يبدو أن الطاهر مخلوفي شقيق العداء الجزائري المتوج بذهبية سباق 1500 متر كان الأكثر تفاعلا من بين أفراد عائلته بإنجاز شقيقه، حيث فقد صوته بعد الفرحة الهستيرية والليلة الصاخبة التي قضاها بعد تتويج توفيق حيث كان يتحدث لنا بصوت “مبحوح“، لكن السعادة بما صنعه شقيقه الأكبر بدت واضحة عليه ولم يتمكن من إخفائها، وقد خرج الطاهر إلى شوارع المدينة وهو يهتف باسم أخيه مطولا، هذا بعد أن دوى البيت بنفس الهتافات والتي أرفقها بعبارات “وان تو ثري فيفا لالجيري". كان يركض إلى جانب أخيه لكن الإصابة حرمته من الاستمرار وقد أكد لنا الطاهر مخلوفي بأنه كان يمارس الرياضة إلى جانب أخيه وكان من العدائين المميزين، غير أن الإصابة التي تعرض لها على مستوى الركبة حرمته من الاستمرار في اللعب لفريق الحماية المدنية الذي كان ينشط فيه توفيق مخلوفي قبل أن ينتقل إلى المجمع البترولي سنة 2009، ولكن حزنه لعدم تمكنه من الاستمرار في القيام بما يجيده لم يكن كبيرا بعد أن تمكن أخوه من البروز والتألق والفوز أخيرا بذهبية الألعاب الأولمبية في سباق 1500 متر. “لقد كنت واثقا من أنه سيحصل على الذهبية منذ الدور الأول“ وخلال الحديث الذي جمعنا مع شقيق البطل الجزائري أكد لنا الطاهر بأنه كان واثقا من قدرة شقيقه على الحصول على الميدالية الذهبية منذ بداية الدور التصفوي الأول ودخوله في المركز الأول، وبعد ذلك في نصف النهائي رغم أن الكثيرين كانوا متخوفين من إخفاقه في النهائي ورشحوه للحصول على ميدالية أخرى بعد الإصابة التي تعرض لها في نصف نهائي 1500 متر، والتي كانت سببا في انسحابه من سباق 800 متر، حيث صرح لنا: “لقد كنت متأكدا من أن توفيق سيفوز بالذهبية، ولم أشك في أي لحظة من اللحظات بأنه سيخفق أو أن أحد العدائين الآخرين سيتفوق عليه". “تحدثت معه قبل النهائي وكان واثقا جدا من الفوز بإحدى الميداليات“ ومن جهة أخرى، أكد الطاهر بأنه تحدث مع توفيق قبل لعبه النهائي وقد كان واثقا من الفوز بإحدى الميداليات وتشريف الجزائر وكل العرب وهذا ما تحقق في النهائية، لكن فرحته منعته من البقاء في المنزل وانتظار اتصال أخيه ليبارك له، فنزل إلى شوارع المدينة للاحتفال بهذا الإنجاز رفقة بقية أصدقائه، حيث قال: “لم يسعفني الحظ لأبارك ل توفيق بعد النهائي لأنني كنت سعيدا جدا ولم أتمالك أعصابي حيث خرجت لأحتفل في الشارع، على العموم لقد تكلمت معه قبل اللقاء ووعدني بالحصول على ميدالية ليشرف بها الجزائر والعرب، ولقد وفى بوعده". ت.مهدي / س.نوادرية خالتي شهلة والدة البطل تساند ابنها ب “دعاوي الخير نهار وليل" عبرت خالتي شهلة والدة البطل الجزائري توفيق مخلوفي عن سعادتها الكبيرة بالإنجاز الذي حققه ابنها في الألعاب الأولمبية ب لندن وتشريفه للجزائر وكل العرب، وأكدت بأنها تدعو له بالخير في كل يوم ولا تفوت أي ساعة دون الدعاء ل ابنها بالتوفيق، ويبدو أن دعاء الوالدة الكريمة جعل ابنها يوفق في التتويج بالميدالية الذهبية، حيث صرحت لنا خالتي شهلة: “أنا أتمنى الخير لابني دائما، وسأقف إلى جانبه وأشجعه للقيام بما يحب، أدعو له ليل نهار من أجل التفوق على الجميع والوصول إلى مبتغاه". “والده كان يمنعنه من ممارسة الرياضة لكنني وقفت إلى جانبه" وقد اعترفت لنا والدة توفيق مخلوفي بأن والده عمي يونس لم يكن يسمح لابنه بممارسة الرياضة من أجل عدم اهمال دراسته التي توقفت عند الثالثة ثانوي، وبالرغم من تأكيدها لزوجها في هذا الأمر وعدم السماح ل توفيق بالتفريط في دراسته، إلا أنها لم تكن تريده أن يتوقف عن ممارسة الرياضة التي يحبها، حيث قالت: “لقد