أكدت مولودية باتنة صحة نواياها في لعب “الداربي“ الباتني 28 بنزاهة بعيدا عن الإشاعات التي انتشرت في الأيام الأخيرة، حيث ظفر أشبال المدرب بن جاب الله بالنقاط الثلاث على حساب الجار شباب باتنة الذي كان في حاجة إلى الفوز للحفاظ على حظوظه في البقاء، وهو ما لم يتحقق ميدانيا بالنظر إلى الرغبة التي أبان عنها رفقاء عليلي الذين عادت إليهم الكلمة الأخيرة بفضل الهدف الذي أمضاه لمودع في بداية المرحلة الثانية، وهو الفوز الذي رد الاعتبار لأصحاب اللونين الأبيض والأسود وردوا بطريقتهم الخاصة على تصريحات واتهامات بعض الأطراف المحسوبة على شباب باتنة التي قللت من شأن وتاريخ المولودية. مساعي ترتيب النتيجة قوبلت بالرفض وقبل ساعات قليلة من انطلاق مواجهة الجمعة المنصرم، شهد محيط المولودية عدة مساعي من أطراف محسوبة على “الكاب” قصد إيجاد كيفية تسمح بضمان النتيجة وفق الشكل الذي يخدم أبناء بسكري، حتى أن بعض المصادر أشارت إلى وجود أطراف فعالة عملت المستحيل لإقناع إدارة زيداني بذلك، بحكم أن المولودية ليست في حاجة إلى النقاط الثلاث مادامت سقطت منذ مدة، إلا أن هذه المساعي قوبلت برفض خاصة أن العديد من الأنصار الذين تنقلوا إلى فندق “شيليا“ هددوا بتصعيد الوضع في حال عدم الرضوخ للضغوط الممارسة من أجل التنازل عن نتيجة اللقاء. ضغوط لإعفاء لوكيلي، زغيدي ولومان من المشاركة وفي سياق متصل شهدت الساعات الأولى التي سبقت اللقاء عدة مزايدات بشأن التشكيلة المعنية باللعب، حيث تلقت الإدارة مقترحات من بعض الجهات قصد إحداث تغييرات جوهرية وإعفاء بعض اللاعبين الأساسيين الذين يتمتعون بخبرة كافية في مقدمتهم لوكيلي، زغيدي والمهاجم الكامروني لومان، مقابل الاعتماد على العناصر الشابة من باب تسهيل المهمة للشباب بصورة غير مباشرة، وهو المطلب الذي قوبل بالرفض من الحاضرين الذين أصروا على عدم تنقل الحافلة إلى الملعب إلا في حال الاتفاق بالإجماع على عمل المستحيل من أجل تحقيق الفوز. “المولودية لن تنتظر 2049 يا فرحي والعود اللي تحڤرو يعميك” وكان رد فعل المولودية سريعا لأن الكثير لا يزال لم يهضم الطريقة التي وصف بها مولودية باتنة حين ضرب لها موعدا لعودة الداربي الباتني إلى عام 2049، ناهيك عن التشكيك في تاريخ المولودية بالنظر لمضمون المناشير التي وزعت في لقاء الذهاب، قبل أن تنقلب الأمور في مواجهة أول أمس التي رد فيها أصحاب اللونين الأبيض والأسود الاعتبار لأنفسهم وأرادوها رسالة للمناجير العام فرحي وبقية مسيري شباب باتنة التي التزمت الصمت عن التصرفات غير المسؤولة التي حصلت في داربي الذهاب. بن جاب الله يواصل كسب الرهان بالشبان ويواصل المدرب بن جاب الله مسيرته الناجحة مع العناصر الشابة التي تمت ترقيتها إلى الأكابر، ولم يخيب أمام “الكاب” مؤكدا حنكته في تسيير المواجهات الحاسمة، متجاوزا قلة الخيارات التي عانى منها بسبب الإصابات التي أرغمت عدة أساسيين على الغياب على رأسهم المهاجم أمعوش، ورغم حساسية اللقاء وافتقاد اللاعبين إلى الخيرة إلا أنه سمح لزملاء زياد بالتفاوض من مركز القوة أمام تشكيلة الشباب منذ البداية، قبل أن يتمكن لمودع من مخادعة عويطي بهدف في بداية الشوط الثاني بتمريرة من زياد. تصريحاته تحمل رسالة وتنال الاعتراف خلفت تصريحات المدرب بن جاب الله بعد نهاية اللقاء ردود أفعال إيجابية في وسط المولودية وأنصار عدة أندية، حين أكد أن فريقه دخل الميدان ليؤدي لقاء في المستوى رافضا أن يلعب وهو على علم بالنتيجة مسبقا. وقد أشاد الكثير بالمدرب بن جاب الله الذي اعترف بالتصرفات غير الرياضية التي تميز كواليس الكرة في الجولات الأخيرة من البطولة، وأصر على أن يعوّد شبانه على عدم الدخول فيها لأنها لا تشرف النادي والكرة الجزائرية. نزاهة المولودية تخلط الحسابات في أسفل الترتيب ساهمت الطريقة التي لعبت بها المولودية أول أمس في خلط الحسابات التي وضعت قبل إجراء الجولة، خاصة ما تعلق بالأندية المعنية بتفادي الورقة الثالثة المؤدية إلى القسم الثاني، وفي الوقت الذي كانت عدة فرق مرشحة للسقوط في صورة مولودية العلمة، جمعية الخروب وكذا مولودية وهران إلا أن الفوز الذي حققته المولودية أمام الشباب باتنة جعله (الكاب) المرشح الثلث دون منازع لتوديع القسم الأول، بالنظر