تلقى الناخب حليلوزيتش أمس- ومعه محبو المنتخب الوطني- ضربة موجعة بعد إعلان مهاجم إنتراخت فرانكفورت كريم مطمور توقفه عن اللعب دوليا، وهذا 72 ساعة فقط بعد القرار نفسه الذي اتخذه القائد عنتر يحيى و24 ساعة بعد تأكيد مدافع “السّد القطري” نذير بلحاج حصريا عبر صفحات “الهدّاف” أيضا اعتزاله اللعب مع “الخضر”. وقد شكل قرار مطمور مفاجأة كبيرة، خاصة أنه لا أحد توقع ذلك رغم أن أسماء عدة لاعبين تم تداولها منذ قرار عنتر يحيى بالتوقف عن اللعب مع المنتخب الوطني سهرة الاثنين الفارط، منهم الثلاثي الناشط في دوري “النجوم” القطري بلحاج (أعلن عن ذلك 48 ساعة بعدها)، زياني وبوڨرة. تضارب فيما إذا كان اعتزاله الدولي نهائيا أم مؤقتا فقط وقبل التفصيل في الأسباب التي أدت إلى اتخاذ مطمور قراره الذي لم ينتظره أحد وجب التوقف عند نقطة هامة تمثلت في تضارب الأخبار بشأن ما إذا كان اعتزاله اللعب دوليا نهائيا ولا رجعة فيه مثلما ذكرت عدة مواقع أبرزها موقع “فرانس فوتبول” وحتى الموقع الرسمي ل إنتراخت فرانكفورت أم أنه قرر وضع مسيرته مع المنتخب الوطني بين قوسين، أي أن توقفه مؤقت وقد يعود مستقبلا للعب مثلما أكد ذلك موقع “سبورت 365” الفرنسي الذي انفرد بالخبر قبل كل المواقع الأخرى. الموقع الرسمي ل إنتراخت يؤكد رغبته في التفرغ لناديه وكشف الموقع الرسمي ل إنتراخت فرانكفورت الألماني- والذي يحمل ألوانه مطمور- ظهيرة أمس على الخبر في تمام الساعة 13:04 حين أكد أن مطمور انسحب نهائيا من اللعب لصالح المنتخب الجزائري بعد تفكير عميق وفضل التفرغ كليا لناديه الذي صعد منذ أسبوعين إلى حظيرة “البوندسيلغا 1”، وهو سبب أكدته مواقع أخرى كثيرة وفسرت ذلك بأن مطمور وبسبب لعنة الإصابات التي لاحقته -خاصة في الموسم الأخير- أصبح غير قادر على اللعب مع ناديه و”الخضر” معا، وكان يجب عليه أن يركز على مشواره مع ناديه فقط إذا ما أراد أن يضمن لنفسه مكانة أساسية الموسم القادم، بعد أن فشل في ذلك هذا الموسم حين شارك في 30 مباراة منها 8 أساسيا فقط. الأسباب غامضة جدا ولا علاقة لها باعتزال يحيى وبلحاج وتبقى أسباب القرار الذي اتخذه مطمور غامضة جدا، ولو أن الأكيد فسر أن لا علاقة لها باعتزال زميليه عنتر يحيى وبلحاج اللعب دوليا، فالأول (عنتر يحيى) يكمن سببه الرئيسي في عدم هضمه الانتقادات التي أصبح عرضة لها في المدة الأخيرة، وهو ما أكده في الحوار الذي خص به “الهدّاف” في عدد أمس، في حين أن الثاني (بلحاج) كشف لنا أن سببه الرئيس يكمن في كونه تعب من الناحية النفسية ولم يعد قادرا على تحمل وتيرة التربصات واللقاءات الدولية، خاصة أن التنقل للالتحاق ب الخضر يرهقه كثيرا وهو يلعب حاليا في القارة الأسيوية مع نادي “السّد القطري”. حديث عن تعرضه إلى ضغوط من ناديه للبقاء في صفوفه الموسم القادم وكشفت مصادر مقربة من كريم مطمور أن هذا الأخير تلقى في الأيام الأخيرة ضغوط من إدارة ناديه “إنتراخت فرانكفورت” حتى يتوقف عن اللعب مع المنتخب الوطني والتفرغ تماما للنادي مقابل شراء عقده نهائيا من إدارة “بوروسيا مونشنغلادباخ”، خاصة أن تنقله إلى ناديه الحالي في الصيف الفارط لم يكن مجانيا بعدما اشترت إدارة “إنتراخت” نصف عقده فقط (حاليا هو ملكية مشتركة بين الناديين)، وهي الآن تسعى لامتلاك عقده نهائيا عن طريق دفع مبلغ من المال اتفق عليه الطرفان خلال الصيف الفارط. التخوف كبير من “كان” 2013 وتصفيات “مونديال” البرازيل وحسب المصادر ذاتها، فإن إدارة “إنتراخت فرانكفورت”- التي سبقت اللاعب إلى نشر موضوع توقفه عن اللعب مع المنتخب الوطني عبر موقعها الرسمي- بدت متخوفة جدا من أن لا يكون اللاعب مركزا الموسم القادم 100 % مع التحديات التي تنتظر ناديه بعد صعوده إلى “البوندسليغا”، خاصة أنها تعرف أن لقاءات كثيرة تنتظر المنتخب الوطني في الأشهر القادمة تحسبا لنهائيات كأس أمم 2013 وأيضا تصفيات كأس العالم 2014، وهي التي ستجبر مطمور على الغياب طويلا عن ناديه خاصة بالنسبة ل “الكان“. 