كان توفيق يأتي إلي دائما ويشتكي من والده الذي كان لا يسمح له بممارسة رياضته المفضلة خوفا من تضييعه لدراسته وعدم إيمانه بوجود مستقبل كبير في الرياضة، وهذا ما جعلني أتدخل في كل مرة وأحاول إقناع زوجي بالعدول عن قراره لما رأيته من حب وعشق من توفيق لهذه اللعبة". “بكيت كثيرا بعد سماعي بخبر تتويجه" وبالعودة إلى اليوم الذي فاز فيه توفيق بالسباق النهائي ل 1500 متر وتتويجه بالميدالية الذهبية، أكدت خالتي شهلة بأنها بكت كثيرا بعد سماعها بخبر تتويجه وصياح ابنها الأصغر الذي سقط على الأرض من الفرح وواصل احتفاله بطريقة هيستيرية، حيث قالت: “لم أتمالك نفسي عندما سمعت صيحات ولدي الأصغر، وبعدها عرفت بأن توفيق فاز بالميدالية الذهبية وشرف الجزائر، فبكيت من شدة الفرح على هذا الإنجاز وما قدمه ابني إلى بلده وعائلته". علي رجيمي أين وكيف اكتشفت توفيق مخلوفي لأول مرة؟ اكتشفت توفيق مخلوفي في سنة 2003 خلال سباق الشباب الذي أقمناه في ولاية “سوق أهراس“، وقد أظهر إمكانات كبيرة خلال هذا السباق ولفت أنظار الجميع بقدراته الكبيرة، التي كانت تؤكد بأنه سيصبح عداء كبير ومن الطراز العالمي وهذا ما كان بالفعل، حيث تمكن من الفوز بالعديد من الألقاب خلال بداية مشواره في الفئات الصغرى. ما هي أبرز مميزاته؟ بالإضافة إلى إمكاناته الكبيرة والتي جعلت منه عداء عالميا مثلما ذكرت، فلديه شخصية قوية وهو لاعب خلوق، وهذا ما جعله ينجح في مجاله ويتألق كثيرا رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها خلال مشواره الرياضي عندما كان في “سوق أهراس“. خلال متابعتكم ل مخلوفي ألم يبرز في اختصاص آخر غير السباقات نصف الطويلة؟ لا لقد كان اختصاصه منذ البداية السباقات نصف الطويلة، فبنيته الجسمانية وقدراته البدنية وكل مؤهلاته تؤكد بأنه عداء سباقات نصف طويلة وفقط، لذا لم يكن لينجح في باقي السباقات. حسب رأيك ما هي الأمور التي جعلته يصل إلى هذا المستوى؟ جديته الكبيرة في العمل وسماعه لنصائحي كانا أبرز ما جعله يبرز بشكل كبير ويطور إمكاناته أكثر، رغم أنه لاقى العديد من الصعوبات في مشواره ولم يكن من السهل عليه الوصول إلى هذا المستوى، والتتويج بذهبية في الألعاب الأولمبية. ما هو نوع الصعوبات التي واجهها، وهل المادية إحداها؟ المشاكل المادية كانت كبيرة وتأثيرها كان سلبيا على مخلوفي، فلم يكن هناك أي شيء يشجعه على العمل، فلا يوجد مضامير للتدريب ولا أموال لشراء العتاد الخاص بهذه الرياضة وقد كنا نتدرب في غابة ابن رشد، وبالرغم من كل هذا تمكن مخلوفي من تحدي الصعوبات والتألق والوصول إلى هذا المستوى. كيف انتقل إلى المجمع البترولي سنة 2009؟ بعد أن تمكن من الفوز بالعديد من الألقاب المحلية والعربية، رأيت بأن توفيق يستحق فرصة أفضل من أجل التألق وتطوير إمكاناته، وما كنا نملكه في سوق أهراس لم يكن ليفيده أبدا لهذا قمنا بربط اتصالات مع مدربي المجمع البترولي في تلك الفترة، وتم قبوله قبل أن يبدأ فترة تألق أخرى ويؤكد معدنه الأصيل. وهل ما زلت على اتصال به حاليا؟ بكل تأكيد، لازلت على اتصال به لحد الآن ولقد كلمته قبل النهائي وشجعته على تقديم أفضل ما لديه، والحمد لله تمكن من تحقيق الهدف الذي كنا نصبو إليه، ونحن سعداء جدا بما قدمه. ألا تعتقد بأن توفيق كان قادرا على تحطيم الرقم القياسي الأولمبي في النهائي؟ كان قريبا من هذا الأمر، لكن أعتقد بأنه كان يفكر في الدخول في المركز الأول والتتويج فقط، فهو عداء شاب ولا يزال أمامه الكثير لتحطيم الأرقام القياسية، وأنا أعتقد بأنه قادر على ذلك. حاوره ت.مهدي/ س.نوادرية