تمكن المنتخب الوطني، أخيرا، من تحقيق فوز معنوي ثمين جدا في مباراته الودية التي جرت، أمس، أمام منتخب الإمارات العربية بمدينة نورمبيرغ الألمانية، حيث طرد بذلك النحس واستعاد الأمل قبل أيام من أول مباراة رسمية له برسم الدور الأول من المونديال أمام المنتخب السلوفيني. ولو أن الكثير من المتتبعين لم يقتنعوا بالمستوى الذي ظهر به أشبال سعدان، إلا أن هذا الفوز قد يرفع من معنويات اللاعبين، خاصة بعد سلسلة الهزائم الثقيلة في المباريات الودية الأخيرة أمام صربيا وإيرلندا. دخل المنتخب الوطني المباراة بنوع من التخوف، حيث بدا على أشبال سعدان التسرع تأثرا بضغط الجماهير الغفيرة التي حضرت المواجهة والتي بلغ عددها 17 ألف مناصر جاءوا من مختلف أنحاء أوروبا، وكانت المبادرة من جانب المنتخب الإماراتي الذي قام ببعض المحاولات، لكنها لم تشكّل أي خطر على مرمى الحارس شاوشي. ومع مرور الوقت، بدأ رفقاء حليش في التحرك ونقلوا الخطر إلى منطقة المنافس بفضل العمل الكبير الذي قام به الثنائي لحسن وزياني في وسط الميدان، هذا الأخير كان أحسن عنصر في الميدان، حيث ظهر نشيطا جدا وتوغل في أكثر من مرة داخل دفاع الإمارات. لكن المشكل الذي حال دون تهديد مرمى الحارس الإماراتي، هو غياب الإنسجام بين الوسط والهجوم، إذ كان غزال وجبور منعزلين. ورغم الكرات التي وصلتهما عن طريق التوزيعات من بلحاج، زياني وبوڤرة، إلا أنهما لم يستطيعا ترجمتها إلى أهداف، خاصة في الدقيقة 29 أين مرت رأسية غزال فوق العارضة. في المرحلة الثانية، دخل لاعبو المنتخب الوطني بأكثر إرادة، حيث لم تمر سوى ست دقائق حتى تمكن المايسترو كريم زياني من افتتاح باب التسجيل عن طريق ضربة جزاء بعدما لمست الكرة يد المدافع الإماراتي إثر هجمة مرتدة من بلحاج. وبعدها، شكّل "الخضر" ضغطا كبيرا على منطقة الخصم وقاموا بمحاولات عديدة للتهديف، لكن دون تجسيد، نظرا للتسرع ونقص التركيز. الهجوم.. هاجس الجزائريين الأبدي وكما كان متوقّعا، فقد تواصل صيام مهاجمي "الخضر" عن التسجيل، وهو ما يمثل الهاجس الأكبر للمدرب سعدان والجزائريين على وجه الخصوص، حيث لم يستطع غزال وجبور فك العقدة وتثبيت مكانتهما في التشكيلة الأساسية في المونديال، رغم أن سعدان منحهما وقتا أطول، ومن المنتظر أن يجد صعوبة كبيرة لتحديد ممثلي القاطرة الأمامية ل "الخضر" في ظل عقم هذا الثنائي وعدم الوقوف بدقة على إمكانيات المهاجمين الجدد، على ذكر بودبوز وعبدون، لكونهما لم يشاركا كثيرا. في حين، فإن صايفي يبقى بعيدا عن مستواه، حيث لم يقدم أي شيء في مباراة أمس، وقد وصل تذمر الجزائريين إلى حد مطالبة سعدان باستبعاده من المنتخب رفقة غزال، لأن أداءهما ينبئ بكارثة في المونديال.