت من فرض نفسك بسرعة بفضل تألقك إلى أن لفتت الإنتباه وصرت لاعبا دوليا يشارك في مونديال جنوب إفريقيا؟ لا، الأمر مختلف بعض الشيء، يمكن أن نقول إنّ الأمور تسير معي بشكل جيّد حتى الآن، لكن لا تنسى أنني اكتسبت خبرة كبيرة خلال سنتين في البطولة الإنجليزية وصرت أعرف جيدا الكرة الإنجليزية كما أنني ألعب في فريق جيد، أنت ترى معي أنّ الأمور تختلف بعض الشيء وهنا أفتح المجال للتساؤل عن الأسباب التي حالت دون تفجير طاقاتي ودون إظهار مستواي الحقيقي خلال هاتين الفترتين. السبب واضح وهو أنني خلال سنة 2010 تعرضت إلى إصابة خطيرة منعتني من الاستمرار في التألق وهو أمر صار من الماضي، واليوم أعتقد أنني تطوّرت بعد الخبرة التي اكتسبتها مع "الخضر" و"ولفرهامبتون" والآن مع "نوتينڤهام فوريست"، ومن الجيد أن ألعب بانتظام مع فريقي وأن أخوض المباراة تلو الأخرى من أسبوع لآخر وأُظهر أمورا جيدة فوق الميدان. بفضل البطولة الإنجليزية لفتت الإنتباه وتلقيت دعوة للعب المونديال بألوان المنتخب الجزائري، فهل لنا أن نعرف أين كنت يوم تلقيت دعوة الالتحاق بالمنتخب؟ كنت في "ولفرهامبتون"، وأتذكر أنني قبل نهاية الموسم في إنجلترا تلقيت زيارة من أفراد عائلتي الذين جاؤوا لأجل مشاهدتي في أحد اللقاءات، فالجميع كانوا سعداء وأنا أوّلهم وحتى مدربي وزملائي اللاعبين قاموا بتهنئتي، لا يمكن أن تتصوّر حجم فرحتي لما بلغني الخبر. هل بلغك الخبر بواسطة الهاتف أم أخبرك به مقرّب أو أحد مسؤولي الإتحادية الجزائرية لكرة القدم؟ لا، اطّلعت على الخبر عبر موقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على الأنترنت. نتصوّر أنك خلال تلك الفترة صرت مدمنا على الإطلاع على موقع "الفاف" وآمالك كلها كانت معلّقة على تلقي الدعوة. نعم هذا صحيح، لاسيما أنّها الوسيلة الوحيدة الرسمية التي كان يمكنني أن أتأكد من خلالها أنني مستدعى إلى صفوف المنتخب الوطني، وحتى إن كانت العديد من الجرائد في صورة "الهداف" أو جرائد أخرى أو مواقع أخرى على الأنترنيت قد أعلنت الخبر لكني أصررت على التأكد من الخبر عبر موقع "الفاف" الذي أعطى القائمة الرسمية، وفرحتي كانت شديدة عندما اطلعت على اسمي ضمن القائمة المعلن عنها. لتكن صريحا معنا، هل توقعت الدعوة أم لا؟ نعم ولا، الأمر غريب لكنني لم أكن أتوقعها كثيرا لأن المنتخب حينها كان يضم مجموعة قوية قادت المنتخب الجزائري طيلة التصفيات المزدوجة إلى نهائيات كأسي إفريقيا والعالم، لقد قامت تلك المجموعة بأمور خارقة للعادة وتاريخية، ما قام به اللاعبون فريد من نوعه فقد هزموا المنتخب المصري في السودان ونالوا بطاقة العبور إلى المونديال عن جدارة واستحقاق، وبصفتي جزائري لقد كنت حينها أولّ المناصرين وكنت أتابع مشوارهم باستمرار رغم أنني لم أكن معهم طيلة المغامرة، وهو السبب الذي جعلني لا أتصوّر نفسي حاضرا معهم في المونديال، ومن جهة أخرى توقعت أن تكون لي حظوظ بعد