خطف اتحاد العاصمة أمسية أول أمس فوزا ثمينا على حساب الجار نصر حسين داي الذي لم يكن قد سقط قبل اللقاء لكن بين شوطي المباراة كان قد تأكد سقوطه إلى الدرجة الثانية بعد أن جاءت نتائج المباريات الأخرى في غير مصلحته، أمّا اتحاد العاصمة فكان أقرب إلى ترك الفارق يتسع إلى أكثر من نقطة بعد أن فاز المتصدر وفاق سطيف على مولودية سعيدة، حيث لعب أصحاب الزي الأحمر والأسود بمشاعر الأنصار بعد أن كانت المباراة تتجه نحو الانتهاء بالتعادل وهو ما كان سيقلّص حظوظ التتويج باللقب، لكن عزيمة رفقاء زماموش كانت أقوى بعد أن سجّل هدفا في آخر ثواني الوقت بدل الضائع. الفوز على النصرية كان لا شيء فأصبح إنجازا ولم يكن أحد من المتتبعين خاصة أنصار الاتحاد يتوقع أن تقف النصرية الند للند في وجه نادي "سوسطارة" لأنها كانت قد وضعت قدما في القسم الثاني قبل هذا اللقاء، وبالرغم من أهمية الفوز وحاجة الاتحاد له إلا أنّ تحقيقه كان أمرا عاديا في نظر محبي نادي "سوسطارة" لكن هذا الفوز العادي تحوّل في لمح البصر إلى إنجاز عظيم لأنه تحقق في وقت كان الجميع يعتقدون أنّ اللقاء سينتهي بالتعادل، وهو ما جعل الفرحة بالنقاط الثلاث تتضاعف. الاتحاد والنصرية أعطيا درسا في الاحترافية وأعطى تصر حسين داي واتحاد العاصمة درسا في الاحترافية فرغم أنّ النصرية لم تكن ستستفيد شيئا إذا فازت بالمباراة إلا أنّ لاعبيها لم يتنازلوا عن النقاط ولعبوا بنزاهة جعلت كثيرين يندهشون من رد فعل أبناء المدرب مرزقان، وحتى الاتحاد الساعي للفوز بالبطولة لم يبحث عن نقاط الفوز بالطرق الملتوية والكواليس وراح ينافس عليها والدليل أنه كاد يخسر نقطتين ثمينتين في أخطر منعرجات البطولة. "النصرية ما باعت والاتحاد ما شرى" والكل شاهد وراجت شائعات كثيرة منذ أكثر من أسبوع بخصوص ترتيب المباراة وتحوّلت هذه الشائعات إلى أخبار شبه رسمية بعدما تمت برمجة "الداربي" نهاية الأسبوع المنصرم بملعب بولوغين بالرغم من أنّ النصرية هي المستقبلة على الورق، لكن تأجيله وبرمجته مجددا بملعب 5 جويلية قلّل من الكلام، إلا أن الجميع كانوا يظنون أنّ الأمور محسومة لكن المباراة كانت شديدة التنافس وخُيّل للبعض أن النصرية تتنافس على شيء ما وبالتالي فإنّ مجريات اللقاء أسكتت أفواه المنتقدين. تحكيم في المستوى والنصرية كادت تخطف الفوز إذا فاز فريق ما فالمنتقدون والمشكّكون يكونون أكثر من المهنئين وهذا أمر عادي وإذا خسر فكما يقول المثل الجزائري "الشفاية أكثر من العزاية" وهو ما ينطبق تماما على مباراة الاتحاد أمام النصرية، فالتعادل كان سيجعل كل المنافسين يفرحون بهذا التعثر أمّا الفوز فقد جعل أغلبهم يبحثون عن الطريقة التي يشكّكون بها في أن الفوز نزيه، وبما أننا قلنا إنّ لاعبي النصرية لم يتنازلوا عن المباراة فإن أصابع الاتهام اتجهت مباشرة نحو التحكيم، حيث لم يعجب البعض تسجيل الاتحاد لهدف في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، لكن الحقيقة أنّ التحكيم كان في المستوى ولم تكن هناك أخطاء كثيرة. هدف دحام شرعي وحكم التماس أخطأ من جهة أخرى كان الاتحاد قد سجل هدف عشر دقائق قبل انتهاء المباراة عن طريق دحام لكن حكم التماس أعلن عن تسلل، وبما أننا كنا متواجدين في مكان يسمح لنا بالحكم على اللقطة فإننا نقول إنّ دحام لم يكن متسللا وخرج من خلف المدافعين، لكن حكم التماس أخطأ التقدير ورغم ذلك لم يحتج لاعبو الاتحاد وواصلون المباراة على الأعصاب. هدف بوشامة من ذهب وهناك من بكى وكأنه هدف اللقب وكان وزن الهدف الذي سجله بوشامة في الوقت بدل الضائع من ذهب كيف لا وهو الذي أهدى الفريق ثلاث نقاط غالية، وكانت فرحة اللاعبين خصوصا والأنصار والمحبين عموما أشد بكثير من المتوقع لأنّ طريقة الفوز