التحضير الجيد والبرمجة السليمة لتربصات المنتخبات هي أساس المشوار المتميز في أي دورة عالمية حسب إجماع المختصين، فالأكيد أن من زرع سيحصد في النهاية ما دام خطّط ودبر للمستقبل، كل هذا هو مجرد طرح نظري لما نعيشه في هذه الأسابيع الحساسة جدا قبل مونديال جنوب إفريقيا، فال32 منتخبا معنيا بالنهائيات تجري حاليا معسكرات إعدادية مخطط لها بدقة...ومبنية على قواعد وأسس مختلفة، لكن الأفضلية لبعض المنتخبات تصنع الحدث على لسان المختصين، وهو ما ارتأينا طرحه لكن بمقارنة تربص المنتخب الوطني قبل المونديال والذي قطع قسمه الأول بلقاء الأمس أمام إيرلندا، مع تربصات إنجلترا، أمريكا وسلوفينيا التي لقيت بعض الانتقادات، والمفاجأة أن حلولها موجودة في مخطط “الخضر” وفي ثلاث نقاط مفاضلة. أفضلية 1 : أيام إضافية ولاعبون ملتزمون عماد بناء المنتخب الإنجليزي غير موجود لا في مانشستر يونايتد، ليفربول أو أرسنال بل هو في توتنهام وتشيلزي حسب ما ذكرته جريدة “تايمز” قبل نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، والذي رُشح فيه الناديان المذكوران لتنشيطه قبل أن يطيح بورتسموث بتوتنهام ويواجه “البلوز” في النهائي، وقد كانت مباراة النهائي في “ويمبلي” في ال15 من الشهر الحالي سببا في تأخر انطلاق تربص المنتخب الإنجليزي إلى ال17 من ذات الشهر، بينما تأخر وصول لاعبي تشيلزي إلى ما بعد ذلك بيومين، وهو القرار الذي لقي بعض الانتقادات خاصة أن لاعبين شاركا في ذات المباراة هما نذير بلحاج وحسان يبدة اللذين شدا الرحال الى كرانس مونتانا بعد اللقاء مباشرة. هذا ويملك “الخضر” أفضلية في تربصهم تمتد من 3 أيام إلى 5 أيام عن باقي منتخبات المجموعة الثالثة، مع العلم أيضا أن المنتخب الأمريكي لقي انتقادات هو الآخر بسبب تواجد معظم الدوليين في عطلة منذ الأسبوع الأول لشهر ماي بينما تأخر التربص إلى ال16 منه. أفضلية 2 : الابتعاد عن الديار حتى في اللقاءات الودية المنتخب الوطني الجزائري هو الوحيد من بين منتخبات المجموعة المونديالية الثالثة الذي برمج تربصه ولقاءاته التحضيرية خارج الديار، فإنجلترا التي تعسكر حاليا في أعالي النمسا عادة إلى لندن قبل 4 أيام وواجهت المكسيك في ويمبلي وستعود إليه لمواجهة اليابان، وهو قرار نال قسطا من الانتقادات هو الآخر كون مباراة المكسيك كانت دعائية بالدرجة الأولى لملف إنجلترا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2018، وبالمثل أيضا سيعود المنتخب السلوفيني في الرابع من شهر جوان إلى عاصمة بلاده لوبليانا لمواجهة نيوزلندا قبل شد الرحال إلى جنوب إفريقيا، بينما تربص المنتخب الأمريكي ومبارياته الإعدادية ستكون في بلاده أيضا بداية من مواجهة التشيك قبل أيام في هارتفورد ثم تركيا هذا اليوم في فيلادلفيا (يواجه أستراليا يوم 5 جوان في آخر لقاء ودي). أفضلية 3 : من كرانس مونتانا إلى نورنبيرغ وتفادي الروتين البقاء في مكان واحد لأسابيع متتالية يخلق بالتأكيد الملل داخل صفوف الفريق، وقد ظهر ذلك جليا من خلال تعليقات لاعبي منتخبنا الوطني التي نقلتها “الهدّاف” قبل يومين من الآن، هذا الأمر يخلقه عادة البرنامج المغلق المتميز بالصرامة الكبيرة، إضافة إلى التواجد في مكان واحد دون تغيير، وهو ما يوجد له حل في برنامج رفقاء القائد يزيد منصوري، ففضلا عن حصولهم على قسط من الراحة اليوم وغدا، سيتوجه لاعبونا بعدها إلى مدينة نورنبيرغ الألمانية لواصلة الفترة الإعدادية، وبعدها إلى جنوب إفريقيا للدخول في آخر محطة قبل الدخول في المسابقة، وهذا ما لا توفره برامج منتخبات إنجلترا مع الخبير كابيلو، إضافة الى أمريكيا وسلوفينيا. حماسة الأنصار الزائدة سلبية كان بالإمكان تفاديها رغم الإيجابيات الموجودة في تربص “الخضر” الذي مر منه جزء واحد حتى الآن، إلا أن السلبية التي قد تكون معكرة الجو السائد هناك هي انفعالات الجالية الجزائرية الزائدة عن حدها والتي تخيّل لمشاهدها أن التربص مبرمج في الجزائر العاصمة، حيث قلب محبو “الخضر” هدوء سويسرا إلى صخب الملاعب الجزائرية، وغيّروا تماما حال المجتمع هناك فما بالك بتربص “الخضر”، وعليه يمكننا وصف حماسة الأنصار بالسلبية الوحيدة في البرمجة وهذا دون الحديث عن الإصابات كونها خارج المخطط وتحدث مع كل المنتخبات. البرنامج الجزائري تفوّق في بدايته، فهل يأتي بثماره في النهاية؟ الاحترافية التي بات يسير بها المنتخب الوطني، والتي ظهرت جليا من خلال النقل الحي الذي سرده مبعوث “الهدّاف” في سويسرا لمّا زار تربص المنتخب الإيفواري، ثم الفرق الشاسع بين فخامة فندق “غولف أند بالاس” مقر تبرص “الخضر” المنتهي في كرانس مونتانا وبين مقر المنتخب السويسري، إضافة إلى الأفضليات التي ذكرناها كلها أمور تؤكد أن منتخبنا الوطني قطع الجزء المهم من مخطط الظهور بأحسن شكل ممكن في نهائيات كأس العالم، في انتظار الجزء الأهم والذي ننتظر فيه حصاد العمل الجبار المنجز حتى الآن، فهل يكسب سعدان الرهان؟