إلى نتائج لقاءات أول أمس، ونوهت الكثير من الأندية باللعب النزيه لأشبال بن جاب الله خاصة أنه لم يقتصر على “الداربي” الباتني بقدر ما برهنوا أمام أندية كبيرة، على غرار شبيبة القبائل واتحاد الحراش. إجماع بأن سقوط المولودية سببه سوء التسيير وعلى ضوء الأداء الذي قدمته العناصر الشابة للمولودية أمام الشباب وفي المواجهات السابقة، أدرك متتبعو النادي أن السقوط المبكر لرفقاء لوكيلي لا يعود إلى الجانب الفني بل إلى سوء التسيير والصراعات في الإدارة منذ بداية الموسم، ما عقد مهمة العناصر الباتنية التي تصارع لوحدها دون التفاتة من المسيرين الذين ظلوا بعيدين عن النادي، ما جعل استفاقتها في المدة الأخيرة فرصة لإعادة ترتيب البيت والتفكير في المستقبل لتفادي تكرار سيناريو هذا الموسم. ----------------------- الأنصار حافظوا على نكهة “الداربي” رغم أن مولودية باتنة واجهت “الكاب” ومصيرها قد عرف منذ مدة، إلا أن أجواء “الداربي” كانت حاضرة بالنظر إلى الدور الذي قام به الأنصار رغم عددهم المتوسط مقارنة باللقاءات المحلية السابقة، إلا أن رغبة المولودية ولاعبيها في إبطال الإشاعات التي روجت قبل اللقاء عن تسهيل مهمة الجار لضمان بقائه في القسم الأول، كان لها دور مهم في رد فعل الأنصار قصد الحفاظ على تقاليد النزاهة. لوكيلي لم يخيب وحمّس زملاءه عاد لاعب المولودية غوتي لوكيلي إلى التشكيلة الأساسية قائدا للفريق بعدما غاب عن اللقاء المنصرم أمام النصرية بسبب العقوبة، ولعب دورا كبيرا في الدفاع بالخبرة التي يتمتع بها إضافة إلى توجيه زملائه خاصة الشبان مانحا إياهم ثقة كبيرة خاصة الحارس ليتيم. لمودع يدخل تاريخ “الداربي” سيبقى الهدف الوحيد الذي سجله لمودع في الداربي رقم 28 مميزا له لأنه كان أمام الفريق الذي حقق معه الصعود الموسم المقبل، كما دخل فيه تاريخ المواجهات المحلية لفريقي عاصمة الأوراس، ليسير بذلك على خطى حميتي الذي بقي في أذهان أنصار المولودية رفقة بولمدايس صاحب هدف لقاء الذهاب في الموسم ما قبل الماضي. لطرش ينوه بعمل بن جاب الله وإرادة الشبان أشاد المدرب الأسبق لطرش بالمردود الطيب الذي قدمته العناصر الشابة للمولودية في الداربي الباتني الذي جرى أول أمس، حيث أثنى ابن القل على الجهود المقدمة معترفا بالعمل الذي يقوم به زميله بن جاب الله، حيث هنأه وتمنى من الإدارة أن تجدد فيه الثقة لمواصلة سياسة التشبيب الناجحة. دمبري جدد الثقة في ليتيم فضل مدرب الحراس حسان دمبري بالتنسيق مع المدرب بن جاب الله الإبقاء على ليتيم أساسيا للمرة الخامسة على التوالي، ورغم عودة طوال إلى التشكيلة إلا أن ذلك لم يمنع الطاقم الفني من الحفاظ على خدمات ابن بوحمامة الذي واصل تألقه، خاصة أنه أبدى رغبة في فرض إمكاناته يعد العمل الذي قام به في الأيام الأخيرة تحت إشراف مدربه دمبري. رابع لقاء دون هزيمة يثمر 8 نقاط واصلت المولودية سلسلة النتائج الإيجابية دون إخفاق، فبعد الفوز المسجل أمام شبيبة القبائل متبوعا بالتعادل أمام اتحاد الحراش والنصرية، جاء دور شباب باتنة الذي ذهب ضحية شبان المدرب بن جاب الله الذين عادت لهم الكلمة بفضل الهدف الذي أمضاه المهاجم لمودع بعد 6 دقائق من انطلاق المرحلة الثانية، وهو ما سمح بحصد 8 نقاط في 4 لقاءات متتالية، علما أن هذا الفوز هو الرابع في مرحلة العودة حيث لم تحقق المولودية سوى فوز وحيد في الذهاب. زدام “وزع مصروفا“ على اللاعبين في غرف الملابس كان المسير زدام في مستوى تطلعات اللاعبين الذين حفزهم بمنحهم مبلغا رمزيا في غرف الملابس، ما أفرحهم وأراح الشبان الذين جسدوا وعدهم بلعب اللقاء بنزاهة وإبطال الإشاعات التي روجت الأسبوع المنصرم. المولودية دائما تسجل على “الكاب“ في مرمى الجهة الغربية برهن مهاجمو المولودية مجددا أنهم محظوظون في الوصول إلى شباك شباب باتنة في مرمى الجهة اليمنى من مركب 1 نوفمبر، فبعد الهدف الذي أمضاه حميتي على الحارس سماعيلي بداية التسعينيات إثر كرة ثابتة من بعد 25 مترا، فإن المهاجم بولمدايس كرر السيناريو بعد تمريرة من دربال وأدخل الكرة في شباك بابوش قبل موسمين ونصف، ليدخل لمودع الداربي الباتني هو الآخر من الباب الواسع وبهدف شبيه بما قام به بولمدايس عقب فتحة من زياد قبل دخوله منطقة العمليات.