لم تكن عادية وعكس ما كان متوقّعا، والأكثر من ذلك أنّ هناك من بكى عقب المباراة إلى درجة خُيّل للبعض أنّ الأمر يتعلق بهدف التتويج باللقب. جمهور عريض ظن أنّ المباراة انتهت بالتعادل وظن عدد كبير من المتتبعين أنّ المباراة انتهت بالتعادل خاصة أنها لم تكن منقولة لا على الشاشة ولا على أمواج الإذاعة، وما زاد يقين البعض بأنّ المباراة حسمتها نتيجة التعادل هو ما ذهبت إليه بعض القنوات ومنها الجزيرة الرياضية وبعض المواقع الناقلة للمباريات حيث أعلنت عن أنّ المباراة انتهت بالتعادل، قبل أن يتفاجأوا فيما بعد بفوز الاتحاد. ---------- إيغيل: "التوقيت الذي سجلنا فيه جعل للفوز طعم خاص" قال المدرب مزيان إيغيل إنّ الفوز المحقق على نصر حسين داي له نكهة خاصة لأنه تحقق بصعوبة شديدة، حيث قال: "عشنا أوقات على الأعصاب في طيلة المباراة حيث لم نتمكّن من الوصول إلى شباك المنافس وهو ما جعل الضغط يزداد، لكن توقيت الهدف جعل للفوز طعم خاص، من الصعب أن تعيش تلك اللحظات خاصة أننا كنا بحاجة ماسة إلى النقاط الثلاث التي أبقتنا في السباق". "جنينا ثمار العمل النفسي طيلة الأسبوع" وأكد مدرب الاتحاد على أنّ الصعوبة كانت متوقعة حيث قال: "كنا متأكدين بأنّ المباراة ستكون أصعب من المباراة التي لعبناها أمام المولودية، لقد واجهنا فريقا منظما من الناحية الدفاعية ولعب بنزاهة وأراد أن يُظهر للجميع أنه يحترم أخلاقيات اللعبة وأنه لا يستحق المرتبة التي يتواجد فيها، وبرهن أنه فريق شاب يملك لاعبين في المستوى والدليل أنهم أدّوا مباراة جميلة". "نقص التركيز حرمنا من حسم اللقاء في الشوط الأول" أمّا عن مجريات اللقاء فقال المدرب السابق لشبيبة القبائل: "نقص التركيز لم يسمح بتجسيد الفرص المتاحة خاصة عقب تلقينا لهدف، ضيّعنا الكثير من الفرص قبل تسجيلنا هدف التعادل وبعده، كان بإمكاننا إنهاء المرحلة الأولى متقدمين لكن الضغط كان يزداد مع مرور الوقت وهو ما جعل تسجيل الهدف الثاني صعبا أكثر في المرحلة الثانية". "اللاعبون آمنوا بالفوز حتى آخر دقيقة" وثمّن المدرب إيغيل جهود لاعبيه التي توّجت بهدف في اللحظات الأخيرة من المباراة حيث قال: "الأمر الجميل أنّ اللاعبين بقوا مؤمنين بقدرتهم على التسجيل والفوز رغم أن المباراة كان تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهذا أمر هام في هذا المستوى لأنه عادة ما يستسلم بعض اللاعبين في مثل هذه الظروف ويرضون بالتعادل". "الفوز في مثل هذا التوقيت له طعم خاص" أمّا فيما يخص الفوز بهذه الطريقة فقد قال عنه المشرف الأول على العارضة الفنية للاتحاد إنه خاص لأنه جاء في وقت غير عادي حيث صرّح: "الفوز بهذه الطريقة والتسجيل في ذلك الوقت من المباراة يجعلان النقاط الثلاث ذات طعم مميّز، فمن الطبيعي أن تكون الفرحة غير عادية لأننا كنا نسير نحو تضييع نقطتين ثمينتين". "مشكل التعداد الناقص أعاقنا كثيرا" وعبّر مدرب نادي "سوسطارة" عن قلقه من مشكل التعداد الذي يطرح نفسه بإلحاح في الآونة الأخيرة حيث قال: "كما تعلمون نملك بين 14 و15 لاعبا فقط جاهزين لذلك دعّمنا الفريق بعناصر من الآمال حتى نتمكّن من إتمام التشكيلة ودخول المباريات بقائمة فيها 18 لاعبا، وأظن أنّ هذا الجانب له تأثير على الفريق خاصة بالنظر إلى التعب الذي نال من اللاعبين". "بجاية كانت في راحة وستخلق لنا مشاكل" وتطرّق مدرب أصحاب الزي الأحمر والأسود إلى قضية التعب الذي نال من لاعبيه خاصة أنه لا يملك خيارات عديدة وقال: "عندما لا تملك خيارات كثيرة من الطبيعي أن يتعب اللاعبون، في هذه الجولة شبيبة بجاية كانت في راحة وبما أننا لعبنا اليوم (الثلاثاء) فإن ذلك سيخلق لنا مشاكل إضافية، لكننا لا نملك خيارا غير التحضير لهذا اللقاء". ---------- بوشامة: "لن نفكر في سطيف حاليا لأن هناك لقاءين قبلها" ما تعليقك على الفوز المحقق اليوم (الحوار أجري عقب اللقاء)؟ فرحتنا كبيرة جدا بالفوز، أثبتنا أننا نحترم أخلاقيات اللعبة وأكدنا أن كرة القدم تلعب حتى آخر لحظة ولم ندخر جهدا في البحث عن الهدف الثاني، شيء صعب أن تعيش تلك اللحظات، لكن الشيء الأجمل هي تلك الفرحة عقب تسجيلنا لهدف في اللحظات الأخيرة من الوقت البدل الضائع، هذا ما زاد من حلاوة الانتصار والثلاث نقاط. كل المؤشرات كانت توحي بالفوز قبل اللقاء، لكننا شاهدنا العكس تماما فوق الميدان فماذا حدث بالضبط؟ لم نستصغر المنافس أبدا، فنصر حسين داي رغم أنهم نزلوا إلى القسم الثاني إلا أن هذا لم يمنعهم من تأدية مباراة في المستوى، وزد على ذلك هم كانوا مرتاحين من الناحية النفسية عكسنا نحن الذين كنا مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالفوز، وهو ما جعل الأمور تزداد صعوبة مع مرور الوقت. تلقيتم هدفا مفاجئا، ألم يؤثر عليكم ذلك؟ تأثير الهدف كان مع مرور الوقت ولحسن حظنا أننا تمكنا من تعديل النتيجة في وقت جيّد، كنا نسعى لمواصلة التألق في الشوط الثاني، لكننا واجهنا فريقا استطاع أن يوقف كل محاولاتنا، ولحسن حظنا أننا استطعنا أن نصل إلى الهدف المسطر وهو النقاط الثلاث. كل المؤشرات باتت توحي بأن البطولة ستحسم في الجولة الأخيرة أمام الوفاق فما قولك؟ لا نفكر في هذا اللقاء في الوقت الراهن، لأننا مقبلون على مباراتين أخريين أمام بجايةوالشلف وبعدها يصل موعد اللقاء أمام الوفاق، فنحن مطالبون بأن نكون في الموعد ونحقق الفوز في اللقاءين المقبلين وبعدها نبحث عن الطريقة التي تمكننا من الفوز على الوفاق. ينتظركم لقاء متأخر أمام بجاية، ما قولك؟ بما أننا سنلعب على أرضنا، فإننا مطالبون بأن نستغل عاملي الملعب والجمهور لصالحنا وهذا من أجل استعادة المركز الأول والبقاء في السباق نحو اللقب، لا نملك خيارا غير الفوز، لأن الفريق الذي يريد الفوز بالبطولة عليه الفوز بكل المباريات المتبقية. الأنصار ينتظرون منكم فوزا أمام بجاية وأخر في الشلف حتى يكون التعادل كافيا للفوز باللقب... لا يجب أن ندخل في مثل هذه الحسابات، لأننا مطالبون ببحث عن الطريقة التي تمكننا من الفوز بأكبر عدد من اللقاءات، لذا علينا أن نسيّر بقية المباريات على أساس أنها مباريات كأس، لأن الخطأ فيها سيقلص من الحظوظ في التتويج باللقب. --------- حصة خفيفة للأساسيين برمج المدرب مزيان إيغيل حصة تدريبية خفيفة بالنسبة للاعبين الأساسيين الذين خاضوا مباراة أول أمس كاملة أو شبه كاملة، فقد أجروا تمارين خفيف في حصة صبيحة أمس في أجواء رائعة. وحصة عادية للبقية وبالمقابل برمج حصة تدريبية عادية بالنسبة للاعبين البدلاء والعناصر التي لم تكن حاضرة في "داربي" أول أمس، إذ خاض رفقاء شافعي حصة تدريبية تضمنت العمل البدني والعمل بالكرة طيلة الحصة التدريبية. بومشرة يعود وسيكون حاضرا أمام بجاية عاد اللاعب سليم بومشرة إلى جو التدريبات بداية من أول أمس بعدما تدرب وحده، فيما عاد في حصة أمس وهو ما سيجعل ضمن التشكيلة التي سيستدعيها المدرب إيغيل في حصة مساء الغد، إذ ينتظر أن يكون ضمن التشكيلة الاحتياطية كونه عائد من إصابة والمدرب لن يغامر به. قد يكون أساسيا أمام الشلف ومن المنتظر أن يكون اللاعب أساسيا في المباراة الموالية أمام جمعية الشلف والمبرمجة أمسية الثلاثاء المقبل، خاصة أن عددا كبيرا من اللاعبين مرشحون للغياب عن لقاء الشلف بحكم العقوبة. حصة اليوم مساء برمج المدرب إيغيل حصة تدريبية مساء اليوم، واستفاده اللاعبون من نصف يوم راحة كونهم لم يحصلوا عليها منذ أكثر من أسبوع، فحصة أمس جرت صباحا فيما ستجري حصة اليوم بداية من الساعة الخامسة.