26 سنة فقط والأرقام تؤكد أن مشكلته ليست مع حليلوزيتش ولعل السبب الذي يجعل كل الطرق تؤدي إلى كون أن إدارة “إنتراخت” هي من أجبرت مطمور على التوقف عن اللعب مع “الخضر”، هو أن اللاعب مازال يمكن له تقديم الكثير للتشكيلة الوطنية بما أنه يبلغ حاليا 26 سنة فقط، والأكيد أن قراره لا علاقة له بتقدمه في السن مثلما هو لا علاقة له بالكلام الذي قيل بشأن وجود مشاكل بينه وبين حليلوزيتش، بدليل أن هذا الأخير أقحمه في اللقاءات الرسمية الثلاثة التي أشرف فيها على “الخضر” منذ توليه العارضة الفنية، إذ أشركه في لقاءي تانزانيا وإفريقيا الوسطى لمدة 90 دقيقة، و82 دقيقة أمام غامبيا. 30 لقاء وهدفان في 5 سنوات حصيلته مع “الخضر” ومثلما ذكرناه بالنسبة للثنائي يحيى - بلحاج، فمن الواجب أن نحترم قرار مطمور بالتوقف عن اللعب في المنتخب الوطني سواء كان قراره نهائيا أم مؤقتا، خاصة أنه قدم الكثير للمنتخب الوطني في ظرف 5 سنوات قضاها فيه، فقد بدأت مسيرته مع “الخضر” يوم 7 فيفري 2007 في لقاء أمام ليبيا وانتهت بلقاء غامبيا الأخير في “بانجول”، وقد لعب مطمور طيلة هذه الفترة 30 لقاء بالضبط سجل خلالها هدفين لا يمكن نسيانهما تماما، الأول كان يوم 7 جوان 2009 في البليدة أمام المنتخب المصري حين فاز “الخضر” يومها بنتيجة 3/1، والثاني يوم 24 جانفي 2010 أمام كوت ديفوار في لقاء عرف فوز الجزائر بعد الوقت الإضافي بنتيجة 3/2، في لقاء ضمنت خلاله التأهل إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2010 التي جرت في “أنغولا”. مطمور: “القرار لم يكن سهلا عليّ وأعلمت روراوة وحليلوزيتش بالأمر” وفي تمام الساعة السادسة من مساء أمس توجه كريم مطمور برسالة عبر رصيده الرسمي في الموقع الاجتماعي “فايسبوك”، شرح خلالها لمحبيه أسباب توقفه عن اللعب مع المنتخب الوطني، وقد جاء فيها: “عبر هذه الكلمات أردت التوجه إلى الجمهور الجزائري وإلى زملائي في المنتخب الوطني وإلى كل عائلة كرة القدم الجزائرية لأؤكد توقفي عن اللعب في المنتخب الوطني خلال المباريات القادمة التي تنتظره... قراري لم يأت من باب الصدقة ولم يكن سهلا عليّ اتخاذه بل جاء بعد تفكير طويل، وقد أعلمت رئيس الاتحادية محمد روراوة والمدرب الوطني وحيد حليلوزيتش بقراري وأيضا كامل أعضاء الطاقم الفني”. “كي أكون متألقا مستقبلا مع الجزائر وجب أن أكون كذلك مع فريقي” ولم يتطرق مطمور مطولا إلى الأسباب التي جعلته يتخذ هذا القرار واكتفى بالتأكيد: “إذا أردت أن أكون مستقبلا متألقا مع المنتخب الجزائري، وجب علي أن أكون كذلك مع ناديّ وهذا هو هدفي الآن... لقد عملت دائما المستحيل للدفاع عن قميص بلدي ولما كنت ألتحق بالمنتخب فكان ذلك دائما بهدف تقديم إضافة حقيقية... لا أود أن أغش مع بلدي لأن القميص الوطني يستحق من اللاعب التزاما شديدا، وأنا لا أود أن أحيد عن هذه القاعدة بأي ظرف من الظروف”. “توقفي مؤقت، الجزائر دائما في قلبي وسأكون أول مشجع لها” وفي نهاية الكلمة التي كتبها إلى محبي صفحته الخاصة في رصيد موقعه الاجتماعي “فايسبوك”، قال مطمور: “أود أن أشكر رئيس الفاف والناخب الوطني وكل أعضاء طاقمه الفني على تفهمهم قراري بالتوقف عن اللعب مع الخضر مؤقتا، فأنا أفكر أيضا في زملائي الذين أتوجه لهم بصريح عبارات التشجيع بالنسبة لمبارياتهم القادمة التي هي في انتظارهم... الجزائر تبقى في قلبي وسأكون أول مشجع لها دائما”.