نشطت مولودية باتنة أول أمس آخر مبارياتها في حظيرة القسم الأول الذي ودعته بعد الأداء الهزيل منذ بداية الموسم الكروي مصحوبا بنتائج سلبية عقّدت الوضعية بمرور الوقت... ما جعلها ترهن حظوظها في وقت مبكر بسبب عديد العوامل المتداخلة التي تسببت في إخراج التشكيلة من دائرة الفرق المراهنة على حظوظها إلى آخر جولة، في مقدمة ذلك سوء التسيير الذي كان السمة البارزة في يوميات النادي وما صاحبها من انشقاقات وتكتلات جعلت مصلحة المولودية في المقام الأخير. وإذا كانت المسيرة العامة لم تكن تبعث على التفاؤل منذ الجولات الأولى، إلا أن المباريات الأخيرة التي قادها المدرب بن جاب الله مع العناصر الشابة التي تم ترقيتها من الأواسط أعطت وجها مخالفا يوحي مبدئيا بإمكانية رد الاعتبار لعشاق اللونين الأبيض والأسود وإمكانية التفاؤل بالعودة إلى حظيرة الكبار الموسم المنصرم. ثورة الشبان ردت الاعتبار وقللت من التشاؤم وبغض النظر عن الهزيمة الثقيلة التي منيت بها المولودية في اللقاء الأخير أمام صاحب الريادة مولودية الجزائر، إلا أن ذلك لا يخفي الانتفاضة الكروية التي ميزت العناصر الشابة للمولودية بقيادة المدرب بن جاب الله الذي عرف كيف يستثمر إرادتها ويحفزها على رفع التحدي وقلب العديد من الموازين بدليل النتائج الإيجابية المسجلة في 4 مباريات متتالية أثمرت 8 نقاط بعد فوزين وتعادلين، في مواجهات يمكن وصفها بالحساسة بالنظر إلى طموحات المنافسين في لعب الأدوار الأولى في صورة شبيبة القبائل واتحاد الحراش أو السعي إلى تفادي السقوط على غرار شباب باتنة، وهو المردود الذي قلل نسبيا من حدة التشاؤم الذي خيّم على محيط النادي لأشهر عديدة وأظهر أن المولودية تبقى مدرسة عريقة قادرة على رفع التحدي بفضل شبانها على وجه الخصوص. تضحيات بن جاب الله أثمرت ملامح فريق يعد بالكثير اجمع المتتبعون لشؤون المولودية بالعمل الذي قام به المدرب بن جاب الله على مستوى التشكيلة الباتنية، بالنظر إلى التضحيات التي قام بها رغم حالة الإهمال الذي ساد الجانب الإداري وقلة التحفيزات المالية، حيث أن تعدد العراقيل لم يمنع المدرب الحالي للمولودية من تجاوزها على طريقته الخاصة بفضل حنكته في كسب ثقة العناصر الشابة التي كان هدفها الرئيسي هو العمل في التدريبات من أجل البروز في المواعيد الرسمية، وهو الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على الأداء العام للنادي الذي اختلفت صورته تدريجيا منذ لقاءي البرج والشلف ليترجم الأداء مع ثورة النتائج الفنية في المواعيد الموالية أمام الشبيبة الحراش، النصرية وشباب باتنة، ما أكد لمحبي النادي أن المولودية كانت في حاجة إلى من يمنح الثقة للاعبين حتى يكون رد الاعتبار ملموسا فوق المستطيل الأخضر. بن فليس وعبد الصمد وراء القاعدة الخلفية للشبان وإذا كان المدرب بن جاب الله عرف كيف يوظف الإمكانات التي تحوز عليها العناصر الشابة التي تم ترقيتها إلى صنف الأكابر، إلا أن المحيط العام للمولودية لم ينس العمل الذي قام به الطاقم الشباني المستقيل بقيادة مسؤوله الأول بن فليس محمد والمدير الفني عبد الصمد نور الدين والطاقم الفني الذي اشتغل إلى جانبهما على مدار المواسم الثلاثة الأخيرة من خلال العمل الجيد في سبيل البحث عن المواهب الشابة في مختلف الفئات إضافة إلى التخلي عن سياسة المحاباة و”السوسيال” التي ذهب الفريق ضحيتها في مناسبات عديدة. ورغم أن بن فليس وعبد الصمد فضّلا الانسحاب منتصف هذا الموسم في صمت، إلا أن ثمار العمل الذي قاما به استفادت منه التشكيلة الباتنية بعد أن وجد الطاقم الفني العناصر الشابة القادرة على رفع التحدي في مثل هذه الظروف الحساسة. بن فليس: “الشبان رأس مالنا والمولودية قادرة على إنجاب المزيد من سعدان، ملاخسو وحاج عيسى” أكد المسؤول السابق على الفئات الشبانية محمد بن فليس أن العمل الذي قام به في المواسم الأخيرة كان نتيجة تضحيات كل الأطراف التي عملت إلى جانبه في مقدمتهم المدير الفني عبد الصمد نور الدين، واعتبر أن ما قام به كان عن قناعة، وهو ضرورة الاعتناء بخزان النادي