الستة أشهر الجيدة التي قضيتها مع ولفرهامبتون الذي فرض نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يُعتبر بالنسبة لي أفضل دوري في العالم، كان لي أمل في التواجد مع "الخضر" وصراحة من يلعب في أفضل دوري في العالم عليه دائما أن يأمل في تمثيل منتخب بلاده. قبل أن تلعب المونديال هل التقيت الجزائريين الذين كانوا يلعبون هناك في صورة نذير بلحاج، حسان يبدة وكمال غيلاس؟ التقيت غيلاس عندما واجهنا "هال سيتي" وتبادلنا بعض الكلمات خلال المباراة، لكن الأمور سارت بسرعة لأنّ تركيزنا كان منصبا على اللقاء، نذير تحدثت معه عبر الهاتف لأننا نتعارف منذ أن كنا سويا في "سيدان" ويوم واجهنا "بورتسموث"، حسان ونذير غابا بسبب الإصابة وكانا منهمكين في العلاج حتى يصلا بنهائي "ويمبلي" لذلك لم تتح لي فرصة الالتقاء بهما. أوّل دعوة لك وأوّل احتكاك مع المجموعة كان في تربص "كرانس مونتانا" حيث وصلت إلى مطار "جنيف" أين كان مئات الجزائريون في انتظارك وفي انتظار زملائك، ما تعليقك على ما رأيته حينها من صور؟ كنت سعيدا للغاية ولا تتصور فرحتي بذلك الإستقبال، حينها تأكدت بأنّ قيمة حمل الألوان الوطنية وتمثيل بلدي أكبر مما كنت أتصوّره، صراحة شعرت بفخر شديد وأنا أتأهب لتمثيل الجزائر وفي تلك اللحظة بالذات عقدت العزم على إعطاء كل ما عندي لمنتخب بلادي، ولم تكن الصور جميلة في المطار فحسب بل أننا كنا نتدرب يوميا تحت أنظار 200 أو 300 مناصر ووسط أهازيج تقشعر لها الأبدان "وان، تو، ثري فيفا لالجيري"، صور وأهازيج كانت ذاكرتي تسترجعها صباحا ومساء وليلا، إنه أمر رائع وخارق للعادة وفي رأيي الشخصي، لا يوجد أي فريق أو منتخب في العالم يملك جمهورا من ذهب كالذي تملكه الجزائر، وأعتقد أنّ ذلك لم يحدث في تاريخ نهائيات كأس العالم. كنت مناصرا للمنتخب الجزائري قبل أن تصبح لاعبا، بكل صراحة ألم تخرج للشارع للاحتفال بالتأهل إلى كأس العالم 2010 مثل كل الجالية الجزائرية في أوروبا؟ كنت حينها ألعب في بلجيكا في نادي شارلوروا، وكانت هناك جالية جزائرية قليلة، ولكنها رغم هذا خرجت للشارع للاحتفال بالتأهل التاريخي ل "الخضر" إلى كأس العالم 2010، ولكن للأسف لم أتمكن من الخروج للشارع للاحتفال معهم، خاصة أني كنت سألعب لقاء في اليوم الموالي، وبالتالي كان من غير الممكن أن أسهر لوقت متأخر من الليل، ولكن رغم هذا احتفلت كما ينبغي في بيتي، وأعتقد أن جيراني سيبقون يتذكرون ذلك جيدا (يضحك). في شالوروا هناك جالية مغربية كبيرة ساندت الجزائريين، أليس كذلك؟ نعم هذا صحيح، ولكن لم يكن هناك أعضاء الجالية المغربية فقط، بل حتى التونسيين وبعض الأتراك التحقوا بأعضاء الجالية الجزائرية للاحتفال معها. عندما وصلت إلى سويسرا في أول تربص لك مع "الخضر" كيف استقبلك الزملاء، هل أشعروك أنك القادم الجديد الذي أخذ مكان لاعب ما، أم أنهم ساعدوك على التأقلم مع المجموعة؟ في ذلك الوقت لم أكن القادم الوحيد، حيث كان هناك الكثير من اللاعبين الجدد في المجموعة، والصراحة هي أننا استقبلنا بطريقة جيدة وكل الجدد سيقولون لك الكلام نفسه، رغم أنه على الصعيد الشخصي كان من الصعب عليّ أن أدخل في مجموعة عاشت مع بعضها البعض فترة طويلة ولديهم قصة جميلة مع بعضهم بعد أن تمكنوا من اقتطاع تأشيرة المرور إلى المونديال، ولكن في النهاية الأمر لم يكن صعبا، ولكن أقول وأكرر أننا لم يكن سهلا بالنسبة إلينا أن نجد أنفسنا فجأة وسط مجموعة عاشت كل تلك الأمور، ولحسن الحظ أن الجميع استقبلنا بشكل جيد، بالنسبة إليّ كنت أعرف نصف التعداد تقريبا وهو ما سهّل عليّ الأمور، ولكن رغم هذا حاولنا نحن الجدد أن نكون متواضعين لأنه في تلك الفترة كان هناك لاعبون كبار مع المنتخب. لعبت في فترات متقطّعة في المونديال، ما هي الذكرى التي تحتفظ بها من هذه المشاركة الجزائرية في كأس العالم؟ أجمل ذكرى بقيت راسخة في ذهني هي الأنصار، لقد تأثرت كثيرا ولازلت إلى حد الساعة أشعر بالحنين لذلك الوقت، فعندما ترى جزائريين يأتون من أقصى شمال المعمورة سواء من الجزائر، فرنسا ومونريال.. ومن كل البلدان التي فيها جالية جزائرية، فقط من أجل مشاهدتنا ومشاركتنا الفرحة لا يمكن إلا أن تكون فخورا بذلك، ولا يمكن أن أنسى تلك الأجواء، ورغم أننا لم نتأهل إلى الدور الثاني إلا أننا لم نظهر بشكل مخيب، والمشاركة في كأس العالم تبقى مهمّة مهما كان الأمر. وفيما يتعلق بمستوى المنتخب في تلك الدورة؟ بالنسبة إليّ لقاء انجلترا يبقى تاريخيا بالنسبة لكل الجزائريين، وأعتقد أننا كنا نستحق أكثر مما حققناه، وحتى فيما يتعلق بلقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية لعبنا فيه بشكل جيد رغم هزيمتنا بهدف دون رد، إلا أننا خلقنا فرص تهديفية كثيرة. أما فيما يتعلق بلقاء سلوفينيا فكان بإمكاننا أن نحقق نتيجة أحسن، لأننا سيطرنا على اللعب وبالتالي كنا قادرين على تحقيق نتائج مميزة في هذه الدورة، وسنعمل على تحقيق أحسن في الدورة المقبلة. بما أنك كنت لاعبا في الدوري الانجليزي حينها، هل تعتقد أن "الخضر" كانوا قادرين على هزم الانجليز؟ لو أقول لكم ما الذي كنت أفكر فيه في ذلك الوقت ستصابون بالدهشة، كأس العالم هي دورة تشارك فيها منتخبات كبيرة وصغيرة وكل شيء ممكن، فغانا كانت قادرة على الوصول إلى نصف النهائي أو حتى النهائي، ومن يعلم كان من الممكن ربما أن تفوز بكأس العالم، إنها دورة نلعب فيها على أقصى تقدير 7 لقاءات وكل شيء ممكن، لا يوجد شيء مستحيل ولا يوجد شيء يمنع من الذهاب بعيدا في كأس العالم. أنا شخصيا كانت لدي قناعة بإمكانية الفوز في كل اللقاءات، لا يمكن أن نقول: هنا الأمور ستكون أصعب يجب أن نلعب على نقطة تعادل، أقولها صراحة كنا قادرين على تحقيق شيء ما في تلك الدورة. ما الذي تتذكره لما نقول لك ذات يوم من شهر سبتمبر 2010؟ نعم أتذكر لقاء البليدة أمام تنزانيا. إنه اللقاء الذي سجّلت فيه أول هدف لك مع المنتخب، هل تعتقد أن "الخضر" كانوا قادرين على تحقيق نتيجة أحسن من التعادل؟ نعم، أنا أتذكر هذا اللقاء جيدا، أولا أقول إنه كان هدفا جميلا (يضحك)، ولو نعود إلى اللقاء نشاهد أننا خلقنا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، كما أن اللاعبين التنزانيين لم يهددوا مرمانا بتاتا ما عدا لقطة الهدف الذي سجّل عن طريق مخالفة مباشرة، بالمقابل نحن خلقنا بين 15 و20 محاولة تهديفية. أقول إن هناك أيام الأمور لا تسير معنا والكرة ترفض الدخول، أنا شخصيا حاولت بتسديدة من بعيد وسجّلت، ولكن في الشوط الثاني الكرة فعلا رفضت الدخول. في لقاء الولاياتالمتحدة شاركت في الشوط الثاني وحاولت التسديد في العديد من المرات، هل كان ذلك بتعليمات من المدرب أم بمحاولات منك؟ اليوم الناس أصبحت تعرف أني أملك تسديدات قوية بالرجل اليمنى، وفي كل مرة أحاول استعمالها من أجل إيجاد حلول للمنتخب، كما أن المدربين يعرفون جيدا خصائص لاعبيهم وطريقة لعبهم، وهو ما يجعلهم ينصحونا بالتسديد في حال أتيحت الفرصة. من جهتي كلما تتاح لي فرصة سانحة للتسديد أحاول أن استغلها أحسن استغلال. ما هي مسافتك المفضلة للقذفات 20 أو 25 مترا؟ لا تهمني المسافة، المهم أن أكون متموقعا كما ينبغي حتى وإن كان الأمر على بعد 5 أمتار من المرمى (يضحك). في لقاء غامبيا الأخير، شاهدنا عدلان ڤديورة في أحسن أحواله، هل هذا لأنك لعبت بصفة لاعب قديم في المنتخب هذه المرة، أم أن نصائح المدرب كانت في صالحك وساعدتك على تقديم أحسن ما عندك، أم بكل بساطة لأن ظروف اللعب ساعدتك في هذه المواجهة؟ أولا أشكركم لأنكم تقولون إني قدّمت لقاء جيدا، من جهتي أقول إنه بكل بساطة كنت في أحسن أحوالي من الناحية البدنية، ولكن أيضا أمام منتخب إفريقيا الوسطى قدمت لقاء جيدا، ولا تنسوا أني ألعب خامس لقاء لي أساسي مع المنتخب فقط (لعب أمام إيرلندا، الغابون، تنزانيا، إفريقيا الوسطى وغامبيا)، وفي كل مرة كنت ألعب فيها أساسيا كنت أقدم الإضافة، فأمام الغابون قدمت كرة هدف أمام تنزانيا، وهدف رُفض أمام غامبيا... وللعودة إلى سؤالك أيضا فإن المدرب يعطينا تعليمات أحاول تطبيقها بحذافيرها قدر المستطاع، حضرت نفسي كما ينبغي من الجانبين النفسي والبدني، أضف إلى هذا أني كنت استعدت نشوة اللعب مع فريقي ولعب الكثير من المباريات المتتالية، دون أن ننسى أن كل المنتخب لعب مباراة جيدة، حيث قدّم اللاعبون جميعا مستوى جيد، والكل كانت لديه رغبة شديدة في الفوز في هذه المباراة، لأننا كنا نعرف أنه غير مسموح لنا بالتعثر، المدرب نفسه قال هذا الكلام، إذ أكد أنه كان لقاء قويا والجميع كان يريد تحضير نفسه أحسن تحضير للفوز به. وهنا أقول إن الجميع كان يبحث عن مصلحة "الخضر" لذا تمكنّا من الفوز وهو ما سمح لي أيضا بتقديم لقاء جيد. صراحة ألم يدخلكم الشك بين الشوطين خاصة أنكم كنتم منهزمين (1-0)؟ لا، بتاتا. صحيح أننا كنا منهزمين بهدف دون رد، ولكننا كنا مسيطرين على اللقاء، كنا نعرف جيدا أننا سنسجل هدفا لا محالة، خاصة أننا سجلنا هدفا ورفضه الحكم. صراحة أعجبني هذا الفوز كثيرا لأنه كان فوز القوة الذهنية والشجاعة وسيسمح بتقوية المجموعة أكثر ويجعلنا ندخل مبارياتنا بكل رزانة وثقة، ولكن هذا لا يعني أنه لن يكون أمامنا عمل كبير نقوم به، ولكن المعنى أننا سنعمل بعزيمة. هل تناسبكم طريقة لعب حليلوزيتش التي تعتمد أكثر على الإندفاع في الهجوم، خاصة أنها تخفف الضغط على خط الدفاع؟ كل ما يتعلق بالجانب التقني والتكتيكي لا أتحدث فيه، لأن المدرب هو المسؤول عن الحديث عن هذا الأمر، وأنا لا أقوم سوى بما يطلبه مني المدرب. أنا لاعب ولست مدربا، وحين أصبح مدربا أو عضو في الطاقم الفني سأعطي رأيي. الآن مهمتي على أرضية الميدان ومنح كل إمكاناتي. المنتخب ضمّ مؤخرا لاعبين جديدين ويتعلق الأمر بثنائي البطولة الاسبانية كادامورو - فغولي، هل ساعدتهم على التأقلم مع المجموعة، مثلما فعل معك رفاقك في وقت سابق؟ هم من سيقولون لك هذا بأنفسهم، ففي مجموعتنا من السهل جدا أن تتأقلم، فالجميع يعطي كل ما عنده من أجل مصلحة المنتخب الجزائري، فهؤلاء اللاعبين يأتون من أجل تقديم الدعم لنا، ونحن ما علينا سوى استقبالهم بالأحضان، ونحن نقوم بهذا ليس بصفتنا لاعبين بل لأننا جزء من منتخب وطني، الأمور دائما تسير على أحسن ما يرام بالنسبة للاعبين الجدد لأن المجموعة مميزة وحميميّة، نحن جزائريين فيما بيننا ولا أرى سببا يجعل الأمور لا تسير على أحسن ما يرام. مع تواجد جمال مصباح الذي ينشط في الميلان، فغولي الذي تأهّل للمربع الذهبي لمنافسة "أوروبا ليغ" مع فالنسيا، جبور وعبدون اللذين توّجا أبطالا للبطولة اليونانية مع فريقهما أولمبياكوس وتواجد جزائريين آخرين يلعبون في المستوى العالي، هل تظن أن ذلك دفع الدوليين إلى القمة؟ نعم، اللعب في منافسات كبيرة يخدمنا كثيرا لكننا مطالبون دائما بمواصلة العمل لأنّ المهمة ليست سهلة ويجب علينا كذلك إثبات أنفسنا مع فرقنا حتى يفتح ذلك الباب للاعبين جزائريين آخرين وبذلك المستفيد الأكبر سيكون المنتخب الجزائري والشعب الجزائري أيضا المولع بكرة القدم، كما أنني أتمنّى أن يظفر جميع اللاعبين الجزائريين بعقود احترافية مع أندية كبيرة. لنتكلّم الآن عن مستقبلك، ينقص فريقك نوتينڤهام نقطتان لضمان البقاء في بطولة الدرجة الإنجليزية الأولى وفريقك الأصلي ولفرهامبتون يتجه للسقوط، من بين هاذين الناديين أين ستنشط الموسم المقبل إذا لم تنتقل إلى فريق آخر في البطولة؟ بقيت ثلاثة لقاءات سألعبها مع نوتينڤهام فورست وأنا مركز فقط على الجولات المتبقية، كما أنّ موعد الانتقالات لم يحن بعد لذلك ليس بإمكاني الحديث عن الموضوع حتى لو كان لدي خيار شخصي لأنني تابع لولفرهامبتون وإذا كان هناك جديد سأعلمكم به في وقته المناسب. هذا يعني أنك ستبقى بنسبة كبيرة في إنجلترا خاصة أنّ بطولتها تناسبك كثيرا، ما قولك؟ في كرة القدم لا يمكن أن نتكهّن بما سيحدث لكن صحيح أنني أتمنى البقاء في البطولة الإنجليزية الموسم المقبل لأنها تناسبني كثيرا وبالنسبة لي هي من أفضل البطولات الأوروبية إلى جانب البطولة الإسبانية. هل أنت جاهز لخوض تجربة في البطولة الإسبانية إذا اتصل بك أحد الأندية من هناك؟ بالطبع، إذا كان هناك فريق إسباني قوي مع مشروع جيد يتقدم لي بعرض فلم لا أجرّب حظي هناك، لكن مثلما ذكرت لحد الآن لا يمكنني الحديث كثيرا عن الموضوع. هل شاهدت المباريات التي لعبها والدك سابقا في صفوف اتحاد العاصمة ومع المنتخب الوطني أيضا؟ للأسف لم أشاهد مبارياته لكني وجدت صورا له عندما كان لاعبا ولم أجد أشرطة المباريات التي لعبها سواء مع اتحاد العاصمة أو المنتخب الوطني، وأتمنى أن أحصل ذات يوم على شريط لإحدى مبارياته، ومثلما تعلمون اليوم كل شيء في الأقراص المضغوطة وفي بطاقات الذاكرة أيضا. هل أصبح ذلك بمثابة فضول بالنسبة لك؟ نعم، أتمنى أن أشاهد مباريات أبي مع اتحاد العاصمة والمنتخب أيضا. عندما بدأت وسائل الإعلام تتكلم عنك كانت تربطك دائما بوالدك ناصر، ألم يزعجك ذلك؟ لا لم يزعجني على الإطلاق، والدي دولي جزائري سابق توّج ببعض الألقاب من بينها كأس الجزائر مع اتحاد العاصمة بعد أن انهزم في سبع نهائيات في منافسة الكأس، وعندما تكون ابن لاعب سابق فمن الطبيعي أن يتحدث الناس عن والدك، واليوم هناك الكثير من أبناء اللاعبين السابقين مثل لاعب البارصا بوسكاتس، ومن جهتي فأنا فخور جدا بالمشوار الذي حققه والدي وأتمنى أن أقتدي به. هل يمكن القول إنّ فريقك المفضل في البطولة الجزائرية هو اتحاد العاصمة؟ صحيح أنني أحب الاتحاد وبالصدفة فريقي الأول "تافرني" يلعب باللونين الأحمر والأسود أيضا وقمصانه تشبه كثيرا أقمصة الاتحاد. هذا يعني أن والدك اختار عن قصد الاستقرار في مدينة تافرني عندما ذهب إلى فرنسا ... ربما قصد فعل ذلك (يضحك)، ومثلما أكدت لكم سابقا أحب اتحاد العاصمة وعندما كنت صغيرا تنقلت في الكثير من المناسبات لمشاهدة مباريات الفريق وأتذكّر أنني كنت حاضرا في الملعب عندما توّج الاتحاد بكأس الجزائر على حساب فريق كان ينشط في القسم الثاني آنذاك، وحدث أمر خلال تلك المباراة بقي في ذاكرتي وهو أنه في لحظة معينة انطفأت الأضواء في الملعب. كان ذلك سنة 2001 حين فاز الاتحاد بالكأس على حساب المشرية بهدف لصفر ... لا أتذكر النتيجة النهائية للمباراة ولا حتى الهدف الذي سجله الاتحاد لأنني كنت مشغولا بالأجواء الرائعة في المدرجات وعندما انطفأت الأضواء خفنا نوعا ما لأنّ الأوضاع كانت صعبة آنذاك، لكن المناصرون قاموا بإشعال الولاعات والورق وقاموا بإنارة الملعب من جديد بطريقتهم الخاصة في أجواء مميزة للغاية حتى تم تصليح العطب، ولن أنسى تلك اللحظات ما حييت. إذن تؤكد أنّ المناصرين الجزائريين فريدون من نوعهم؟ نعم، وقد تأكدت من ذلك أيضا في مباريات المنتخب الوطني فكلما أجرى هذا الأخير لقاء تجد الجزائريين أمام شاشات التلفزيون وحتى أنا قمت بذلك لما كنت مناصرا عاديا للمنتخب وتنقلت إلى ملعب فرنسا لمشاهدة المباراة التي جمعت فرنسا مع الجزائر (اللقاء أجري يوم 6 أكتوبر 2001)، المناصر الجزائر فريد من نوعه ورائع لكني لاحظت في الآونة الأخيرة تنامي ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية وذلك مؤسف للغاية لأنّ الملعب يكون للترفيه والاستمتاع بكرة القدم وليس لأمور أخرى، واسمحولي أن أوجّه نداء لكافة المناصرين الجزائريين وأطلب منهم الاستمتاع بكرة القدم ونبذ العنف لأنه من المؤسف للغاية حدوث أعمل عنف وسقوط ضحايا في الملاعب. على ذكر ظاهرة العنف في الملاعب لقد حدثت أمور خطيرة في ملعب سعيدة أين كان الضحية هذه المرة اللاعبون مثل الدولي عبد القادر العيفاوي ... ما حدث في سعيدة خطير جدا وللأسف أن تقوم الأقلية بتشويه صورة أغلبية المناصرين ومثل تلك الأعمال تحط من قيمة مبادئ وقيم كرة القدم والرياضة بشكل عام في الجزائر، وحتى بين الفرق المتنافسة يجب التحلي بالروح الرياضية وأن تسود الأخوة بين الجميع، فعندما يجتمع الجزائريون يحتفلون في أجواء يميّزها الفرح في أي منافسة رياضية، ولا أخفي عنكم أنني قلقت كثيرا بشأن صحة اللاعبين خاصة أنّ البعض منهم زملائي في المنتخب وأتمنى لهم الشفاء العاجل ومشاهدتهم في أقرب وقت في الميادين. رابح ماجر سينظم مباراة خيرية برعاية اليونيسكو لفائدة الطفولة الإفريقية، كيف ترى هذه المبادرة التي تعتبر الأولى في الجزائر؟ نعم، وأقول إننا نحن لاعبو كرة القدم محظوظون كثيرا لأنّ كرة القدم هوايتنا وفي نفس الوقت عملنا ومصدر رزقنا ومن المهم كثيرا أن نساهم في إعطاء الآخرين الأمور التي منحتها لنا كرة القدم، ويجب علينا مساعدة الأشخاص بكل ما نملكه ومبادرة رابح ماجر مشرّفة للغاية وأتمنّى أن تجري المباراة في أجواء مميزة. هل تشجّع المناصرين على التنقل بقوة لمشاهدة المباراة في ملعب 5 جويلية؟ نعم بالطبع ستكون المواجهة عرسا حقيقيا وفرصة لمشاهدة نجوم اعتاد المناصرون على متابعتهم فقط في شاشات التلفزيون، ومثل هذه المناسبات لا تحدث كل يوم لذلك يجب على الجميع التنقل بقوة لمشاهدة اللقاء وسيكون ذلك لفائدة الجمعيات التي تهتم بالأطفال الأفارقة وحتى بالنسبة للمناصرين لأنّ اللقاء سيكون شيقا للغاية. هل من كلمة في الختام؟ في الأخير أريد العودة للحديث عن المنتخب الجزائري للقول إنّ الجزائر أصبحت اليوم من أكبر أمم كرة القدم مثلما كانت عليه سابقا، وقد سبق أن اطلعت على الترتيب العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم للمنتخبات ورأيت أنّ الجزائر تحتل المرتبة الثالثة في إفريقيا وإذا تمكنا من التأهل لكأس إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014 سيكون ذلك أمر جميل جدا وأظن أنه بإمكاننا القيام بأمور كبيرة لأنّ المنتخب يبشّر بمستقبل زاهر.