رغم أن الفوز المحقق أول أمس السبت أمام المنتخب الإماراتي في المباراة الودية التي جرت بمدينة “فورث” كان مهما للغاية من الناحية المعنوية إلا أن الأداء الذي وقفنا عليه لم يكن راقيا لمنتخب سيلعب بعد أيام قليلة منافسة بحجم نهائيات كأس العالم خاصة أن الكثير كان يعوّل على مواجهة الإمارات لرفع المعنويات وتسجيل فوز عريض ينسينا ما حدث في المباراة الأخيرة أمام إيرلندا، لكن ذلك لم يحدث وبقي الجميع متخوفا مما ينتظر منتخبنا الوطني في دورة جنوب إفريقيا في ظل المستوى الذي يعرفه الجميع لدى منتخبات مثل إنجلترا، أمريكا وسلوفينيا. الإمارات منتخب متواضع ولعب بستة لاعبين آمال في غياب الأساسيين وما يزيد من تخوّف الأنصار على المستوى الذي ظهر به رفقاء القائد يزيد منصوري هو ضعف الفريق المنافس الذي لعب هذه المواجهة منقوصا من خدمات العديد من العناصر الأساسية التي لم تحضر لهذا التربص وفضّلت قضاء العطلة، ما جعل المدرب السلوفيني يستنجد بما لا يقل عن ستة لاعبين من المنتخب الثاني لأقل من 20 سنة الذين وقفوا الند للند مع منتخب سيلعب بعد أيام أمام سلوفينيا والمنتخب الإنجليزي العريق والقوي، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول الوجه الذي سيظهر به “الخضر“ في المونديال بعد الخرجة المحتشمة في مباراة أول أمس. الهدف جاء عن طريق ركلة جزاء هدية من المنافس وبالعودة إلى أطوار اللقاء ورغم تحسّن أداء المنتخب الوطني مقارنة باللقاء الأخير أمام إيرلندا، إلا أن الفوز المحقق أمام الإمارات جاء بعد هدف واحد تم تسجيله بفضل ركلة جزاء كانت عبارة عن خطأ فادح من أحد مدافعي الإمارات الذي قذف الكرة في منطقة العمليات نحو يد زميله، ما يعني أن الفرص التي خلقناها لم تكلل بأي هدف رغم أننا لعبنا أمام منتخب مكون في غالبيته من شبان لا يملكون الخبرة اللازمة ولكنهم وقفوا الند للند أمام الجزائر التي تملك شهرا تقريبا من التحضيرات في ظروف أقل ما يقال عنها أنها رائعة. سلوفينيا فازت بثلاثية أخرى وفي جنوب إفريقيا لن نواجه الإمارات وحتى تكون الصورة واضحة لدى الجميع، فإن “الخضر“ الذين وجدوا صعوبات كثيرة في هزّ شباك الإمارات المنقوصة من غالبية الأساسيين ما عدا إسماعيل مطر الذي جاء خصيصا للمشاركة في هذه المواجهة حتى لا يظهر أن المنتخب الوطني سيلعب مباراة شكلية، لكن منتخبنا في المونديال لن يواجه منتخبات تشبه المنتخب الإماراتي سواء في المستوى أو في القيمة الفنية للاعبين حيث يكفي فقط التذكير أن المنتخب السلوفيني تمكن مرة أخرى من التفوّق على منتخب نيوزيلندا المتأهل هو الآخر إلى المونديال بثلاثية وسبق له أن فاز على منتخب صربيا بهدف لصفر، علما أن المنتخب الصربي لقّن الجزائر درسا في كرة القدم في شهر مارس الفارط حين سحق هذا المنتخب “الخضر“ بثلاثية نظيفة. “لو نلعب بهذه الطريقة مع إنجلترا حذار من التبهديلة“ عدم اقتناع الكثير من الأنصار بالمستوى الذي ظهرت به العناصر الوطنية في مباراة الإمارات جعل التخوّف شديدا بما سيراه الجميع أمام المنتخب الإنجليزي الذي لا مجال لمقارنته مع المنتخب الإماراتي، خاصة أن قوة الإنجليز وعدم تسامحهم في اللعب والنتيجة يزيد من الخوف والقلق من أن “نتبهدل” بطريقة فاضحة إذا استندنا إلى أداء غزال ورفقائه في آخر مباراة ودية أمام الإمارات قبل خوض غمار المونديال، حيث عبّر لنا كل من التقيناه أن التخوّف هو السمة البارزة لدى الجميع من أن نكون لم نحضّر جيدا لهذه الكأس العالمية وعلينا أن نحاول تدارك ما فات قبل فوات الأوان لأن الشعب الجزائري لا يمكنه أن يتقبّل “تبهديلة كبيرة“ في المونديال “ليستشفى فينا العديان“. الجوهرة بودبوز يستحق مكانة أساسية ولماذا لا نجرّبه في المباريات الودية؟ السؤال المحيّر الذي بقي على لسان كل الأنصار عقب مواجهة الإمارات هو سرّ عدم وضع سعدان ثقته في الشاب بودبوز الذي يبهر في كل مرة وحتى في التدريبات والمباريات التطبيقية يقدم وجها رائعا يظهر من خلاله أنه يستحق مكانة أساسية، لكنه يبقى في كل مرة يلازم كرسي الاحتياط ويدخل في الدقائق الأخيرة من المباراة مقدما مردودا رائعا دون أن يشفع له ذلك في حجز مكانته الأساسية في التعداد على مقربة من المونديال ليبقى هذا السؤال دون جواب، خاصة أن المباريات الودية معمولة لتجريب العناصر ومختلف الخطط التكتيكية. سعدان يريد أن يموت بأفكاره ولو بالخسارة من جهة أخرى تبقى الغالبية مقتنعة أن الخيارات التي اعتمد عليها سعدان سواء في وسط الميدان أو في الهجوم لم تكن ناجعة بدليل عدم تمكن “الخضر“ من التسجيل إلا عن طريق ركلة جزاء منذ مباراة كوت ديفوار في دورة أنغولا، غير أن المدرب رابح سعدان لا يريد أن يجري تغييرات جوهرية مؤكدا في كل مرة على أنه يعرف ما يفعل ويجب تركه يقوم بما يراه مناسبا، ما يوحي أن المدرب الوطني يريد أن يموت بأفكاره حتى ولو كانت هذه الأفكار في غير محلها، وهو ما زاد من مخاوف الجماهير العريضة التي انتظرت بعض التغييرات في مواجهة الإمارات دون جدوى ليبقى شعارنا: “ربّي يستر وخلاص“...