من المواهب الكروية التي برهنت -حسب قوله - على رغبتها في البروز وتشريف ألوان المولودية خاصة أن ما يطالبون به هو منحهم الفرصة حتى يبرهنوا على قدرتهم في منح الإضافة اللازمة للتشكيلة. وحسب محدثنا، فإن المولودية تبقى مدرسة كروية من العيار الثقيل لأن الفريق الذي أنجب أسماء من وزن المدرب الوطني سعدان وصخرة الأوراس حمّة ملاخسو، إضافة إلى مدلل الوفاق حاج عيسى قادر على إنجاب عناصر أخرى ستعد بالكثير مستقبلا إذا لقيت الرعاية اللازمة من الإدارة الطاقم الفني. السقوط درس حقيقي والتعداد الحالي قادر على العودة إلى الكبار ومهما بلغت سياسة التشبيب من النجاح، إلا أن ذلك لن يغطي الفشل الذريع للإدارة الباتنية التي عجزت منذ البداية عن توفير المتطلبات اللازمة التي تبقي المولودية في صف الفرق المراهنة على ضمان البقاء، بعد استسلامها المبكر للأمر الواقع، إضافة إلى عدم معالجة عديد المشاكل التي طفت إلى السطح منذ بداية الموسم دون نسيان عدم الاستقرار الذي خيّم على العارضة الفنية والتشكيلة الأساسية، إلا أنه في المقابل يرى بعض المتتبعين أن العناصر الحالية قادرة على قول كلمتها مستقبلا من أجل إعادة المولودية إلى حظيرة القسم الأول خاصة إذا توفّرت الإرادة اللازمة لتحسين صورة النادي بعد أن اعترف الكثير على أن المولودية لا تستحق المكوث لعشريات أخرى في جحيم القسم الثاني. زيداني يعترف يراهن على فريق طموح الموسم المقبل من جانب آخر، اعترف المسؤول الأول زيداني برد الفعل الايجابي الذي ميز أواسط المولودية موازاة مع منحهما فرصة المشاركة في مباريات الأكابر، ولم يتوان في الإشادة بجميع الأطراف التي عملت على مستوى الفئات الشبانية للنادي، مفصحا عن نواياه في مواصلة تدعيم سياسة التشبيب التي أعطت ثمارها بصورة مرحلية، مع مراعاة الجوانب المستقبلية للمولودية والتعامل مع الأمور حسب الإمكانات المالية المتاحة والطموحات المسطرة. وإذا كان زيداني يعلق آمالا عريضة في استيفاء الشروط الخاصة بملف الاحتراف، إلا أنه في المقابل يبدو من خلال كلامه نية الهيئة المسيرة في مراجعة العديد من الأوراق التي تسمح بإعادة ترتيب البيت حسب الاجتماعات المقبلة التي ستصب في دراسة الآفاق المستقبلية. أطراف تطالب ببقاء بن جاب الله الموسم المقبل دعت أطراف مقربة من محيط المولودية الهيئة المسيرة الحالية إلى وضع الثقة في المدرب الحالي بن جاب الله ومطالبته بمواصلة مهامه على رأس العارضة الفنية خلال الموسم المقبل، في ظل العمل الجيد الذي قام به ما سمح له بمنح فرصة البروز لعديد العناصر الشابة التي فاجأت أسرة المولودية بإمكاناتها الفنية التي ينتظر منها الكثير مستقبلا. ويأتي هذا المطلب من باب الحفاظ على الاستقرار في النادي، خاصة أن التغييرات الكثيرة التي ميزت العارضة الفنية كانت أحد أسباب تقهقر النتائج هذا الموسم. بن جاب الله: “لا أحد تحدث معي وإذا لم نتفق سأغادر المولودية مرتاح الضمير” لم يفصح المدرب بن جاب الله عن مستقبله المهني بخصوص الموسم المقبل، ورغم أن بعض الأطراف طالبت ببقائه إلا أنه -حسب محدثنا- لا أحد تحدث معه بصورة مباشرة حول هذا الموضوع، وعليه سيترك كل شيء للمكتوب دون أن يستبق الإحداث، لأن ما يهم -يقول بن جاب الله- أنه أدى ما عليه طيلة إشرافه على العارضة الفنية رغم الوضعية الصعبة التي ميزت النادي، ما يجعله يغادر المولودية مرتاح الضمير في حال عدم التوصل إلى اتفاق في هذا الجانب ونوّه في الوقت نفسه برد الفعل الإيجابي الذي لمسه من اللاعبين الذين عملوا بجدية رغم المرتبة الصعبة التي كان يتواجد فيها الفريق على امتداد الجولات الأخيرة من البطولة. دقائق تاريخية لبن منصور سجل اللاعب الشاب بن منصور أول مشاركة رسمية مع الأكابر بعد إقحامه في الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة مكان زميله عليلي ليضاف إلى بقية الأسماء التي أكدت حضورها في التشكيلة خلال المباريات السابقة على غرار ليتيم، زقرير، بلهادي، عقيني، عش زقاق، يعقوب وغيرها من الأسماء التي يُنتظر منها الكثير في بطولة الموسم المقبل.